إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قدوتنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قدوتنا





    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الآمين وعلى آله وصحبه ومن اتبعه
    بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،

    حياكم الله جميعا وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
    أسأل الله أن يهديني واياكم ويوفقنا لما يحبه ويرضاه سبحانه وتعالى



    ما أحوجنا في هذه الأيام إلى التربية الإيمانية، ما أحوجنا أن نرجع إلى القرآن وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في وقت اصبحت تتقاذفنا كثير من الدعوات المضللة لا سيما فيما يتعلق بالمرأة المسلمة.



    أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قدوتنا

    وحديثنا اليومَ يَدور حول موضوع مهمٍّ وعظيم، ومباركٍ وكريم، إنَّه الحديث عن أمَّهات المؤمنين الزكيَّات الطاهرات، زوجات حبيبنا محمَّد صلى الله عليه وسلم في الدُّنيا والآخرة، والحديث عنهن يجرُّنا إلى الكلام عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم العَطِرة، ومَسيرته الزكية، وأخلاقه العلية، وعلاقته بهنَّ ومعاملته لهن، وتربيته لهن على الفضائل والآداب، والسماحة والعِلم والدِّين.

    لقد اختار الله لرسوله ونبيه الكريم زوجاتٍ فضَّلَهن بالمناقب الجليَّة، والأخلاق الزكية، وطهَّرهن من الدَّنس، وسلَّمَهن من الأخلاق البذيئة، وكنَّ بحقٍّ مَدارسَ في التربية والعلم والتزكية، ومَنافذ مُضيئة تطلُّ على الإسلام وتعاليمه وأحكامه وآدابه، واختصَّت كل واحدة منهنَّ بميزة وخصيصة كاملة لا توجد في نساء العالمين، كيف لا وقد زكَّاهن الله في كتابه الكريم وسجَّل لهن هذا الفضل في قرآن يُتلى إلى يوم الدين؟! قال سبحانه جلَّ شانُه: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 32، 33].

    ومما يدلُّ على فضلِهنَّ وكرَمِهن وحيازتهن على الفضائل العليَّة، والآداب الزكية - أن الوحي المبارك يتنزَّل في بيوتهن في الليل والنهار، وفي العلانية والإسرار، وليس بعدَ ذلك الفضلِ شرفٌ ومنقبَة، ومنزلة ومَرتَبة؛ قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 34]، وقد نقَلَت أمهاتُ المؤمنين ما يَدور في البيت النبوي من الهَدْي والسَّمْت إلى الأمة الإسلامية؛ حيث كنَّ يرَين أعماله ويسمَعْن أقوالَه، ويُلاحِظْن تصرفاته، ويَروِين للأمة أحاديثه وأقواله وتقريراته.

    * أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
    *فضل أمهات المؤمنين.
    *مناقب أمهات المؤمنين.
    * أمهات المؤمنين المهاجرات.
    *عظم قذف أمهات المؤمنين.
    * مواقف لبعض أمهات المؤمنين في قوة إيمانهم واعتمادهم على الله.


    فكونـــوا بالقــــرب

    المصدر:
    موضوعات متنوعة من موقع الألوكة


    ​​​​
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 19-03-2019, 01:16 AM.


  • #2
    * أمهات المؤمنين رضي الله عنهن

    <´¯`·.¸¸.·´¯`·.¸¸.·´¯`·.¸¸.·´¯`>
    وهنَّ إحدى عشرة:
    1- خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وعمره خمس وعشرون سنة، وعمرها أربعون سنة، وتُوفِّيت في حياته في السنة العاشرة للبعثة[«الاستيعاب» (874)].
    2- عائشة بنتُ أبي بكر الصِّديق رضي الله عنها: عقد عليها في شوال سنة عشر من البعثة، وبنى بها في شوال من السنة الأولى للهجرة، وتُوفِّي عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة، وماتت بعده في رمضان سنة سبع وخمسين للهجرة[السابق (901)].
    3- سودة بنت زمعة رضي الله عنها: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال سنة عشر من البعثة، بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، وتوفِّيت سنة خمس وخمسين للهجرة[السابق (879)].
    4- حفصة بنت عمر رضي الله عنها: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان من السنة الثالثة للهجرة، وماتت سنة خمس وأربعين للهجرة[السابق (871)].
    5- زينب بنت خزيمة أم المساكين رضي الله عنها: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان في السنة الثالثة للهجرة، وماتت بعد زواجها بشهور فصلَّى عليها ودفنها[السابق (891)].
    6- زينب بنت جحش رضي الله عنها: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثالثة على الراجح، وماتت سنة عشرين من الهجرة[السابق (890)].
    7- أم سلمة هند بنت أبي أُميَّة رضي الله عنها: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوَّال سنة أربع من الهجرة، وتُوفِّيت سنة اثنين وستين من الهجرة، وهي آخر أمهات المؤمنين موتًا[السابق (922)].
    8- جويرية بنت الحارث رضي الله عنها: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة خمس من الهجرة، وتُوفِّيت سنة خمسين من الهجرة[السابق (868)].
    9- أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بالحبشة سنة سبع، وتُوفِّيت سنة أربع وأربعين للهجرة[السابق (926)].
    10- صفية بنت حُييٍّ رضي الله عنها: وهي من نَسْل نبي الله هارون بن عمران - عليه السلام -، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع، وتُوفِّيت سنة خمسين للهجرة على الراجح[السابق (899)].
    11- ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة سبع، وتُوفِّيت سنة إحدى، وخمسين للهجرة[السابق (919)].

