فإن غالب الناس في هذا الزمان بين غالٍ وجاف ففمنهم من غلا في الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وصل به الأمر إلى _الشرك _والعياذ بالله _من دعاء الرسول والاستعانه به..وفيهم من غفل عن اتباع هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته فلم يتخذها نبراسا"لحياته ومعلما لطريقه..
وإن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم وتباعدت بيننا وبينه الأيام ..
فادعوا الله عز وجل أن نكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم :
( " وددت أنا قد رأينا إخواننا " ..قالوا: أولسنا إخوانك يارسول الله ؟قال : "أنتم أصحابي , وإخواني الذين لم يأتوا بعد " فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال : "أرأيت لو أن رجلا" له خيل غر محجلين بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟" قالوا : بلى يا رسول الله .قال : "فإنهم يأتون غرا" محجلين من الوضوء , وأنا فرطهم على الحوض ...)
رواه مسلم.
أدعوا الله عز وجل أن يجعلنا ممن يتلمس أثره صلى الله عليه وسلم ويقتفي سيرته وينهل من سنته..
كما أدعوا الله عزوجل أن يجمعنا معه في جنات عدن وأن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ماقدم ..صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
****الــزيــارة ****
سنعود قرونا خلت ونقلب صفحات مضت ..نقرأ فيها ونتأمل سطورها بزيارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته عبر الحروف والكلمات ..سندخل إلى بيته ونرى حاله وواقعه ونسمع حديثه ..نعيش في البيت النبوي يوما واحدا" فحسب ..نستلهم الدروس والعبر ونستنير بالقول والفعل ..
لقد تفتحت معارف الناس وكثرت قراءتهم وأخذوا يزورون الشرق والغرب عبر الكتب والرسائل وعبر الأفلام والوثائق ..ونحن أحق منهم بزيارة شرعيه لبيت الرسول صلى الله عليه وسلم نطل على واقعه جادين في تطبيق مانراه ونعرفه ..ولضيق المقام نعرج على مواقف معينه في بيته ..علنا نربي أنفسنا ونطبق ذلك في بيوتنا..
أخــــــــــــي المـــســـــلــم ....أخـــــــــــتــــي المــــســــلـــمـــة ....
نحن لا نعود سنوات مضت وقرونا خلت لنستمتع بما غاب عن أعيننا ونرى حال من سبقنا فحسب..!!
بل نحن نتعبد الله _عزوجل _ بقراءة سيرته صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والسير على نهجه وطريقه ..
امتثالا" لأمر الله _عزوجل_ لنا بوجوب محبة رسوله الكريم
..ومن أهم علامات محبته صلى الله عليه وسلم طاعته فيما أمر واجتناب مانهى عنه وزجر ..وتصديقه فيما أخبر.
يقول الله عزوجل عن وجوب طاعته وامتثال أمره وجعله قدوة وإماما :
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
وقال تعالى :
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا")
الأحزاب :21
وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو أربعين موضعا"
في القرآن ولا سعادة للعباد ..
ولا نجاة في المعاد إلا باتباع رسول ..
قال تعالى :
(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا" خالدا" فيها وله عذاب مهين )
النساء :13_14.
وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم حُبه من أسباب الحصول على حلاوة الإيمان فقال عليه الصلاة والسلام :
<ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ...>
متفق عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام : <فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده > كتفق عليه.
وسيرة الرسول سيرة زكيه عطرة منها نتعلم وعلى هديها نسير..
** الرحــــلــة **
الرحلة إلى حيث بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ورؤية دقائق حياته وأسلوب معاملته أمر مُشوق للغاية..كيف إذا احتسبنا فيه الأجر والمثوبة ..إنها عظة وعيرة وسيرة وقدوة واتباع واقتداء ..وهذه الرحلة رحلة بين الكتب والروايات على ألسنة الصحابة ..وإلا فلا يجوز شد الرحال إلى قبر ولا إلى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ولا إلى غيره .سوى ثلاثة مساجد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : (لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام .ومسجدي هذا والمسجد الأقصى )متفق عليه.
ويجب أن نتمثل أمره عليه السلام فلا نشد الرحال إلا لهذه المساجد الثلاثة والله عزوجل يقول (وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )الحشر :7.
