أجزاء من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ))...................... متجدده بإذن الله

[الفقيره الى رب العباد]

بسم الله الرحمن الرحيم..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
اليوم سوف أ تحدث معكم عن بعض الشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ , الشخصيات التي قادة العالم أعوام وقرون , شخصيات تمنى أعدائها وجودها في هذا الزمن ..وأبدأها بشخصية غيرت مجرى التاريخ 360 درجة ..
وإليكم بعض الملامح عن هذه الشخصية التي لن أوفيها حقها مهما قلت ومهما كتبت ولكني سوف أسعى جاهدة إلى أن أكتب أكبر قدر من المعلومات والأحداث التي حدثت في عهدها ..عبر سلسلة مكتوبة سوف أقدم أجزاء منها يوميا ..
قائد عظيم قاد أمة إسلامية , قائد أمي عربي , قائد شهد له أعدائه بصدقه , قائد حكيم يتمناه الكثير اليوم أن يكون بيننا , قائد اقتصادي وسياسي ومعلم ومربي رغم أنه لم يتعلم في زمانه كيفية كتابة الحروف أو حتى شكلها هذا القائد الذي لا زلنا نحن اليوم ننهل من منهجه الذي رسمه لنا ننهل من بحر المعلومات التي تركها لنا , فلم يترك لنا شيئا إلا وقد تحدث عنه ..
ملامح هذه الشخصية :
اسمه :محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
أبوه : عبد الله بن عبد المطلب .. وأمه (أم عبدالله والد الرسول ) فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة ..
ولد سيد المرسلين في شعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول , لأول عام من حادثة الفيل , وروى ابن سعد أن أم الرسول صلى الله عليه وسلم قالت : لما ولدته خرج من فرجي نورا أضاءت له قصور الشام .
وقد روى أن إرهاصات بالبعثة قد حدثت عند الميلاد , فسقطت أربعة عشر شرفة من إيوان كسرى , وخمدت النار التي يعبدها المجوس , وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة ..
ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده تبشره بولادة حفيده المنتظر , فجاء مستبشرا ودخل به الكعبة , ودعا الله وشكر له , واختار له اسم محمد – وهذا الإسم لم يكن معروفا عند العرب – وختنه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون .
وأول من أرضعته بعد أمه – ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له –مسروح , وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب ومن مرضعاته أيضا حليمة السعدية التي هلت عليها بركات المصطفى من أن أخذته فأصبحت تعيش هي وزوجها وولدها في نعيم بل كما قالت تعيش في بركات قدوم هذا الغلام القرشي عندها , فقد جرت عادات العرب أنهم يذهبون بأطفالهم إلى البادية فيدفعون بأطفالهم إلى مرضعات يرضعنهم من نساء البادية , وأيضا كان الهدف الأساسي وهو أن يكتسب هذا الغلام اللغة العربية الفصحى من أهل البادية فينشأ فتى قوي ورجل يعتمد عليه .
وقد بقي الرسول في البادية عند حليمة وزوجها حتى بلغ الخامسة من عمرة , ثم بعد أن حدثت له حادثة شقة الصدر المشهورة , وهي أنه أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان , فأخذه فصرعه, فشق عن قلبه , فاستخرج القلب , فاستخرج منه علقة , فقال : هذا حظ الشيطان منك , ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم , ثم لأمه , ثم أعاده إلى مكانه , فجاء الغلمان يسعون ويركضون إلى أمه ( مرضعته ) فقالوا : إن محمدا قد قتل , فاستقبلوه وهو منتقع اللون .
فخشيت عليه حليمة السعدية بعد ذلك فأرجعته إلى أمه الحنون آمنه بنت وهب فمكث عند أمه حتى بلغ 6 سنوات , وفي هذه الفترة قررت آمنة زيارة قبر زوجها بيثرب , فخرجت من مكة بولدها محمد وخادمتها أم أيمن وبينما هي عائدة إذ يلاحقها المرض فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة .
فهنا مكث الرسول صلى الله عليه وسلم عند جده العطوف في مكة , فكان يرق عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده , وكان لا يدعه إلى وحدته المفروضة , بل يفضله على ابنائه فقد كان لعبد المطلب فراش يوضع في ظل الكعبة , فكان أبناءه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج يخرج إليه ,فكان رسول الله يأتي وهو غلام جفر حتى يجلس عليه , فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه , فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك : دعوا ابني هذا فوالله إن له لشأنا , ثم يجلس معه على فراشه , ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه يصنع ولمدة ثمان سنوات وهو عند جده حتى توفي جده عبد المطلب بمكة ولكن جده رأى قبل وفاته أنه يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبي طالب شقيق أبيه "
وهنا ينتهي الجزء الأول ..
فماذا ينتظر الرسول عند عمه ؟؟
وكيف سوف يستطيع العيش عنده رغم كثر الأبناء لديه ؟؟
وكيف أزال القحط الذي أصاب مكة وهو مازال غلام ؟؟
وكيف بانت وظهرت عليه تباشير النبوة وهو غلام وعمره 12 سنة ؟؟
وما هو أفضل حلف شهده الرسول في الجاهلية وما هو ا؟لأثر الذي تركه في نفس الرسول ؟؟
وكيف اعتمد على نفسه في الكسب والعيش ؟؟ وما هي الأعمال التي عملها الرسول ؟؟
وما هو أول زواج أقدم عليه الرسول ؟ وما هي مميزات هذا الزواج ؟ ومن تزوج ؟؟ وكيف عاش معها ؟؟؟وغيرها الكثير والكثير ..

