ما ورد من أذكار في ليلة الجمعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه
فلا نعلم أذكاراً يشرع تخصيصها بليلة الجمعة سوى ما ورد من الأمر بالإكثار من الصلاة على النبي فيها، إضافة إلى قراءة سورة الكهف،
فقد أمرنا الله تعالى بالصلاة على نبيه محمد فقال:
( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليماً " [الأحزاب:56]
قال الإمام البخاري عند تفسير هذه الآية : عن كعب بن عجرة
قال : قيل يارسول الله: أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال قولوا: " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وفي رواية للبخاري ومسلم: " اللهم صل على محمد عبدك وعلى آله وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآله وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد"
متفق عليه من حديث أبي حميد الساعدي.
وهذه الصيغ كلهاصحيحة يمكن استعمال أي منها في الصلاة، أما خارج الصلاة فالأمر واسع. وأما الأوقات التي نصلي فيها على النبي فهي كثيرة ومنها:
1- عندما يذكرالنبي تستحب الصلاة عليه، وهناك من قال بوجوب ذلك،
2- عقب الأذان، لقوله : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل
ما يقول المؤذن ثم صلوا علي" رواه مسلم
3- وفي يوم الجمعة وليلتها، لقوله : " أكثروا من الصلاة
عليّ في يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن فعل ذلك كنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة "
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس. وحسنه السيوطي.
4- وفي بداية الدعاء ونهايته. قال الإمام النووي في كتاب الأذكار: "أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على رسول الله ، وكذلك يختم الدعاء بهما، والآثار في هذا الباب كثيرة معروفة. اهـ
5- وتستحب الصلاة على النبي ضمن أذكار الصباح والمساء عشر مرات، لقوله : " من صلى علي حين يصبح عشراً،
وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة"
أخرجه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد. انظر مجمع الزوائد
10/120، وصحيح الترغيب والترهيب 1/273. والله أعلم.
6- وتسن الصلاة على النبي بالصيغة الإبراهيمية بعد التكبيرة الثانية في صلاةالجنازة.
7- وفي التشهد الأخير من الصلاة تسن الصلاة على النبي ، ومن العلماء من أوجب ذلك، وأبطل الصلاة إذا خلت من الصلاة على النبي .
8- تستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه في المجلس قبل أن يقام منه،لقوله " ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله تعالى فيه، ولم يصلواعلى نبيهم فيه إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم" رواه أبو داود،والترمذي، وأحمد، وحسنه النووي والترمذي. وقوله (ترة) أي حسرة وندامة. والله أعلم.
أما عن قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة أو يومها مستحبة، قال في فتح القدير يندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي وقد أخرج الحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبي قال: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين"
وفي روايةعند الحاكم أنه قال: "من قرأ سورة الكهف كما أنزلت، كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه إلى مكة، ومن قرأ
عشر آياتٍ من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه"
وهذه الزيادة التي وردت في هذه الرواية أخرجها مسلم في
صحيحه وأبو داود والترمذي في سننهما وأحمد في مسنده.
تعليق