غزوة بني قريظة
عداوتهم لرسول الله
كانت قريظة أشد اليهود عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأغلظهم كفرا، ولذلك جرى عليهم ما لم يجر على إخوانهم.وكان سبب غزوهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى غزوة الخندق والقوم معه صلح جاء حيي بن أخطب إلى بني قريظة في ديارهم، فقال: قد جئتكم بعز الدهر، جئتكم بقريش على سادتها، وغطفان على قادتها، وأنتم أهل الشوكة والسلاح، فلهم حتى نناجز محمداً ونفرغ منه، فقال له رئيسهم : بل جئتني والله بذل الدهر، جئتني بسحاب قد أراق ماءه، فهو يرعد ويبرق، فلم يزل حيي يخادعه ويعده ويمنيه حتى أجابه بشرط أن يدخل معه في حصنه، يصيبه ما أصابهم، ففعل ، ونقضوا عهد رسول صلى الله عليه وسلم، وأظهروا سبه، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فأرسل يستعلم الأمر، فوجدهم قد نقضوا العهد، فكبر وقال: (أبشروا يا معشر المسلمين).
الدعوة للمعركة:
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قادماً من أحد لم يكن إلا أن وضع سلاحه، فجاءه جبريل، فقال: أوضعت السلاح، والله إن الملائكة لم تضع أسلحتها؟!
فانهض بمن معك إلى بني قريضة، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم، وأقذف في قلوبهم الرعب، فسار جبريل في موكبه من الملائكة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على أثره في موكبه من المهاجرين والأنصار، وقال لأصحابه: يومئذ: ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة) ، فبادروا إلى امتثال أمره، ونهضوا من فورهم، فأدركتهم صلاة العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصليها: لم يرد منا ذلك، وإنما أراد سرعة الخروج، فصلوها في الطريق، فلم يعنف واحدة من الطائفتين.
الحصار:
وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية علي بن أبي طالب، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، ونازل حصون بني قريظة، وحاصرهم خمساً وعشرين ليلةً ، ولما اشتد عليهم الحصار، عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال: إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد في دينه، وإما أن يقتلوا ذراريهم، ويخرجوا إليه بالسيوف مصلته يناجزونه حتى يظفروا به، أو يقتلوا عن آخرهم، وإما أن يهجموا على رسول الله صلى عليه وسلم وأصحابه ويكبسوهم يوم السبت، لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه، فابوا عليه أن يجيبوه إلى واحدة منهن، فبعثوا إليه أن أرسل إلينا أبا لبابة بن عبدالمنذر نستشيره، فلما رأوه، قاموا في وجهه يبكون، وقالوا: يا أبا لبابة! كيف ترى لنا أن ننزل على حكم محمد؟ فقال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه يقول: إنه الذبح، ثم علم من فوره أنه قد خان الله ورسوله، فمضى على وجهه، ولم يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المسجد مسجد المدينة، فربط نفسه بسارية المسجد، وحلف ألا يحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبداً، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، قال: (دعوه حتى يتوب الله عليه) ثم تاب الله عليه، وحله رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم إنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه الأوس، فقالوا: يا رسول الله! قد فعلت في بني قينقاع ما قدِ علمت وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا، فأحسن فيهم فقال: (ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟) قالوا: بلى. قال: (فذاك إلى سعد بن أعناقهم، وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة، ولم يقتل من النساء أحد سوى امرأة واحدة كانت طرحت على رأس سويد بن الصامت رحى، فقتلته، وجعل يذهب بهم إلى الخنادق أرسالاً أرسالاً، فقالوا لرئيسهم كعب بن أسد: يا كعب! ما تراه يصنع بنا؟ فقال: أفي كل موطن لا تعقلون؟ أما ترون الداعي لا ينزع، والذاهب منكم لا يرجع، هو والله القتل.
عداوتهم لرسول الله
كانت قريظة أشد اليهود عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأغلظهم كفرا، ولذلك جرى عليهم ما لم يجر على إخوانهم.وكان سبب غزوهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى غزوة الخندق والقوم معه صلح جاء حيي بن أخطب إلى بني قريظة في ديارهم، فقال: قد جئتكم بعز الدهر، جئتكم بقريش على سادتها، وغطفان على قادتها، وأنتم أهل الشوكة والسلاح، فلهم حتى نناجز محمداً ونفرغ منه، فقال له رئيسهم : بل جئتني والله بذل الدهر، جئتني بسحاب قد أراق ماءه، فهو يرعد ويبرق، فلم يزل حيي يخادعه ويعده ويمنيه حتى أجابه بشرط أن يدخل معه في حصنه، يصيبه ما أصابهم، ففعل ، ونقضوا عهد رسول صلى الله عليه وسلم، وأظهروا سبه، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فأرسل يستعلم الأمر، فوجدهم قد نقضوا العهد، فكبر وقال: (أبشروا يا معشر المسلمين).
الدعوة للمعركة:
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قادماً من أحد لم يكن إلا أن وضع سلاحه، فجاءه جبريل، فقال: أوضعت السلاح، والله إن الملائكة لم تضع أسلحتها؟!
فانهض بمن معك إلى بني قريضة، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم، وأقذف في قلوبهم الرعب، فسار جبريل في موكبه من الملائكة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على أثره في موكبه من المهاجرين والأنصار، وقال لأصحابه: يومئذ: ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة) ، فبادروا إلى امتثال أمره، ونهضوا من فورهم، فأدركتهم صلاة العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصليها: لم يرد منا ذلك، وإنما أراد سرعة الخروج، فصلوها في الطريق، فلم يعنف واحدة من الطائفتين.
الحصار:
وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية علي بن أبي طالب، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، ونازل حصون بني قريظة، وحاصرهم خمساً وعشرين ليلةً ، ولما اشتد عليهم الحصار، عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال: إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد في دينه، وإما أن يقتلوا ذراريهم، ويخرجوا إليه بالسيوف مصلته يناجزونه حتى يظفروا به، أو يقتلوا عن آخرهم، وإما أن يهجموا على رسول الله صلى عليه وسلم وأصحابه ويكبسوهم يوم السبت، لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه، فابوا عليه أن يجيبوه إلى واحدة منهن، فبعثوا إليه أن أرسل إلينا أبا لبابة بن عبدالمنذر نستشيره، فلما رأوه، قاموا في وجهه يبكون، وقالوا: يا أبا لبابة! كيف ترى لنا أن ننزل على حكم محمد؟ فقال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه يقول: إنه الذبح، ثم علم من فوره أنه قد خان الله ورسوله، فمضى على وجهه، ولم يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المسجد مسجد المدينة، فربط نفسه بسارية المسجد، وحلف ألا يحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبداً، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، قال: (دعوه حتى يتوب الله عليه) ثم تاب الله عليه، وحله رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم إنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه الأوس، فقالوا: يا رسول الله! قد فعلت في بني قينقاع ما قدِ علمت وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا، فأحسن فيهم فقال: (ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟) قالوا: بلى. قال: (فذاك إلى سعد بن أعناقهم، وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة، ولم يقتل من النساء أحد سوى امرأة واحدة كانت طرحت على رأس سويد بن الصامت رحى، فقتلته، وجعل يذهب بهم إلى الخنادق أرسالاً أرسالاً، فقالوا لرئيسهم كعب بن أسد: يا كعب! ما تراه يصنع بنا؟ فقال: أفي كل موطن لا تعقلون؟ أما ترون الداعي لا ينزع، والذاهب منكم لا يرجع، هو والله القتل.
تعليق