ارسل امير حصن الكرك "ارناط"لعنه الله جيشه فى بحر القلزم "البحر الاحمر " و ذلك لتخريب مدينة النبي صلى الله عيه وسلم فخرج له البطل حسام الدين لؤلؤ العادلى بامر من صلاح الدين ، ولم يخرج لؤلؤ الا و معه قيود بعدد الصليبيين ، فادركهم فالقى الله فى قلوبهم الرعب فهزموا و لجأ عدد كبير منهم الى جبل و قيل ان عددهم ثلاثمائة مقاتل ، فترجل البطل حسام الدين لؤلؤ و معه تسعة فقط من المجاهدين و صعد خلفهم الجبل ، فالقى الله فى قلوبهم الرعب فاستسلموا مع كثرتهم فقيدهم لؤلؤ و ارسلهم الى مصر ، فتولى قتلهم العلماء و الصالحون ، وارسل صلاح الدين عدد منهم الى مكة و ذبحوا يوم منى انتقاما لرسول الله صلى الله عليه و سلم
المصدر : ابن خلدون
اخي في الله
هذا هو موقف السلف مع كل من سولت له نفسه التعدي علي حرم رسول الله صلي الله عليه وسلم اما اليوم فمن لرسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا الزمان الذي يهان فيه النبي صلي الله عليه وسلم علي مرءا ومسمع من الجميع انسا الناس ان سب النبي صلي الله عليه كفر بالله تعالي وان الله قد توعد الذين يؤذون النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً) [الأحزاب:57].
وقال عز وجل (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [التوبة:61].
وقال سبحانه وتعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً) [الأحزاب:53].
وقد أجمعت الأمة على قتل من ينتقص رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين وكذلك من نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم، ، قال ابن المنذر: أجمع عامة أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل، وممن قال ذلك: مالك بن أنس والليث بن سعد وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي. ا.هـ
وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"الساب إن كان مسلماً فإنه يكفر ويقتل بلا خلاف، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم... وإن كان ذمياً فإنه يقتل أيضاً في مذهب مالك وأهل المدينة.. وهو مذهب أحمد وفقهاء الحديث". ا.هـ قال شيخ الإسلام :" يجب علينا أن نبذل دماءنا وأموالنا حتى تكون كلمة الله هي العليا، ولا يجهر في ديارنا بشيء من أذى الله ورسوله".
ثم قال - غفر الله له-:" إن المعاهد له أن يظهر في داره - أي: بلاده- ما شاء من أمر دينه الذي لا يؤذينا".
وقال - رحمه الله-:" في قوله تعالى (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ..)، قال:" إنه جل وعلا سماهم أئمة الكفر لطعنهم في الدين... فإذا طعن الذمي في الدين فهو إمام في الكفر، فيجب قتاله لقوله تعالى (فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) ولا يمين له؛ لأنه عاهدنا على أن لا يظهر عيب الدين وخالف".
يقول الإمام أحمد:" كل من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو تنقصه - مسلماً كان أو كافرا- فعليه القتل، وأرى أن يقتل ولا يستتاب".
وقال القاضي عياض:" فأما الذمي إذا صرح بسبه أو عرَّض أو استخف بقدره، أو وصفه بغير الوجه الذي كفر به؛ فلا خلاف عندنا في قتله إن لم يسلم؛ لأنا لم نعطه الذمة أو العهد على هذا".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - غفر الله له-:" والدلائل على انتقاض عهد الذمي بسب الله أو كتابه أو دينه أو رسوله، ووجوب قتله، وقتل المسلم إذا أتى ذلك: الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين والاعتبار". أي: القياس.
وسأل الخليفة هارون الرشيد، الإمام مالك عن رجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر له أن فقهاء العراق أفتوا بجلده. فغضب الأمام مالك، وقال: يا أمير المؤمنين، ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها؟! من شتم الأنبياء قتل، من شتم الأنبياء قتل.
قال تعالى (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ) [التوبة:12].
