الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات والصلاة والسلام علي خير خلق الله محمد بن عبد الله
الذي أنار الله به الدنيا فاخرجها إلي النور من الظلمات
حيث ان حياة أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام مليئة بالأحداث ذات الصلة الوثيقة بأمتنا المحمدية الكريمة أمة الإسلام
وقد امر الله عز وجل نبينا محمد صلي الله عليه وسلم أن إتبع ملة إبراهيم حنيفا
وحيث أن هذه المرحله من عمر الأمة الإسلاميه شهدت حياة نبي الله إبراهيم ونبي الله لوط
ونبي الله إسماعيل ونبي الله إسحاق ونبي الله يعقوب فقال تعالي
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)
فنقف اليوم من خلال قصة إبراهيم عليه السلام مع
قصة ميلاد نبي الله ورسوله إسماعيل عليه السلام
ومن كتاب البداية والنهايه
إن إبراهيم عليه السلام سأل الله ذرية طيبة وأن الله بشره بذلك وأنه لما كان لابراهيم ببلاد بيت المقدس عشرون سنة
قالت سارة لابراهيم عليه السلام إن الرب قد حرمني الولد فادخل على أمتي هذه لعل الله يرزقني منها ولدا
فلما وهبتها له دخل بها إبراهيم عليه السلام فحين دخل بها حملت منه
ولما رجعت هاجر وضعت اسماعيل عليه السلام قالوا وولدته ولابراهيم من العمر ست وثمانون سنة
قبل مولد اسحق بثلاث عشرة سنة ولما ولد اسماعيل أوحى الله إلى إبراهيم يبشره باسحق من سارة فخر لله ساجدا
وقال له قد استجبت لك في اسماعيل وباركت عليه وكثرته ونميته جدا كثيرا ويولد له اثنا عشر عظيما
وأجعله رئيسا لشعب عظيم وهذه أيضا بشارة بهذه الامة العظيمة وهؤلاء الاثنا عشر عظيما هم الخلفاء الراشدون
الاثنا عشر المبشر بهم في حديث عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" يكون اثنا عشر أميرا "
ثم قال كلمة لم افهمها فسألت أبي ما قال قال " كلهم من قريش " أخرجاه في الصحيحين .
وفي رواية لا يزال هذا الامر قائما وفي رواية عزيزا حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
فهؤلاء منهم الائمة الاربع أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
ومنهم عمر بن عبد العزيز أيضا.
ومنهم بعض بني العباس وليس المراد أنهم يكونون اثني عشر نسقا بل لابد من وجودهم
وليس المراد الائمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الرافضة الذين أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المنتظر بسرداب سامرا
وهو محمد بن الحسن العسكري فيما يزعمون فان أولئك لم يكن فيهم أنفع من علي وإبنه الحسن بن علي
حين ترك القتال وسلم الامر لمعاوية وأخمد نار الفتنة وسكن رحى الحروب بين المسلمين
والباقون من جملة الرعايا لم يكن لهم حكم على الامة في أمر من الامور
وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا فذاك هوس في الرؤوس وهذيان في النفوس لا حقيقة له ولا عين ولا أثر.
والمقصود أن هاجر عليها السلام لما ولد لها اسماعيل اشتدت غيرة سارة منها
وطلبت من الخليل أن يغيب وجهها عنها فذهب بها وبولدها فسار بهما حتى وضعهما حيث مكة اليوم
ويقال إن ولدها كان إذ ذاك رضيعا فلما تركهما هناك وولي ظهره عنهما قامت إليه هاجر وتعلقت بثيابه
وقالت يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا فلم يجبها فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها
قالت له، الله أمرك بهذا ؟
قال: نعم.
