اثر الاخلاق والايمان فى تغيير الطباع
ان حياة نبينا محمد صلى الله علية وسلم مليئة بما يثبت ويدلل ان هذا الدين ما اتى الا ليغير طباع هذة الارض الى الاخلاق الحميدة الحسنة التى كانت فى مرحلة بعثة النبى صلى الله علية وسلم و قد وصلت الى اسوء ما تكون علية البشرية من طباع وعادات وتقاليد اللهم الا القليل ولكم كان من الصعب ان يتخيل احد ان يكون العرب الاجلاف الصعاب الاشداء بهذة الاخلاق التى سموا بها على الدنيا وسادوا الدنيا بعد ان هذب النبى صلى الله عليه وسلم اخلاقهم بوحى من الله عزوجل حتى يكون سبب او احد اسباب تملكهم للدنيا هى اخلاقهم واكبر دليل على ذلك اننا فى عصرنا الحاضر بعد ان تخلينا عن اخلاقنا ضاعت منا الدنيا بعد ان كنا نملكها واصبح ارخص دم يراق على الارض هو دم المسلم هذا المسلم الذى قال فية النبى عن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه اللفظ لابن ماجه
فبنظرة الى مجتمع العرب وقت رسالة النبى صلى الله علية وسلم كان ضربا من الخيال ان يتخيل اى احد ان تتغير طباع هؤلاء البشر الى ما صاروا علية بعد اسلامهم وان يصبحوا بهذة الاخلاق النادرة التى هى رسالة السماء الى الارض من خلال الذى كان معروفا بين قومة من قبل ان يبعث بالصادق الامين صلى الله علية وسلم فقد حولت رسالة السماء على يد خير من ارسل رب الارض والسماء رعاة للغنم إلى سادة وقادة لجميع الدول والأمم كان الرجل من الصحابة -مثلاً- يأتي من الجاهلية، جاهلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، غير مؤمن بشيء من أمور الدين، ولا بأخلاق، ولا بخصائص جميلة، فيقف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، فيخبره الرسول عليه الصلاة والسلام بأمور الإسلام والإيمان، وما يجب عليه، وخلال جلسات قليلة، أو ساعات قليلة، نجد هذا الإنسان قد انقلب خلقاً آخر، وتغير تغيراً جذرياً، تغير في سلوكه، وفي أخلاقه، وفي شخصيته، وفي نظراته، وفي تصرفاته، حتى كأنه هو ليس الشخص السابق، ولذلك صار يظهر منهم البطولات التي يقف الإنسان أمامها مبهوراً وهو يقرؤها على صفحات الكتب -مثلاً-، يستغرب كيف وصل بشر من البشر إلى هذا الحد، وأحياناً خلال فترة قصيرة جداً.
وقد تجلى هذا الواقع المشرق يوم أن آخى النبي صلى الله عليه وسلم ابتداءً بين الموحدين في مكة، وهذه هي المرحلة الأولى من مراحل الإخاء، فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أهل التوحيد في مكة وبين الذين اختلفت ألوانهم وأوطانهم وألسنتهم وأشكالهم، آخى بين حمزة القرشي ، و سلمان الفارسي ، و بلال الحبشي ، و صهيب الرومي ، و أبي ذر الغفاري ، وكان هؤلاء على اختلاف ألوانهم وأوطانهم -بعد أن آخى بينهم رسول الله ذهبوا يرددون جميعاً قول الله سبحانه: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ثم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أهل المدينة من الأوس والخزرج بعد حروب بينهم دامية طويلة، وبعد صراع مرير دمر الأخضر واليابس!! ثم آخى رسول الله بين أهل مكة من المهاجرين وبين أهل المدينة من الأنصار، في مهرجان حُبٍّ لم ولن تعرف البشرية له مثيلاً تصافحت فيه القلوب وامتزجت فيه الأرواح! وتأمل هذا المشهد الرائع الذي رواه البخاري و مسلم من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: ( آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع ، فقال سعد لأخيه عبد الرحمن الذي جاء إلى المدينة من مكة مهاجراً: يا عبد الرحمن ! إنني أكثر الأنصار مالاً، وسأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي زوجتان فانظر أعجبهما إليك لأطلقها، فإذا انقضت عدتها تزوجتها، فقال عبد الرحمن بن عوف : بارك الله لك في أهلك ومالك! بل دلني على السوق الى اخر القصة (قبل نزول الحجاب) نزل الحجاب صبيحة زواجه - صلى الله عليه وسلم - بزينب بنت جحش في ذي القعدة في السنة الخامسة من الهجرة ، وفي صبيحة عرسه بها نزلت آية الحجاب