وقال ربنا عز وجل في تكفير المستهزئ برسول الله صلى الله عليه وسلم َولَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وقد دلت هذه الآية على أن كل من ينتقص رسول الله صلى الله عليه وسلم جاداً أو هازلاً فقد كفر".
وفي الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل كعب بن الأشرف، وقال: من لكعب بن الأشرف، فإنه يؤذي الله ورسوله. فتوجه إليه من قتله.
وكذلك قتل أبا رافع: قال البراء: وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، بقتل ابن خطل وجاريتيه اللتين كانتا تغنيان بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد روي عن أبي برزة رضي الله عنه أنه قال: أخرجت عبد الله بن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة، فضَربتُ عنقه بين الركن والمقام. وهذا في اليوم الذي أحل الله فيه القتال لرسوله صلى الله عليه وسلم بمكة، وهذا جزاء من سب وشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
لذلك لم يتهاون السلف مع من سب النبي صلي الله عليه وسلم فقد
أفتى فقهاء الأندلس بقتل ابن حاتم الطليطلي، وصلبه لاستخفافه بحق النبي صلى الله عليه وسلم ، وتسميته إياه أثناء مناظرته باليتيم وختن حيدرة، وزعمه أن زهده لم يكن قصداً، بل اضطراراً.
وأفتى فقهاء القيروان وأصحاب سحنون بقتل إبراهيم الفزاري، وكان شاعراً متفنناً في كثير من العلوم، فرفعت عليه أمور منكرة في الاستهزاء بالأنبياء ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، فأمر القاضي بقتله وصلبه، فطعن بالسكين وصلب منكساً. وكذلك ذكر بن العديم في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب ان الخليفة المهدي قتل مؤذن في مدينة منبج وكان شيخا كبيرا تجاوز عمرة المائة سنة لانه كان يقول في اذانه اجحدو ان محمد رسول الله وذكر الذهبي في كتابة العبر في تاريخ من غبر انه في سنة 714 قتل موسي الكركري كاتب قطلبك لانه سب النبي صلي الله عليه وسلم وفي سنة 720قتل بمصر اسماعيل بن سعد الكردي لانه سب الانبياء عليهم السلام وذكر الذهبي في سير اعلام النبلاء ج11 ان قاضي القيروان محمد بن ابي المنظور الانصاري امر بضرب يهودي حتي الموت لانه سب النبي صلي الله عليه وسلم وذكر بن كثير في البداية والنهاية انه في سنة 756 امر القاضي جمال الدين المسلاتي بقتل نصراني لانه سب النبي صلي الله عليه وسلم قال بن كثير في البداية والنهاية قال المطلب بن عكاشة المذني(قدمنا علي ابي محمد الهادي (الخليفة) شهودا علي رجل لانه شتم قريشا وتخطي الي رسول الله صلي الله عليه وسلم فجلس لنا الخليفة مجلس احضر فيه الفقهاء والعلماء واحضر الرجل واحضرنا فشهدنا بما سمعنا منه فتغير وجه الهادي ثم نكس علي راسه ثم رفع ثم قال قال عبد الله بن عباس (من اهان قريشا اهانه الله ) وانت ياعدو الله لم ترضي بأن اذيت قريشا حتي تخطيت الي رسول الله ؟ اضربو عنقه فما برحنا حتي قتل لعنه الله , . قال ابنُ كثيرٍ في (البدايةِ والنهايةِ، 14/286) عند أحداثِ سنة (761 هـ ) ما نصه: "وفي يوم الجمعةِ السادس عشر منه قُتل عثمانُ بنُ محمدٍ المعروف بابنِ دبادب الدقاق بالحديدِ، على ما شهد عليه به جماعةٌ لا يمكنُ تواطؤهم على الكذبِ، أنه كان يكثرُ من شتمِ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم، فرُفع إلى الحاكمِ المالكي وادّعى عليه فأظهر التجابنَ، ثم استقر أمرهُ على أن قتلَ قبحهُ اللهُ وأبعدهُ ولا رحمهُ.
