إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السَّنَة السَّابعة : غزوة خَيبر إسلام خالد ورفيقيه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السَّنَة السَّابعة : غزوة خَيبر إسلام خالد ورفيقيه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة

    السَّنَة السَّابعة : غزوة خَيبر إسلام خالد ورفيقيه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة

    وفي محرم السنة السابعة أمر عليه الصلاة والسلام بالتجهّز لغزو يهود خيبر الذين كانوا أعظم مُهَيِّجٍ للأحزاب ضد رسول الله
    صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق والذين لا يزالون مجتهدين في محالفة الأعراب ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استنفر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لذلك مَنْ حوله من الأعراب الذين كانوا معه بالحديبية، وجاء المخلَّفون عنها ليؤذَن لهم، فقال عليه الصلاة والسلام: لا تخرجوا معي إلا رغبة في الجهاد، أما الغنيمة فلا أعطيكم منها شيئاً»، وأمر منادياً ينادي بذلك، ثم خرج عليه الصلاة والسلام بعد أن ولَّى على المدينة سِبَاعَ بن عُرْفُطَةَ الغفاري. وكان معه من أزواجه أُمّ سلمة، ولما وصل جيش المسلمين إلى خيبر التي تبعد عن المدينة نحو مائة ميل من الشمال الغربي، رفعوا أصواتهم بالتكبير والدعاء، فقال عليه الصلاة والسلام: ارفقوا بأنفسكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم[1].
    وكانت حصون خيبر ثلاثة منفصلاً بعضها عن بعض، وهي: حصون النَّطَاة، وحصون الكَتيبة.
    والأولى ثلاثة: حصن ناعم، وحصن الصَّعْب، وحصن قُلَّةٍ.
    والثانية حصنان: حصن أُبيّ، وحسن البريء.
    والثالثة ثلاثة حصون: حصن القَمُوص، وحصن الوَطِيْح، وحصن السُّلاِلم.
    فبدأ عليه الصلاة والسلام بحصون النَّطاة، وعسكر المسلمون شرقيها بعيداً عن مدى النبل، وأمر عليه الصلاة والسلام أن يقطع نخلهم ليرهبهم حتى يسلموا، فقطع المسلمون نحو أربعمائة نخلة. ولما رأى عليه الصلاة والسلام تصميم اليهود على الحرب نهى عن القطع، ثم ابتدأ القتال مع حصن ناعم بالمراماة، وكان لواء المسلمين بيد أحد المهاجرين فلم يصنع في ذلك اليوم شيئاً، وفيه مات محمود بن مسلمة أخو محمد بن مسلمة، وصار عليه الصلاة والسلام يغدو كل يوم مع بعض الجيش للمناوشة، ويخلّف على العسكر أحد المسلمين، حتى إذا كانوا في الليلة السادسة، ظفر حارس الجيش، وهو عمر بن الخطاب، بيهودي خارج في جوف الليل، فأتى به رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولما أدرك الرجل الرعب قال: إن أمَّنْتُموني أدّلكم على أمر فيه نجاحكم. فقالوا: دُلَّنَا فقد أَمَّنَّاك، فقال: إن أهل هذا الحصن أدركهم الملال والتعب، وقد تركتهم يبعثون بأولادهم إلى حصن الشَّق، وسيخرجون لقتالكم غداً، فإذا فتح عليكم هذا الحصن غداً فإني أدلكم على بيت فيه منجنيق ودبابات ودروع وسيوف، يسهل عليكم بها فتح بقية الحصون، فإنكم تنصبون المنجنيق، ويدخل الرجال تحت الدبابات، فينقبون الحصن فتفتحه من يومك، فقال عليه الصلاة والسلام لمحمد بن مسلمة: سأُعطي الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّانه» فبات المهاجرون والأنصار كلهم يتمنّونها، حتى قال عمر بن الخطاب: ما تمنيت الإمارة إلا ليلتئذ.فلما كان الغد سأل عليه الصلاة والسلام عن علي بن أبي طالب فقيل له: إنه أرمد، فأرسل مَنْ يأتيه به، ولما جاء تَفَلَ في عينيه فشفاهما الله كأن لم يكن بهما شيء، ثم أعطاه الراية، فتوجه مع المسلمين للقتال، وهناك وجدوا اليهود متجهزين، فخرج يهودي يطلب البِرَاز فقتله عليٌّ، ثم خرج مَرْحَبٌ، وهو أشجع القوم، فألحقه برفيقه، فخرج أخوه ياسر، فقتله الزبير بن العوّام، ثم حملَ المسلمون على اليهود حتى كشفوهم عن مواقفهم، وتبعوهم حتى دخلوا الحصن بالقوة وانهزم الأعداء إلى الحصن الذي يليه وهو حصن الصَّعْبِ، وغنم المسلمون