وانظر الى ما مات علية: عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: " من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع ؟ فقال رجل من الانصار: أنا، فخرج يطوف في القتلى، حتى وجد سعدا جريحا مثبتا بآخر رمق.فقال: يا سعد ! إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أمرني أن أنظر في الاحياء أنت أم في الاموات ؟ قال: فإني في الاموات، فأبلغ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، السلام وقل: إن سعدا يقول: جزاك الله عني خير ما جزى نبيا عن أمته، وأبلغ قومك مني السلام وقل لهم: إن سعدا يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف
فلئن سألت: من الذي يعطي الآن عطاء سعد ؟ فسأجيبك: وأين من يتعفف الآن عفة عبد الرحمن بن عوف
وان كان الحديث يعد اقوى دليل على الاخوة فى الله ولكن استنبط منة دلائل اخرىالا وهى:-
1-التغير الجذرى الذى قادة النبى صلى الله عليةوسلم فى ان يصنع نجوما تحلق الى اعلى السماء من تغير الطباع الجبلية جذريا بحيث لا يتخيل احد مثل هذة الامثلةمن المواقف وردود الافعال
2-فضل الايمان والاخوة فى الوصول الى سلامة الصدر التى تصل بين المؤمنين الى هذة الدرجة من الخيال الاجتماعىبهذة الروح قاد النبى صلىالله علية وسلم العالم لانة يعلم ان من خلفة شئ واحدلذلك لما اخبر النبي صلى الله عليه و سلم قال في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وقال ايضا إنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد موقف اخر يبين ان القلب او الصدر حين يمتلئ ايمانا وحبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم يتحول الى ما لا يتخيلة بشر وهذا من اكبر الادلة على ان رسالة الاسلام هى الاخلاق وان الاخلاق تقود الى المجتمع الذى يريدة لنا الله ورسولة كان
ثمامة بن اثال سيد اهل اليمامةسنة 6 من الهجرة
أبا هريرة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بنى حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سوارى المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما عندك يا ثمامة " ؟ قال: عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت.فتركه حتى كان الغد ثم قال له: " ما عندك يا ثمامة " ؟ فقال: عندي ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى بعد الغد فقال: " ما عندك يا ثمامة " ؟ فقال عندي ما قلت لك.فقال: " أطلقوا ثمامة ". فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، يا محمد والله ما كان على وجه الارض وجه أبغض إلى من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلى، والله ما كان دين أبغض إلى من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلى، والله ما كان من بلد أبغض إلى من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلى، وإن خيلك أخذتنى وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت ؟ قال: لا ولكن أسلمت مع محمد صلى الله عليه وسلم، ولا والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم. ما الذى قاد قلب ثمامة الى الايمان هكذا اليس حسن التصرف من النبى صلى الله عليه وسلم ان يريه كيف يحيا من تربوا على يد من قال ادبنى ربى فاحسن تاديبىفكان هو القدوة لسادة الاخلاق الحسنة فلما راى هذة الحياة اعجبة هذا الدين وعرف ان هذا الدين يقود الى حسن الخلق وتغيير الطباع الجبلية التى كان يعرفها فيهم جيدا فهو منهم ومثلهم ولكن وجدهم اناس اخرين ثم قادتة هذة الصفات الى نقاء صدرة من اى شئ غير الايمان والاسلام وحبة النبى العدنان صلى الله علية وسلم فلم يعد يحب سوى النبى واصحابة اليس كذلك؟؟
ان نجاح النبى صلى الله عليه وسلم فى ان يحول قلوب القساة الى هذة القلوب التى تسع العالم باسرة لهو من اشد الاعجاز فى ديننا الحنيف فما الذى يحول بيننا وبين ما كانوا علية وعندنا كل هذة الاحداث وكانها وليدة الساعة اليس التطبيق ؟اليس التنفيذ؟
خبيب بن عدىوتعال معى الى احد من تربوا على مائدة ادبنى ربى فاحسن تاديبى
