فتح خيبر
ولما أطمئن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوى أجنحة الأحزاب الثلاثة أراد أن يحاسب الجناحين الباقيين اليهود وقبائل نجد حتى يتم الأمن والسلام، ويفرغ المسلمون من الصراع الدامي المتواصل إلى تبليغ رسالة الله والدعوة إليه، وكان غزو خيبر مقر اليهود، فأهلها هم الذي حزبوا الأحزاب ضد المسلمين، وأثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، ولما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم الخروج إلى خيبر أعلن ألا يخرج معه إلا راغب في الجهاد فلم يخرج إلا أصحاب الشجرة وعددهم ألف وأربعمائة رجل.
وكانت خيبر مقسمة إلى شطرين، شطر فيه خمسة حصون وشطر آخر فيه حصنان فقط، والقتال المرير إنما دار في الشطر الأول منها، أما الشطر الثاني فحصونها الثلاثة مع كثرة المحاربين فيها سلمت دونما قتال.
وأول حصن هاجمه المسلمون هو حصن ناعم وبعده حصن الصعب وبعد فتحهما، تحول اليهود من كل حصون النطاة إلى قلعة الزبير وهو حصن منيع وكانت لهم عيون تحت الأرض فقطع ماءهم عليهم، فخرجوا وقاتلوا أشد القتال ثم افتتحه الرسول صلى الله عليه وسلم وتتالى من بعده فتح باقي القلاع، وبعد أن أيقنوا بالهلكة سألوا المسلمين الصلح وكان لهم مقابل أن يخلوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما كان لهم من مال وأرض وعلى الصفراء والبيضاء والكراع والحلقة، وبعد هذه المصالحة تم تسليم الحصون إلى المسلمين وبذلك تم فتح خيبر، وجملة من استشهد من المسلمين في معارك خيبر ستة عشر رجلا، أما قتلى اليهود فعددهم ثلاث وتسعون قتيلا.
وبعد فتح خيبر اتجه المسلمون نحو وادي القرى التي كان بها بعض من يهود، فقاتلوهم حتى فتحوها وغنموا منها أموالا ومتاعا كثيرا.
وأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا الفتح عدد من جماعات اليهود تطلبه الصلح
تعليق