وفي يوم الإثنين السادس والعشرين منه قتل محمد المدعو زبالة، على ما صدر منه من سب النبي صلى الله عليه وسلم، ودعواه أشياء كفرية، وذكر عنه أنه كان يكثر الصلاة والصيام، ومع هذا يصدر منه أحوال بشعة في حق أبي بكر وعمر وعائشة أم المؤمنين، وفي حق النبي صلى الله عليه وسلم، فضربت عنقه أيضاً في هذا اليوم في سوق الخيل ولله الحمد والمنة.
انتقام الله ممن سب النبي صلي الله عليه وسلم
ما كان الله عز وجل ليترك من استهزاء بنبيه صلي الله عليه وسلم ولكن توعده بالعقاب قال تعالــــي ( انا كفيناك المستهزئين)(انا شانئك هو الابتر )
وقد سجل التاريخُ قصصاً واقعية ومشاهد حقيقية لانتقامِ اللهِ عز وجل لنبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم نذكر منها علي سبيل المثال لاالحصر القصة التي
جاءت في الصحيحين وهي قصة الرجل الذي ادّعى على النبي صلى اللهُ عليه وسلم كذباً وزوراً أنه هو من كان يكتبُ، وقد بوّب لها البخاري في صحيحه في كتابِ المناقبِ: "باب علاماتِ النبوةِ"، ومسلم في كتابِ صفاتِ المنافقين وأحكامهم، وجعلت روايةَ الصحيحين في سياقٍ واحدٍ.
1- « عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا (عند مسلم: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ) فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، (وعند مسلم: فَانْطَلَقَ هَارِباً حَتَّىَ لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَرَفَعُوهُ) فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلا مَا كَتَبْتُ لَهُ (وعند مسلم: قَالُوا: هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ، فَأُعْجِبُوا بِهِ) ,وَفِي رِوَايَة الإِسْمَاعِيلِيّ: كَانَ يَقُول: مَا أَرَى يُحْسِن مُحَمَّد إِلا مَا كُنْت أَكْتُب لَهُ)، فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ (وعند مسلم: فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ)، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ (وعند مسلم: قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَىَ وَجْهِهَا) فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ (فِي رِوَايَة الإِسْمَاعِيلِيّ: لَمَّا لَمْ يَرْضَ دِينهمْ) نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ (وعند مسلم: فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذاً) ». أخرجهُ البخاري (3617)، ومسلمٌ (2781).
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في (الصارمِ المسلولِ، ص 233 ) معلقاً على القصةِ: "فهذا الملعونُ الذي افترى على النبي صلى اللهُ عليه وسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له، قصمهُ اللهُ وفضحهُ بأن أخرجهُ من القبرِ بعد أن دُفن مراراً، وهذا أمرٌ خارجٌ عن العادةِ، يدلُ كلّ أحدٍ على أن هذا عقوبة لما قالهُ، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامةُ الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجُرمَ أعظمُ من مجرد الارتداد، إذ كان عامةُ المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا، وأن اللهَ منتقمٌ لرسولهِ صلى اللهُ عليه وسلم ممن طعن عليه وسبهُ، ومظهرٌ لدينه، ولكذبِ الكاذبِ إذا لم يمكن للناسِ أن يقيموا عليه الحد".ا.هـ.
سبحان الله! تأملتُ عبارةَ ” فَانْطَلَقَ هَارِباً حَتَّىَ لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَرَفَعُوهُ " ، فوجدتها تنطبقُ على المرتد الكافر سلمان رشدي وامثاله من الذين رفع الغربُ من شأن روايتهِم الا ادبية وكتبهم النجسة التي قذف فيها النبي صلى اللهُ عليه وسلم، ودعموهم بالمالِ لطباعتها ونشرها،وذلك لبغض اهل الكتاب للنبي محمد صلي الله عليه وسلم قال تعالي (ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم ) فنسألُ اللهَ أن يكونَ مصيرهُم عبرةً كما في الحديثِ الآنفِ.
