إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

    جزاكم الله خيرا لا تحرمونا من مشاركاتكم الهادفة بارك الله فيكم
    اللهم لا تخرجني من هذه الدنيا ... إلا وأنت راضِِ عني


    سبحان الله وبحمده
    سبحان الله العظيم

    تعليق


    • #17
      رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

      ومنهم من كان يئد البنات خشية العار والإنفاق،
      ويقتل الأولاد خشية الفقر والإملاق :
      { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
      [ الأنعام : 151 ]
      ولكن لا يمكن لنا أن نعد هذا من الأخلاق المنتشرة السائدة،
      فقد كانوا أشد الناس احتياجًا إلى البنين ليتقوا بهم العدو .
      أما معاملة الرجل مع أخيه وأبناء عمه وعشيرته
      فقد كانت موطدة قوية، فقد كانوا يحيون للعصبية القبلية ويموتون لها،
      وكانت روح الاجتماع سائدة بين القبيلة الواحدة تزيدها العصبية،
      وكان أساس النظام الاجتماعي هو العصبية الجنسية والرحم،
      وكانوا يسيرون على المثل السائر :
      ( انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا )
      على المعنى الحقيقي من غير التعديل الذي جاء به الإسلام؛
      من أن نصر الظالم كفه عن ظلمه،
      إلا أن التنافس في الشرف والسؤدد كثيرًا ما كان يفضى إلى الحروب بين القبائل التي كان يجمعها أب واحد،
      كما نرى ذلك بين الأوس والخزرج،
      وعَبْس وذُبْيان، وبَكْر وتَغْلِب وغيرها .
      أما العلاقة بين القبائل المختلفة فقد كانت مفككة الأوصال تمامًا،
      وكانت قواهم متفانية في الحروب،
      إلا أن الرهبة والوجل من بعض التقاليد والعادات المشتركة بين الدين والخرافة
      ربما كان يخفف من حدتها وصرامتها .
      وأحيانًا كانت الموالاة والحلف والتبعية تفضى إلى اجتماع القبائل المتغايرة .
      وكانت الأشهر الحرم رحمة وعونًا لهم على حياتهم وحصول معايشهم .
      فقد كانوا يأمنون فيها تمام الأمن؛ لشدة التزامهم بحرمتها، يقول أبو رجاء العُطاردي : إذا دخل شهر رجب قلنا : مُنَصِّلُ الأسِنَّة؛
      فلا ندع رمحًا فيه حديدة ولا سهمًا فيه حديدة إلا نزعناه،
      وألقيناه شهر رجب . وكذلك في بقية الأشهر الحرم .
      وقصارى الكلام أن الحالة الاجتماعية كانت في الحضيض من الضعف والعماية،
      فالجهل ضارب أطنابه، والخرافات لها جولة وصولة،
      والناس يعيشون كالأنعام،
      والمرأة تباع وتشترى وتعامل كالجمادات أحيانا،
      والعلاقة بين الأمة واهية مبتوتة،
      وما كان من الحكومات فجُلُّ همتها ملء الخزائن من رعيتها أو جر الحروب على مناوئيها .


      قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

      تعليق


      • #18
        رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

        الحالة الاقتصادية
        أما الحالة الاقتصادية، فتبعت الحالة الاجتماعية،
        ويتضح ذلك إذا نظرنا في طرق معايش العرب .
        فالتجارة كانت أكبر وسيلة للحصول على حوائج الحياة،
        والجولة التجارية لا تتيسر إلا إذا ساد الأمن والسلام،
        وكان ذلك مفقودًا في جزيرة العرب إلا في الأشهر الحرم،
        وهذه هي الشهور التي كانت تعقد فيها أسواق العرب الشهيرة
        من عُكاظ وذي المجَاز ومَجَنَّة وغيرها .
        وأما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها،
        ومعظم الصناعات التي كانت توجد في العرب من الحياكة والدباغة وغيرها
        كانت في أهل اليمن والحيرة ومشارف الشام،
        نعم، كان في داخل الجزيرة شيء من الزراعة والحرث واقتناء الأنعام،
        وكانت نساء العرب كافة يشتغلن بالغزل،
        لكن كانت الأمتعة عرضة للحروب،
        وكان الفقر والجوع والعرى عامًا في المجتمع .


        قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

        تعليق


        • #19
          رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

          الأخلاق
          لا شك أن أهل الجاهلية كانت فيهم دنايا ورذائل
          وأمور ينكرها العقل السليم ويأباها الوجدان،
          ولكن كانت فيهم من الأخلاق الفاضلة المحمودة
          ما يروع الإنسان ويفضى به إلى الدهشة والعجب،
          فمن تلك الأخلاق :
          1 ـ الكرم :
          وكانوا يتبارون في ذلك ويفتخرون به،
          وقد استنفدوا فيه نصف أشعارهم بين ممتدح به ومُثْنٍ على غيره،
          كان الرجل يأتيه الضيف في شدة البرد والجوع
          وليس عنده من المال إلا ناقته التي هي حياته وحياة أسرته،
          فتأخذه هزة الكرم فيقوم إليها، فيذبحها لضيفه .
          ومن آثار كرمهم أنهم كانوا يتحملون الديات الهائلة والحمالات المدهشة،
          يكفون بذلك سفك الدماء، وضياع الإنسان،
          ويمتدحون بها مفتخرين على غيرهم من الرؤساء والسادات .
          وكان من نتائج كرمهم أنهم كانوا يتمدحون بشرب الخمور،
          لا لأنها مفخرة في ذاتها؛ بل لأنها سبيل من سبل الكرم،
          ومما يسهل السَّرَف على النفس، ولأجل ذلك كانوا يسمون شَجَرَ العنب بالكَرْم، وخَمْرَه بِبِنْتِ الكرم . وإذا نظرت إلى دواوين أشعارالجاهلية تجد ذلك بابًا من أبواب المديح والفخر، يقول عنترة بن شداد العبسي في معلقته :
          ولقد شَرِبْتُ من المُدَامَة بَعْدَ ما ** رَكَد الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلِم
          بزُجَاجَةٍ صَفْراء ذات أسِرَّة ** قُرنَتْ بأزهرَ بالشِّمَال مُفَدَّمِ
          فإذا شَرِبتُ فإننى مُسْتَهْلِك ** مالى وعِرْضِى وافِرٌ لم يُكْلَمِ
          وإذا صَحَوْتُ فما أُقَصِّرُ عن نَدَى ** وكما عَلمت شمائلى وَتَكَرُّمِى
          ومن نتائج كرمهم اشتغالهم بالميسر، فإنهم كانوا يرون أنه سبيل من سبل الكرم؛
          لأنهم كانوا يطعمون المساكين ما ربحوه أو ما كان يفضل عن سهام الرابحين؛
          ولذلك ترى القرآن لا ينكر نفع الخمر والميسر وإنما يقول :
          { وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } [ البقرة : 219 ]
          2 ـ الوفاء بالعهد :
          فقد كان العهد عندهم دينًا يتمسكون به،
          ويستهينون في سبيله قتل أولادهم، وتخريب ديارهم،
          وتكفي في معرفة ذلك قصة هانئ بن مسعود الشيباني،
          والسَّمَوْأل بن عاديا، وحاجب بن زرارة التميمي .
          3 ـ عزة النفس والإباء عن قبول الخسف والضيم :
          وكان من نتائج هذا فرط الشجاعة وشدة الغيرة،
          وسرعة الانفعال، فكانوا لا يسمعون كلمة يشمون منها رائحة الذل والهوان إلا قاموا إلى السيف والسنان، وأثاروا الحروب العوان،
          وكانوا لا يبالون بتضحية أنفسهم في هذا السبيل .


          قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

          تعليق


          • #20
            رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

            جزاكم الله خيراً
            إن لله عبــادا فـــطــــــنا *** طلقوا الدنيا وخافـوا الفتــنا
            نظــروا فيهـا فلما علموا *** أنـها ليـست لــحي وطنـــــا
            جــعلوها لجــة واتخــذوا *** صالح الأعمـال فيها سـفــنا

            تعليق


            • #21
              رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

              جزاكم الله خيرا
              ولدي إليك وصيتي عهد الأسودْ
              العز غايتنا نعيش لكي نسود
              و عريننا في الأرض معروف الحدود
              فاحم العرين و صنه عن عبث القرود

              تعليق


              • #22
                رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

                جزاكم الله خيراً
                وبارك الله فيكم
                [SWF]http://ia600309.us.archive.org/30/items/TvQuran.com__Flash/TvQuran.com_04.swf[/SWF]

                تعليق


                • #23
                  رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

                  النسب والمولد والنشأة :
                  نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأسرته
                  نسب النبي صلى الله عليه وسلم
                  نسب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى ثلاثة أجزاء :
                  جزء اتفق عليه كافة أهل السير والأنساب،
                  وهو الجزء الذي يبدأ منه صلى الله عليه وسلم وينتهي إلى عدنان .
                  وجزء آخر كثر فيه الاختلاف،
                  حتى جاوز حد الجمع والائتلاف،
                  وهو الجزء الذي يبدأ بعد عدنان
                  وينتهي إلى إبراهيم عليه السلام فقد توقف فيه قوم،
                  وقالوا : لا يجوز سرده، بينما جوزه آخرون وساقوه .
                  ثم اختلف هؤلا المجوزون في عدد الآباء وأسمائهم،
                  فاشتد اختلافهم وكثرت أقوالهم حتى جاوزت ثلاثين قولًا،
                  إلا أن الجميع متفقون على أن عدنان من صريح ولد إسماعيل عليه السلام .
                  أما الجزء الثالث فهو يبدأ من بعد إبراهيم عليه السلام
                  وينتهي إلى آدم عليه السلام،
                  وجل الاعتماد فيه على نقل أهل الكتاب،
                  وعندهم فيه من بعض تفاصيل الأعمار وغيرها ما لا نشك في بطلانه،
                  بينما نتوقف في البقية الباقية .
                  وفيما يلى الأجزاء الثلاثة من نسبه الزكى صلى الله عليه وسلم بالترتيب :
                  الجزء الأول :
                  محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ واسمه شَيْبَة ـ بن هاشم ـ واسمه عمرو ـ بن عبد مناف ـ واسمه المغيرة ـ بن قُصَىّ ـ واسمه زيد ـ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فِهْر ـ وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة ـ بن مالك بن النَّضْر ـ واسمه قيس ـ بن كِنَانة بن خُزَيْمَة بن مُدْرِكة ـ واسمه عامر ـ بن إلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عدنان .
                  الجزء الثانى :
                  ما فوق عدنان، وعدنان هو ابن أُدَد بن الهَمَيْسَع بن سلامان بن عَوْص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن حزا بن بلداس بن يدلاف بن طابخ بن جاحم بن ناحش بن ماخى بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حَمْدان بن سنبر بن يثربى بن يحزن بن يلحن بن أرعوى بن عيض بن ديشان بن عيصر بن أفناد ابن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمى بن مزى بن عوضة بن عرام بن قيدار ابن إسماعيل بن إيراهيم عليهما السلام .
                  الجزء الثالث :
                  ما فوق إبراهيم عليه السلام، وهو ابن تارَح ـ واسمه آزر ـ بن ناحور بن ساروع ـ أو ساروغ ـ بن رَاعُو بن فَالَخ بن عابر بن شَالَخ بن أرْفَخْشَد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن مَتوشَلخَ بن أَخْنُوخ ـ يقال : هو إدريس النبي عليه السلام ـ بن يَرْد بن مَهْلائيل بن قينان بن أنُوش بن شِيث بن آدم ـ عليهما السلام .


