إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عبقرية ام معبد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبقرية ام معبد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    عبقرية أم معبد
    د. عمر عبدالكافي
    مر رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر في طريقهما يوم أن هاجر إلى المدينة بخيمة أم سعيد الخزاعية، و كانت امرأة قوية الأخلاق، عفيفة تقابل الرجال و تتحدث معهم، وكانت سنة عجافا فلم تجد ما تعطيه للركب الكريم، و هي لا تعرف الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من معه فلما رأى الرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة في ركن الخيمة سألها ما هذه؟ ( يا أم معبد ما هذه الشاه)؟ ، قالت خلفها التعب من الغنم، قال ( أتأذنين أن أحلبها ) قالت نعم، فسمى الله ومسح ضرعها و قال ( اللهم بارك لها شاتها)، فامتلأ ضرع الشاة و امتلأ الإناء، فسقى أم معبد حتى رويت، و سقى أصحابه حتى رووا، "أبوبكر و عامر بن فهيرة و عبد الله بن أريقط" ،ثم شرب و قال: (ساقي القوم آخرهم).ثم حلب لها مرة أخرى وترك الإناء مليئاَ.فلما غادروا وحضر زوجها بأعنز عجاف، تعجب وقال من أين لكم هذا ولا حلوبة في هذا البيت فقاالت: لقد مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت قال والله إني لآراه صاحب قريش الذي يطلب.
    صفيه لي يا أم معبد، فقالت :
    "رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة ، مبتلج (مشرق) الوجه حسن ، الخلق ، لم تعبه ثجلة (ضخامة البطن) ولم تزر به صعلة (لم يشنه صغر الرأس) ، وسيم قسيم ، في عينيه دعج ، وفي أشفاره وطف (طويل شعر الأجفان) ، وفي صوته صحل (رخيم الصوت) ، أحور أكحل أزج أقرن ، شديد سواد الشعر ، في عنقه سطح (ارتفاع وطول) ، وفي لحيته كثافة ، إذا صمت فعليه الوقار ، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء ، وكأن منطقة خرزات نظم يتحدرن ، حلو المنطق فصل لا نذر ولا هذر (لاعي فيه ولا ثرثرة في كلامه) ، أجهر الناس وأجملهم من بعيد ، وأحلاهم وأحسنهم من قريب ، ربعة (وسط مابين الطول والقصر) لا تشنؤه (تبغضه) من طول ، ولا تقتحمه عين (تحتقره) من قصر ، غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظراً ، وأحسنهم قدراً ، له رفقاء يحفون به ، إذا قال استمعوا لقوله ، وإذا أمر تبادروا إلى أمره ، محفود (يسرع أصحابه في طاعته) ، محشود (يحتشد الناس حوله) لا عابث ولا مفنذ (غير مخزف في الكلام) .
    قال: أبو معبد هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره، ولو كنت وافقته يا أم معبد لتلمست أن أصحبه.
    ولا أريد تعليقاَ مني على كلام أم معبد، حيث تجلت عبقريتها في أن نقلت لنا وصفاَ دقيقاَ لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وكأنها تحمل كاميرا مصورة بلغت في تقنيتها أعلى درجة بل زادت عليها ألفاظاَ خلابة وأسلوباَ بليغاَ.
    هلا علمنا وأولادنا، وبناتنا لغتنا الجميلة، حتى يتذوقها الواحد منهم فيحب لغته، وبالتالي يحفظ كتاب الله عز وجل.
    ولعلها همسة في أذن الرجال، هل رأينا من بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يسقيه؟ إنما بدأ بأم معبد لأنها الجانب الأضعف.. وبمن ختم السقاية إنما تواضعاَ منه، كان أخرهم شراباَ.
    هلا درسنا سنته وتتبعنا أدبه وسمو خلقه ومعاملاته.
    التعديل الأخير تم بواسطة يكفينى أنى مسلمة; الساعة 01-03-2011, 03:52 PM.

  • #2
    رد: عبقرية ام معبد

    نفع الله بكم واحسن اليكم
    "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

    تعليق

    يعمل...
    X