الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد،
أثار بعض -ومازال- شبهة مفادها أن الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى قام بالخروج على الدولة العثمانية ،وقد تم
توجيه بعض اسئلة كان رد العلماء عليها نصا كالتالي :
قال الشيخ رحمه الله تعالى:
(لم يخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة العثمانية - فيما أعلم وأعتقد -، فلم يكن في نجد رئاسة ولا إمارة للأتراك بل كانت نجد إمارات صغيرة وقرى متناثرة، وعلى كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل … وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات، والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة، وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده، فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى …)
(ندوة تجديد الفكر الإسلامي، ألقيت في قاعة المحاضرات بجامعة الملك سعود، 1402هـ، (مسجلة على أشرطة كاسيت).
رد الشيخ صالح الفوازن - حفظه الله - على شبهة خارجية (الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الدولة العثمانية )
سئل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - عمن يستدل بفعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - مع الدولة العثمانية و أن فعله كان خروجاُ على الخلافة في ذلك الوقت
فأجاب - سلمه الله - بهذا الجواب القيم :
تفريغ الفتوى :
تفريغ الفتوى :
السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة
يقول هذا السائل :يقول بعض الناس المعادين لدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - أن شيخ الإسلام و و الإمام محمد بن سعود خارجين عن حكم ولي الأمر الدولة العثمانية و قد شفوا عصا الطاعة و هذا مخالف لإعتقاد أهل السنة و الجماعة ما رأيكم في هذه المقولة أثابكم الله ؟
الجواب : و هذا الذي يقول هذه المقالة هل هو ملتزم بالسمع و الطاعة ؟!
أغلب اللي يقولون هالمقالة يرون الخروج على الأئمة الآن و لا يلتزمون و لايعترفون بولاية ولاة الأمور ، هذه ناحية .
و الناحية الثانية أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - و الإمام محمد بن سعود لم يخرجوا على ولي الأمر في وقتهم لأن الدولة العثمانية ليس لها سلطة على بلاد نجد و إنما كانت بلاد نجد بيد أمرائها ، كل بلدة من بلاد نجد عليها أمير مستقل بها يحكمها ، و إذا مات يخلفه أحد أبنائه أو أقاربه فليس للعثمانيين سلطة على بلاد نجد و لا يهتمون بها الدولة العثمانية ما تهتم ببلاد نجد لأن ما فيها إنتاج في وقتها ولا يهتمون بها ، و إنما حاربوا الدولة السعودية ما هم لأنهم خرجوا عليهم حاربوهم خوفاً منهم ، حاربوا الدولة السعودية خوفاً منها لما عظم شأنها و ظهر أمرها خافوا منها فحاربوها خشية من أن الدولة السعودية تغزوهم في بلادهم هذا القصد و إلا هم ليس لهم سلطة على بلاد نجد و إنما كانت بلا نجد بيد أمرائها و حكامها جيلاً بعد جيل حتى جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بالدعوة و ناصره محمد بن سعود فبسطوا سلطتهم على بلاد نجد كلها و على غيرها من بلاد الجزيرة مكنهم الله - سبحانه و تعالى - لأنهم قاموا بدعوة محمد - صلى الله عليه و سلم - و نشر الإسلام فدخلت الإمارات كلها التي كانت من قبل متوزعة في نجد دخلت تحت سلطة واحدة فحينئذ خشيت الدولة العثمانية أنهم يصلونهم في بلادهم في بلاد العراق و في بلاد الشام خشوا على أنفسهم و أيضاً عندهم خرافات و عندهم أضرحة فخشوا على ما هم عليه و عندهم تصوف و بدع فخشوا على ما هم عليه من هذه الأمور أن دعوة الشيخ تغيرها فلذلك حاربوا الدولة السعودية ، نعم .