[اتمنى رضا الله]

رد: الجزء الأول من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ))

وجزاكى الله كل خير

[الفقيره الى رب العباد]

الجزء الني من(( شخصية غيرت مجرى التاريخ))

بسم الله الرحمن الرحيم"

الجزء الثاني من السيرة النبوية :
أحبتي اليوم أكمل معكم جزء من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك مساهمة مني بنشر سيرة المصطفى لتبقى دائما تتردد أمامنا لعلنا نكتسب منها الأشياء التي نفقدها في أنفسنا :
بداية الموضوع :
بعد أن توفي جد الرسول عبد المطلب كفله عمه أبو طالب , ضمه إلى ولده , وقدمه عليهم , واهتم به وقام على أمره , وظل مدة أربعين سنه يعز جانبه , ويحميه ويشد من أزره ..
وفي هذه الأثناء (فترة رعاية عمه له في صغره ) أصاب القحط مكة فقالت قريش : يا أبا طالب ! أقحط الوادي , وأجدب العيال , فهلم فاستسق , فخرج أبو طالب ومعه غلام , كأنه شمس دجن , تجلت عنه سحابة قثماء , فأخذه أبو طالب , فألصق ظهره بالكعبة , ولاذ بإصبعه الغلام , وما في السماء قزعة , فأقبل السحاب من هنا ومن هنا , وأغدق و اغدودقى, وانفجر الوادي و أخصب النادي والبادي , وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال :
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى , عصمة للأرامل .
ولما بلغ الرسول 12 سنة , ذهب مع عمه أبو طالب تاجر إلى الشام , حتى وصل إلى بصرى , وكان في هذا البلد راهب ببحيرا واسمه جرجيس فلما نزل الركب خرج إليهم , وأكرمهم بالضيافة , وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك وعرف رسول الله بصفته , فقال وهو آخذ بيده : هذا سيد العالمين , هذا يبعثه الله رحمة للعالمين , فقال له أبو طالب : وما علمك بذلك ؟ فقال: إنكم حين أشرقتم من العقبة لم بيق حجر ولا شجر إلا وخر ساجدا , ولا تسجد إلا لنبي ,وإني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل غضروف كتفه مثل التفاحة , وإنا نجده في كتبنا , وسأل أبو طالب أن يرده , ولا يقدم به إلى الشام , خوفا عليه من اليهود , فبعثه عمه مع غلمانه إلى مكة .
حلف الفضول :
وقع هذا الحلف على أثر حرب الفجار التي كانت بين قريش ومن معهم من كنانة وبين قيس عيلان وقد حضر الرسول هذه الحرب وكان ينبل على عمومته , أي يجهز لهم النبل للرمي .
وحلف الفضول وقع في ذي القعدة تداعت إليه قبائل من قريش : بنو هاشم , وبنو المطلب , وأسد بن عبد العزى , وزهرة بن كلاب , وتيم بن مرة , فاجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان التميمي لسنه وشرفه , فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما إلا قاموا معه , وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته , وشهد هذا الحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة : ( لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به من حمر النعم , ولو أدعي به في الإسلام لأجبت )
وهذا الحلف روحه تنافي الحمية الجاهلية التي كانت العصبية تثيرها ..