    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 19-03-2019, 12:58 AM.

    تعليق


    • #3

      فضل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن

      لقد بيَّن القرآن الكريم من السور الشريفة، والآيات الكريمة أن لأمَّهات المؤمنين فضائلَ ومناقبَ شريفة لا توجد في بقية الرجال، فضلاً عن النساء؛ فمن تلك الفضائل:

      أنَّهن لهن الأمومة على جميع المؤمنين والمسلمين، معَ ما لهن مِن شرَف الصُّحبة والمعيَّةِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا مَن رفض الأمومة مِن الكافرين؛ قال تعالى موضِّحًا ذلك الحُكْم بأتمٍّ وضوح، وأبلَغِ فَصاحة وبيان، وأقوى حجةٍ وبرهان: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾ [الأحزاب: 6].

      ومِن الفضائل العليَّة أنَّهن اختَرْن الله ورسولَه والدار الآخرة على زينة الدنيا ومَتاعها، والصبر على الجوع ومَرارة المصيبة، والعيش على ما تيَسَّر مِن زادٍ قليل، ومتاع مِن كسوةٍ وبيتٍ مِن سَعف النَّخيل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 28، 29].

      ما ظنُّك بنساءٍ يمرُّ عليهن الهلال والهلالانِ ولا يوقَد في بيوتهنَّ نار؟! بل طَعامهن طعامُه صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث: ((ما أشبَع رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أهلَه ثلاثةَ أيام تِباعًا من خبز حِنطة))، أو مِن خبز يابس وتمرٍ رديءٍ وخَلٍّ قديم.

      ومِن الفضائل أنَّ لهن مِن الأجر والمثوبة ما لِغَيرهن وزيادة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 31]، والسبب أنَّهنَّ عايَشْن التنزيل، وصبَرن مع الرسول الكريم في اليسير القليل، ووَقَفْن معه في الظروف الحرجة، والأوقات الصعبة، وتحمَّلن معه أعباء الدعوة؛ مِن أذًى وتعذيب وسخرية، وقُمن بنشر الميراث النبوي للذريَّة، وتصَدَّين للتعليم والتوجيه والتربية.


      مِن أمهات المؤمنين اللاتي شرَّفهن الله بحكم الأمومة سيدتُنا خديجة رضي الله عنها، التي بَشَّرَها جبريلُ عليه السلام ببيتٍ في الجنة مِن قصَب، لا صَخَب فيه ولا نصَب، والتي كان لها الباعُ الطويل ولها قصَبُ السَّبق في مؤازرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرحلة الدعوة وبدايتها، ولها دورُها البارز في مواصلة الدَّعوة، وتسلية النبي صلى الله عليه وسلم حتى اشتدَّ عوده، وقَوِي ساعدُه، وكَثُر حزبُه وأتباعه وأنصاره، وكان رسولُنا الكريم يَعرف لها الفضل، ويُثني عليها ويتصدَّق عنها، وينشر فضلها في العالمين.




      ومِن أمهات المؤمنين العفيفة الطاهرة الزكية صاحبة النَّسَب الشريف، والحسَب النظيف، والفضل العظيم في تعليم الأمة أحكامَ دينها، ودستورَ ربِّها، إنها المبرَّأة من فوق سبع سَموات، والتي نزَل في براءتها ونزاهتها، وعفَّتها وطهارتها قرانٌ يُتلى، وسورةٌ تُقرأ، وآياتٌ ترتَّل.

      إنها عائشة، الصدِّيقة بنتُ الصِّديق، زوجة رسول الله وحبيبته التي قال عنها: ((وفَضْلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضْل الثَّرِيدِ على سائرِ الطعام))، كانت رضي الله عنها على جانبٍ عظيم مِن الخشية والصِّدق والإخلاص، والخوف والورَع والزُّهد، وعلى حظٍّ كبير من الفقه والاعتبار، والحفظ والفَهْم والاستذكار، اجتمعَت الفضائل في شخصِها، وتوفَّرَت المناقب في وصفها، واستنارت الأمة بعِلمها وفِقهها، واقتبس علماء الأمة من فَهمها ونورها.

      ما ظنُّك بامرأةٍ يسألها كِبار الأمة إن أشكل عليهم مسألة، أو التبَس عليهم الجمعُ بين الأدلَّة؟!

      ألَّف العلماء في سيرتها الطيبة، وترجمتها العطرة، وحياتها الكريمة مؤلفاتٍ عدة، ومصنَّفاتٍ شتى، حتى أصبحَت رضي الله عنها وأرضاها هي الفيصلَ بين أهل السُّنة والجماعة وبين أهل البِدَع والضلالة؛ فمَن أحبَّها وأكرَمها فهو من أهل السُّنة والاتِّباع، ومَن رَماها بالإفكِ والزُّور فهو مِن أهل الفجور والكذب والخيانة والابتداع.

