إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد


    نتناول في هذا الموضوع الدولة العثمانية والتي ظهرت منذ عام 699هـ ولكنها لم تتسلم مقاليد الخلافة إلا في عام 923هـ، لتتحول من مجرد دولة إسلامية إلى مقر للخلافة الإسلامية, وحامي حمى الإسلام حتى انطوت صفحتها في عام 1337هـ.




    ورغم أنها لم تشمل كل الأمصار
    الإسلامية إلا أنها ضمت أكثرها، وكانت محطًّا لأنظار المسلمين في الأمصار التي تخرج عن نطاقها، بصفتها مقرا للخلافة وبصفة أن حاكمها خليفة للمسلمين, وأيضًا لكونها دولة من القوى العظمى آنذاك في العالم، إن لم تكن أعظمها.
    ولعل من أهم أهدافنا -بعد معرفة هذه الفترة الزمنية الهامة من تاريخ المسلمين- هو إزالة التشويه الكبير الذي لحق بالخلافة العثمانية، والذي عكف عليه أعداء الإسلام في أوربا النصرانية، بدافع من حقدهم الصليبي الشديد على الإسلام، وللأسف الشديد تبعهم الكثير من مؤرخي المسلمين بسبب التقليد الأعمى لأوربا, باعتبارها رمزًا للحضارة العصرية، وتقدمها في مختلف علوم المعرفة "والله لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم".
    وقد يتبادر إلى الذهن سؤال مهم هو: لماذا بالذات هذا الكم الكبير من التشويه في حق الخلافة العثمانية مقارنه بأي خلافةٍ أخرى في تاريخ المسلمين؟
    لقد كان العثمانيون يقاتلون أوربا, حتى قيل إنهم كانوا يحاربون في الجهات الأربع الأصلية في سبيل الإسلام في وقت واحد، فمن الغرب يقاتلون إمبراطورية النمسا، والإسبان في المغرب العربي، ومن الجنوب يقفون في وجه البرتغاليين في الجزيرة العربية، ويضغطون على الروس من الشمال ليخففوا من وطأتهم على التتر والشراكسة المسلمين، ومن الشرق يحاربون الشيعة الذين عقدوا حلفًا مع الصليبيين لمحاربة أهل السنة والجماعة بصفة عامة، والخلافة العثمانية بصفة خاصة.
    فماذا تنتظر -أخي المسلم- من نصارى أوربا إلا التشويه للخلافة العثمانية، لقد سجلوا كل سلبية لها, وبالغوا فيها وجاءوا بكثير من الافتراءات, وتجاهلوا تمامًا إيجابياتها بل وعَدُّوا الحكم العثماني استعمارًا دخل بلاد المسلمين بالقوة والقهر؛ لكي يحدثوا الفتنة بين المسلمين, ويفرقوا شملهم وأثاروا العرب خاصة إلى مناهضة العثمانيين.
    فالخلافة حسب دعواهم يجب أن تكون محصورة في العرب, ونسى بعض العرب قول رسول الله : "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى".
    وأخذ الأوربيون يصورون كل حركة ضد العثمانيين نصرًا، سواء كانت للمسلمين أو النصارى, ويصفون القائم بها بالإخلاص والوطنية, حتى لو كان القائمون بها من قطاع الطرق.
    وجاء الأوربيون بأفكار القومية ليشتتوا ويفرقوا المسلمين، حتى يتكون المناخ الملائم لأوربا, لكي تلتهم الأمصار الإسلامية الواحدة تلو الأخرى، وبسبب النجاح الكبير الذي حققته أوربا في تفريق المسلمين والوصول بهم لحالة من التأخر والتخلف, اتجهت أنظار الكثير من المسلمين إلى أوربا كنموذج للتقدم والازدهار، وأقبل عليها الكثيرون من طلبة العلم من بلاد المسلمين الذين يجهلون الكثير عن أمور دينهم، فنقلوا ما تعلموه من ضلال وتشويه حرفيًّا، وكتبوا المناهج الدراسية والتاريخ بما أملاه عليهم أعداء الإسلام.
    فكانت النتيجة أن هيمنت فكرة على كثير من المسلمين، وهى أن الخلافة العثمانية هي المسئولة كلية عما وصل إليه المسلمون من تخلف وضياع, وأن الوسيلة الوحيدة للنهوض بالأمة الإسلامية هي التقليد الأعمى لأوربا، لكي تصل إلى ما وصلت إليه من تقدم وازدهار، ونسي المسلمون أنه ما كانت لتقوم لهم قائمة في الأرض إلا بتمسكهم بدينهم, وأن ما لحق بهم من ذل ودمار كان نتيجة طبيعية لتركهم دينهم وحب الدنيا والانغماس في الشهوات.
    ولا نقول إن الخلافة العثمانية كانت تمثل الإسلام بشكل صحيح، أو كانت تخلو من الأخطاء، بل نقول إن لها سلبيات وإيجابيات، شأنها شأن الخلافة منذ عهد الأمويين، وحتى العهد العثماني. فهكذا كل عصر له إيجابياته وسلبياته التي يجب أن نبرزها لكي نستفيد بالإيجابيات، ونتعلم من الأخطاء فلا نكررها. ولنبدأ في تناول هذه الصفحة اللامعة من تاريخ المسلمين.




