الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ...وبعد..
إنَ المُتدبر لأدعية الرسول المختار _بأبى هو وأمى ونفسى_ يُدرك بيقين أنَ كل دعاء منها هو معجزة من معجزاته _صلى الله عليه وسلم_ ، ودليل من دلائل نبوته فقد أوتى جوامع الكلم ، فكانت كلماته ودعواته على إختصارها جامعة لمعانى الإيمان ، ومُجددة لحقائقه فى القلوب ...
فتعالوا بنا نقف ونستقى من معين أحد هذه الأدعية النبوية المباركة والتى تمس واقعنا هذه الأيام الصعبة وما يمر به إخواننا المستضعفبن فى فلسطين وغيرها .....والله الهادى إلى سواء السبيل ..
فقد كان من أدعيته _صلى الله عليه وسلم_ حين مواجهة الأعداء وفى شدائد الأحوال ::
ما أخرجه الشيخان وسأذكر متن الحديث بما يحوى رواياته ::
((اللهم مُنزل الكتاب ، ومُجرى السَحاب ، وهازم الأحزاب ، سريع الحساب ، اللهمَ اهزم الأحزاب ، اللهَمَ اهزِمهم وزلزلهم ، وانصرنا عليهم ))....
_فأول ما توسل به _صلى الله عليه وسلم_ هو قوله (( اللهمَ مُنزل الكتاب)) :::
فهذه المعركة بين المؤمنين والكفار إنما هى بسبب إقامة الشرع الذى أنزله الله فى الكتاب ، فهو الذى أنزل الكتاب ليقوم بالقسط وليحكم بين الناس بالحق فيما اختلفوا فيه ....
والكفار وأعداء الإسلام لا يريدون أن يحكم القرآن بين الناس ولا أن تُقام الشريعة ، ولهذا قامت المعركة ، فيفصل فيها مُنزل الكتاب ، ويقضى هو فى هذه الخصومة سبحانه وتعالى ....
وهو سبحانه قد حكم فيها فى نهاية الأمر بإنتصار الإسلام {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر
51
51
ولكن لا يلزم لجيل معين ولا لأفراد معينين أن يقع هذا النصر على أيديهم ، بل ربما يُقتل الرسول وبعض أتباعه((... فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)))
ولذا فعليهم أن تتعلق قلوبهم بالنصر يوم يقوم الأشهاد ، فإن الأفراد سيأخذون حقهم وافياً كاملاً يوم القيامة ، وبعضهم يُدركه فى الدنيا لكن المهم أن نكون لبنات من البناء ، وخطوات على الطريق ولتتعلق قلوبنا بقوله تعالى ::
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }إبراهيم
وقوله تعالى ::
{فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ }إبراهيم
ولذا إخوانى وأخواتى الكرام ::
لا ننتظر الفصل فى المعركة فى دنيانا وحياتنا وإن كنا جازمين بأنها لا بد أن تنتهى بالنصر لنا أو لبعضنا أو لأبنائنا أو لأحفادنا ....
فمن أبنائنا وأحفادنا من سيكونون مع "المهدى" ومع "المسيح"_عليه الصلاة والسلام_ يقتلون كفرة أهل الكتاب من النصارى واليهود فى الملاحم الكبرى ، وقبل ذلك فلا تزال طائفة من أمة الحبيب "محمد "_صلى الله عليه وسلم_ على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى تقوم الساعة ، وهذا يقين لا شك فيه مهما كانت الأسباب الظاهرة تُخالفه .....
وقد تنتهى حياتنا قبل أن نراه ، ولكن يكفينا فخراً أن نكون لبنات فى بناء النصر فهذا هو المهم فالنصر آتٍ لا محالة ، ولنعلم أن الفصل التام وأداء الحقوق إلى أهلها هو فى يوم "الفصل" ، ذلكم اليوم الذى أجلت له الرسل ::
(( وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ *لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ }المرسلات
والحمد لله رب العالمين......
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .....
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين....
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .....
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين....
تعليق