      كانت تحبُّ الإيثار؛ بل هو خُلقها ودَيدنها، "بعَث ابنُ الزبير إلى عائشةَ بمالٍ في غِرارتَيْن، يكون مائة ألْف، فدَعَتْ بطَبق، فجعَلتْ تقسم في الناس، فلمَّا أمسَت قالت: هاتِي يا جاريةُ فُطوري، فقالت أمُّ ذَرَّة: يا أمَّ المؤمنين، أمَا استطعتِ أن تشتري لنا لحمًا بدِرْهم؟! قالت: لا تُعنِّفيني، لو أذْكَرِتني لفعلتُ".

      وعن خوفها وخشيتها نُقِل عن القاسم بن محمد - ابن أختها - قال: كنت إذا غدوتُ أبدأ ببيت عائشة أسلم عليه فغدوت يومًا فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ، ﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾ [الطور: 27]، وتدعو وتبكي وتردِّدها.


      من أمَّهات المؤمنين حفصةُ بنت الخليفة الراشد، الكاتبة حيث يَعزُّ وجود الكتاب، والمعلِّمةُ لذَوي الفقه والألباب.

      وأم سلمة صاحب الرأي السديد الثاقب، والعقل الصحيح الصائب في مواقف الإسلام في الحديبة، ووقعة الجمل.

      وزينب بنت جحش درَّة من الدُّرر، وجوهرةٌ مضيئة كالقمر، نزَل القرآن بقصَّة زوجها، وبسببها نزَل الحجاب، فتأمَّل تلك المنقبة الكريمة الشريفة والمرتبة العالية الرفيعة، حازت على لقب أمِّ الأرامل والمساكين، وملجأ الأيتام والمُعوِزين.
      ​​​
      وجويرية بنت الحارث الذاكرة الله كثيرًا، أكثر النساء برَكة ونِعمة، وهدًى ورحمة، رَضين بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا ورسولاً.

      لو أردنا في هذه الموضوع أن نورد فضائل أمهات المؤمنين، ونَسرد خصائصهن ومناقبَهنَّ لتطلَّب منا وقفاتٍ ووقفات، ولكن هذا القدر القليل والنزر اليسير تذكرةٌ لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد، ومن أراد المزيد فعليه مراجعة ما دوَّن أهل الفقه والسِّيَر والتفسير.
      ​​​
      إنَّ لزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا - كمَا له - حقوقًا وواجباتٍ لا بدَّ من القيام بها؛ لتدلل على المحبة الصادقة، والاتباع الحق.

      ومن ذلك: معرفةُ ما لهنَّ من الفضل العميم، والدور العظيم في نشر تعاليم الإسلام وفضائل الإيمان والإحسان، وكذلك دراسة سيرتهن العطرة دراسة يقصد منها الاقتداء والتربية، لا مجرد المتعة والتسلية، فإنهن أعظمُ مَن درس في دوحة محمد صلى الله عليه وسلم، وأخَذ مِن مِشكاته، ونقَلْن ما يَدور في بيت النبوة ما تحتاجه الأمة في عقيدتها ودينها، ومعرفة كتاب ربِّها.




      ومن الحقوق الواجبة: الصلاةُ على محمَّد وأزواجه وذريته؛ كما جاء ذلك في آثار عدة، منها رواية أبي حميد الساعديِّ وابن مسعود وغيرهم في إيجاب الصلاة عليهنَّ في الصلوات الإبراهيمية، وفي سائر الأذكار النبوية.

      فحريٌّ بنا أيها المسلمون أن نربي بناتنا وأبناءنا، بل والأمة جمعاء - على معرفة سِيَرهن وأخلاقهن، وصبرهن وجهادهن، وزُهدهن وخشيتهن، ودراستهن وعلمهن، بدلاً من توجيه أنظار البنات والبنين إلى مَن لا خلاق لهن ولا نصيب مِن حياءٍ أو دين، أو معرفةٍ أو عقل رَصين.

      إنَّ الأمة الإسلامية يحقُّ لها أن تفخر وتعتز وتسعد باتِّباعها واقتدائها بصفوة نساء العالمين، وزوجات رسولنا الأمين، وأمهات المسلمين والمؤمنين، وهذا هو السبيل الوحيد لنجاتها وفَلاحها، والطريق لتنال به عزتها وكرامتها، ومركزها وقيادتها.




      تعليق


      • #4
        * مناقب أمهات المؤمنين



        عائشة بنت أبي بكر الصديق أم المؤمنين رضي الله عنها:

        هي في قمة الصحابيات الفقيهات، فقد ذكرها ابن حزم ضمن الصحابة المكثرين في الفتيا ولم يذكر معها صحابية غيرها ولا أحد من أمهات المؤمنين[2].

        جلست للفتيا ورواية الحديث[3]، ووضعها الشيرازي[4] في الطبقة الأولى من المفتين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (روى عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: لو كانت امرأة تكون خليفة لكانت عائشة خليفة).


        كذلك ذكر عن أبي موسى الأشعري قوله: (ما أشكل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا. ولما أجابت في الغسل من الإكسال[5] قال أبو موسى: لا أسال عنه أحدًا بعد اليوم.