    والله من وراء القصــــــد
    التعديل الأخير تم بواسطة تائب بإذن الله; الساعة 09-01-2013, 10:36 PM.
    قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

  • #2
    رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله


    عدنــــــــا بفضل الله

    نبذة عن الترك:

    قد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة أن جمهورية تركيا الحالية (آسيا الصغرى سابقًا) هي الموطن الأصلي للأتراك والتي ترجع إليها أصولهم، ولكن هذه المعلومة خاطئة تمامًا, فالأتراك موطنهم الأصلي هو بلاد تركستان الموجودة بأواسط آسيا, والتي تمثل أراضيها الآن جمهوريات قازاقستان وتركمانستان وطاجكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان، والتي استقلت مؤخرًا عن الاتحاد السوفيتى السابق، بالإضافة إلى جزء تحتله الصين حتى الآن يعرف بتركستان الشرقية، والذي تطلق عليه الصين إقليم سينكيانغ, أي الولاية الجديدة، ويوجد جزء آخر من بلاد تركستان في كل من إيران وأفغانستان، والذي كان يعرف سابقا بخراسان، حيث تقتسمه كل من إيران وأفغانستان وجمهورية تركمانستان السابق ذكرها.
    والسؤال الآن كيف انتقلت بعض قبائل الترك إلى آسيا الصغرى (الأناضول)؟
    يرجع الترك إلى الجنس المغولي (ذوى البشرة الصفراء) (أو أبناء يافث بن نوح) الذي يضم معظم قارة آسيا، مثل الصينيين واليابانيين والمغول والتتر والملايو وغيرهم.
    وكان الترك معروفين ببأسهم الشديد، وقدرتهم الحربية الفائقة نظرًا لقسوة البيئة التي يعيشونها، حيث المرتفعات والأودية الجافة والصحارى ويشاركهم في ذلك أبناء جلدتهم المغول والتتر، وكانوا قبل الفتح الإسلامي يعبدون الأوثان والكواكب.
    وفى عصر الدولة الأموية فتح المسلمون هذه البلاد، ودخل أهلها في دين الله أفواجًا وتوارد على فتحها قادة مسلمون ذوو حماسة شديدة للإسلام، أشهرهم قتيبه بن مسلم الباهلي وآل المهلب الذين ولاّهم الحجاج بن يوسف الثقفي، وأعز الله الإسلام بالترك.
    نعود إلى السؤال الذي طرحناه منذ قليل، وهو: كيف وصلت بعض قبائل الترك إلى آسيا الصغرى؟

    الإجابة أنه في عهد الدولة العباسية زاد نفوذ الترك, فقد عمل العباسيون على توطين أقسام من جيش خراسان في الأجزاء الأناضولية التابعة لهم والمتاخمة للإمبراطورية البيزنطية، وكانت الحدود بينها وبين الخلافة العباسية يطلق عليها الثغور، والتي كانت مسرحًا للقتال بين الطرفين، وكان الخليفة المهدى يستقدم الأتراك من فرغانة (في جمهورية قيرغيزستان الآن) وبلخ (في خراسان)، ويسكنهم الثغور مثل طرطوس وأضنة ومرعش وخرشنه وغيرها، وكلها في المناطق الجبلية الفاصلة بين المسلمين والروم، وزاد عدد الترك في هذه المناطق في عهد المأمون والمعتصم.
    وفي عهد المتوكل أصبح الأتراك هم عماد الجيش في الدولة، وأصبحت الثغور الأناضولية تحت إمرتهم, وكانوا يخضعون للخليفة العباسي تارة، أو للحمدانيين في حلب تارة، أو للطولونيين في مصر تارة أخرى، ورغم هذا الانقسام فإن القتال لم ينقطع بين المسلمين والروم، وكانت الحروب سجالاً بين الطرفين.
    وفى مراحل ضعف الدولة العباسية ظهرت دولة السلاجقة، وهم من الأتراك، وكانوا على صراع دائم مع الروم، ومن أبرزهم ألب أرسلان الذي انتصر على الروم انتصارًا حاسمًا في معركة ملاذكرد عام 463هـ.

    وانساح السلاجقة بعد تلك المعركة في الأناضول، وأسسوا إمارات كثيرة واستطاع السلاجقة المنتشرون في الأناضول أن يقدموا للمسلمين آثارًا إيجابية كثيرة منها: استرداد بعض الأجزاء من الروم التي سبق أن أخذوها من المسلمين, وفتح كثير من أراضي الأناضول, وزاد التوسع والانتشار كثيرًا في أيام ملكشاه بن ألب أرسلان, وبقيت بعض الإمارات الصليبية في الأناضول تم فتحها بالكامل في عهد العثمانيين.
    وعندما جاء الهجوم المغولي على بلاد المسلمين خاف بعض الحكام وتحالفوا -للأسف الشديد- مع المغول الكفرة ضد أبناء عقيدتهم المسلمين.
    ووقعت بلاد السلاجقة بيد المغول، واستسلم أمراؤها لهم وصاروا معهم حربًا على المسلمين ثم هزم المغول في عين جالوت سنة 658هـ وخرجوا بعدها من بلاد الشام، فسار الظاهر بيبرس عام 675هـ إلى بلاد السلاجقة لينتقم منهم, والتقى بهم وبحلفائهم المغول والكرج في معركة البستان، وانتصر عليهم، ثم سار ففتح عاصمتهم قيصرية، ومع ضعف المغول زالت دولة سلاجقة الروم، وقامت عدة إمارات في الأناضول، منها أبناء أيدين، وأبناء تركة، وأبناء أرتنا، وأبناء كرميان، وأبناء حميد، وأبناء أشرف قره عيسى، وأبناء صاروخان، وأبناء منتشا، وأبناء جانبدار (أسفنديار)، وأبناء بروانة، وأبناء صاحب أتا، وأبناء قزمان، وأبناء رمضان، وأبناء ذي القادر.
    وكادت الأناضول أن تصاب بمثل ما أصيب به المسلمون في بلاد الأندلس وبلاد التتار، نتيجة لتفرق المسلمين ومحاربتهم لبعضهم البعض، والاستعانة بأعداء الإسلام على المسلمين، رغم ما حذرنا منه الله من آثار التفرق في كتابه الكريم: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105].
    ولكن الله قيض للأناضول العثمانيين الذين استطاعوا توحيد إماراتها، ونجت -بإذن الله- من ويلات التفرق كما سنعلم في الصفحات التالية.