ونحن لا نتتبع من آثار النبي صلى الله عليه وسلم إلا مافيه القدوة والأسوة ..قال ابن وضاح : "أمر عمر بن الخطاب _رضي الله عنه _بقطع الشجرة التى بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة " متفق عليه .
وقال ابن تيميه _ رحمه الله _ عن غار حراء : "كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة يتحنث فيه, وفيه نزل عليه الوحي أولا", لكنمن حين نزل عليه الوحي ماصعد إليه بعد ذلك , ولا قربه ,لاهو ولا أصحابه , وقد أقام بمكة بعد النبوة بضع عشرة سنة لم يزره ولم يصعد إليه وكذلك المؤمنون معه بمكة ,وبعد الهجرة أتى مكة مرارا" في عمرة الحديبية , وعام الفتح ,واقام بها قريبا" من عشرين يوما" ,وفي عمرة الجعرانة , ولم يأت غار حراء ولا زاره ..." (مجموع الفتاوى :27/251)
• هانحن نطل على المدينة النبوية وهذا أكبر معالمها البارزة بدأ يظهر أمامنا , إنه جبل أحد الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : <هذا جبل يحبنا ونحبه >متفق عليه.
وقبل أن نلج بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونرى بناؤه وهيكله ...لا نتعجب إن رأينا المسكن الصغير والفراش المتواضع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أزهد الناس في الدنيا متقللا" منها ..لا ينظر إلى زخارفها وأموالها .."بل جعلت قرة عينه في الصلاة "رواه النسائي .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : (مالي وللدنيا . مامثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف ,فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار , ثم راح وتركها )رواه الترمذي .
وقد أقبلنا على بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نستحث الخٌطا سائرون في طرق المدينة ..ها هي قد بدت حُجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنية من جريد عليه طين ..بعضها من حجارة مرضومة (أى بعضها فوق بعض) وسقوفها كلها من جريد.
وكان الحسن يقول : كنت أدخل في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقفها بيدي .
أنه بيت متواضع وحُجر صغيرة ..لكنها عامرة بالإيمان والطاعة .وبالوحي والرسالة !
اللهم أحشرنا مع زمرة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأزواجه ووالدي والأخوة والأخوات..
وإن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم وتباعدت بيننا وبينه الأيام ..
فادعوا الله عز وجل أن نكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم :
( " وددت أنا قد رأينا إخواننا " ..قالوا: أولسنا إخوانك يارسول الله ؟قال : "أنتم أصحابي , وإخواني الذين لم يأتوا بعد " فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال : "أرأيت لو أن رجلا" له خيل غر محجلين بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟" قالوا : بلى يا رسول الله .قال : "فإنهم يأتون غرا" محجلين من الوضوء , وأنا فرطهم على الحوض ...)
رواه مسلم.
أدعوا الله عز وجل أن يجعلنا ممن يتلمس أثره صلى الله عليه وسلم ويقتفي سيرته وينهل من سنته..
كما أدعوا الله عزوجل أن يجمعنا معه في جنات عدن وأن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ماقدم ..صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
****الــزيــارة ****
سنعود قرونا خلت ونقلب صفحات مضت ..نقرأ فيها ونتأمل سطورها بزيارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته عبر الحروف والكلمات ..سندخل إلى بيته ونرى حاله وواقعه ونسمع حديثه ..نعيش في البيت النبوي يوما واحدا" فحسب ..نستلهم الدروس والعبر ونستنير بالقول والفعل ..
لقد تفتحت معارف الناس وكثرت قراءتهم وأخذوا يزورون الشرق والغرب عبر الكتب والرسائل وعبر الأفلام والوثائق ..ونحن أحق منهم بزيارة شرعيه لبيت الرسول صلى الله عليه وسلم نطل على واقعه جادين في تطبيق مانراه ونعرفه ..ولضيق المقام نعرج على مواقف معينه في بيته ..علنا نربي أنفسنا ونطبق ذلك في بيوتنا..
أخــــــــــــي المـــســـــلــم ....أخـــــــــــتــــي المــــســــلـــمـــة ....
نحن لا نعود سنوات مضت وقرونا خلت لنستمتع بما غاب عن أعيننا ونرى حال من سبقنا فحسب..!!