        لذا فعائشة رضي الله عنها كان لها مكانة كبيرة بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ميدان الفقه، لهذا أخذ عنها الكثير من الصحابة والتابعين. ويذكر ابن قيم الجوزية عائشة رضي الله عنها بقوله[6]: (وأما عائشة فكانت مُقدّمة في العلم والفرائض والأحكام والحلال والحرام، وكان من الآخذين عنها الذين لا يكادون يتجاوزون قولها، المتفقهين بها - القاسم بن محمد بن أبي بكر ابن أخيها، وعروة بن الزبير ابن أختها أسماء. قال مسروق لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض. وقال عروة ابن الزبير ما جالست أحدًا قط كان أعلم بقضاء ولا بحديث بالجاهلية ولا أروى للشعر ولا أعلم بفريضة ولا طب من عائشة).

        كذلك يذكر ابن قيم الجوزية فضل عائشة في هذا المضمار العلمي الرائع (الفقه)، فيقول: (... وقيل لمسروق كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال: والله لقد رأيت الأخيار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض. وقال أبو موسى: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألناه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما).

        وقال قبيصة بن ذؤيب: كان عروة بن الزبير بغلبنا بدخول عائشة، فكانت عائشة أعلم الناس بالحديث، وأعلم الناس بالقرآن، وأعلم الناس بالشعر، ولقد قلت قبل أن تموت بأربع سنين: لو ماتت عائشة لما ندمت على شيء إلا كنت سألتها[7]. كما ذكرها ابن حجر في تهذيب التهذيب[8]، وكذلك في الإصابة[9].

        كذلك ذكرها ابن كثير[10]، وقال: إنه لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها. كذلك ذكر ابن سعد[11] في ترجمتها عن مسلم عن مسروق أنه قيل له هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ فقال: أي والذي نفسي بيده لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض، وقد سبق ذكر الحديث آنفًا.

        وقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلّونها ويسألونها الفتيا فتفتيهم. لذلك كانت رضي الله عنها أفقه نساء النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق. وقد أراد الله تعالى لها أن تعيش بعد الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عمرًا مديدًا يمتد قرابة خمسين عامًا، تنثر فيها نفحات النبوة وتجلس للفتيا لصحابة الهادي البشير رجالا ونساءً، وللتابعين من بعدهم لعلمها الغزير بالأحكام والحديث والقرآن وتفسيره والسيرة النبوية العطرة، فهي فقيهة نساء الأمة على الإطلاق، ومعلمة العلماء وأستاذة المحدثين.

        فقد التصقت برسول الله صلى الله عليه وسلم منذ زواجها به بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، حيث بدأ التشريع الإسلامي يتنزل تباعًا بآيات الله البينات من السماء يحمله أمين الوحي جبريل من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم لصحابته من الرجال والنساء، لبناء الأمة الإسلامية والمجتمع الإسلامي، لتكمله وتفسره وتشرحه سُنّة الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين في ذلك الحين فتلتقطه السيدة عائشة (رضي الله عنها) في تلك السن المبكرة وتحفظه وتعيه جيدا ثم ترويه للرجال والنساء كافة، لذلك فقد وضعها الإمام السيوطي في الطبقة الأولى من المحدثين، وذكرها الذهبي أنها (أفقه نساء الأمة)، كما وضعها في الطبقة الأولى من الحفاظ، في تذكرة الحفاظ[12]. هذا، ومن المعروف أن عائشة كانت من القانتات العابدات الصوّامات القوَّامات، وكانت تتصدق بلا حساب.



        حفصة بنت عمر بن الخطاب (أم المؤمنين رضي الله عنها):

        ذكرها أيضًا ابن حزم ضمن الفقيهات المقلين في الفتيا[13] كذلك ذكرها الشيرازي في طبقات الفقهاء[14]، وابن قيم الجوزية في إعلام الموقعين[15].

        وقد جلست للفتيا ورواية الحديث. هذا ومن المعروف أن حفصة رضي الله عنها، كانت صوّامة، قوّامة، تفرغت للعبادة بعد وفاة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم[16].


        أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية (أم المؤمنين رضي الله عنها):

        ذكرها ابن حزم ضمن المتوسطين في الفتيا[17]، كذلك ابن حجر نقلا عنه[18]، كما ذكرها الشيرازي ضمن الثقات[19]، والمعروف أن متوسطي الفتيا عند ابن حزم ثلاثة عشر فقط هي أولهم، وقد جلست للفتيا ورواية الحديث[20].

        هذا، وقد كانت أم سلمة راجحة العقل في كل موقف حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشيرها في مواقف عديدة، ومنها مشورتها في صلح الحديبية مع قريش، مما يدل على سمو تفكيرها وفقهها. وهي من القانتات العابدات مثل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعًا[21].


        جويرية بنت الحارث (أم المؤمنين رضي الله عنها):

        من الفقيهات، ذكرها ابن حزم ضمن الفقيهات المقلين في الفتيا، وكذلك ابن قيم الجوزية نقلا عنه[22]، كذلك جلست للفتيا ورواية الحديث[23]، وكانت أيضًا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، ومن العابدات القانتات الصابرات. انظر حديثها عن رسول الله وقوله لها: ((لقد قلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وُزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، سبحان الله وبحمده رضا نفسه، سبحان الله وبحمده زنة عرشه، سبحان الله وبحمده مداد كلماته))[24].