    تابعونااااا بإذن الله
    مع نشأة الدولــه العثمانيه
    والله من وراء القصد
    قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

    تعليق


    • #3
      رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

      جزاكم الله خيرًا ..

      نتابع بإذن الله ،،،

      تعليق


      • #4
        رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

        المشاركة الأصلية بواسطة فى سبيل الله يانفس مشاهدة المشاركة
        جزاكم الله خيرًا ..


        نتابع بإذن الله ،،،
        جزانا الله واياكم وغفر الله لنا ولكم
        قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

        تعليق


        • #5
          رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

          عدنـــا بفضل الله
          مع
          نشأة الدولة العثمانية

          منطقة آسيا الصغرى (تركيا الحالية)

          مع زيادة الضغط المغولي القادم من الشرق على الأمصار الإسلامية لجأت الكثير من القبائل إلى الهجرة إلى الغرب هربًا من بربرية المغول، وهجومهم الوحشي، ومن ضمن هذه القبائل قبيلة قاتي التركمانية برئاسة سليمان شاه بن قيا ألب، وكان موطنها بالقرب من مرو قاعدة بلاد التركمان فاتجهت القبيلة إلى الغرب, حتى وصلت إلى خلاط شمال بحيرة وان, وهدأ الزحف المغولي فرغب سليمان في الرجوع إلى موطنه الأصلي، وفي طريق عودته وأثناء عبوره لنهر الفرات غرق فيه، واختلف أبناؤه الأربعة في الوجهة التي يتجهون إليها، فحقق الأخوان سنغور تكن وكون طوغور رغبة والدهما في العودة إلى موطن أبيهم.
          وأما الآخران أرطغرل ودندان فقد اتجها إلى الشمال, وتولى أرطغرل زعامة أفراد القبيلة الذين بقوا في الأناضول, وبعث أرطغرل ابنه ساوجي ليطلب من الأمير علاء الدين السلجوقي، أمير إمارة القرمان التي مركزها مدينة قونية أن يعطيه أرضًا تعيش فيها القبيلة, ولكنه توفي في الطريق، وفي هذه الأثناء لاحظ أرطغرل جيشين يقتتلان؛ أحدهما مسلم -وكانت عليه علامات الهزيمة والضعف- وجيش بيزنطي نصراني يكاد ينتصر, فأسرع بعاطفته الإسلامية ليساعد الجيش المسلم، واستطاع -بفضل الله- أن يحوِّل الهزيمة إلى نصر, وكان الجيش المسلم تحت إمرة الأمير علاء الدين والذي سعد بأرطغرل وأقطعه أرضًا على حدود بلاد الروم (الدولة البيزنطية)؛ ليصد غاراتهم ويغير عليهم, وكان في كل انتصار يحققه عليهم يقطعه الأراضي التي فتحها.

          وكان لأرطغرل ابن اسمه عثمان كان يتردد على رجل صالح يتحدث معه، وفي إحدى الزيارات رأى عثمان ابنة الرجل الصالح فأسرّته، فطلب نكاحها من أبيها فرفض أبوها، فحزن عثمان لذلك حزنًا شديدًا، وفي يوم من الأيام إذ هو في سبات عميق إذا بحلم عجيب يراه في منامه ما إن استيقظ منه حتى ذهب إلى الرجل الصالح فقص عليه الحلم، فوافق الرجل على زواجه من ابنته، وكان الحلم أنه رأى القمر صعد من صدر هذا الرجل الصالح وصار بدرًا ثم نزل في صدر عثمان ثم خرجت من صلب عثمان شجرة نمت في الحال حتى غطت الأجواء بظلها عبر جبال القوقاز والبلقان وطوروس وأطلس، وخرج من جزعها أنهار دجله والفرات والنيل والطونه (في البلقان) ورأى ورق هذه الشجرة كالسيوف، تحولها الريح نحو مدينة القسطنطينية، فعند سماع الرجل الصالح هذا الحلم تفاءل وزوجه ابنته.
          وبشره بأن أسرة عثمان ستحكم العالم.