سئل الشيخ صالح آل الشيخ هذا السؤال :
ما رأيك عن قول من قال إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله خرج على العثمانيين، وكيف نرد عليهم؟
فأجاب قائلاً :
الجواب من جهتين:
الجهة الأولى: أنه كما ذكرت لكم نَجْد في وقت الشيخ لم تكن تحت ولاية العثمانيين، بل إن نجدا من سنة 260 هـ وهي لم تخضع لوِلاية، لا ولاية العباسيين لا ولايات أخر، كانت مستقلة، تسلط عليها بعض الخوارج من ذلك الوقت وطائفة من أهل اليمن ونحوها، يعني استقلت لم تدخل تحت طاعة من ذلك الوقت، فكانوا في تفرق فلم يُجبر أهلها ولم يخضعوا لبيعة وإنما كانوا مستقلين، لما ظهرت الدولة العثمانية كانت نجد كل بلد لها أميرها، فما خضعوا تحت الخلافة العثمانية في أول ما قامت لأنه أول ما قامت كانت على إسلام صحيح بعد ذلك انحرفت.
هذا لما أتى الشيخ وهم على هذا النحو كل بلد لها أمير، ما يقرون بطاعة لبني عثمان بخلاف الأحساء والمنطقة الشرقية وهؤلاء يقرون للولاية للعثمانيين، والوالي على الأحساء ونحوها تحت ولايته، كذلك [الأشراف] ونحوهم كان عندهم نوع استقلال لكنهم تحت الولاية العامة، أما نجد كانت مستقلة، هذا من جهة.
الجهة الثانية: أن في وقت الشيخ رحمه الله تعالى كان العثمانيون يدعون إلى الشرك الأكبر وإلى الطرق الصوفية ويحببون ذلك وينفقون على القبور وعلى عبادتها ينفقون عليها الأموال، فمن هذه الجهة لو كانت نجد داخلة تحت الولاية لما كان لهم طاعة لأنهم دعوا إلى الشرك وأقروه في عهودهم الأخيرة، أما في المائتين سنة الأولى (250 سنة الأولى) كانوا على منهج، يعني كانوا في الجملة جيدين، لكن لما في كان في سنة 1100 تقريبا وما بعدها لما كثر الشرك في المسلمين هم كانوا ممن يؤيدون ذلك تأييدا وينفقون عليه، وقد وجد من أقوال الخلفاء العثمانيين -حسب التسمية الشائعة- ولاة بني عثمان وجد منهم من يكتب أدعية في استغاثة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - أو استغاثة بالأولياء ونحو ذلك.
فالجهة الأولى هي المعتمدة التي ذكرتُ لك، والثانية فرع عنه.
شرح كتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب المشرفي التميمي 1115هـ - 1206هـ -رحمه الله تعالى- ص 36-37
للشيخ .[صالح آل الشيخ]
وقال أيضاً :
س2/ قول بعضهم: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب خرج على الدولة العثمانية. هل هذا صحيح؟
ج/ الجواب أن هذا ليس بصحيح؛ لأن نجدا منذ سنة 256هـ قد خرجت عن حكم الدولة العباسية، تولتها دولة يقال لها الدولة الأخيضرية وربما كان الشيعة أو من الزيود، فخرجت من السلطة ولم تطمع فيها الدولة العباسية أصلا ولم ترسل أحدا لما حصل لهم من التفرق والاختلاف والضعف؛ لأن نجد ليس فيها مطمع في ذلك الحين.
ثم توالت الإمارات والدول على عدم الطلب من أهل نجد أن يدخلوا في السلطان، كانت لهم إمارات ودول مستقلة من سنة 256 إلى أنقضت الدولة الأخيضرية في نحو سنة 500 تقريبا ثم بعد ذلك توالت الدول أو الدويلات الصغيرة هذه الإمارات الصغيرة، وكل من أنشأ بستانا أو مزرعة وجمع الناس حولها صار أمير البلد والقرى إلى آخر ذلك.
فأتى إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على هذا الواقع وهو أن الإمارات في نجد ليس لها ارتباط بالدولة العثمانية فليست الدولة العثمانية تعطيها تنفق عليها وأيضا لا تطلب من أمرائها خراجا ولا تطلب منهم بيعة إلى غير ذلك؛ بل هي متروكة لعدم رغبتهم فيها فليس فيها مال وليس في أهلها مطمع؛ بل هي بلدان صغيرة متفرقة.
فجاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب على هذا الواقع للعيينة أمير وللحريملة أمير والجبيلة أمير للدرعية أمير وللرياض أمير وللخرج أمير إلى آخره، كل واحد منها إمارة مستقلة وطاعة مستقلة، فدعا في هذا الأمر.
أسئلة كشف الشبهات - (1 / 4)
تعليق