        أم حبيبة بنت أبي سفيان (أم المؤمنين رضي الله عنها):

        هي من الفقهيات، ذكرها ابن حزم ضمن المقلين في الفتيا، كما ذكرها ابن قيم الجوزية نقلا عنه، كذلك الشيرازي، ضمن طبقات الفقهاء[25]. وقد نهلت رضي الله عنها من معين القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم.

        كذلك جلست للفتيا ورواية الحديث مثل أمهات المؤمنين اللائي جلسن لهما كذلك كانت رضي الله عنها على قدر عظيم من الإيمان والورع والصلاح[26].

        وقد ورد عند ابن سعد عن صفية أن أم حبيبة حينما مات أبوها أبو سفيان، دعت بطيب فطلت به ذراعيها وعارضيها ثم قالت: إنِّي كنت عن هذا لغنيّة لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدّ على ميّت فوق ثلاث إلا على زوج فإنَّها تحدّ عليه أربعة أشهر وعشرا))[27].

        وبذلك لم تكتف أم المؤمنين أم حبيبة برواية الحديث ولكنها طبّقته بطريقة عملية أمام نساء الصحابة وهذا ذكاء عال وفقه لما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشره بين الناس[28].



        صفية بنت حييّ (أم المؤمنين رضي الله عنها):

        من الفقيهات، ذكرها ابن حزم ضمن المقلين في الفتيا[29]، كانت ضمن من روى الحديث وجلس للفتيا مثل أمهات المؤمنين اللائي جلسن لهما.

        وقد ذكر عنها أنها أدركت جيدا معاني القرآن الكريم وأسراره حيث كانت تنعم بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، مثلها مثل باقي أمهات المؤمنين رضي الله عنهن فهن تلميذات في مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم الهادي البشير. فقد روى أبو نعيم في حلية الأولياء[30] أن نفرًا اجتمعوا في حجرة أم المؤمنين صفية رضي الله عنها، فذكروا الله وتلوا القرآن الكريم، وسجدوا، فنادتهم صفية رضي الله عنها قائلة: هذا السجود، وتلاوة القرآن فأين البكاء؟ وبذلك كانت صفية رضي الله عنها تدلّهم على الخشوع والخوف من الله وهي روح العبادة. كما كانت تتصف بالإنفاق في سبيل الله تعالى بلا حدود وأيضًا العفو والحلم.


        ميمونة بنت الحارث المصطلقية (أم المؤمنين رضي الله عنها):

        من الفقيهات، ذكرها ابن حزم ضمن الفقيهات المقلين في الفتيا[31]، وقد جلست رضي الله عنها للفتيا ضمن نساء النبي صلى الله عليه وسلم اللائي جلسن للفتيا[32].


        الحاشية:

        [2] ابن حزم: الإحكام في أصول الأحكام، مج2، ج5، ص87، أعلام الموقعين،ج1، ص28 - 30، الباب الأول الفصل الأول ضمن هذا الباب.
        [3] انظر ترجمتها في الكتاب الأول (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم)، وأيضًا راويات الحديث.
        [4] طبقات الفقهاء للشيرازي (نزهة الأفكار إلى معرفة السادة الأخيار من السادة الصحابة والتابعين والأولياء الأبرار لأبى إسحاق الشيرازي، (393هـ - 476)، تحقيق د. علي محمد عمر، ص40، 41، القاهرة، مكتبة الثقافية الدينية، 1418هـ/ 1997م.
        [5] الإكسال: هو الجماع دون إنزال، لذا وجب الطهارة منه، وإن هذا الأمر مختلف فيه، انظر هامش كتاب طبقات الفقهاء للشيرازي.
        [6] إعلام الموقعين عن رب العالمين، ج1، ص33، 36، وأيضًا طبقات الفقهاء للشيرازي، ص41. [7] طبقات الفقهاء، ص41.
        [8] تهذيب التهذيب، ج12، ص 433، 436، ترجمة (2841)، الطبعة الأولى ،حيدر أباد، الدكن، 1327هـ.
        [9] الإصابة ،ج1، ص14، طبعة دار الجيل، بيروت [10] البداية والنهاية، ج3، ص129.
        [11] طبقات ابن سعد، ج8، ص52، 53، طبعة بيروت، دار الكتب العلمية، تحقيق محمد عبد القادر عطا، ط1، 1410هـ/ 1990م.
        [12] انظر طبقات الحفاظ للسيوطي، ج1، ص8، الكاشف للذهبي، ج3، ص476، تذكرة الحفاظ، ج1، ص27، بيروت، دار إحياء التراث العربي، مؤسسة التاريخ العربي، ابن الجوزي، تلقيح فهوم أهل الأثر، ص358، 363، وانظر ترجمتها في الكتاب الأول (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم، والباب الأول راويات الحديث).
        [13] الإحكام، مج2، ج5، ص88 [14] طبقات الفقهاء، ص46. [15] إعلام الموقعين، ج1، ص28 - 30.
        [16] انظر ترجمتها في الكتاب الأول ضمن الموسوعة (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم)، وأيضًا ضمن راويات الحديث ضمن الكتاب الذي بين أيدينا الباب الأول، الفصل الأول.
        [17] ابن حزم الإحكام في أصول الأحكام، مج2، ج5، ص88، وإعلام الموقعين، ج1، ص28 - 30. [18] ابن حجر، الإصابة، ج1،ص14.
        [19] طبقات الفقهاء، ص46.
        [20] انظر ترجمتها في الكتاب الأول ضمن الموسوعة (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم)، وأيضًا ضمن هذا الكتاب الباب الأول، الفصل الأول، عن راويات الحديث من أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عنهن جميعًا.
        [21] انظر ترجمتها في الكتاب الأول. [22] الإحكام، مج2 ،ج5، ص89، أعلام الموقعين، ج1، ص28 - 30.
        [23] انظر ترجمتها ضمن الكتاب الأول (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم)، وأيضًا ضمن هذا الكتاب، الباب الأول، الفصل الأول، عن راويات الحديث من أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عنهن.
        [24]كذلك انظر صحيح مسلم، حديث رقم (2726)، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، كتاب الدعوات، ومسند الإمام أحمد، ج6، (ص24، 327، 429، 430).
        [25] الإحكام ، مج2 ، ج5، ص88، إعلام الموقعين عن رب العالمين، ج1، ص28 - 30، طبقات الفقهاء، ص46.
        [26] انظر ترجمتها ضمن الكتاب الأول (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم)، وأيضًا ضمن هذا الكتاب، الباب الأول، الفصل الأول، عن راويات الحديث من أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عنهن.
        [27] طبقات ابن سعد، طبعة بيروت، دار الكتب العلمية، ج8، ص79. [28] المؤلفة.
        [29] الإحكام في أصول الأحكام ، مج2، ج5، ص88، إعلام الموقعين، ج1، ص28 - 30.
        [30] حلية الأولياء، ج2، ص55، وأيضًا ترجمتها ضمن الكتاب الأول من الموسوعة (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم).
        [31] الإحكام ، مج2، ج5، ص89، إعلام الموقعين، ج1، ص28 - 30.
        [32] انظر ترجمتها ضمن الكتاب الأول (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم).