          تابعونااااااا بإذن الله مع
          الدولة العثمانية .. التأسيس والبدايات

          والله من وراء القصـــــد
          قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

          تعليق


          • #6
            رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

            عدنـــــا بفضل الله

            السلطان عثمان الأول (699- 726هـ)

            لما توفي أرطغرل سنة 687هـ تولى عثمان مكانه فبدأ يوسع أملاك القبيلة بموافقة علاء الدين أمير القرمان, وفي سنة 699هـ أغار المغول على إمارة القرمان، ففر من وجههم علاء الدين إلى بلاد بيزنطة ومات في هذا العام, وتولى من بعده ابنه غياث الدين ثم قتل المغول غياث الدين, فأفسح المجال لعثمان لكي يستقل بما تحت يديه من أراضى ويقيم الدولة العثمانية التي نسبت لاسمه، واتخذ لها عاصمة هي مدينة يني شهر أي المدينة الجديدة (إسكي شهر سابقًا)، واتخذ راية له هي علم تركيا حتى الآن، ودعا عثمان أمراء الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام فإن أبوا فعليهم أن يدفعوا الجزية، فإن رفضوا فالحرب، فخشوا على أملاكهم منه واستعانوا بالمغول عليه.
            غير أن عثمان قد جهز جيشًا بإمرة ابنه الثاني أورخان، وسيرّه لقتال المغول, فشتت شملهم ثم عاد وفتح مدينة بورصة عام 717هـ، وأمّن أهلها وأحسن إليهم فدفعوا له 30.000 من عملتهم الذهبية, وأسلم حاكمها أفرينوس, وأصبح من القادة البارزين ثم توفي عثمان في عام 726هـ، وقد عهد لابنه أورخان بالحكم بعده، ودفن بمدينة بورصة التي أصبحت مدفن العائلة العثمانية بعد ذلك.

            مما هو جدير بالذكر أن لفظ الغازي بمعنى المجاهد، وقد اتخذ السلطان عثمان هذا اللقب واتخذ شعارًا يسير عليه هو "إما غازٍ وإما شهيد"، وقد تبعه في ذلك الكثيرون من سلاطين الدولة العثمانية.


            السلطان أورخان الأول (726- 761هـ)



            على الرغم من أنه الابن الثانى لعثمان، إلا أن أباه قد أوصى بالحكم إليه من بعده، لاتصافه بعلو الهمة والشجاعة, بينما لم يوص لابنه الأكبر علاء الدين لميله للعزلة والورع, ولم يخالف علاء الدين الوصية فقدّره أخوه أورخان وسلمه الأمور الداخلية، وتوجه أورخان لتوسيع رقعة الدولة والأعمال الخارجية، ونقل أورخان عاصمة البلاد إلى مدينة بورصة.
            الإصلاحات الداخلية ووضع نظام للجيش:
            قام علاء الدين بضرب العملة من الفضة والذهب, ووضع نظامًا للجيش وجعلها دائمة؛ حيث كانت الجيوش قبل ذلك لا تجمع إلا وقت الحرب وتصرف بعده، وخشي من تحزب كل فريق من الجند للقبيلة التابع إليها فأشار عليه (قرة خليل)، والذي صار وزيرًا بعد ذلك باسم خير الدين باشا بأخذ الأطفال المشرّدين والأطفال الذين فقدوا آباءهم في الحرب من الروم وتربيتهم تربية إسلامية وتدريبهم على فنون القتال في ثكنات عسكرية؛ بحيث لا يعرفون حرفة إلا الجهاد في سبيل الله ولا يعرفون إلا السلطان سيدًا لهم، فمن جهة يحمونهم من التشرد والانحراف والضياع، ومن جهة أخرى يدخلون في الإسلام ويكونون ردءًا ضد أعدائه، وأطلق عليهم يني تشري أي الجيش الجديد، وحرفت بالعربية لتكون إنكشارية، وغدا هذا الجيش قوة كبيرة ساعدت في مد الفتوحات العثمانية في أوربا، وهذا ما أثار نصارى أوربا وبلغ حقدهم الصليبي أوجه؛ حينما تمثلت أمامهم حقيقة أن هذا الجيش يمثل أبناءهم الذين لم يكتفوا باعتناق الإسلام بل تحولوا لقتالهم وفتح بلادهم، وعكف المؤرخون النصارى على تشويه صورة الإنكشارية في التاريخ، واتهموا الدولة العثمانية بأخذ الأطفال من آبائهم قهرًا وإجبارهم على اعتناق الإسلام، وهذه إحدى الافتراءات على العثمانيين.
            ومع توارد السلاطين في الدولة العثمانية ظهر منهم الضعفاء الذين سمحوا للإنكشارية بالتدخل في شئون الحكم، وأدى ذلك إلى زيادة نفوذهم في الحكم وتحولهم إلى طريق الفساد والهزيمة حتى قُضي عليهم سنة 1242هـ في عهد الخليفة محمود الثاني.
            كما اهتم أورخان بإعمار البلاد، ففتح المدارس وسن الأنظمة اللازمة لاستتباب الأمن بالداخل، وأكثر من بناء المساجد والتكايا وأجزل العطايا للعلماء والشعراء.
            فتوحات أورخان (الشئون الخارجية):
            وواصل أورخان فتوحاته, ففتح أزمير وأزنيق وإمارة قرة سي التي مات حاكمها فاختلف ولداه, فضمها أورخان كي لا تقع فريسة بيد الروم (كلها مناطق في الأناضول)، وكان أورخان إذا فتح مدينة عامل أهلها باللين والرفق ولم يعارضهم في إقامة شعائر دينهم وأذن لمن يريد الهجرة بأخذ كافة منقولاته وبيع عقاراته.