قالت فإذا لا يضيعنا
وهاجر ابراهيم بابنه اسماعيل وأمه هاجر إلى جبال فاران وهي ارض مكة
قال البخاري قال عبد الله بن محمد - هو أبو بكر بن أبي شيبة - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر،
عن أيوب السختياني، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال :
أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم اسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة،
ثم جاء بها إبراهيم وبابنها اسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد
وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء
ثم قفي إبراهيم منطلقا فتبعته أم اسماعيل فقالت يا إبراهيم :
أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنس ولا شئ،
فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها،
فقالت له: الله أمرك بهذا، قال: نعم.
قالت إذا لا يضيعنا.
ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت
ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال :
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38)
وجعلت أم اسماعيل ترضع اسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها
وجعلت تنظر إليه يتلوى - أو قال يتلبط - فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الارض
يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا
حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف ذراعها ثم سعت سعي الانسان المجهود،
حتى إذا جاوزت الوادي، ثم أتت المروة، فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحدا، فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات،
قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فلذلك سعى الناس بينهما ".
فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت: صه، تريد نفسها.
ثم تسمعت فسمعت أيضا ; فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث.
فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه - أو قال بجناحه - حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا.
وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهي تفور بعد ما تغرف قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم "
أو قال :
لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا "
فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافى الضيعة، فإن ههنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه،
وإن الله لا يضيع أهله،
وكان البيت
مرتفعا من الارض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم،
أو أهل بيت من جرهم، مقبلين من طريق كذا فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا "
فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على الماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء
فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا، قال: وأم اسمعيل عند الماء فقالوا تأذنين لنا أن ننزل عندك،
قالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم
قال عبد الله بن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" فألقى ذلك أم اسمعيل وهي تحب الانس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم،
وشب الغلام وتعلم العربية منهم، وأنفسهم وأعجبهم حين شب،
فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم اسمعيل فجاء ابراهيم بعد ما تزوج اسمعيل
يطالع تركته فلم يجد اسمعيل فسأل امرأته فقالت : خرج يبتغي لنا.
ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بشر في ضيق وشدة وشكت إليه قال
فإذا جاء زوجك اقرئي عليه السلام وقولي له: يغير عتبة بابه، فلما جاء اسماعيل،
كأنه آنس شيئا، فقال: هل
جاءكم من أحد ؟ فقالت: نعم
جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته،
وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة.
قال فهل أوصاك بشئ فقالت : نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول لك غير عتبة بابك
قال ذاك أبي وأمرني أن أفارقك، فالحق بأهلك، فطلقها وتزوج منهم أخرى
ولبث عنهم ابراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه
فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف أنتم، وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت : نحن بخير وسعة وأثنت على الله
فقال ما طعامكم ؟ قالت: اللحم قال فما شرابكم قالت: الماء.
قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ولم يكن لهم يومئذ حب .
ولو كان لهم حب لدعا لهم فيه "
[ قال: ] فهما لا يخلو عليهما أحد بعين مكة إلا لم يوافقاه (6).
قال: فإذا جاء زوجك فأقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه فلما جاء اسماعيل قال هل أتاكم من أحد
قالت نعم أتانا شيخ حسن، قال الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير
قال: فأوصاك بشئ قالت: نعم هو
يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأمرني أن أمسكك
ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك اسمأعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه
فصنعا كما يصنع الولد بالوالد والوالد بالولد ثم قال يا اسمعيل إن الله أمرني بأمر قال فاصنع ما أمرك به ربك قال :
وتعينني قال وأعينك قال فإن الله أمرني أن أبني ههنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها
قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل اسمعيل يأتي بالحجارة وابراهيم يبني،
حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني واسمعيل يناوله الحجارة وهما يقولان
( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
قال وجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
وقيل أن الله أمر نبيه إبراهيم بالختان فأمر إبراهيم عليه السلام إبنه إسماعيل وكان وأمر ان ختتن كل عبيده ومواليه
وقد ثبت في الحديث الذي رواه البخاري : عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم
" أختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم "
والقدوم هو الآلة وقيل موضع.
وهذا اللفظ لا ينافي الزيادة على الثمانين.
