الحمد لله
أولا :
أما عن تاريخ دخول الإسلام بلاد الهند : فقد دخل الإسلام الهند عن طريق الفتوحات الإسلامية والحملات الجهادية التي قادها قادة المسلمين لفتح البلاد ونشر دين الله بين العباد .
وكان الإسلام يدخل وينتشر في بلاد الكفر عادة عن طريق أحد أمرين هامين : عن طريق الجهاد ، فيتعرف أهل تلك البلاد على سماحة الإسلام وسماحة أهله وكمال شرائعه ، وعن طريق تجار المسلمين الذين كانوا ينشرون الإسلام في تلك البلاد ويتخلقون بخلق الإسلام ، مما أثر في أهلها ، فيدخلون في دين الله أفواجا .
ففي سنة أربع وأربعين من الهجرة غزا المهلب بن أبي صفرة أرض الهند ، وسار إلى قندابيل ، وكسر العدو وسلم وغنم ، كما في " تاريخ الإسلام" ، للحافظ الذهبي (4 /12) .
وكان هذا أول غزو المسلمين لبلاد الهند ، وبه تعرّف أهل تلك البلاد على الإسلام وشرائعه ، فدخل منهم من دخل فيه . وفي سنة ثمان وأربعين من الهجرة كتب معاوية رضي الله عنه إلى زياد بن عبيد : انظر رجلا يصلح لثغر الهند ، فوجه زياد إليه سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي ، وكان أحد الشجعان المشهورين ، فقام بغزو الهند " . انظر "تاريخ الإسلام" (4 /18) .
قال الذهبي :
" استعمله زياد بن عبيد على غزو الهند " .
"تاريخ الإسلام" (6 /74) .
وفي سنة ثلاث وتسعين افتتح محمد بن القاسم - وهو ابن عم الحجاج بن يوسف - مدينة الدبيل وغيرها من بلاد الهند ، وكان قد ولاه الحجاج غزو الهند وعمره سبع عشرة سنة ، فسار في الجيوش فلقوا الملك داهر - وهو ملك الهند - في جمع عظيم ومعه سبع وعشرون فيلا منتخبة ، فاقتتلوا فهزمهم الله وهرب الملك داهر ، فلما كان الليل أقبل الملك ومعه خلق كثير جدا فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل الملك داهر وغالب من معه ، وتبع المسلمون من انهزم من الهنود فقتلوهم .
ثم سار محمد بن القاسم فافتتح مدينة الكبرج وبرها ورجع بغنائم كثيرة وأموال لا تحصى كثرة ، من الجواهر والذهب وغير ذلك .
"البداية والنهاية" (9 /104) .
وفي سنة خمس وتسعين افتتح محمد بن القاسم مدينة المولينا – ويقال : الملتان - من بلاد الهند، وأخذ منها أموالا جزيلة .
"البداية والنهاية" (9 /136) .
وفي سنة ستين ومائة جهّز الخليفة المهدي العباسي عبد الملك بن شهاب المسمعي لغزو بلاد الهند ، فدخل مدينة باربد من الهند في جحفل كبير فحاصروها ونصبوا عليها المجانيق ، ورموها بالنفط فأحرقوا منها طائفة ، وهلك بشر كثير من أهلها، وفتحوها عنوة وأرادوا الانصراف فلم يمكنهم ذلك لاعتلاء البحر ، فأقاموا هنالك فأصابهم داء في أفواههم ، فمات منهم ألف نفس ، فلما أمكنهم المسير ركبوا في البحر فهاجت عليهم ريح فغرق طائفة أيضا ، ووصل بقيتهم إلى البصرة ومعهم سبي كثير، فيهم بنت ملكهم .
"تاريخ الإسلام" (9 /371) ، "البداية والنهاية" (10/140) .
وفي سنة ثنتين وتسعين وثلثمائة في محرمها غزا السلطان الملك يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين التركي بلاد الهند فقصده ملكها جيبال في جيش عظيم فاقتتلوا قتالا شديدا ، ففتح الله على المسلمين ، وانهزمت الهنود ، وأسر ملكهم جيبال ، وأخذوا من عنقه قلادة قيمتها ثمانون ألف دينار، وغنم المسلمون منهم أموالا عظيمة ، وفتحوا بلادا كثيرة ، ثم إن محمودا سلطان المسلمين أطلق ملك الهند احتقارا له واستهانة به ، ليراه أهل مملكته والناس في المذلة فحين وصل جيبال إلى بلاده ألقى نفسه في النار التي يعبدونها من دون الله فاحترق ، لعنه الله .
"البداية والنهاية" (11 /379)
وكان السلطان محمود بن سبكتكين قد فرض على نفسه كل سنة غزو الهند ، فافتتح بلادا شاسعة ، وكسر الصنم سومنات ، الذي كان يعتقد كفرة الهند أنه يحيي ويميت ويحجونه ، ويقربون له النفائس ، بحيث إن الوقوف عليه بلغت عشرة آلاف قرية ، وامتلأت خزائنه من صنوف الأموال ، وفي خدمته من البراهمة ألفا نفس ، ومائة جوقة مغاني رجال ونساء ، فكان بين بلاد الإسلام وبين قلعة هذا الصنم مفازة نحو شهر، فسار السلطان في ثلاثين ألفا، فيسر الله فتح القلعة في ثلاثة أيام ، واستولى محمود على أموال لا تحصى ، وقيل: كان حجرا شديد الصلابة طوله خمسة أذرع ، منزل منه في الأساس نحو ذراعين، فأحرقه السلطان، وأخذ منه قطعة بناها في عتبة باب جامع غزنة .
"سير أعلام النبلاء" (17 /485) .
موقع الإسلام سؤال وجواب .
تعليق