شهر صفر 4 ه(بعث الرجيع)(عضل وقارة)خُبيب بن عديّ رضي الله عنه فلما كان محبوساً مقيداً، وعلم أنّ ساعة القتل قد دنت, وأنّ لقاءه بربّه قد اقترب, طلب من جارية لبني الحارث بن عامر.. جارية.. خادمة.. أمة.. طلب منها موسى حديدة ليحلق عانته ليتهيأ للقاء ربه, فجاءته بتلك الحديدة التي طلب, بينما هو يحملها في يده إذا غلامٌ صغيرٌ من بني الحارث قد دبّ, حتى دخل عليه, فأجلسه خُبيبٌ في حِجْره, يُداعبه ويُلاعبه يحنوا عليه ويُلاطفه, لأنّه تعلم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلّم توقير الكبير, والعطف على الصغير, وإنزال كلّ إنسانٍ منزلته, لما رأت تلك الجارية ذلك الغلام جالسًا في حِجْر خُبيب, والحديدة في يده, فزعت وقالت في نفسها: "قد أدرك الرجل ثأره, والله ليقتلنّ الغلام"، خُبيب رضي الله عنه، وليُّ الله، تفرّس بما حدّثت به المرأة نفسها, فقال لها: "أخشيت أن أقتله؟ والله ما كنت لأفعل", ما تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقتل صغيرًا, ولا أن نعتديَ على طفلٍ, ما تعلّمنا من شريعة الإسلام أن نؤاخذ صغيرًا بجريرة كبير, "ما كنت لأفعل". تقول هذه الجارية بعدما أسلمت رضي الله عنها تقول: "ما رأيت أسيرًا قطّ خيراً من خُبيب, والله لقد رأيت بين يديه قِطفاً من عنب وما بمكة يومئذٍ عنبٌ قط, وإنّه لمقيد اليدين, وإنّما هو رزقٌ ساقه الله إليه" فلما أجمعوا على صلبه قال : دعوني حتى أركع ركعتين، فتركوه فصلاهما، فلما سلم قال : والله لولا أن تقولوا : إن ما بي جزع لزدت، ثم قال : اللّهم أحْصِهِمْ عَدَدًا، واقتلهم بَدَدًا ، ولا تُبْقِ منهم أحدا، ثم قال : فقال له أبو سفيان : أيسرك أن محمدا عندنا نضرب عنقه، وأنك في أهلك ؟ فقال : لا والله، ما يسرني أني في أهلي وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه
حرام بن ملحان
شهر صفر 4 ه (بئر معونة)عن أنس ، أن ناسا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ابعث معنا رجالا يعلموننا القرآن والسنة ، فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء ، وفيهم خالي حرام ، يقرءون القرآن ، ويتدارسون بالليل ويتعلمون . وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه بالمسجد ، ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة ، فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم حتى نزلوا بئر معونة ـ وهي أرض بين بني عامر وحَرَّة بني سُلَيْم ـ فنزلوا هناك، ثم بعثوا حرام بن مِلْحَان أخا أم سليم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطُّفَيْل، فلم ينظر فيه، وأمر رجلاً فطعنه بالحربة من خلفه، فلما أنفذها فيه ورأى الدم، فتعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان (وكان من عادة العرب حتى في كفرهم وجاهليتهم، أنهم لا يقتلون الرسل، وهذا عرف سائد عندهم، لكن لما صارت المعركة بين الإسلام والكفر، نسي العرب كل عاداتهم، وتقاليدهم في سبيل حرب الإسلام)، قالوا : اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ، ورضيت عنا . قال : وأتى رجل خالي حراما خلفه ، فطعنه بالرمح حتى أنفذه ، فقال حرام : فزت ورب الكعبة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : « إن إخوانكم قد قتلوا ، وقالوا : اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ، ورضيت عنا » رواه مسلم حتى قال قاتله(جبار بن سلمى): فقلت في نفسي: ما فاز، ألست قتلت الرجل! فما زال يسأل حتى أُخبر أنه فاز بالشهادة وبما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فقال قاتله: فاز لعمر الله. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إن بعض النفوس، تظل في شك من مصداقية هذا الدين، حتى ترى قسمات الفرح بادية على وجوه أفراده بشرًا وسرورًا وسكينة واطمئنانًا، وهم يواجهون الموت في سبيله
عكرمة بن ابى جهل