من حصن ناعم كثيراً من الخبز والتمر، ثم تتبعوا اليهود إلى حصن الصَّعْب، فقاتل عنه اليهود قتالاً شديداً حتى رد عنه المسلمون، ولكن ثبت الحباب بن المنذر ومن معه وقاتلوا قتالاً شديداً حتى هزموا اليهود، فتبعوهم حتى افتتحوا عليهم الحصن، فوجدوا فيه غنائم كثيرة من الطعام فأمر عليه الصلاة والسلام منادياً يقول: «كلوا واعلفوا دوابكم ولا تأخذوا شيئاً. ثم إن الذين انهزموا من هذا الحصن ساروا إلى حسن قُلَّةٍ، فتبعهم المسلمون، وحاصروهم ثلاثة أيام حتى استصعب عليهم فتحه، وفي اليوم الرابع دلَّهم يهودي على جداول الماء التي يستقي منها اليهود، فمنعوها عنهم، فخرجوا، وقاتلوا قتالاً شديداً انتهى بهزيمتهم إلى حصون الشَّقِّ.
    زواج صفية
    وبعد تمام الظفر والنصر تزوج عليه الصلاة والسلام صفية بنت حييّ سيد بني النضير وأصدقها عِتْقَهَا، وقد أسلمت رضي الله عنها، فشرفت بأُمومة المؤمنين.
    النهي عن نكاح المتعة
    ونهى عليه الصلاة والسلام وهو بخيبر عن نكاح المتعة، وهي: النكاح لأجلٍ وقد كان حلالاً في الجاهلية، واستعمل في بدء الإسلام حتى حرّمه الشرع في هذه السنة، ونهى كذلك عن أكل لحوم الحُمُر الأهلية فأكفأ المسلمون قدورها بعد أن نضجت ولم يطعموها.
    رجوع مهاجري الحبشة
    وحين رجوع المسلمين من خيبر قدِم من الحبشة جعفر بن أبي طالب ومعه الأشعريون أبو موسى وقومه، بعد أن أقاموا فيها نحواً من عشر سنين آمنين مطمئنين، وفرح عليه الصلاة والسلام بمقدمهم فرحاً عظيماً، وأعطى للأشعريين من مغانم الحصون المفتوحة صلحاً، وكان مع جعفر أُمُّ حَبيبة بنت أبي سُفيان أُمّ المؤمنين. وقدم في هذا الوقت على النبي عليه الصلاة والسلام الدوسيون إخوان أبي هريرة رضي الله عنه وهو معهم، فأعطاهم أيضاً رسول الله
    صلى الله عليه وسلم
    فتح وادي القُرى
    ثم دعا عليه الصلاة والسلام يهودَ وادي القرى إلى الاستسلام فأبوا وقاتلوا، فقاتلهم المسلمون، وأصابوا منهم أحد عشر رجلاً، وغنموا منهم مغانم كثيرة، خَمَّسها عليه الصلاة والسلام، وترك الأرض في أيدي أهلها يزرعونها بشطر ما يُخرجون منها، وكذلك صنع بأرض خيبر، وكان يرسل إليهم عبد الله بن رواحة لتقدير الثمر، وكان تقديره شديداً عليهم، فأرادوا أن يرشوه، فقال لهم: يا أعداء الله تعطوني السُّحت؟ والله لقد جئتكم من عند أحبّ الناس إليّ، ولأنتم أبغض إليّ من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إيّاكم وحبيّ إياه على ألاّ أعدل.
    هذا وبانقياد جميع اليهود المجاورين للمدينة ارتاح المسلمون من شر عدو كان يتربص بهم الدوائر، مهما كان بين الفريقين من العهود والمواثيق. ورجع المسلمون مؤيدين ظافرين.
    إسلام خالد ورفيقيه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة
    وأعقب هذه الغزوة وهذا الفتح المبين إسلام ثلاثة طالما كانت لهم اليد الطولى في قيادة الجيوش لحرب المسلمين وهم: خالد بن الوليد المخزومي، وعمرو بن العاص السهمي، وعثمان بن طلحة العبدري، فسُرّ بهم عليه الصلاة والسلام سروراً عظيماً، وقال لخالد: الحمد لله الذي هداك، قد كنتُ أرى لك عقلاً رجوت ألاّ يسلمك إلا إلى خير فقال: يا رسول الله ادعُ الله لي أن يغفر تلك المواطن التي كنت أشهدها عليك، فقال عليه الصلاة والسلام: الإسلام يقطع ما قبله.
    سرية عمر بن الخطاب إلى هوازن بتزبة
    وفي شعبان بلغه عليه الصلاة والسلام أن جمعاً من هوازن بتُربَة يظهرون العداوة للمسلمين فأرسل لهم عمر بن الخطاب في ثلاثين رجلاً فسار إليهم. ولما بلغهم الخبر تفرقوا فلم يجد بها عمر أحداً، فرجع.

    [1] رواه البخاري



  • #2
    رد: السَّنَة السَّابعة : غزوة خَيبر إسلام خالد ورفيقيه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة

    أحسنتم بارك الله فيكم وأجزل عطائكم واخلص اعمالكم لوجهه الكريم
    "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

    تعليق

    يعمل...
    X