ولم يكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين في أول شبابه , إلا أن أغلب الروايات توالت أنه كان يرعى غنما , رعاها في بني سعد , وفي الخامسة والعشرين خرج تاجرا إلى الشام في مال خديجة بنت خويلد , ولما عاد الرسول بمالها بعد أن تاجر لها به وبعد أن علمت ما عليه الرسول من أخلاق حميدة من غلامها ميسرة الذي رافق الرسول في أثناء هذه الرحلة , فأخبرت السيدة خديجة بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منية , وذهبت نفيسة إلى الرسول تفاتحه أن يتزوج من السيدة خديجة , وعلى إثر ذلك تم الزواج وحضر العقد بنو هاشم , وتعتبر أول أمرأة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج عليها حتى ماتت .
وكان أولاده منها ماعدا إبراهيم ( منها – القاسم وكان به يكنى وزينب , ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبدالله الذي كان يلقب بالطيب والطاهر ومات بنوه كلهم في صغرهم أما البنات فقد توفين في حياته ماعدا فاطمة فقد لحقت به بعد 6شهور من وفات أبيها .
ولما بلغ الرسول 35 من العمر قامت قريش ببناء الكعبة ولما وضع البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه , واستمر النزاع أربع ليال أو خمس واشتد حتى كاد يتحول إلى حرب , إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل لهم من باب المسجد فارتضوه , وشاء المولى جل وعلا أن يكون الصادق الأمين هو أول داخل من هذا الباب : فلما رأوه هتفوا وقالوا : هذا الصادق الأمين رضيناه , هذا محمد وعندما علم بما جرى طلب رداء فبسطه ووضع الحجر في وسطه وأمر من رؤساء القبائل المتنازعة أن يمسكوا جميعا بأطراف الرداء , وأمرهم أن يرفعوه , حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده الشريفتين ووضعه في مكانه , وهذا إن دل فهو يدل على حكمته ورجاحة عقله ..
في الجزء القادم :
*كيف كان حال العرب قبل النبوة ؟؟
*كيف كان موقف المصطفى مما كان عليه قومه ؟؟
متى نزل الوحي على الرسول ؟؟
*ما موقف الرسول من نزول الوحي ؟؟
*مساندة زوجه له ووقوفها بجانبه في هذه الفترة ؟؟
*من هو ورقة بن نوفل ؟؟ وكيف ساعد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟
*لماذا انقطع الوحي ثم عاد ؟؟ وغيرها أنشاء الله

[Abu-Saad]

رد: الجزء الني من(( شخصية غيرت مجرى التاريخ))

جزاكم الله خيرا ونفعكم بما علمكم

[اتمنى رضا الله]

رد: الجزء الني من(( شخصية غيرت مجرى التاريخ))

[المؤمنة بالله]

رد: الجزء الأول من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ))

جزاك الله خيرا
ونفع بكم

[الفقيره الى رب العباد]

رد: الجزء الأول من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ))

[المؤمنة بالله]

رد: الجزء الأول من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ))

جزاك الله واياكم الجنه

[المؤمنة بالله]

رد: الجزء الني من(( شخصية غيرت مجرى التاريخ))

[الفقيره الى رب العباد]

الجزء الثالث من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ ))

أحبتي اليوم أكمل معكم الجزء الثالث من السيرة النبوية والآن دعوني أسرد لكم ماحدث :

إن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد جمع أفضل الخصال الطيبة كيف لا وقد قال ( أدبني ربي فأحسن تأديبي )

كان رسول الله يتميز بالفكر الصائب والعقل السديد وحسن الفطنة فكان يرى ما عليه قومه فإن كان حسن شارك فيه , وإن كان غير ذلك عاد إلى عزلته , فكان لا يشرب خمرا , ولا يأكل مما ذبح على النصب , ولا يحضر للأوثان عيدا ولا احتفال , بل كان من أول نشأته نافرا من هذه المعبودات الباطلة , حتى لم يكن هناك شيء أبغض إليه منها .