                  قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                  تعليق


                  • #24
                    رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

                    الأسرة النبوية
                    تعرف أسرته صلى الله عليه وسلم بالأسرة الهاشمية ـ
                    نسبة إلى جده هاشم بن عبد مناف ـ
                    وإذن فلنذكر شيئًا من أحوال هاشم ومن بعده :
                    1 ـ هاشم :
                    قد أسلفنا أن هاشمًا هو الذي تولى السقاية والرفادة من بني عبد مناف
                    حين تصالح بنو عبد مناف وبنو عبد الدار على اقتسام المناصب فيما بينهما،
                    وكان هاشم موسرًا ذا شرف كبير،
                    وهو أول من أطعم الثريد للحجاج بمكة،
                    وكان اسمه عمرو فما سمى هاشمًا إلا لهشمه الخبز،
                    وهو أول من سن الرحلتين لقريش، رحلة الشتاء والصيف،
                    وفيه يقول الشاعر :
                    عمرو الذي هَشَمَ الثريدَ لقومه ** قَومٍ بمكة مُسِْنتِين عِجَافِ
                    سُنَّتْ إليه الرحلتان كلاهما ** سَفَرُ الشتاء ورحلة الأصياف
                    ومن حديثه أنه خرج إلى الشام تاجرًا،
                    فلما قدم المدينة تزوج سلمى بنت عمرو أحد بني عدى بن النجار وأقام عندها،
                    ثم خرج إلى الشام ـ وهي عند أهلها قد حملت بعبد المطلب ـ
                    فمات هاشم بغزة من أرض فلسطين،
                    وولدت امرأته سلمى عبد المطلب سنة 497 م،
                    وسمته شيبة؛ لشيبة كانت في رأسه،
                    وجعلت تربيه في بيت أبيها في يثرب،
                    ولم يشعر به أحد من أسرته بمكة،
                    وكان لهاشم أربعة بنين وهم :
                    أسد وأبو صيفي ونضلة وعبد المطلب .
                    وخمس بنات وهن
                    : الشفاء، وخالدة، وضعيفة، ورقية، وجنة .
                    2 ـ عبد المطلب :
                    قد علمنا مما سبق أن السقاية والرفادة بعد هاشم
                    صارت إلى أخيه المطلب بن عبد مناف
                    [ وكان شريفًا مطاعًا ذا فضل في قومه، كانت قريش تسميه الفياض لسخائه ]
                    لما صار شيبة ـ عبد المطلب ـ وصيفًا أو فوق ذلك ابن سبع سنين
                    أو ثماني سنين سمع به المطلب .
                    فرحل في طلبه، فلما رآه فاضت عيناه، وضمه،
                    وأردفه على راحلته فامتنع حتى تأذن له أمه،
                    فسألها المطلب أن ترسله معه، فامتنعت،
                    فقال : إنما يمضى إلى ملك أبيه وإلى حرم الله فأذنت له،
                    فقدم به مكة مردفه على بعيره،
                    فقال الناس : هذا عبد المطلب، فقال :
                    ويحكم، إنما هو ابن أخى هاشم،
                    فأقام عنده حتى ترعرع، ثم إن المطلب هلك بـ [ دمان ] من أرض اليمن،
                    فولى بعده عبد المطلب، فأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون لقومهم،
                    وشرف في قومه شرفًا لم يبلغه أحد من آبائه،
                    وأحبه قومه وعظم خطره فيهم .
                    ولما مات المطلب وثب نوفل على أركاح بد المطلب فغصبه إياها،
                    فسأل رجالًا من قريش النصرة على عمه،
                    فقالوا :
                    لا ندخل بينك وبين عمك،
                    فكتب إلى أخواله من بني النجار أبياتًا يستنجدهم،
                    فسار خاله أبو سعد بن عدى في ثمانين راكبًا،
                    حتى نزل بالأبطح من مكة، فتلقاه عبد المطلب،
                    فقال : المنزل يا خال،
                    فقال : لا والله حتى ألقى نوفلًا، ثم أقبل فوقف على نوفل،
                    وهو جالس في الحجر مع مشايخ قريش،
                    فسل أبو سعد سيفه وقال :
                    ورب البيت، لئن لم ترد على ابن أختى أركاحه لأمكنن منك هذا السيف،
                    فقال : رددتها عليه، فأشهد عليه مشايخ قريش،
                    ثم نزل على عبد المطلب، فأقام عنده ثلاثًا، ثم اعتمر ورجع إلى المدينة .
                    فلما جرى ذلك حالف نوفل بني عبد شمس بن عبد مناف على بني هاشم .
                    ولما رأت خزاعة نصر بني النجار لعبد المطلب
                    قالوا : نحن ولدناه كما ولدتموه، فنحن أحق بنصره ـ وذلك أن أم عبد مناف منهم ـ فدخلوا دار الندوة وحالفوا بني هاشم على بني عبد شمس ونوفل،
                    وهذا الحلف هو الذي صار سببًا لفتح مكة كما سيأتى .
                    ومن أهم ما وقع لعبد المطلب من أمور البيت شيئان :
                    حفر بئر زمزم ووقعة الفيل
                    وخلاصة الأول :
                    أنه أمر في المنام بحفر زمزم ووصف له موضعها،
                    فقام يحفر، فوجد فيه الأشياء التي دفنها الجراهمة حين لجأوا إلى الجلاء،
                    أي السيوف والدروع والغزالين من الذهب،
                    فضرب الأسياف بابًا للكعبة،
                    وضرب في الباب الغزالين صفائح من ذهب، وأقام سقاية
                    زمزم للحجاج .
                    ولما بدت بئر زمزم نازعت قريش عبد المطلب،
                    وقالوا له : أشركنا . قال : ما أنا بفاعل،
                    هذا أمر خصصت به،
                    فلم يتركوه حتى خرجوا به للمحاكمة إلى كاهنة بني سعد هُذَيْم،
                    وكانت بأشراف الشام، فلما كانوا في الطريق،
                    ونفد الماء سقى الله عبد المطلب مطرًا، لم ينزل عليهم قطرة،
                    فعرفوا تخصيص عبد المطلب بزمزم ورجعوا،
                    وحينئذ نذر عبد المطلب لئن آتاه الله عشرة أبناء،
                    وبلغوا أن يمنعوه لينحرن أحدهم عند الكعبة .