        تعليق


        • #5
          * أمهات المؤمنين المهاجرات

          وهن حسب ترتيب زواج الهادي البشير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهن:

          سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس العامرية القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها):

          كانت سودة بنت زمعة من المهاجرات الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة. فقد أسلمت سودة قديما بمكة مع زوجها السكران بن عمرو - وذلك قبل زواج الهادي البشير بها - ثم هاجرت معه إلى الحبشة الهجرة الثانية، ثم عادا إلى مكة حيث توفى عنها زوجها السكران بعمرو، فلما اعتدت تزوجها الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجه خديجة رضي الله عنها في العام العاشر من النبوة بمكة. ثم هاجرت (رضي الله عنها) مع بناته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، بعد أن هاجر إليها صلى الله عليه وسلم بصحبة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، حيث أرسل لأهله صلى الله عليه وسلم ليهاجروا مع زوج، وأولاد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أرسل لهم زيد بن حارثة، ومعه أبا رافع ليحمل سودة، وأم كلثوم، وفاطمة مع أهل أبي بكر إلى المدينة. وبذلك جمعت سودة الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة (رضي الله عنها)[1].


          عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب بن لؤي القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها):

          هاجرت (رضي الله عنها) إلى المدينة مع أسرتها، وأسرة الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاده، وكان الهادي البشر صلى الله عليه وسلم قد خطبها في مكة، ثم بعث بعد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مع أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) كلا من زيد بن حارثة، وأبي رافع ليحملا أهله وأهل أبي بكر الصديق إلى المدينة حيث تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة[2].


          حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن عدي بن كعب ابن لؤي القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها):

          هاجرت حفصة (رضي الله عنها) إلى المدينة مع زوجها خنيس بن حذافة ابن قيس بن عدي بن سعد السهمي - قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم - ثم توفي بعد قدوم الهادي البشير صلى الله عليه وسلم من بدر، فتزوجها الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في المدينة في السنة الثانية من الهجرة، (وقيل): السنة الثالثة، والأول أرجح[3].


          زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو الهلالية (أم المؤمنين رضي الله عنها) وكنيتها (أم المساكين):

          هاجرت زينب (رضي الله عنها) مع زوجها - قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم - أبو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف إلى المدينة، ثم استشهد يوم أحد - وقيل كان زوجها هو عبد الله بن جحش الذي استشهد يوم أحد - حتى تزوجها الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ظلت في بيت النبوة حتى وفاتها بعد ثمانية أشهر من زواجه منها رضي الله عنها وأرضاها[4].


          أم سلمة (واسمها) هند بنت أبي أمية (واسمه): سهيل زاد الركب ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية. (أم المؤمنين رضي الله عنها):

          هاجرت رضي الله عنها الهجرتين الأولى والثانية إلى الحبشة، وكانت هي وزوجها أبو سلمة: عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أول من هاجرا إلى الحبشة، وقيل: أول من هاجر إلى الحبشة: رقية بنت الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقد أنجبت له في الحبشة أولادهما: سلمة، وعمر، ودرة، وزينب.

          كما هاجرت رضي الله عنها إلى المدينة مع زوجها أيضا، بعد عودتهما مع أبنائهما من الحبشة. وقيل: أنها كان (أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة) وقيل: بل هي ليلى بنت أبي حثمة زوجة عامر بن ربيعة.