            الزواج من الأجنبيات:

            وفي عام 756هـ طلب إمبراطور بيزنطة يوحنا الخامس من السلطان أورخان مساعدته ضد إمبراطور الصرب أصطفان دوشان, الذي تحالف مع البندقية والإمارات الصربية للهجوم على القسطنطينية، على أن يزوجه بابنة الوصي على العرش يوحنا كانتا كوزين، والتي أختها زوجة لإمبراطور بيزنطة أي يصبح عديلاً للسلطان، ووافق أورخان إلا أن أصطفان قد أدركه الموت والجنود العثمانية في الطريق فعادوا إلى بلادهم وتمت الزيجة.
            ومما هو جدير بالذكر أن زواج السلاطين من الأجنبيات النصارى قد انتشر بصورة كبيرة في عهد الدولة العثمانية, فقد سبق لعثمان الأول الزواج من مسيحية من فليقيا وسبق لأورخان الزواج من فتاه يونانية مسيحية، وتبعهم الكثير من السلاطين العثمانيين في ذلك, وكان ذلك من سلبيات الدولة العثمانية؛ حيث تمسك كثير من الزوجات النصرانيات بدينهن, واستغللن منصبهن كزوجة للسلطان في التعصب لأبناء جلدتهن، ومن على دينهن من رعايا الدولة العثمانية.
            العبور للبر الأوربي:
            لاحظ أورخان ضعف الدولة البيزنطية, وانكماش رقعتها فقرر النزول إلى الشاطئ الأوربي وفتح الأراضي التي تقع غرب القسطنطينية تمهيدًا لفتحها, حيث إن المسلمين حاولوا فيما سبق فتحها من جهة الشرق، ولكنهم فشلوا فانطلق ابن أورخان الكبير سليمان مع أربعين من رجاله الأبطال، وعبروا للشاطئ الأوربي، واستولوا على الزوارق هناك، ثم عادوا إلى الشاطئ الشرقي حيث لم يكن لدى الدولة أسطول في ذلك الوقت، ثم انطلقوا مرة أخرى إلى الشاطئ الأوربي فاتحين، فسيطروا على قلعة تزنب وشبه جزيرة غاليبولي ذات القلاع المهمة، وبها تحكموا في مضيق الدردنيل.
            وفي عام 760هـ، توفي سليمان ولى العهد والقائد الفذ نتيجة سقوطه عن جواده، وفي العام الثاني توفي أورخان وتولى الحكم ابنه الثاني مراد الأول.

            تابعونااااااااا بإذن الله
            عهد مراد الأول

            والله من وراء القصـــــد
            التعديل الأخير تم بواسطة تائب بإذن الله; الساعة 27-12-2012, 12:24 PM.
            قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

            تعليق


            • #7
              رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

              جزاكم الله خيراً ورفع قدركم
              متابعين معكم بإذن الله
              اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

              تعليق


              • #8
                رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله


                شكرا الله لكم دعائكم ومروركم الطيب اختنا الكريمه
                قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

                تعليق


                • #9
                  رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

                  الدولة العثمانية دولة مفترى عليها
                  لعنة الله على مصطفى كمال أتاتورك المجرررررررم
                  تسلم ياريس
                  موضوع جمييييييييييل متابع معاك إن شاء الله

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

                    جزاكم الله خيرًا ...

                    متابعون ،،،

                    تعليق


                    • #11
                      رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله


                      شكر الله لكم دعائكم ومروركم الطيب
                      قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

                      تعليق


                      • #12
                        رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله


                        عدنــــا بفضــل الله

                        السلطان مراد الأول(761- 791هـ)

                        الشئون الخارجية في الأناضول:

                        كانت سياسة مراد الأول الخارجية متمثلة في توسيع رقعة الدولة العثمانية، سواء من جهة الأناضول أم من جهة أوربا، ولأن جهات الأناضول تحتوى على إمارات مسلمة فقد حاول بقدر الإمكان ضمها بالطرق السلمية كما سنرى، مثل مصاهرة الأمراء؛ وذلك لأنه أراد توحيد المسلمين لمنازلة أعداء الإسلام؛ ولأن الجيش المسلم كان شديد الحماسة للجهاد في أوربا أما في الأناضول فكان الجيش قليل الحماسة حتى قيل إن الجنود كانوا يساقون للقتال في الأناضول.

                        عندما تسلم السلطان مراد الأول الحكم واجه عداوة أمير القرمان (علاء الدين)، الذي استنهض همم الأمراء المستقلين في الأناضول لمحاربة الدولة العثمانية، فأعد السلطان مراد الأول جيشًا استطاع به دخول أنقرة عاصمة إمارات القرمان، واضطر علاء الدين أن يتنازل عن أنقرة للعثمانيين؛ حتى يحافظ على بقية أملاكه وتزوج السلطان ابنة علاء الدين.
                        ومع ذلك لم تبرد نار الحقد في قلب الأمير علاء الدين، وانتظر الوقت المناسب حتى يعاود الكرة في الهجوم على الدولة العثمانية حتى إذا أعد العُدَّة واتحد معه بعض الأمراء المستقلين في الأناضول، وقاموا بحرب ضد الدولة العثمانية في سنة 787هـ، فأرسل لهم مراد الأول جيشًا انتصر عليهم في سهل قونية، وأسر الأمير علاء الدين غير أن ابنته قد توسطت له عند السلطان فعفا عنه، وأبقى له إدارته ولكنه فرض عليه مبلغًا من المال سنويًّا.
                        زوج السلطان ابنه يزيد من ابنة أمير كرميان، فقدم الأب مدينة كوتاهيه لابنته، فضمت إلى الدولة العثمانية وفي عام 782هـ ألزم أمير دويلة الحميد بالتنازل عن أملاكه للدولة العثمانية.
                        في أوربا:

                        وفي عام 762هـ فتح العثمانيون مدينة أدرنه في الجزء الأوربي، ونقل مراد إليها عاصمته لتكون نقطة التحرك والجهاد في أوربا, وقد ظلت عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا القسطنطينية عام 857هـ.
                        كما تم فتح مدينة فليبه (جنوبي بلغاريا اليوم) وكلجمينا ووردار، وبذلك صارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين من كل جهة في أوربا.

                        وخاف أمراء أوربا الذين يجأرون العثمانيين من المد العثماني, فكتبوا إلى البابا يستنجدونه وذهب إمبراطور القسطنطينية إلى البابا, وركع أمامه وقبل يديه ورجليه وطلب منه الدعم، برغم أن الإمبراطور على المذهب الأرثوذكسي والبابا على المذهب الكاثوليكي, وهما شديدا الاختلاف والعداوة، ولكنهما ضد الإسلام يتحدون، فلبى البابا النداء وراسل ملوك أوربا، يطلب منهم الاستعداد لشن حرب صليبية جديدة لوقف المد الإسلامي في قلب أوربا، ولم ينتظر ملك الصرب (أورك الخامس) دعم البابا، وانطلق في اتجاه أدرنه هو وأمراء البوسنة والأفلاق (جنوبي رومانيا) وأعداد من فرسان المجر المرتزقة الذين رحبوا بالإغارة على العثمانيين، مستغلين انشغال السلطان ببعض حروبه في الأناضول. غير أن الحامية العثمانية في أوربا اصطدمت بهم على نهر مارتيزا الذي يمر بأدرنه، وهزمتهم هزيمة منكرة "معركة مارتيزا" فولوا الأدبار، وخشيت إمارة راجوزة الواقعة على سواحل دلماسيا المطلة على البحر الأدرياتيكي من قوة العثمانيين، فأبرمت صلحًا مع الدولة العثمانية تدفع بموجبه جزية سنوية قدرها 500 دوكًا ذهبًا.
                        اتفق ملك الصرب لازار بلينا نوفيتش وأمير البلغار سيسمان على قتال العثمانيين، ولكن بعد مناوشات خفيفة مع العثمانيين أدركوا مدى ضعفهم مقارنة بالعثمانيين، فاضطروا إلى دفع جزية سنوية وتزوج السلطان بابنة أمير البلغار.

                        نتيجة لتأخر الصرب والبلغار في دفع الجزية اندفعت إليهم الجيوش العثمانية، ففتحت بعض المدن الصربية في جنوبي يوغوسلافيا اليوم، وتمكنت من فتح مدينة صوفيا عام 784هـ بعد حصار ثلاث سنوات، وتم فتح مدينة سالونيك المقدونية التي تقع في اليونان الآن.
                        حرم إمبراطور بيزنطة يوحنا (الخامس) باليولوج ابنه اندرونيكوس من ولاية العهد؛ لأنه اتحد مع ساوجي بن السلطان مراد الذي أعلن التمرد على أبيه، فأرسل السلطان لهم جيشًا قتل ساوجي وراسل السلطان الإمبراطور البيزنطي الذي قتل بدوره أندروبيكوس أيضًا.

                        واقعة قوص أوه (كوسوفو) 791هـ:

                        استغل الصرب انشغال العثمانيين بمحاربة الأمير علاء الدين في الأناضول, وقاموا بهجوم على الدولة العثمانية، واستطاعوا أن يحققوا بعض الانتصارات في جنوب الصرب؛ مما شجع أمير البلغار وسيسمان للهجوم على الدولة العثمانية، ولكن الجيوش العثمانية داهمته ففر إلى الشمال واعتصم في مدينة نيكوبلي في شمال بلغاريا، وجمع ما بقى من جيوشه وهجم على القوات العثمانية فهزم شر هزيمة ووقع أسيرًا ولكن السلطان أحسن إليه وأبقاه أميرًا على نصف بلاده وضم النصف الآخر للدولة العثمانية، ولما علم ملك الصرب ما لحق بسيسمان انسحب بجيوشه إلى الغرب, فأدركته الجيوش العثمانية والتقت معه في موقعة قوص أوه أو سهل كوسوفو (إقليم حصل على الاستقلال عن يوغوسلافيا الآن وتسكنه أكثرية ألبانية مسلمة)، وكان القتال سجالاً بين الطرفين حتى انحاز صهر الملك لازار إلى جانب المسلمين بفرقته البالغ قوامها 10000 مقاتل فانهزم الملك لازار، وقتله المسلمون بسبب ما فعله من أفاعيل دنيئة بأسرى المسلمين.