2- ذكر القاضي عياض في (الشفا، 2/218) قصةً عجيبةً لساخرٍ بالنبي صلى اللهُ عليه وسلم، وذلك أن فقهاءَ القيروانِ وأصحابَ سُحنُون أفتوا بقتلِ إبراهيم الفزاري، وكان شاعراً متفنناً في كثير من العلومِ، وكان يستهزىء باللهِ وأنبيائهِ ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأمر القاضي يحيى بن عمرَ بقتله وصلبه، فطُعن بالسكينِ وصُلب مُنكسأً، ثم أُنزل وأُحرق بالنارِ. وحكى بعضُ المؤرخين أنه لما رُفعت خشبته، وزالت عنها الأيدي استدارت وحولته عن القبلةِ فكان آيةً للجميعِ، وكبر الناسُ، وجاءَ كلبٌ فولغ في دمهِ
3- كان لسببُ تأليفِ كتابِ (الصارمِ المسلولِ على شاتمِ الرسولِ) لشيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ -رحمهُ اللهُ- قصةٌ ذكرها تلميذهُ ابنُ كثيرٍ في (البدايةِ والنهايةِ، 13/355) فقال: "واقعة عساف النصراني: كان هذا الرجل من أهل السويداء، قد شهد عليه جماعة أنه سبّ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استجار عساف هذا بابن أحمد بن حجى أمير آل علي، فاجتمع الشيخ تقي الدين بن تيمية، والشيخ زين الدين الفارقي شيخ دار الحديث، فدخلا على الأمير عز الدين أيبك الحموي نائب السلطنة فكلماه في أمره، فأجابهما إلى ذلك، وأرسل ليحضره، فخرجا من عنده ومعهما خلق كثير من الناس، فرأى الناس عسافاً حين قدم ومعه رجل من العرب فسبّوه وشتموه. فقال ذلك الرجل البدوي: هو خير منكم -يعني النصراني- فرجمهما الناس بالحجارة، وأصابت عسافاً ووقعت خبطة قوية، فأرسل النائب فطلب الشيخين ابن تيمية والفارقي فضربهما بين يديه، ورسم عليهما في العذراوية، وقدم النصراني فأسلم، وعقد مجلس بسببه، وأثبت بينه وبين الشهود عداوة، فحقن دمه.
ثم استدعى بالشيخين فأرضاهما وأطلقهما، ولحق النصراني بعد ذلك ببلاد الحجاز، فاتفق قتله قريباً من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله ابن أخيه هنالك، وصنف الشيخ تقي الدين بن تيمية في هذه الواقعة كتابه الصارم المسلول على ساب الرسول".ا.هـ.
4- شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في (الصارمِ المسلول) يذكرُ من التجاربِ بخصوصِ سب النبي صلى اللهُ عليه وسلم فيقول: "ونظيرُ هذا ما حدثناه أعدادٌ من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوهُ مراتٍ متعددةٍ في حصر الحصونِ والمدائنِ التي بالسواحلِ الشاميةِ، لما حُصر فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصرُ الحصن أو المدينةَ الشهر أو أكثر من الشهرِ، وهو ممتنعٌ علينا حتى نكادُ نيأسُ منه، حتى إذا تعرض أهلهُ لسبّ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم والوقيعة في عرضه، تعجّلنا فتحه وتيسّر، ولم يكد يتأخرُ إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتحُ المكانُ عَنْوةً، ويكونُ فيهم مَلحمةٌ عظيمةٌ، قالوا: حتى إنا كنا لنتباشر بتعجيلِ الفتحِ إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاءِ القلوب غيظاً بما قالوه فيه.
•ومما ينبه عليه في هذا المقام: أن تنفيذ العقوبات الشرعية المتقدمة - من قتل وغيره- المرجع فيه إلى ولاة الأمر، فليس لأحد أن يفتات عليهم.فهذا هو رأي السلف 0
المصدر كتاب صفحات من العزة واخري من الذل
تعليق