          ثم مالبث أن توفى زوجها بعد (أُحُد) فتزوجها الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في العام الرابع من الهجرة. وبذلك هاجرت رضي الله عنها الهجرتين إلى الحبشة ثم الهجرة إلى المدينة[5].


          زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر من بني دودان بن أسد بن خزيمة حلفاء قريش (أم المؤمنين. رضي الله عنها):

          هاجرت زينب إلى المدينة مع من هاجر من نساء بني غنم بن دودان بن أسد، ثم تزوجها الهادي البشير في العام الخامس للهجرة بعد طلاقها من زيد بن حارثة بن شراحبيل مولى الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم[6].

          أم حبيبة (رملة) بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموية القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها):

          هاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش مع ابنتهما حبيبة في الهجرة الثانية حيث تنصر زوجها عبيد الله وارتد عن الإسلام إلى النصرانية وقد تمسكت هي بدينها، وحاولت أن تثنيه عن ذلك فرفض ثم مات بالحبشة مرتدا.

          ثم خطبها الهادي البشير وهي بالحبشة وتزوجها بعد أن وكلت خالد بن سعيد بن العاص ليزوجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام نجاشي الحبشة وليمة الزواج ودفع المهر عن الهادي البشير صلى الله عليه وسلم.

          فسافرت إلى المدينة مهاجرة مرة ثانية ليتزوجها الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في العام السابع من الهجرة حيث زفت إلى الهادي البشير صلى الله عليه وسلم.. وبذلك جمعت أم حبيبة رضي الله عنها بالهجرتين إلى الحبشة، وإلى المدينة[7].

          ​​​​
          الحاشية:

          [1] ابن هشام: السيرة ج 4 ص 322، طبقات ابن سعد ج 8 ص 35 - 39، تاريخ الطبري ج 2 ص 400، ج 3 ص 162، ذيول الطبري ص 600، جوامع السيرة لابن حزم ص 26، 50 - 53، الاستيعاب ج 4 ص 317 - 318، أسد الغابة مج 7 ص 157، 158، الإصابة ج 4 ص 330 - 331، وأيضا ترجمتها في الكتاب الأول أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم، ومراجعها هناك.
          [2] السير لابن هشام ج 3 ص 339، 610 - 619، ج 3 ص 119، ص 162 - 164، جوامع السيرة لابن حزم ص 26، 27، حلية الأولياء ج 2 ص 43، الاستيعاب ج 4 ص 345 - 350، أسد الغابة مج 7 ص 188 - 192 وأيضا ترجمتها في كتاب (أمهات المؤمنين)، ومراجعها هناك.
          [3] السيرة لابن هشام ج 4 ص 323، طبقات ابن سعد ج 8 ص 56 - 60، تاريخ الطبري ج 3 ص 164، جوامع السيرة (ابن حزم، الاستيعاب ج 4 ص 260 - 262، أسد الغابة مج 7 ص 66 - 67، الإصابة ج 4 ص 264 - 265، أنساب الأشراف للبلاذري ج 1 ص 214 - 215، ص 426 - 427 وانظر أيضا: ترجمتها في الكتاب الأول ضمن الموسوعة (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم)، ومراجعها هناك.
          [4] السيرة لابن هشام ج 4 ص 325، طبقات ابن سعد ج 8 ص 82، البلاذري: أنساب الأشراف ج 1 ص 429، الاستيعاب ج 4 ص 305 - 306، تاريخ الطبري ج 3 ص 167، 168، الإصابة ج 4 ص 309 - 310، وترجمتها في كتاب (أمهات المؤمنين)، ومراجعها هناك.
          [5] السيرة ج 3 ص 423، ج 4 ص 322، طبقات ابن سعد ج 8 ص 60 - 67، تاريخ الطبري ج 3 ص 164، الاستيعاب ج 4 ص 405 - 408، أسد الغابة مج 7 ص 340 - 343، وأيضا إسلام نجاشي الحبشة للمؤلفة ص 47، دار الفكر العربي وترجمتها ضمن الكتاب الأول ضمن الموسوعة (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم)، ومراجعها هناك.
          [6] السرة لابن هشام ج 2 ص 81، ج 4 ص 33 - 37، ص 322، طبقات ابن سعد ج 8 ص 71 - 76، الطبري ج 2 ص 562 - 564، ج 3 ص 165، الاستيعاب ج 4 ص 306، أسد الغابة مج 7 ص 125، الإصابة ج 4 ص 307 - 308، البداية والنهاية ج 4 ص 146 - 147، زاد المعاد ص 93، أنساب الأشراف ج 3 ص 433 - 438، وانظر أيضا ترجمتها في الكتاب الأول ضمن الموسوعة (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم)، ومراجعها هناك.
          [7] السيرة لابن هشام ج 3 ص 418، طبقات ابن سعد ج 8 ص 68 - 71، تاريخ الطبري ج 2 ص 165، ذيول الطبري ص 606، الاستيعاب ج 4 ص 296 - 299، 421، 423، أسد الغابة مج 7 ص 115 ص 117، س 315 - 316، الإصابة ج 4 ص 299 - 300، أنساب الأشراف ج 1 ص 438 - 441، زاد المعاد ص 94، الثقات لابن حبان ج 3 ص 131، إسلام نجاشي الحبشة ودوره في صدر الدعوة الإسلامية، للمؤلفة ص 48، وأيضا ترجمتها في (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم) الكتاب الأول ضمن الموسوعة، ومراجعها هناك.