ولما تقارب سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين , حبب إليه الخلاء , فكان يأخذ السويق والطعام ويذهب إلى غار حراء في جبل النور , فيقيم فيه شهر رمضان ويطعم من جائه من المساكين , ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون .

وكان اختياره لهذه العزلة طرفا من تدبير الله له , وليعده لما ينتظره من أمر عظيم , وهكذا دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات .

ولما أكتمل له أربعون سنة – وهي رأس الكمال – بدأت آثار النبوة تظهر له فمن هذه الآثار , كان لايرى رؤى حتى تتحقق له مثل فلق الصبح .ثم حبب له الخلاء وبقي هكذا حتى جاءه الحق , وقال له ( أقرأ ) فقال له المصطفى ( ما أنا بقارئ ) ثم أخذ يكررها عليه 3 مرات والرسول يقول له ما أنا بقارئ , ثم قال له في الثالثة ( أقرأ بإسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * أقرأ وربك الأكرم ) فرجع بها الرسول يرجف قلبه إلى زوجه خديجة رضي الله عنها قائلا لها : زملوني , زملوني . فلزموه حتى زال عنه الهلع وأخبرهم الخبر , وهنا كان موقف الزوجة الصالحة المؤيدة لوزجها , المعينه له على الخير فقالت له : ( كلا والله لا يخزيك الله أبدا , إنك لتصل الرحم , وتحمل الكل , وتكسب المعدوم , وتقري الضيف فنطلقت به إلى ورقة بن نوفل – ابن عم خديجة – وكان امرءا تنصر في الجاهلية , وكان شيخا كبيرا قد عمى – فقالت له خديجة : يا ابن العم !! اسمع من ابن أخيك ؟؟ فقال له نوفل : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره الرسول الخبر , فقال له نوفل هذا الناموس الذي نزله الله على موسى , يا ليتني فيهل جذعا , ليتني أكون حيا إذ يخرجوك قومك ,

فقال له الرسول : أمخرجي هم ؟؟؟ قال نعم . , لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي , وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ..

وفتر الوحي بعد ذلك أي انقطع فحزن الرسول حزنا شديدا وظن أنه قد فقد عقله أو أنه أصابه الجنون ,

انقطع الوحي اياما ليذهب ما كان على الرسول صلى الله عليه وسلم من الروع , وليحصل له التشوف إلى العودة , ولما علم الرسول معرفة اليقين أنه رسول الله حقا , جاءه جبريل للمرة الثانية , وهنا أنزل الله تعالى ( يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر )

فهنا كان الأمر بالدعوة ..

في الجزء القادم ؟؟

كيف بدأ الرسول دعوته ؟؟

من أل من آمن به ؟؟

كيف كانت الصلاة عندما فرضت ؟؟

موقف قريش من الدعوة ؟؟ وغيرها

[المؤمنة بالله]

رد: الجزء الثالث من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ ))

جزاكم الله خيرا

[اتمنى رضا الله]

رد: الجزء الثالث من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ ))

[المؤمنة بالله]

رد: الجزء الثالث من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ ))

جزانا الله واياكم الجنه

[الفقيره الى رب العباد]

الجزء الرابع من((شخصية غيرت مجرى التاريخ ))

صدق القائل ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ) , والصلاة على من بعثه الله رحمة للعالمين , سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

لا شك أن الجميع يعرف قصة سيد المرسلين من البعثة والرسالة , ويعرف المواقف التي مرت بها الدعوة المحمدية , ولكن أذكرها لكم حرصا مني على تذكير كل داعية قام بالدعوة إلى الله أن يتخذ رسول الله له قدوة , ويتحلى بصفاته , وينهج منهجه في الدعوة , فهو الصادق الأمين , الصابر , الشاكر , العابد , الحامد الله في السراء والضراء , إذا فقد رسم الرسول صلى الله عليه وسلم , الطريق الذي ينبغي للداعية إلى الله أن ينهجه .. وسوف أذكر اليوم جزء من مراحل الدعوة إلى الله التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم ..

