مقاله كتبها : خالد همام / الشيشان
و عاد الصليبيون فأين صلاح الدين ..! ؟
في حملة عارمة رهيبة،عادت الحروب الصليبية من جديد، حقاً إنها لم تنقطع منذ قرون، وتعددت أشكالها في صورة استعمارٍ عسكري ثم غزوٍ فكري ثم هيمنةٍ سياسية وأيدلوجية ثم سيطرةٍ اقتصادية، واتخذت في كل ذلك شعاراتٍ ومسمياتٍ غير الحرب العقاربيه وغير شعار الصليب، ولكنها اليوم عادت في ثوبها الحقيقي تحت شعار الصليب مدججةً بالسلاح والعتاد،وفوق ذلك بدعم من اليهود وبقية الأمم الملحدة الأخرى من بوذيين ووثنيين وهندوس،فما إن هدأت حمأة الحرب الباردة في نهاية العقد الماضي إثر هزيمة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان على يد المجاهدين حتى تنبه قادة الغرب إلا أن الخطر الحقيقي القادم هو في العدو القديم ذلك المارد الذي بدأ يتململ من جديد وفي انتفاضة المارد فقط استطاع أن يهزم في بضع سنوات عدوهم الذي حيرهم عدة عقود فكيف إذا أفاق هذا المارد تماماً،فعادوا ليجمعوا صفهم وينسوا خلافاتهم ويساندوا عدو الأمس روسيا حتى لا تسقط تماماً ويمدونها بالمال والغذاء وصرحوا بأن روسيا حارسة البوابة الشرقية لأوروبا وأنها لا بد أن تلعب دوراً للصراع القادم أو إن شئت فقل القائم وليس ضرباً من العاطفة أو الخيال وإنما هي حقائق واضحة لكل ذي عينين تدل عليها تصريحات وأفعال قادتهم.
ففي أخر اجتماع لحلف وارسو عام 1409هـ 1989م أرسلت مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك رسالة إلى المؤتمر والرئيس قرباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي حينها يقول فيها : هونوا عليكم لقد انتهى الصراع بين الشرق والغرب وبدأ الصراع بين الشمال والجنوب تقصد النصارى في الشمال والمسلمين في الجنوب.
وهاهو نيكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق في كتابه (عام 99 نصر بلا حرب) يقول : إن الخطر القادم الأخطر من الشيوعية هو الأصولية الإسلامية في الشرق الأوسط .
وذاك رئيس وزراء إسرائيل يصرح مراراً بأن إسرائيل تراقب عن كثب الحرب في القوقاز وأنها تدعم روسيا مادياً ومعنوياً في حربها ضد الأصوليين المتطرفين في الشيشان.
وصرح أكثر من مرة كلينتون رئيس الولايات المتحدة الحالي بأنه لا بد من الشراكة بين روسيا وأمريكا وفي آخر زيارة له لروسيا في الثاني من يوليو الحالي صرح في البرلمان الروسي بأنه خير لأمريكا والغرب أن تبقى روسيا قوية وموحدة.
وغيرهم كثير من الزعماء والمفكرين الذين تحذر كتاباتهم وأقوالهم من خطر الإسلام القادم وأما أفعالهم فانظر إلى مؤتمراتهم وقراراتهم وإجراءاتهم التي اتفقوا فيها على حرب الإسلام تحت مسمى الإرهاب ويقصدون بكلمة الإرهاب الإسلام الحركي الفاعل الذي يتصدى لأطماعهم في بلاد المسلمين ويعلمون أن في نشاطه خطر عليه وانظر كيف يكيل العالم بمكيالين دائماً فهاهي إسرائيل منذ قيامها تنتهك أعرافهم الدولية وترفض الانصياع لقراراتهم وتختزن مئات الرؤوس النووية ترهب بها العرب والمسلمين بعقيدتها الصهيونية ولم توصف يوماً بالإرهاب ولم يفرض عليها قرار جزائي واحد بل على العكس تقف بجانبها أمريكا وبريطانيا وغيرها وتدعمها بحق الفيتو وانظر إلى قضية كشمير الذي يفرض على شعبه المسلم العيش تحت حكم الهندوس ولا يسمح له حتى بحق تقرير المصير منذ خمسين عاماً وإذا قام أبناؤه يدافعون عن دينهم ووطنهم وعرضهم اتهموا بالتطرف والإرهاب مثلهم في ذلك مثل أبناء الشعب الفلسطيني المشرد وبالمقابل انظر إلى قضية تيمور الشرقية في إندونيسيا حيث أن في تيمور شعب نصراني صغير قام قادتهم وهم بالمناسبة قساوسة يطالبون بالاستقلال فهب العالم الصليبي كله خلفه وأجبروا إندونيسيا على أن تعطيه حق تقرير المصير واختار الاستقلال وذهبت سبعة دول من الأمم المتحدة لتقف بجانبه وانتهت مشكلته في بضعة أيام لا لشيء إلا لأنه شعب نصراني أو شعب نصر كان قبل أقل من قرن من شعوب المسلمين ولم يقل أحد أنه شأن داخلي إندونيسي .
وأخيراً وليس آخرا انظر إلى قضية الشيشان وغيرها من شعوب القوقاز المسلمين تحت روسيا لا يمتون للروس بأية صلة لا في الدين ولا في الجنس ولا في اللغة ولا في التاريخ يناضل ذلك الشعب وأمثاله منذ 300 سنة وخاض 12 حرباً ضد روسيا وعجزت روسيا عن إخضاعه بالنار والحديد فاستغاثت بالغرب الذي لم يتقاعس في نصرتنا فمتى في حرب 94- 96 الماضية بـ16 مليار دولار في شكل قروض لم تسترد وفي الحرب الحالية بأكثر من خمسة مليارات دولار منح لا ترد ولما تقاعسوا بعض الشيء ذكّرهم بوتين رئيس روسيا الحالي بأنه يدافع عنهم وأنهم يجب أن يدفعوا وإلا جاءهم الأصوليون المسلمون وهرع هو إلى بابا الفاتيكان الكاثوليكي الذي في جلسة واحدة دعم النصارى الأرثوذكس في روسيا بمليار ونصف دولار ثم ذهب بوتين إلى أسبانيا وقال لو لم نقض على الشيشان فسوف يأتون هنا ليحرروا الأندلس وأخيراً قرر صندوق النقد الدولي إعادة إقراض روسيا قريباً ملياري دولار وسكت الجميع عملياً عن جرائم الروس في الشيشان وقالوا إنها شأن داخلي روسي ولم تدخل أية هيئه دوليه أو حتى وكالة أنباء أو صحفي أجنبي لرد هذه الحملة الرهيبة وأخيراً جاء التصريح الذي وضع النقاط على الحروف فقد ذكر القناة الأولى في التلفزيون الروسي يوم 7 ربيع ثاني 9 يوليو الحالي أن بوتين الرئيس الروسي صرح في مقابلة مع صحيفة فرنسية أنه يدعو أوروبا والعالم لمساعدة روسيا في مواجهة الأصوليين في الشيشان وأن عليهم واجب شكر روسيا التي تقف وحدها في وجههم وأن هؤلاء الأصوليين ينوون التحالف مع الأصوليين في أفغانستان والفلبين وغيرها ليقيموا الخلافة الإسلامية التي ستحارب العالم وأنه أي بوتين يدعو اليهود والنصارى للاتحاد لمواجهة هذا الخطر الذي سيدمر العالم انتهى كلامه . وصدق الله العظيم إذ يقول :( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73))الأنفال.
وهاهو ذا الصليب يعود من جديد فهل من صلاح الدين .
تعليق