إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إشارات وتلميحات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إشارات وتلميحات


    بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فإن الأرواح الشفافة الصافية القوية لتدرك بعض ما يكون مخبوءا وراء حجب الغيب بقدرة الله تعالى، والقلوب الطاهرة المطمئنة لتحدث صاحبها بما عسى أن يحدث له فيما يستقبل من الزمان، والعقول الذكية المستنيرة بنور الإيمان لتدرك ما وراء الألفاظ والأحداث من إشارات وتلميحات، ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من هذه الصفات الحظ الأوفر، وهو منها بالمحل الأرفع الذي لا يسامي ولا يطاول.
    ولقد جاءت بعض الآيات القرآنية مؤكدة على حقيقة بشرية النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كغيره من البشر سوف يذوق الموت ويعاني سكراته كما ذاقه من قبل إخوانه من الأنبياء، ولقد فهم صلى الله عليه وسلم من بعض الآيات اقتراب أجله، وقد أشار صلى الله عليه ووسلم في طائفة من الأحاديث الصحيحة إلى اقتراب وفاته، منها ما هو صريح الدلالة على الوفاة، ومنها ما ليس كذذلك، حيث لم يشعر ذلك منها إلا الآحاد من كبار الصحابة الأجلاء كأبي بكر والعباس ومعاذ رضي الله عنهم.
    قال تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ)آل عمران

    قال القرطبي: فأعلم الله تعالى في هذه الآية أن الرسل ليست بباقية في قومها أبدا، وأنه يجب التمسك بما أتت به الرسل، وإن فقد الرسل بموت أو قتل.
    قال تعالى: (
    إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30)) سورة الزمر
    قال ابن كثير: هذه الآية من الآيات التي استشهد بها الصديق رضي الله عنه عند موت الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تحقق الناس موته.

    قال تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ )(الأنبياء - 34) ثم أعقب ذلك ببيان أن الموت حتم لازم وقدر سابق، فقال عز وجل: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)(الأنبياء - 35) فهذه الآيات صريحة ونصت على وفاته صلى الله عليه وسلم، وهناك بعض الآيات أشارت إلى ذلك وإن لم تصرح، منها:
    قال تعالى: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ ﴿٤﴾ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ﴿5﴾)الضحى
    قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿٢٦﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴿27﴾)الرحمن

    قال تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )(القصص: 88)
    فهذه الآيات تبين أن جميع أهل الأرض ستمضي فيهم سنة الله في موت خلقه لن يتخلف منهم أحدا أبدا.
    قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ)المائدة/3

    وقد بكى عمر بن الخطاب حين نزلت الآية، فقيل: ما يبكيك؟ فقال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان. وكأنه استشعر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
    قال تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا )النصر
    فقد سأل عمر رضي الله عنه ابن عباس عن هذه الآية: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ )

    فقالك أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه، فقال: ما أعلم منها إلا ما تعلمن وفي رواية الطبراني قال ابن عباس: (...نُعِيَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم نفسُه حين نزَلَت فأخَذ بأشدِّ ما كان قطُّ اجتهادًا في أمرِ الآخرةِ...الحديث)[روي] بأسانيد‏‏‏ وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح‏
    قالت -عائشة رضي الله عنها-: (اجتمع نساءُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فلم يُغادِرْ منهن امرأةٌ . فجاءت فاطمةُ تمشي كأنَّ مِشيتَها مِشيةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال " مرحبًا بابنتي " فأجلَسها عن يمينِه أو عن شماله . ثم إنه أسرَّ إليها حديثًا فبكت فاطمةُ . ثم إنه سارَّها فضحكتْ أيضًا . فقلتُ لها : ما يُبكيكِ ؟ فقالت : ما كنتُ لِأُفشي سرَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقلتُ : ما رأيتُ كاليومِ فرحًا أقربَ من حُزنٍ . فقلتُ لها حين بكتْ : أخَصَّكِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحديثِه دوننا ثم تبكِينَ ؟ وسألتُها عما قال فقالتْ : ما كنتُ لِأُفشي سرَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . حتى إذا قبض سألتُها فقالت : إنه كان حدَّثني " أنَّ جبريلَ كان يعارضُه بالقرآن ِكلَّ عامٍ مرَّةً . وإنه عارضَه به في العام مرتَينِ . ولا أراني إلا حضر أجلي . وإنكِ أولُ أهلي لُحوقًا بي . ونعم السَّلَفُ أنا لكِ . فبكيت ُلذلك . ثم إنه سارَّني فقال " ألا ترضَين أن تكوني سيدةَ نساءِ المؤمنين . أو سيدةَ نساءِ هذه الأمةِ " ؟ فضحكتُ لذلك ..) خلاصة حكم المحدث : صحيح
    وفي هذا الحديث دليل قاطع وإشارة واضحة إلى اقتراب أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ساعة الفراق قد باتت قريبة، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اختص ابنته فاطمة -رضي الله عنها- بعلم ذلك، ولم يعلم به المسلمون إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قال جابر رضي الله عنه: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول: "لتأخذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه".خلاصة حكم المحدث : صحيح
    قال النووي: فيه إشارة إلى توديعهم وإعلامهم بقرب وفاته صلى الله عليه وسلم، وحثهم على الاعتناء بالأخذ عنه وانتهاز الفرصة من ملازمته وتعلم أمور الدين، وبهذا سميت حجة الوداع.
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 20-11-2017, 03:24 AM. سبب آخر: ضبط الايات وتخريج الأحاديث
    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

  • #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
    وبرجاء ذكر المصدر
    ولتخريج الأحاديث استخدموا هذا الموقع

    تعليق

    يعمل...
    X