معلوم للجميع أن مكة كانت مركز دين العرب , وكان بها سدنة الكعبة المشرفة , والقوام على الأوثان والأصنام المقدسة , فالدعوة بها لن تكون بذلك اليسر والسهولة .

فالأمر يحتاج إلى عزيمة لا تزلزلها المصائب والكوارث , فكان من الحكمة أن تكون بداية الدعوة سرية ..

وكان من الطبيعي أن يعرض الرسول دعوته على ألصق الناس به , أهل بيته , وأصدقائه , فدعاهم إلى الإسلام , وكان أول من آمن من الرجال , أبو بكر الصديق , ومن النساء , السيدة خديجة بنت خويلد , ومن الصبيان , علي بن أبي طالب , و أيضا مولاه زيد بن حارثه , ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام , وكان رجلا مألفا محببا سهلا , فأسلم على يديه عثمان بن عفان و الزبير بن عوام وسعد بن أبي وقاص , وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص ..

وبلال بن رباح وابن عباس و أبو عبيدة بن الجراح و الأرقم بن الأرقم .. أسلم هؤلاء سرا , وكان الرسول يجتمع بهم ويرشدهم إلى الدين متخفيا , وذلك لأن الدعوة كانت لا تزال فردية وسرية , وقد تتابع وحمى نزول الوحي , وكانت السور التي تنزل في هذه الفترة قصيرة ..

وكان أل ما نزل من الأمر بالصلاة , ركعتين بالغداة , وركعتين بالعشي .. فكان إذا حضر وقت الصلاة استخفوا من الناس وصلوا ..

ورغم أن الدعوة كانت سرية فقد بلغت أنباؤها إلى قريش فلم تعرها اهتماما , وربما ظنت أن الرسول محمدا أحد هؤلاء الديانين الذين يتكلمون في الإلوهية وحقوقها كما صنع أمية بن أبي الصلت , وقس بن ساعدة , وعمرو بن نفيل .

مرت ثلاث سنوات والدعوة سرية , وخلال هذه الفترة تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة والتعاون , وتبليغ الرسالة وتمكينها من مقامها , ثم تنزل الوحي يكلف الرسول بمعالنته قومه , ومجابهة باطلهم ومهاجمة أصنامهم !!.

فأول ما أنزل الله بهذا الصدد ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وأول ما فعله الرسول بعد هذا هو , أنه دعا بني هاشم فحضروا ومعهم نفر من بني طالب , وكانوا 45 رجلا فقال له عمه أبو طالب تحدث فبادرهم الرسول بقوله ( الحمد لله أحمده , وأستعينه , وأؤمن به , وأتوكل عليه , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ثم قال .. إن الرائد لا يكذب أهله والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة ,وإلى الناس عامة , والله لتموتن كما تنامون , ولتبعثن كما تستيقظون , ولتحاسبون بما تفعلون , وإنها الجنة أبدا أو النار أبدا ) فأبدى أبو طالب تأيده للرسول إلا أنه لا يستطيع أن يترك دين عبد المطلب غير أنه سوف يحمي الرسول ويشد أزره وقال أبو لهب : هذه والله السوأة , خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم , فقال أبو طالب : والله لنمنعه ما بقينا ( أي لنحميه ما بقينا )

وبعدما تأكد الرسول من حماية أبو طالب له فقام يوما على الصفا فصرخ : يا صبحاه , فاجتمع له بطون قريش فقال لهم : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بصفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم , أكنتم مصدقي ؟؟

قالوا نعم , ما جربنا عليك كذبا , فقال لهم " فإني نذير بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ؟؟

فأنزل الله تعالى ( تبت يدا أبي لهب وتب )

[اتمنى رضا الله]

رد: الجزء الرابع من((شخصية غيرت مجرى التاريخ ))