                    قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                    تعليق


                    • #25
                      رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

                      وخلاصة الثانى :
                      أن أبرهة بن الصباح الحبشى، النائب العام عن النجاشى على اليمن،
                      لما رأي العرب يحجون الكعبة بني كنيسة كبيرة بصنعاء،
                      وأراد أن يصرف حج العرب إليها،
                      وسمع بذلك رجل من بني كنانة، فدخلها ليلًا فلطخ قبلتها بالعذرة .
                      ولما علم أبرهة بذلك ثار غيظه،
                      وسار بجيش عرمرم ـ عدده ستون ألف جندى ـ
                      إلى الكعبة ليهدمها،
                      واختار لنفسه فيلا من أكبر الفيلة،
                      وكان في الجيش 9 فيلة أو 13 فيلا، وواصل سيره حتى بلغ المُغَمَّس،
                      وهناك عبأ جيشه وهيأ فيله، وتهيأ لدخول مكة،
                      فلما كان في وادى مُحَسِّر بين المزدلفة ومنى برك الفيل،
                      ولم يقم ليقدم إلى الكعبة،
                      وكانوا كلما وجهوه إلى الجنوب أو الشمال أو الشرق يقوم يهرول،
                      وإذا صرفوه إلى الكعبة برك، فبيناهم كذلك إذ أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل،
                      ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول .
                      وكانت الطير أمثال الخطاطيف والبلسان، مع كل طائر ثلاثة أحجار؛
                      حجر في منقاره، وحجران في رجليه أمثال الحمص،
                      لا تصيب منهم أحدًا إلا صارت تتقطع أعضاؤه وهلك، وليس كلهم أصابت،
                      وخرجوا هاربين يموج بعضهم في بعض،
                      فتساقطوا بكل طريق وهلكوا على كل منهل،
                      وأما أبرهة فبعث الله عليه داء تساقطت بسببه أنامله،
                      ولم يصل إلى صنعاء إلا وهو مثل الفرخ، وانصدع صدره عن قلبه ثم هلك .
                      وأما قريش فكانوا قد تفرقوا في الشعاب،
                      وتحرزوا في رءوس الجبال خوفًا على أنفسهم من معرة الجيش،
                      فلما نزل بالجيش ما نزل رجعوا إلى بيوتهم آمنين .
                      وكانت هذه الوقعة في شهر المحرم قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين يومًا أو بخمسة وخمسين يومًا ـ عند الأكثر ـ
                      وهو يطابق أواخر فبراير أو أوائل مارس سنة 571 م،
                      وكانت تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته؛
                      لأنّا حين ننظر إلى بيت المقدس نرى أن المشركين من أعداء الله استولوا على هذه القبلة مرتين بينما كان أهلها مسلمين، كما وقع لبُخْتُنَصَّر سنة 587 ق . م،
                      والرومان سنة 70 م، ولكن لم يتم استيلاء نصارى الحبشة على الكعبة
                      وهم المسلمون إذ ذاك، وأهل الكعبة كانوا مشركين .
                      وقد وقعت هذه الوقعة في الظروف التي يبلغ نبؤها إلى معظم المعمورة المتحضرة إذ ذاك . فالحبشة كانت لها صلة قوية بالرومان،
                      والفرس لا يزالون لهم بالمرصاد، يترقبون ما نزل بالرومان وحلفائهم؛
                      ولذلك سرعان ما جاءت الفرس إلى اليمن بعد هذه الوقعة،
                      وهاتان الدولتان كانتا تمثلان العالم المتحضر في ذلك الوقت .
                      فهذه الوقعة لفتت أنظار العالم ودلته على شرف بيت الله،
                      وأنه هو الذي اصطفاه الله للتقديس،
                      فإذن لو قام أحد من أهله بدعوى النبوة كان ذلك هو عين ما تقتضيه هذه الوقعة، وكان تفسيرًا للحكمة الخفية التي كانت في نصرة الله للمشركين ضد أهل الإيمان بطريق يفوق عالم الأسباب .