يوم اليرموك بالشام في رجب سنة خمس عشرة عكرمة ابن أبي جهل ، أبوه ميت، وقطعة من كلب، ميت لأنه ما آمن بالله عز وجل، فخرج منه عكرمة الذي لبس أكفانه يوم اليرموك ، واستقبل القبلة، وقال: [[ اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى ]] وقتل في المعركة، وأتي به إلى خالد بن الوليد قائد المعركة، فقال خالد : ماذا تريد؟ فأشار إلى الماء يريد أن يشرب، لأنه لا يستطيع الكلام، فأتى خالد له بكوب ماء بارد وهو يحتضر، فلما أعطاه الماء البارد ليشرب نظر إلى عمه الحارث بن هشام ، فأشار أعطه فقدموا الماء للحارث ، فرأى الحارث رجلاً آخر سهيل بن عمرو فأشار إليه، فأبى أن يشرب قبل عكرمة ، فردوا الماء لـ عكرمة فإذا هو قد مات، ثم إلى الحارث فإذا هو قد مات، ثم إلى الثالث فإذا هو قد مات، فرمى خالد بالكوب من يده، وقال: [[ اللهم اسقهم من جنتك ]] فهذا خرج من صلب أبي جهل فوجدوا به بضعا وسبعين من طعنة ورمية وضربة
وفاة بن سلول
مرض عبد الله بن أبي في ليال بقين من شوال(9) ومات في ذي القعدة، وكان مرضه عشرين ليلة، فكان رسول الله يعوده فيها، فلما كان اليوم الذي مات فيه دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجود بنفسه فقال " قد نهيتك عن حب يهود " فقال: قد أبغضهم أسعد بن زرارة فما نفعه ؟ ثم قال: يا رسول الله ليس هذا الحين عتاب هو الموت فاحضر غسلي وأعطني قميصك الذي يلي جلدك فكفني فيه وصل علي واستغفر لي، ففعل ذلك به رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب فأخذ بثوبه فقال: يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك الله عنه، فقال رسول الله " إن ربي خيرني فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وسأزيد على السبعين " فقال إنه منافق أتصلي عليه ؟ فأنزل الله عز وجل * (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله)
ان حياة نبينا محمد صلى الله علية وسلم مليئة بما يثبت ويدلل ان هذا الدين ما اتى الا ليغير طباع هذة الارض الى الاخلاق الحميدة الحسنة التى كانت فى مرحلة بعثة النبى صلى الله علية وسلم و قد وصلت الى اسوء ما تكون علية البشرية من طباع وعادات وتقاليد اللهم الا القليل ولكم كان من الصعب ان يتخيل احد ان يكون العرب الاجلاف الصعاب الاشداء بهذة الاخلاق التى سموا بها على الدنيا وسادوا الدنيا بعد ان هذب النبى صلى الله عليه وسلم اخلاقهم بوحى من الله عزوجل حتى يكون سبب او احد اسباب تملكهم للدنيا هى اخلاقهم واكبر دليل على ذلك اننا فى عصرنا الحاضر بعد ان تخلينا عن اخلاقنا ضاعت منا الدنيا بعد ان كنا نملكها واصبح ارخص دم يراق على الارض هو دم المسلم هذا المسلم الذى قال فية النبى عن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه اللفظ لابن ماجه
فبنظرة الى مجتمع العرب وقت رسالة النبى صلى الله علية وسلم كان ضربا من الخيال ان يتخيل اى احد ان تتغير طباع هؤلاء البشر الى ما صاروا علية بعد اسلامهم وان يصبحوا بهذة الاخلاق النادرة التى هى رسالة السماء الى الارض من خلال الذى كان معروفا بين قومة من قبل ان يبعث بالصادق الامين صلى الله علية وسلم فقد حولت رسالة السماء على يد خير من ارسل رب الارض والسماء رعاة للغنم إلى سادة وقادة لجميع الدول والأمم كان الرجل من الصحابة -مثلاً- يأتي من الجاهلية، جاهلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، غير مؤمن بشيء من أمور الدين، ولا بأخلاق، ولا بخصائص جميلة، فيقف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، فيخبره الرسول عليه الصلاة والسلام بأمور الإسلام والإيمان، وما يجب عليه، وخلال جلسات قليلة، أو ساعات قليلة، نجد هذا الإنسان قد انقلب خلقاً آخر، وتغير تغيراً جذرياً، تغير في سلوكه، وفي أخلاقه، وفي شخصيته، وفي نظراته، وفي تصرفاته، حتى كأنه هو ليس الشخص السابق، ولذلك صار يظهر منهم البطولات التي يقف الإنسان أمامها مبهوراً وهو يقرؤها على صفحات الكتب -مثلاً-، يستغرب كيف وصل بشر من البشر إلى هذا الحد، وأحياناً خلال فترة قصيرة جداً.