                        وبينما يتفقد السلطان مراد الأول القتلى الصرب قام إليه جندي صربي من بين الجثث وطعنه بخنجره فصرعه، وقتل الجنود العثمانيون الصربي على الفور.
                        ومما يذكر في هذه المعركة دعاء السلطان مراد الأول في الليلة التي سبقت يوم المعركة:
                        (يا إلهي، إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني لا أبتغي من جهادي هذه الدنيا الفانية، ولكني أبتغي رضاك ولا شيء غير رضاك.. يا إلهي، قد شرفتني بأن هديتني إلى طريق الجهاد في سبيلك، فزدني تشريفًا بالموت في سبيلك).

                        الشئون الداخلية في عهد مراد الأول:

                        نظمت فرقة الخيالة والتي عرفت بسيباه أو السباهية أو الفرسان, بحيث يعطى لكل فارس جزءًا من الأرض إقطاعًا له. والمقيمون في هذه الأرض مسلمون كانوا أم نصارى يدفعون له خراجًا في وقت السلم، ويجهزونه بقدر المستطاع وقت الحرب ويجهزون جنديًّا آخر معه، وبرغم الخدمات التي قدمها هذا النظام في بداية الأمر إلا أنه جعل الجنود أصحاب نفوذ، وتسلط الكثير منهم على الموجودين بالأرض فنقموا عليهم وبالتالي على الحكم.

                        تابعونااااااا بإذن الله
                        عهد السلطان بايزيد الصاعقة
                        والله من وراء القصـــد
                        قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

                        تعليق


                        • #13
                          رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

                          جزاكم الله خيرًا ،،،

                          تعليق


                          • #14
                            رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله


                            جزانا الله واياكم اختنا الكريمه خير الجزاء
                            قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

                            تعليق


                            • #15
                              رد: الدوله العثمانيه ( نشأتها - سقوطها ) متجدد بإذن الله

                              عدنــــا بفضــل الله


                              السلطان بايزيد الأول (791- 804هـ)

                              تسلم الحكم وهو يبلغ من العمر 30 عامًا واشتهر بدوام الجهاد والحماسة الشديدة للإسلام حتى لقب باسم (يلدرم)، أي الصاعقة لإقدامه وانقضاضه المفاجئ على العدو.
                              نشاطه في الأناضول:



                              في عام 793هـ ضم إمارات منتشا وآيدين وصاروخان دون قتال، ولجأ أبناء حكامها إلى قسطموني عاصمة إمارة أسفنديار، كما فتح مدينة الأشهر آخر المدن للروم في غرب الأناضول، كما تنازل له أمير القرمان علاء الدين عن جزء من أملاكه بدلاً من ضياعها كلها.
                              واشتهر علاء الدين بالمراوغة والخيانة كما سبق في عهد السلطان مراد الأول، فاستغل انشغال السلطان بايزيد بالجهاد في أوربا وهاجم العثمانيين واستطاع أن يسترد بعض الأراضي التي تنازل عنها، وأسر كبار القادة العثمانيين في الأناضول، فأسرع إليه الصاعقة بايزيد فهزمه وأسره هو وولديه، وبذلك انتهت إمارة القرمان, ولحقتها إمارة سيواس وتوقات ثم شق طريقه إلى إمارة أسفنديار ملجأ الفارين من أبناء الأمراء، فطلب من أمير أسفنديار تسليم الأمراء الفارين فأبى، فانقض عليه بايزيد وضم بلاده إليه، والتجأ الأمير إلى تيمورلنك الذي سيرد ذكره بعد قليل.
                              جهاده في أوربا:

                              عين السلطان بايزيد الأمير أصطفان بن لازار ملكًا للصرب، وسمح له بالاستقلال مقابل دفع جزية سنوية، ومساعدته هو وجنوده في أي وقت يطلبهم، وتزوج السلطان بايزيد أوليفير أخت أصطفان.
                              اتجه إلى القسطنطينية عام 794هـ وحاصرها، فهو بذلك أول سلطان عثماني يحاصر القسطنطينية، وتركها محاصرة ثم انطلق إلى الأفلاق وأجبر حاكمها على معاهدة يعترف فيها بسيادة العثمانيين على بلاده مقابل جزية يدفعها سنويًّا.
                              ضم السلطان بايزيد الأول نصف بلاد البلغار المتبقى بعد موت ملكها سيسمان، وأسلم ابنه فأخذه السلطان وجعله واليًا على صامسون، وبذلك أصبحت بلغاريا ولاية عثمانية.
                              دب الذعر في أوربا من انتصارات الدولة العثمانية, واستغاث ملك المجر بالبابا ونصارى أوربا فأعلن البابا قيام حرب صليبية على العثمانيين، واستجاب له دوق بورغونيا (تقع في شرق فرنسا) وأمراء النمسا وبافاريا (جنوب ألمانيا) وفرسان القديس يوحنا، الذين أخرجوا من عكا ثم إلى قبرص ثم رودس فمالطة, وسار الجميع في عام 798هـ وحاصروا مدينة نيكويلي شمال بلغاريا، ووصل جيش العثمانيين وكان بقيادة أمير الصرب أصطفان، ومعه كثير من النصارى الخاضعين للدولة العثمانية والجنود العثمانيين، والتقى الجمعان وهزم الجيش الصليبى هزيمة منكرة, وأسر الكثير من أمراء أوربا في هذه المعركة، منهم دوق بورغونيا الذي فدى نفسه بفدية كبيرة وأقسم للسلطان بايزيد ألا يقاتله أبدًا مادام حيا فرد عليه بايزيد بقولته الشهيرة: (إني أجيز لك ألا تحفظ هذا اليمين، فأنت في حل من الرجوع لمحاربتي؛ إذ لا شيء أحب إليَّ من محاربة جميع مسيحيي أوربا والانتصار عليهم).
                              وبعد هذا الانتصار دفع إمبراطور بيزنطة 10000 دينار ذهبية مقابل فك العثمانيين للحصار المفروض على القسطنطينية، وسمح للمسلمين ببناء مسجد لهم فيها.
                              الحرب مع تيمورلنك وتجزؤ الدولة العثمانية:

                              نتصور فيما ذكرناه حتى الآن عن الدولة العثمانية أننا نعيش في حلم جميل لا نريد الاستيقاظ منه, فإذا بنا نفاجأ بكابوس مفزع يصرفنا مؤقتا عن الحلم الجميل.
                              يأتي ذكر هذا الكابوس المفزع مع قدوم الهجوم الشرس الذي يشنه تيمورلنك من الشرق على الأمصار الإسلامية، وتيمورلنك كما أوردنا في تاريخ التتر المسلمين أنه ينتسب للإسلام اسمًا فقط، وقد جعل منه أعداء الإسلام سلاحًا من أسلحتهم المتعددة, يشوهون به الإسلام والإسلام بريء من أفعاله.
                              عندما وصل تيمورلنك إلى بغداد وخربها عن آخرها فر أميرها إلى السلطان بايزيد, فأرسل إليه تيمورلنك يطلب تسليم الأمير الفار، فرفض السلطان بايزيد فانطلق تيمور إلى الدولة العثمانية ودخل مدينة سيواس، وقتل الأمير أرطغرل بن السلطان بايزيد الأول، وأخذ يتوغل في الدولة العثمانية حتى التقى بجيشه البالغ قوامه 80.000 مع الجيش العثمانى البالغ 150.000 في أنقرة سنة 804هـ، واستمرت المعركة من قبل شروق الشمس إلى ما بعد غروبها، ولكن أثناء المعركة انضمت من جيش السلطان بايزيد فرق آيدين ومنتشا وكرميان وصاروخان إلى جيش تيمورلنك، فانهزم السلطان بايزيد ووقع هو وابنه موسى في الأسر واختفى ابنه مصطفى وفر أبناؤه سليمان وعيسى ومحمد, وحاول السلطان بايزيد الفرار 3 مرات، ولكنه فشل فشلاً ذريعًا فأصابه الحزن الشديد من الإهانة التي لحقت به، وتوفي في عام 805هـ وقيل إنه انتحر.
                              استولى تيمورلنك على بقية أراضي الدولة العثمانية في الأناضول، ولم يتركها إلا وقد عادت الإمارات التي كانت موجودة فيها قبل أن تضمها الدولة العثمانية إلى التجزؤ من جديد.
                              وانتهزت الولايات الأوربية التي تحت الحكم العثماني ما حل بالدولة فأعلنت استقلالها, وهي البلغار والصرب والأفلاق فانكمشت الدولة العثمانية.
                              ومما زاد الدولة تمزقًا تنازع أبناء السلطان بايزيد على السلطة، فاستقل سليمان بالجزء الأوربي من الدولة العثمانية بما فيها مدينة أدرنه، وعقد حلفًا مع عمانويل الثانى إمبراطور بيزنطة ليساعده ضد إخوته, وأعطاه في سبيل ذلك مدينة سالونيك وبعض سواحل البحر الأسود وتزوج من إحدى قريباته.
                              أما عيسى فبمجرد وفاة أبيه أعلن نفسه سلطانًا في مدينة بورصة.
                              وأما محمد الذي كان مختبئًا في الأناضول فحينما خف ضغط التتار خرج ومن معه من الجند يقاتل ما بقي من التتار وتمكن من السيطرة على توقات وأماسب، واستطاع تخليص أخيه موسى من الأسر وسار لمحاربة إخوته.
                              انتصار محمد على إخوته وانفراده بالسلطة:
                              استطاع محمد أن ينتصر على أخيه عيسى بعد عدة معارك بينهما، وقتل عيسى ثم أرسل جيشًا بقيادة أخيه موسى لمحاربة أخيهما سليمان، ولكنه عاد يجر ذيل الخيبة وراءه، ولكنه لم ييئس فحاول موسى مرة أخرى الهجوم, واستطاع في هذه المرة أن ينتصر وقتل سليمان على أبواب أدرنه عام 813هـ.
                              اتجه موسى لتأديب الصرب على موقفهم أثناء الهجوم التتري، وحارب ملك المجر الذي حاول مساعدة الصرب وانتصر موسى عليه.

                              وأراد موسى أن ينفصل بالجزء الأوربي، وضرب الحصار على القسطنطينية، فاستنجد إمبراطورها بالأمير محمد الذي أسرع فعقد حلفًا مع إمبراطور القسطنطينية، وملك الصرب ضد أخيه، وانتصر الحلف وقتل الأمير موسى وانفرد الأمير محمد بالسلطة.

                              تابعونااااااا بإذن الله
                              عهد السلطان مراد الثاني

                              والله من وراء القـــــصد
                              قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X