                      قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                      تعليق


                      • #26
                        رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

                        وكان لعبد المطلب عشرة بنين، وهم :
                        الحارث، والزبير، وأبو طالب، وعبد الله، وحمزة، وأبو لهب، والغَيْدَاق، والمُقَوِّم، وضِرَار، والعباس .
                        وقيل : كانوا أحد عشر،
                        فزادوا ولدًا اسمه : قُثَم،
                        وقيل : كانوا ثلاثة عشر،
                        فزادوا : عبد الكعبة وحَجْلًا،
                        وقيل : إن عبد الكعبة هو المقوم، وحجلا هو الغيداق،
                        ولم يكن من أولاده رجل اسمه قثم،
                        وأما البنات فست وهن :
                        أم الحكيم ـ وهي البيضاء ـ وبَرَّة، وعاتكة، وصفية، وأرْوَى، وأميمة .
                        3ـ عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم :
                        أمه فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يَقَظَة بن مرة،
                        وكان عبد الله أحسن أولاد عبد المطلب وأعفهم وأحبهم إليه،
                        وهو الذبيح؛
                        وذلك أن عبد المطلب لما تم أبناؤه عشرة،
                        وعرف أنهم يمنعونه أخبرهم بنذره فأطاعوه،
                        فقيل : إنه أقرع بينهم أيهم ينحر ؟ فطارت القرعة على عبد الله،
                        وكان أحب الناس إليه .
                        فقال : اللهم هو أو مائة من الإبل .
                        ثم أقرع بينه وبين الإبل فطارت القرعة على المائة من الإبل،
                        وقيل : إنه كتب أسماءهم في القداح،وأعطاها قيم هبل،
                        فضرب القداح فخرج القدح على عبد الله،
                        فأخذه عبد المطلب، وأخذ الشفرة،
                        ثم أقبل به إلى الكعبة ليذبحه،فمنعته قريش،
                        ولاسيما أخواله من بني مخزوم وأخوه أبو طالب .
                        فقال عبد المطلب : فكيف أصنع بنذري ؟
                        فأشاروا عليه أن يأتى عرافة فيستأمرها،
                        فأتاها، فأمرت أن يضرب القداح على عبد الله وعلى عشر من الإبل،
                        فإن خرجت على عبد الله يزيد عشرًا من الإبل حتى يرضى ربه،
                        فإن خرجت على الإبل نحرها،
                        فرجع وأقرع بين عبد الله وبين عشر من الإبل،
                        فوقعت القرعة على عبد الله،
                        فلم يزل يزيد من الإبل عشرًا عشرًا ولا تقع القرعة إلا عليه
                        إلى أن بلغت الإبل مائة فوقعت القرعة عليها،
                        فنحرت ثم تركت، لا يرد عنها إنسان ولا سبع،
                        وكانت الدية في قريش وفي العرب عشرًا من الإبل،
                        فجرت بعد هذه الوقعة مائة من الإبل، وأقرها الإسلام،
                        وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
                        [ أنا ابن الذبيحين ] يعنى إسماعيل، وأباه عبد الله .