وقد تجلى هذا الواقع المشرق يوم أن آخى النبي صلى الله عليه وسلم ابتداءً بين الموحدين في مكة، وهذه هي المرحلة الأولى من مراحل الإخاء، فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أهل التوحيد في مكة وبين الذين اختلفت ألوانهم وأوطانهم وألسنتهم وأشكالهم، آخى بين حمزة القرشي ، و سلمان الفارسي ، و بلال الحبشي ، و صهيب الرومي ، و أبي ذر الغفاري ، وكان هؤلاء على اختلاف ألوانهم وأوطانهم -بعد أن آخى بينهم رسول الله ذهبوا يرددون جميعاً قول الله سبحانه: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ثم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أهل المدينة من الأوس والخزرج بعد حروب بينهم دامية طويلة، وبعد صراع مرير دمر الأخضر واليابس!! ثم آخى رسول الله بين أهل مكة من المهاجرين وبين أهل المدينة من الأنصار، في مهرجان حُبٍّ لم ولن تعرف البشرية له مثيلاً تصافحت فيه القلوب وامتزجت فيه الأرواح! وتأمل هذا المشهد الرائع الذي رواه البخاري و مسلم من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: ( آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع ، فقال سعد لأخيه عبد الرحمن الذي جاء إلى المدينة من مكة مهاجراً: يا عبد الرحمن ! إنني أكثر الأنصار مالاً، وسأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي زوجتان فانظر أعجبهما إليك لأطلقها، فإذا انقضت عدتها تزوجتها، فقال عبد الرحمن بن عوف : بارك الله لك في أهلك ومالك! بل دلني على السوق الى اخر القصة (قبل نزول الحجاب) نزل الحجاب صبيحة زواجه - صلى الله عليه وسلم - بزينب بنت جحش في ذي القعدة في السنة الخامسة من الهجرة ، وفي صبيحة عرسه بها نزلت آية الحجاب
وانظر الى ما مات علية: عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: " من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع ؟ فقال رجل من الانصار: أنا، فخرج يطوف في القتلى، حتى وجد سعدا جريحا مثبتا بآخر رمق.فقال: يا سعد ! إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أمرني أن أنظر في الاحياء أنت أم في الاموات ؟ قال: فإني في الاموات، فأبلغ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، السلام وقل: إن سعدا يقول: جزاك الله عني خير ما جزى نبيا عن أمته، وأبلغ قومك مني السلام وقل لهم: إن سعدا يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف
فلئن سألت: من الذي يعطي الآن عطاء سعد ؟ فسأجيبك: وأين من يتعفف الآن عفة عبد الرحمن بن عوف
وان كان الحديث يعد اقوى دليل على الاخوة فى الله ولكن استنبط منة دلائل اخرىالا وهى:-
1-التغير الجذرى الذى قادة النبى صلى الله عليةوسلم فى ان يصنع نجوما تحلق الى اعلى السماء من تغير الطباع الجبلية جذريا بحيث لا يتخيل احد مثل هذة الامثلةمن المواقف وردود الافعال
2-فضل الايمان والاخوة فى الوصول الى سلامة الصدر التى تصل بين المؤمنين الى هذة الدرجة من الخيال الاجتماعىبهذة الروح قاد النبى صلىالله علية وسلم العالم لانة يعلم ان من خلفة شئ واحدلذلك لما اخبر النبي صلى الله عليه و سلم قال في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وقال ايضا إنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد موقف اخر يبين ان القلب او الصدر حين يمتلئ ايمانا وحبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم يتحول الى ما لا يتخيلة بشر وهذا من اكبر الادلة على ان رسالة الاسلام هى الاخلاق وان الاخلاق تقود الى المجتمع الذى يريدة لنا الله ورسولة كان
ثمامة بن اثال سيد اهل اليمامةسنة 6 من الهجرة
