إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الساعات الأخيرة من حياة المصطفى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الساعات الأخيرة من حياة المصطفى


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فكان أبو بكر يصلي بالمسلمين حتى إذا كان يوم الإثنين،
    وهم صفوف في صلاة الفجر، كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة، ينظر إلى المسلمين،
    وهم وقوف أمام ربهم، ورأى كيف أثمر غرس دعوته وجهاده، وكيف نشأت أمة تحافظ على الصلاة،
    وتواظب عليها بحضرة نبيها وغيبته، وقد قرت عينه بهذا المنظر البهيج، وبهذا النجاح الذي لم يقدر لنبي أو داع قبله،
    واطمأن أن صلة هذه الأمة بهذا الدين وعبادة الله تعالى صلة دائمة، لا تقعها وفاة نبيها، فملئ من السرور ما الله به عليم، واستنار وجهه وهو منير يقول الصحابة رضي الله عنهم: كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر حجرة عائشة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك،
    فهممنا أن نفتن من الفرح، وظننا أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا أن أتموا صلاتكم،
    ودخل الحجرة، وأرخى الستر وانصرف بعض الصحابة إلى أمالهم، ودخل أبو بكر على ابنته عائشة وقال:
    ما أرى رسول الله إلا قد أقلع عنه الوجع، وهذا يوم بنت خارجة، إحدى زوجتيه،
    وكانت تسكن بالسنح -موضع خارج المدينة كان للصديق مال فيه وبيت- فركب على فرسه وذهب إلى منزله.
    سمعت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مسند ظهره يقول: "
    اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى". البخاري

    وقد ورد أن فاطمة رضي الله عنها قالت: واكرب أباه! فقال لها: "ليس على أبيك كرب بعد اليوم"، فلما مات قالت:
    يا أبتاه.. أجاب ربا دعاه، يا أبتاه..
    جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه.. إلى جبريل ننعاه،
    فلما دفن صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة لأنس: كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟!.
    فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا وهو يحكم جزيرة العرب، ويرهبه ملوك الدنيا، ويفديه أصحابه بنفوسهم وأولادهم وأموالهم،
    وما ترك عند موته دينارا ولا درهما، ولا عبدا ولا أمة، ولا شيئا إلا بغلته البيضاء،
    وسلاحه وأرضا جعلها صدقة.
    وتوفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير.

    وكان ذلك يوم الإثنين 12 من ربيع الأول سنة 11 للهجرة بعد الزوال وله صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة، وكانت محنة كبرى للبشرية، كما كان يوم ولادته أسعد يوم طلعت فيه الشمس.
    يقول أنس رضي الله عنه: كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء وبكت أم أيمن فقيل لها: ما يبكيك على النبي؟ قالت:
    إني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيموت، ولكن إنما أبكي على الوحي الذي رفع عنا.
    قال ابن رجب: ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطرب المسلمون، فمنهم من دهش فخولط، ومنهم من أقعد فلم يطق القيام،
    ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته بالكلية.

    قال القرطبي مبينا عظم هذه المصيبة وما ترتب عليها من أمور:
    من أعظم المصائب المصيبة في الدين.. قال رسول اللله صلى الله عليه وسلم: "
    إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي، فإنها أعظم المصائب"
    صححه الألباني

    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 31-10-2017, 05:36 PM. سبب آخر: تعديل الخط وفك كلمات متشابهه
    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

  • #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
    وبرجاء ذكر المصدر

    تعليق

    يعمل...
    X