بل نحن نتعبد الله _عزوجل _ بقراءة سيرته صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والسير على نهجه وطريقه ..
امتثالا" لأمر الله _عزوجل_ لنا بوجوب محبة رسوله الكريم
..ومن أهم علامات محبته صلى الله عليه وسلم طاعته فيما أمر واجتناب مانهى عنه وزجر ..وتصديقه فيما أخبر.
يقول الله عزوجل عن وجوب طاعته وامتثال أمره وجعله قدوة وإماما :
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
آل عمران :31.
وقال تعالى :
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا")
الأحزاب :21
وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو أربعين موضعا"
في القرآن ولا سعادة للعباد ..
ولا نجاة في المعاد إلا باتباع رسول ..
قال تعالى :
(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا" خالدا" فيها وله عذاب مهين )
النساء :13_14.
وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم حُبه من أسباب الحصول على حلاوة الإيمان فقال عليه الصلاة والسلام :
<ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ...>
متفق عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام : <فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده > كتفق عليه.
وسيرة الرسول سيرة زكيه عطرة منها نتعلم وعلى هديها نسير..
** الرحــــلــة **
الرحلة إلى حيث بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ورؤية دقائق حياته وأسلوب معاملته أمر مُشوق للغاية..كيف إذا احتسبنا فيه الأجر والمثوبة ..إنها عظة وعيرة وسيرة وقدوة واتباع واقتداء ..وهذه الرحلة رحلة بين الكتب والروايات على ألسنة الصحابة ..وإلا فلا يجوز شد الرحال إلى قبر ولا إلى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ولا إلى غيره .سوى ثلاثة مساجد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : (لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام .ومسجدي هذا والمسجد الأقصى )متفق عليه.
ويجب أن نتمثل أمره عليه السلام فلا نشد الرحال إلا لهذه المساجد الثلاثة والله عزوجل يقول (وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )الحشر :7.
ونحن لا نتتبع من آثار النبي صلى الله عليه وسلم إلا مافيه القدوة والأسوة ..قال ابن وضاح : "أمر عمر بن الخطاب _رضي الله عنه _بقطع الشجرة التى بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة " متفق عليه .
وقال ابن تيميه _ رحمه الله _ عن غار حراء : "كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة يتحنث فيه, وفيه نزل عليه الوحي أولا", لكنمن حين نزل عليه الوحي ماصعد إليه بعد ذلك , ولا قربه ,لاهو ولا أصحابه , وقد أقام بمكة بعد النبوة بضع عشرة سنة لم يزره ولم يصعد إليه وكذلك المؤمنون معه بمكة ,وبعد الهجرة أتى مكة مرارا" في عمرة الحديبية , وعام الفتح ,واقام بها قريبا" من عشرين يوما" ,وفي عمرة الجعرانة , ولم يأت غار حراء ولا زاره ..." (مجموع الفتاوى :27/251)
• هانحن نطل على المدينة النبوية وهذا أكبر معالمها البارزة بدأ يظهر أمامنا , إنه جبل أحد الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : <هذا جبل يحبنا ونحبه >متفق عليه.
وقبل أن نلج بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونرى بناؤه وهيكله ...لا نتعجب إن رأينا المسكن الصغير والفراش المتواضع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أزهد الناس في الدنيا متقللا" منها ..لا ينظر إلى زخارفها وأموالها .."بل جعلت قرة عينه في الصلاة "رواه النسائي .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : (مالي وللدنيا . مامثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف ,فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار , ثم راح وتركها )رواه الترمذي .
وقد أقبلنا على بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نستحث الخٌطا سائرون في طرق المدينة ..ها هي قد بدت حُجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنية من جريد عليه طين ..بعضها من حجارة مرضومة (أى بعضها فوق بعض) وسقوفها كلها من جريد.
وكان الحسن يقول : كنت أدخل في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقفها بيدي .
أنه بيت متواضع وحُجر صغيرة ..لكنها عامرة بالإيمان والطاعة .وبالوحي والرسالة !
اللهم أحشرنا مع زمرة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأزواجه ووالدي والأخوة والأخوات..
تعليق