أبا هريرة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بنى حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سوارى المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما عندك يا ثمامة " ؟ قال: عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت.فتركه حتى كان الغد ثم قال له: " ما عندك يا ثمامة " ؟ فقال: عندي ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى بعد الغد فقال: " ما عندك يا ثمامة " ؟ فقال عندي ما قلت لك.فقال: " أطلقوا ثمامة ". فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، يا محمد والله ما كان على وجه الارض وجه أبغض إلى من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلى، والله ما كان دين أبغض إلى من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلى، والله ما كان من بلد أبغض إلى من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلى، وإن خيلك أخذتنى وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت ؟ قال: لا ولكن أسلمت مع محمد صلى الله عليه وسلم، ولا والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم. ما الذى قاد قلب ثمامة الى الايمان هكذا اليس حسن التصرف من النبى صلى الله عليه وسلم ان يريه كيف يحيا من تربوا على يد من قال ادبنى ربى فاحسن تاديبىفكان هو القدوة لسادة الاخلاق الحسنة فلما راى هذة الحياة اعجبة هذا الدين وعرف ان هذا الدين يقود الى حسن الخلق وتغيير الطباع الجبلية التى كان يعرفها فيهم جيدا فهو منهم ومثلهم ولكن وجدهم اناس اخرين ثم قادتة هذة الصفات الى نقاء صدرة من اى شئ غير الايمان والاسلام وحبة النبى العدنان صلى الله علية وسلم فلم يعد يحب سوى النبى واصحابة اليس كذلك؟؟
ان نجاح النبى صلى الله عليه وسلم فى ان يحول قلوب القساة الى هذة القلوب التى تسع العالم باسرة لهو من اشد الاعجاز فى ديننا الحنيف فما الذى يحول بيننا وبين ما كانوا علية وعندنا كل هذة الاحداث وكانها وليدة الساعة اليس التطبيق ؟اليس التنفيذ؟
خبيب بن عدىوتعال معى الى احد من تربوا على مائدة ادبنى ربى فاحسن تاديبى
شهر صفر 4 ه(بعث الرجيع)(عضل وقارة)خُبيب بن عديّ رضي الله عنه فلما كان محبوساً مقيداً، وعلم أنّ ساعة القتل قد دنت, وأنّ لقاءه بربّه قد اقترب, طلب من جارية لبني الحارث بن عامر.. جارية.. خادمة.. أمة.. طلب منها موسى حديدة ليحلق عانته ليتهيأ للقاء ربه, فجاءته بتلك الحديدة التي طلب, بينما هو يحملها في يده إذا غلامٌ صغيرٌ من بني الحارث قد دبّ, حتى دخل عليه, فأجلسه خُبيبٌ في حِجْره, يُداعبه ويُلاعبه يحنوا عليه ويُلاطفه, لأنّه تعلم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلّم توقير الكبير, والعطف على الصغير, وإنزال كلّ إنسانٍ منزلته, لما رأت تلك الجارية ذلك الغلام جالسًا في حِجْر خُبيب, والحديدة في يده, فزعت وقالت في نفسها: "قد أدرك الرجل ثأره, والله ليقتلنّ الغلام"، خُبيب رضي الله عنه، وليُّ الله، تفرّس بما حدّثت به المرأة نفسها, فقال لها: "أخشيت أن أقتله؟ والله ما كنت لأفعل", ما تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقتل صغيرًا, ولا أن نعتديَ على طفلٍ, ما تعلّمنا من شريعة الإسلام أن نؤاخذ صغيرًا بجريرة كبير, "ما كنت لأفعل". تقول هذه الجارية بعدما أسلمت رضي الله عنها تقول: "ما رأيت أسيرًا قطّ خيراً من خُبيب, والله لقد رأيت بين يديه قِطفاً من عنب وما بمكة يومئذٍ عنبٌ قط, وإنّه لمقيد اليدين, وإنّما هو رزقٌ ساقه الله إليه" فلما أجمعوا على صلبه قال : دعوني حتى أركع ركعتين، فتركوه فصلاهما، فلما سلم قال : والله لولا أن تقولوا : إن ما بي جزع لزدت، ثم قال : اللّهم أحْصِهِمْ عَدَدًا، واقتلهم بَدَدًا ، ولا تُبْقِ منهم أحدا، ثم قال : فقال له أبو سفيان : أيسرك أن محمدا عندنا نضرب عنقه، وأنك في أهلك ؟ فقال : لا والله، ما يسرني أني في أهلي وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه
حرام بن ملحان
