رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بالحيوان والنبات
تقبيل الثمار :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بباكورة الثمرة – أي أولها – وضعها على عينيه ثم على شفتيه وقال : (( اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره )) ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان ، رواه الطبراني في الكبير والصغير والأوسط رجال الصحيح ..
لا تفجعوا الطيور بفراخها ولا تحرقوا بيوت النمل :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (( كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتْ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرُشُ جَاءَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: مَنْ فَجَّعَ هذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلْدَهَا إلَيْهَا ، وَرَأى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فقال : مَنْ حَرَّقَ هذِهِ ؟ قُلْنَا: نَحْنُ ، قال: إنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أنْ يُعَذِّبَ بالنَّارِ إلاَّ رَبُّ النَّارِ )) رواه أحمد ، وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح ..
لا تعذبوا الهرة :
روى البخاري وغيره مرفوعاً : (( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض )) ، وفي رواية له أيضاً : (( عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت ، لا هي أطعمتها وسقتها إذا هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )) والخشاش بالمعجمتين والشينين المعجمتين : هو حشرات الأرض والعصافير ونحوهما..
حُد الشفرة دون أن تراك البهيمة :
فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفق في ذبح الحيوان والإحسان إليه في ذلك وقال لمن أضجع شاة وهو يحد شفرته : (( أتريد أن تميتها موتتين ؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها ! )) رواه الطبراني في الكبير والأوسط والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط البخاري ..
عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه قال: ((ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته )) رواه مسلم ..
لا تقتلوا الحيوانات :
وقد حذر صلى الله عليه وسلم من اتخاذ الحيوان وكل ذي روح غرضاً ، أي هدفاً للرمي " رواه الشيخان . عن الضحاك عن بن عباس قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل كل ذي روح إلا أن يُؤذي " ..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه دخل دَارَ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ فرأى غلماناً نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا. فَقَالَ أَنَسٌ: " نَهَى رَسُولُ اللّهِ أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائم " رواه البخاري ..
روى الحاكم وغيره : ( أن رجلا قال يا رسول الله إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال له : إن رحمتها رحمك الله). يعني إذا ذبحتها فاذبحها وأنت راحم لها ..
وكان يأمر بالرفق حتى في قتل الحيوانات فلا تجرها من رجلها ولا تعذبها قبل الموت ولكن كن رحيماً حتى وأنت تذبح الحيوان روى عبد الرزاق : (( أن جزارا فتح بابا على شاة ليذبحها فانفلتت منه حتى جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فتبعها وأخذ يسحبها برجلها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: اصبري لأمر الله، وأنت يا جزار فسقها سوقاً رفيقاً )) ..
قتـــل العصافير :
قال صلى الله عليه وسلم : (( من قتل عصفوراً عج إلى الله يوم القيامة يقول : يا رب إن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني منفعة )) رواه ابن حبان ..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَا مِنْ إنْسَانٍ قَتَلَ عُصْفُورا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إلاَّ سَأَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا» قِيلَ : يَارَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَقُّهَا ؟ قَالَ: « يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا وَلاَ يَقْطَعُ رَأْسَهَا يَرْمِي بِهَا » رواه النسائي ..
الرفــــق بالإبـــــل :
عن عائشة رضي الله عنها : " أنها ركبت بعيراً وفيه صعوبة فجعلت تردده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليك بالرفق " رواه مسلم في صحيحه ..
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال : (( ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلته وأردفني خلفه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تَبَرّز كان أحب ما تَبَرّز فيه هدف يستتر به أو حائش نخل ، فدخل حائطاً لرجل من الأنصار ، فإذا فيه ناضح له ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه وسراته فسكن ، فقال : من رَبُّ هذا الجمل ؟ فجاء شاب من الأنصار فقال : أنا ، فقال : ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكَكَ الله إياها فإنه شكاك إليّ وزعم أنك تجيعه وتدئبه ، ثم ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحائط فقضى حاجته ، ثم توضأ ثم جاء والماء يقطر من لحيته على صدره ، فأسر إليَّ شيئاً لا أحدث به أحداً فحرَّجْنا عليه أن يحدَّثنا ، فقال : لا أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره حتى ألقى الله » رواه أبو داود والإمام أحمد وقال شاكر: صحيح ..
لا تطيلوا الجلوس على الحيوانات :
كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن إرهاق الحيوان بإيقافه وإطالة الجلوس عليه من غير ضرورة إلى ذلك وقد دخل على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكراً لله منه )) رواه الإمام أحمد ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : (( إيَّاكُم أنْ تَتَّخِذُوا ظُهُورَ دَوَابِّكُمْ مَنَابِرَ فإنَّ الله إنَّمَا سَخَّرَهَا لَكُم لِتُبَلِّغَكُم إلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالغِيهِ إلاَّ بِشَقِّ الأنْفُسِ وَجَعَلَ لَكُم الأرْضَ فَعَلَيْهَا فاقْضُوا حَاجَاتِكُم )) رواه أبو داود وقال اسناده حسن ..
الضفـــادع والخفافيش:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع وقال : (( لا تقتلوا الضفادع فإن نقيقها تسبيح ولا تقتلوا الخفاش فإنه لما خرب بيت المقدس قال يا رب سلطني على البحر حتى أغرقهم )) اسناده صحيح رواه البيهقي ..
التحريش بين الحيوانات :
عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنه قالَ : « نَهَى رسولُ الله عن التَّحرِيشِ بَيْنَ البَهَائِمِ » رواه أبو داود ، وهو الإغراء وتهييج بعضها على بعض كما يفعل بين الجمال والكباش والديوك وغيرها. ووجه النهي أنه إيلام للحيوانات وإلعاب لها بدون فائدة بل مجرد عبث ، وكما يُفعل في الوقت الحاضر فيما يقال عنه رياضة الثيران وهو التحريش بها وتهييجها حتى لا يمكن السيطرة عليها ومن ثم قتلها ، فأين مايدعونه جمعية الرفق بالحيوان من هذه الرياضة الغير انسانية !! ..
الكلـــب العطشــــان :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : (( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فشرب ثم خرج ، فإذا كلبٌ يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي ، فنزل فملأ خُفه ثُمَّ أمسكه بفيه ، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له )) قالوا : يارسول الله ، وإن لنا في البهائم لأجراً ، فقال : (( في كل ذات كبد رطبة أجراً )) رواه البخاري ومسلم ..
حُبِّ جبــــل أحــــد لنا :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه لما أشرفنا على المدينة نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد فقال : " هذا جبل يحبنا ونحبه " ثم نظر إلى المدينة فقال : " اللهم إني أُحرِّمُ ما بين لابتيها بمثل ما حرم إبراهيم مكة ،اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم " ) رواه البخاري ..
تعليق