التقويم الذي كان يتبعه العرب قبل الإسلام
السؤال:
من الناحية التاريخية , هل هناك سجل لنظام التقويم الذي كان يتبعه العرب بمكة والمدينة قبل تحريم النسيء ؟
الجواب :
الحمد لله :
أولاً :
النسيء المذكور في قوله تعالى : (إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) التوبة/37 .
هو أنهم كانوا يحلون الشهر المحرم ، ويحرمون مكانه شهر صفر إذا احتاجوا إلى ذلك .
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (97505) .
ثانياً :
خلاصة ما ورد في بعض الكتب التاريخية :
أن العرب قبل الإسلام كانوا يستعملون السنة قمرية وكان بها 12 شهرا قمريا تضبط من رؤية الهلال إلى رؤيته ثانية .
وكان فيها أربعة أشهر حرم يقعدون فيها عن القتال ويقيمون فيها أسواقهم بعكاظ وغيرها ويحجون إلى الكعبة وهم آمنون فى سفرهم وإقامتهم من الغارات والسلب وقطع الطريق .
لكنهم رغم اعتمادهم على شهور السنة القمرية ، لم يعتمدوا تقويما خاصا بهم يؤرخون به أحداثهم ، في غالب أحوالهم ، وإنما اعتمدوا في تأريخهم لأحداث حياتهم الهامة على حوادث تاريخية محددة ، إذ أرخوا بما يلي :
0 بناء الكعبة من قبل إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام (حوالي 1855 ق. م.) .
عام العذر ، وهو العام الذي نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك بني حمير إلى الكعبة عام 461 ق. م .
• انهيار سد مأرب في اليمن في سنة 120 ق. م. تقريبا .
• وفاة كعب بن لؤي ، الجد السابع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم سنة 59 ق. م .
• عام الفيل ، وهو العام الذي ولد فيه الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم سنة 571 م.
• حرب الفجار ، وسميت بذلك لأن العرب فجروا فيها ، لتحارب قبائلهم فيما بينها في الأشهر الحرم . واستمرت هذه الحرب مدة 4 سنوات كانت بدايتها عام 586 م. .
• إعادة بناء الكعبة ، وتم ذلك في عهد عبد المطلب جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم عندئذ 35 عاما ، وهذا يعني أن ذلك حدث في سنة 605 م ، أي قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات .
وقد استخدم العرب عبر فترات تاريخهم الطويل قبل الإسلام أسماء للأشهر القمرية التي كانوا يعملون بها وقتئذ ، إلى أن تغيرت تلك الأسماء وتوحدت في ربوع الأرض العربية لتأخذ صورتها المعروفة عليها منذ أواخر القرن الخامس الميلادي – في عهد كلاب – الجد الخامس للرسول محمد عليه الصلاة والسلام . وكما يذكر (البيروني) في سنة 412 م . كما استخدم العرب في جاهليتهم الأشهر الشمسية في بعض فتراتهم ومناطقهم .
انظر : "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" ( 1 / 5104 ) و "مروج الذهب" للمسعودي (1 / 249 ) .
والله أعلم
الجواب :
الحمد لله :
أولاً :
النسيء المذكور في قوله تعالى : (إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) التوبة/37 .
هو أنهم كانوا يحلون الشهر المحرم ، ويحرمون مكانه شهر صفر إذا احتاجوا إلى ذلك .
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (97505) .
ثانياً :
خلاصة ما ورد في بعض الكتب التاريخية :
أن العرب قبل الإسلام كانوا يستعملون السنة قمرية وكان بها 12 شهرا قمريا تضبط من رؤية الهلال إلى رؤيته ثانية .
وكان فيها أربعة أشهر حرم يقعدون فيها عن القتال ويقيمون فيها أسواقهم بعكاظ وغيرها ويحجون إلى الكعبة وهم آمنون فى سفرهم وإقامتهم من الغارات والسلب وقطع الطريق .
لكنهم رغم اعتمادهم على شهور السنة القمرية ، لم يعتمدوا تقويما خاصا بهم يؤرخون به أحداثهم ، في غالب أحوالهم ، وإنما اعتمدوا في تأريخهم لأحداث حياتهم الهامة على حوادث تاريخية محددة ، إذ أرخوا بما يلي :
0 بناء الكعبة من قبل إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام (حوالي 1855 ق. م.) .
عام العذر ، وهو العام الذي نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك بني حمير إلى الكعبة عام 461 ق. م .
• انهيار سد مأرب في اليمن في سنة 120 ق. م. تقريبا .
• وفاة كعب بن لؤي ، الجد السابع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم سنة 59 ق. م .
• عام الفيل ، وهو العام الذي ولد فيه الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم سنة 571 م.
• حرب الفجار ، وسميت بذلك لأن العرب فجروا فيها ، لتحارب قبائلهم فيما بينها في الأشهر الحرم . واستمرت هذه الحرب مدة 4 سنوات كانت بدايتها عام 586 م. .
• إعادة بناء الكعبة ، وتم ذلك في عهد عبد المطلب جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم عندئذ 35 عاما ، وهذا يعني أن ذلك حدث في سنة 605 م ، أي قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات .
وقد استخدم العرب عبر فترات تاريخهم الطويل قبل الإسلام أسماء للأشهر القمرية التي كانوا يعملون بها وقتئذ ، إلى أن تغيرت تلك الأسماء وتوحدت في ربوع الأرض العربية لتأخذ صورتها المعروفة عليها منذ أواخر القرن الخامس الميلادي – في عهد كلاب – الجد الخامس للرسول محمد عليه الصلاة والسلام . وكما يذكر (البيروني) في سنة 412 م . كما استخدم العرب في جاهليتهم الأشهر الشمسية في بعض فتراتهم ومناطقهم .
انظر : "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" ( 1 / 5104 ) و "مروج الذهب" للمسعودي (1 / 249 ) .
والله أعلم
تعليق