شهر صفر 4 ه (بئر معونة)عن أنس ، أن ناسا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ابعث معنا رجالا يعلموننا القرآن والسنة ، فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء ، وفيهم خالي حرام ، يقرءون القرآن ، ويتدارسون بالليل ويتعلمون . وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه بالمسجد ، ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة ، فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم حتى نزلوا بئر معونة ـ وهي أرض بين بني عامر وحَرَّة بني سُلَيْم ـ فنزلوا هناك، ثم بعثوا حرام بن مِلْحَان أخا أم سليم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطُّفَيْل، فلم ينظر فيه، وأمر رجلاً فطعنه بالحربة من خلفه، فلما أنفذها فيه ورأى الدم، فتعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان (وكان من عادة العرب حتى في كفرهم وجاهليتهم، أنهم لا يقتلون الرسل، وهذا عرف سائد عندهم، لكن لما صارت المعركة بين الإسلام والكفر، نسي العرب كل عاداتهم، وتقاليدهم في سبيل حرب الإسلام)، قالوا : اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ، ورضيت عنا . قال : وأتى رجل خالي حراما خلفه ، فطعنه بالرمح حتى أنفذه ، فقال حرام : فزت ورب الكعبة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : « إن إخوانكم قد قتلوا ، وقالوا : اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ، ورضيت عنا » رواه مسلم حتى قال قاتله(جبار بن سلمى): فقلت في نفسي: ما فاز، ألست قتلت الرجل! فما زال يسأل حتى أُخبر أنه فاز بالشهادة وبما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فقال قاتله: فاز لعمر الله. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إن بعض النفوس، تظل في شك من مصداقية هذا الدين، حتى ترى قسمات الفرح بادية على وجوه أفراده بشرًا وسرورًا وسكينة واطمئنانًا، وهم يواجهون الموت في سبيله
عكرمة بن ابى جهل
يوم اليرموك بالشام في رجب سنة خمس عشرة عكرمة ابن أبي جهل ، أبوه ميت، وقطعة من كلب، ميت لأنه ما آمن بالله عز وجل، فخرج منه عكرمة الذي لبس أكفانه يوم اليرموك ، واستقبل القبلة، وقال: [[ اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى ]] وقتل في المعركة، وأتي به إلى خالد بن الوليد قائد المعركة، فقال خالد : ماذا تريد؟ فأشار إلى الماء يريد أن يشرب، لأنه لا يستطيع الكلام، فأتى خالد له بكوب ماء بارد وهو يحتضر، فلما أعطاه الماء البارد ليشرب نظر إلى عمه الحارث بن هشام ، فأشار أعطه فقدموا الماء للحارث ، فرأى الحارث رجلاً آخر سهيل بن عمرو فأشار إليه، فأبى أن يشرب قبل عكرمة ، فردوا الماء لـ عكرمة فإذا هو قد مات، ثم إلى الحارث فإذا هو قد مات، ثم إلى الثالث فإذا هو قد مات، فرمى خالد بالكوب من يده، وقال: [[ اللهم اسقهم من جنتك ]] فهذا خرج من صلب أبي جهل فوجدوا به بضعا وسبعين من طعنة ورمية وضربة
وفاة بن سلول
مرض عبد الله بن أبي في ليال بقين من شوال(9) ومات في ذي القعدة، وكان مرضه عشرين ليلة، فكان رسول الله يعوده فيها، فلما كان اليوم الذي مات فيه دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجود بنفسه فقال " قد نهيتك عن حب يهود " فقال: قد أبغضهم أسعد بن زرارة فما نفعه ؟ ثم قال: يا رسول الله ليس هذا الحين عتاب هو الموت فاحضر غسلي وأعطني قميصك الذي يلي جلدك فكفني فيه وصل علي واستغفر لي، ففعل ذلك به رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب فأخذ بثوبه فقال: يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك الله عنه، فقال رسول الله " إن ربي خيرني فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وسأزيد على السبعين " فقال إنه منافق أتصلي عليه ؟ فأنزل الله عز وجل * (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله)
تعليق