وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا جزء من مقالة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- فيما يخص هذه النقطة التي ذكرتم، تفيدكم بإذن الله
وسبق أن أشرنا إلى أن ثلاثة من الصحابة الخُلّص تورطوا في هذه القضية ، وهم: حسان بن ثابت رضي الله عنه ، ومسطح بن أثاثة ، وهو ابن خالة أبي بكر ، وحمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش ، وزينب بنت جحش زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وضرة عائشة ، ومع ذلك حماها الله ، لكن أختها تورطت ، ولما أنزل الله براءتها ؛ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحدّ الثلاثة حد القذف ، فجلد كل واحد ثمانين جلدة . أما المنافقون فلم يقم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الحد ، واختلف العلماء في ذلك : فقيل :لأن المنافق لا يصرحون وإنما يقولون : يُقال ، أو يذكر أو سمعنا ، أو ما أشبه ذلك . وقيل : لأن المنافق ليس أهلاً للتطهير ، فالحد طهرة للمحدود ، وهؤلاء المنافقون ليسوا بأهل للتطهير ، ولهذا لم يجلدهم الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ لأن لو جلدهم ؛ لطهرهم من موبق هذا الشي ، لكنهم ليسوا أهلاً للتطهير، فهم في الدرك الأسفل من النار ، فتركهم وذنوبهم ، فليس فيهم خير ، وقيل غير ذلك . وعلى كل حال فإن هذه القصة قصة عظيمة ، فيها عِبر كثيرة ، والله الموفق .
تعليق