والله أعلم
وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" اختتن ابراهيم وهو ابن مائة وعشرين سنة وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ".
رواه ابن حبان في صحيحه.
وكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام يطالع هاجر وإسماعيل علي فترات
وقد ذكر أن الارض كانت تطوى له وقيل: إنه كان يركب البراق إذا سار إليهم
فكيف يتخلف عن مطالعة حالهم وهم في غاية الضرورة الشديدة
قصة الذبيح
قال الله تعالى في سورة الصافات بعد أن دعاه إبراهيم عليه السلام
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)
يقص علينا قصة الذبيح وفيها ما يؤكد أنه إسماعيل عليه السلام فقال تعالي
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109)
كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112)
وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)
يذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولدا صالحا فبشره الله تعالى بغلام حليم
وهو إسماعيل عليه السلام لانه أول من ولد له على رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل.
وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل لانه أول ولده وبكره وقوله (فلما بلغ معه السعي) أي شب وصار يسعى في مصالحه كأبيه
قال مجاهد (فلما بلغ معه السعي) أي شب وارتحل وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل.
فلما كان هذا رئى ابراهيم عليه السلام في المنام أنه يؤمر بذبح ولده هذا.
وفي الحديث عن ابن عباس مرفوعا " رؤيا الانبياء وحي "
قاله عبيد بن عمير أيضا وهذا اختبار من الله عزوجل لخليله في أن
يذبح هذا الولد العزيز الذي جاءه على كبر وقد طعن في السن بعدما أمر بأن يسكنه هو وأمه
في بلاد قفر وواد ليس به حسيس ولا أنيس ولا زرع ولا ضرع فامتثل أمر الله في ذلك وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلا عليه،
فجعل الله لهما فرجا ومخرجا ورزقهما من حيث لا يحتسبان.
ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الذي قد أفرده عن أمر ربه وهو بكره ووحيده الذي ليس له غيره أجاب ربه،
وامتثل أمره، وسارع إلى طاعته، ثم عرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا
(قال يا بني اني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى) فبادر الغلام الحليم،
سر والده الخليل إبراهيم، فقال : " يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين)
وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ولرب العباد قال الله تعالى (فلما أسلما وتله للجبين)
قيل أسلما أي استسلما لامر الله وعزما على ذلك.
وقيل هذا من المقدم والمؤخر والمعنى تله للجبين أي ألقاه على وجهه.
قيل أراد أن يذبحه من قفاه
لئلا يشاهده في حال ذبحه قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة والضحاك.
وقيل بل أضجعه كما تضجع الذبائح وبقي طرف جبينه لاصقا بالارض ((واسلما)
أي سمى إبراهيم وكبر وتشهد الولد للموت قال السدي وغيره أمر السكين على حلقه فلم تقطع شيئا
ويقال جعل بينها وبين حلقه صفيحة من نحاس والله أعلم .
فعند ذلك نودي من الله عزوجل (أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا)
أي قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك ومبادرتك إلى أمر ربك
وبذلك ولدك للقربان كما سمحت ببدنك للنيران وكما مالك مبذول للضيفان ولهذا قال تعالى (إن هذا لهو البلاء المبين)
أي الاختبار الظاهر البين وقوله (وفديناه بذبح عظيم) أي وجعلنا فداء ذبح ولده ما يسره الله تعالى له من العوض عنه.
والمشهور عن الجمهور أنه كبش أبيض أعين أقرن رآه مربوطا بسمرة في ثبير.
وعن ابن عباس هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء فذبحه وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه (2).
وجاء بعض علماء يهود إلي عمر بن عبد العزيز قال فسأله عمر بن عبد العزيز أي ابني ابراهيم أمر بذبحه
فقال اسماعيل والله يا أمير المؤمنين وإن اليهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب
على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه والفضل والذي ذكره الله منه لصبره لما أمر به
فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق لان إسحاق أبوهم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول
تعليق