                        قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                        تعليق


                        • #27
                          رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

                          واختار عبد المطلب لولده عبد الله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وهي يومئذ تعد أفضل امرأة في قريش نسبًا وموضعًا،
                          وأبوها سيد بني زهرة نسبًا وشرفًا،
                          فزوجه بها، فبني بها عبد الله في مكة،
                          وبعد قليل أرسله عبد المطلب إلى المدينة يمتار لهم تمرًا،
                          فمات بها، وقيل : بل خرج تاجرًا إلى الشام،
                          فأقبل في عير قريش، فنزل بالمدينة وهو مريض فتوفي بها،
                          ودفن في دار النابغة الجعدى، وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة،
                          وكانت وفاته قبل أن يولد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
                          وبه يقول أكثر المؤرخين،
                          وقيل : بل توفي بعد مولده بشهرين أو أكثر .
                          ولما بلغ نعيه إلى مكة رثته آمنة بأروع المراثى، قالت :
                          عَفَا جانبُ البطحاءِ من ابن هاشم ** وجاور لَحْدًا خارجًا في الغَمَاغِم
                          دَعَتْه المنايا دعوة فأجابها ** وما تركتْ في الناس مثل ابن هاشم
                          عشية راحوا يحملون سريره ** تَعَاوَرَهُ أصحابه في التزاحم
                          فإن تك غالته المنايا ورَيْبَها ** فقد كان مِعْطاءً كثير التراحم
                          وجميع ما خلفه عبد الله خمسة أجمال، وقطعة غنم،
                          وجارية حبشية اسمها بركة وكنيتها أم أيمن،
                          وهي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .


                          قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                          تعليق


                          • #28
                            رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

                            المولد وأربعون عامًا قبل النبوة
                            المولد
                            ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة
                            في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول،
                            لأول عام من حادثة الفيل،
                            ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان،
                            ويوافق ذلك عشرين أو اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571 م
                            حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان ـ المنصورفورى ـ رحمه الله .
                            وروى ابن سعد أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :
                            لما ولدته خرج من فرجى نور أضاءت له قصور الشام .
                            وروى أحمد والدارمى وغيرهما قريبًا من ذلك .
                            وقد روى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد،
                            فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى،
                            وخمدت النار التي يعبدها المجوس،
                            وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت،
                            روى ذلك الطبرى والبيهقى وغيرهما .
                            وليس له إسناد ثابت، ولم يشهد له تاريخ تلك الأمم مع قوة دواعى التسجيل .
                            ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده،
                            فجاء مستبشرًا ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له .
                            واختار له اسم محمد ـ وهذا الاسم لم يكن معروفًا في العرب ـ
                            وخَتَنَه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون .
                            وأول من أرضعته من المراضع ـ وذلك بعد أمه صلى الله عليه وسلم بأسبوع ـ
                            ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له : مَسْرُوح،
                            وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب،
                            وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي .


                            قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                            تعليق


                            • #29
                              رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

                              في بني سعد
                              وكانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم
                              ابتعادًا لهم عن أمراض الحواضر؛
                              ولتقوى أجسامهم، وتشتد أعصابهم،
                              ويتقنوا اللسان العربى في مهدهم،
                              فالتمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع،
                              واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر،
                              وهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث،
                              وزوجها الحارث ابن عبد العزى المكنى بأبي كبشة من نفس القبيلة .
                              وإخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة :
                              عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث،
                              وحذافة أو جذامة بنت الحارث [ وهي الشيماء؛ لقب غلب على اسمها ]
                              وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
                              وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
                              وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعًا في بني سعد بن بكر،
                              فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا وهو عند أمه حليمة،
                              فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين،
                              من جهة ثويبة ومن جهة السعدية .
                              ورأت حليمة من بركته صلى الله عليه وسلم ما قضت منه العجب،
                              ولنتركها تروى ذلك مفصلًا :
                              قال ابن إسحاق :
                              كانت حليمة تحدث :
                              أنها خرجت من بلدها مع زوجها
                              وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر، تلتمس الرضعاء .
                              قالت : وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئًا،
                              قالت : فخرجت على أتان لى قمراء،
                              ومعنا شارف لنا، والله ما تَبِضّ ُبقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا،
                              من بكائه من الجوع، ما في ثديى ما يغنيه،
                              وما في شارفنا ما يغذيه، ولكن كنا نرجو الغيث والفرج،
                              فخرجت على أتانى تلك، فلقد أذَمَّتْ بالركب حتى شق ذلك عليهم،
                              ضعفًا وعجفًا، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء،
                              فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه،
                              إذا قيل لها : إنه يتيم، وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي،
                              فكنا نقول : يتيم ! وما عسى أن تصنع أمه وجده،
                              فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعًا غيرى،
                              فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبى :
                              والله، إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعًا،
                              والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه .
                              قال : لا عليك أن تفعلى، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة .
                              قالت : فذهبت إليه وأخذته،وما حملنى على أخذه إلا أنى لم أجد غيره،
                              قالت : فلما أخذته رجعت به إلى رحلى،
                              فلما وضعته في حجرى أقبل عليه ثديأي بما شاء من لبن،
                              فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى،
                              ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك،
                              وقام زوجي إلى شارفنا تلك،
                              فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا،
                              فبتنا بخير ليلة،
                              قالت : يقول صاحبى حين أصبحنا :
                              تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة،
                              قالت : فقلت : والله إنى لأرجو ذلك .
                              قالت : ثم خرجنا وركبت أنا أتانى،
                              وحملته عليها معى، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شىء من حمرهم،
                              حتى إن صواحبى ليقلن لى :
                              يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك ! أرْبِعى علينا،
                              أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها ؟
                              فأقول لهن : بلى والله، إنها لهي هي،
                              فيقلن : والله إن لها شأنًا،
                              قالت : ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد،
                              وما أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها،
                              فكانت غنمى تروح علىَّ حين قدمنا به معنا شباعًا لُبَّنًا،
                              فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن،
                              ولا يجدها في ضرع، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم :
                              ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبي ذؤيب،
                              فتروح أغنامهم جياعًا ما تبض بقطرة لبن،
                              وتروح غنمى شباعًا لبنًا .
                              فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته،
                              وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان،
                              فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرًا .
                              قالت : فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا،
                              لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه،
                              وقلت لها : لو تركت ابني عندي حتى يغلظ،
                              فإني أخشى عليه وباء مكة،
                              قالت : فلم نزل بها حتى ردته معنا .


                              قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                              تعليق


                              • #30
                                رد: ((السيرة النبوية))..متجدد بإذن الله

                                شق الصدر
                                وهكذا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني سعد،
                                حتى إذا كان بعده بأشهر على قول ابن إسحاق،
                                وفي السنة الرابعة من مولده على قول المحققين وقع حادث شق صدره،
                                روى مسلم عن أنس :
                                أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل،
                                وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه،
                                فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة،
                                فقال : هذا حظ الشيطان منك،
                                ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزم،
                                ثم لأَمَه ـ أي جمعه وضم بعضه إلى بعض ـ
                                ثم أعاده في مكانه،
                                وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ـ يعنى ظئره ـ
                                فقالوا : إن محمدًا قد قتل،
                                فاستقبلوه وهو مُنْتَقِعُ اللون ـ أي متغير اللون ـ
                                قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره .


                                قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                                تعليق

                                يعمل...
                                X