          ​​
          التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 19-03-2019, 12:17 AM.

          تعليق


          • #6

            *عظم قذف أمهات المؤمنين


            إنَّ قذْفَ أمَّهات المؤمنين - رضي الله عنهنَّ - كفرٌ بالله - سبحانه وتعالى - ولقدْ تمادَى الروافضُ الخبثاء في سبِّ أمِّ المؤمنين عائشةَ بنتِ الصِّدِّيق - رضي الله عنها وعن أبيها.

            ومَن قذَفها فقدْ كذَّب القرآن الذي نزَل في براءتها، وتَكذيبه كفْرٌ، والوقيعة في عِرْضها تَكذيبٌ له، وأوَّل مَن وقع في عِرْضها هو الخبيثُ اللعين عبدالله بن أُبيِّ بن سلول - عليه مِن الله ما يستحق - وها هو التاريخ يُعيدُ نفسه، حتى تجرَّأ هذا الحقيرُ البغيض الذي يُدعَى خاسر الخبيث - زاده الله خبثًا، وانتقم منه في الدنيا قبلَ الآخرة.

            ثُمَّ إنَّها زوجة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ورَضِيَ عنها، فالوقيعةُ فيها تنقُّص له، وتنقُّصُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كُفْر؛ قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 23]، فهل تَصْبرُ يا خاسر الخبيث على هذا العذابِ العظيم؟!

            ولَكِنَّك للكفر أقرب للإيمان؛ قال الله - تعالى -: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ﴾ [البقرة: 10]، فإنَّك لو تُبتَ لا بدَّ أن يُقام عليك الحدُّ؛ لأنَّك زِنديق، والزنديق هو الذي يَقَع في عِرْض النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولقدْ قال الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اقْتُلوا الزِّنديق وإنْ كان متعلِّقًا بأستارِ الكعبة)).

            ولكن عذاب الدنيا أهونُ مِن عذاب الآخرة؛ قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 23]؛ قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: وقَدْ أجْمَع العلماء - رحمهم الله - قاطبًة على أنَّ مَن سَبَّها - يقصد: عائشة - رضي الله عنها - بعدَ هذا، ورَماها بما رَماها به بعدَ هذا الذي ذُكِر في الآية فإنَّه كافر؛ لأنَّه معاندٌ للقرآن.

            ساق اللالكائيُّ بسنده أنَّ الحسن بن زيْد - رحمه الله تعالى - لَمَّا ذكَر رجلٌ بحضرته عائشةَ بذِكْر قبيح مِن الفاحشة، فأَمَر بضَرْب عُنقه، فقال له العلويُّون: هذا رجلٌ من شِيعتنا، فقال: معاذَ الله! هذا رجلٌ طعَن على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [النور: 26]، فإنْ كانت عائشة خبيثةً، فالنبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - خبيث، فهو كافِر، فضَرَبوا عنقَه.

            نسأل الله أن يرزقَنا حبَّ أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصحْبه، وأن نكونَ مِنَ الذين يُدافعون عنهم، وأن يَجعل دِفاعَنا عنهم يدْفع اللهُ به عنَّا نارَ جهنم، يومَ لا يَنْفع مالٌ ولا بنون، إلاَّ مَن أتى الله بقلْب سليم.


            تعليق


            • #7
              مواقف لبعض أمهات المؤمنين في قوة إيمانهم واعتمادهم على الله


              تعد مواقفُ أمهات المؤمنين ورضوان الله عليهم، نماذج سامقة في قوة إيمانهم واعتمادهم على الله، وكم نحن اليوم بحاجة ماسة للاقتداء بسيرتهم، وترسم خطاهم، وسوف أعرض جملة من هذه المواقف على النحو الآتي:

              1-
              موقف لأم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:

              لَمَّا جاء جبريل عليه السلام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يتعبد في غار حراء، وطلب منه أن يقرأ، وغطَّه ثلاث مرات، ثم رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَـدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ: لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي، فَقَالَتْ خَـدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَـا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْـدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَـلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ( البخاري، صحيح البخاري، حديث رقم: 3 ).



              2-
              موقف لأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها:

              في مشورتها للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، وجاء ذلك في حديث طويل عند البخاري، ومنه الشاهد: "فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُـوا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، دَخَـلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنْ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ، اخْرُجْ، ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ. فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ: نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا"( البخاري، صحيح البخاري، حديث رقم: 2731 )..

              ​​

              وفي الختام




              المصادر:
              موضوعات متنوعة من موقع الألوكة


              ​​

              تعليق


              • #8
                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم

                "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                وتولني فيمن توليت"

                "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                تعليق


                • #9
                  عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                  وجعل كل ما قدمتيه اختنا ثقلا في ميزان حسناتك
                  رحمك الله واسكنك فسيح جناته اختنا عطر الفجر
                  اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                  تعليق

                  يعمل...
                  X