
تعامل الرسول مع من لايعرفه
د/راغب السرجاني، موقع قصة الإسلام
من أبرز الدلائل على نبوة رسول الله محمد

ونتعامل بجفاء مع من لا يعرفنا، لكن الله تعالى قد مَنَّ على رسول الله


صور من تعاملات رسول الله

وسيرة رسول الله



قال: "هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟" قالت: هي أجهد من ذلك. قال: "أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلِبَهَا؟" قالت: بأبي أنت وأمي! إن رأيت بها حلبًا فاحلبها. فدعا رسول الله

فحلب فيه ثجًّا[6] حتى علاه البهاء[7]، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم حلب فيه ثانيًا
بعد بدء حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها وبايعها، وارتحلوا عنها[8].
ففي هذا الموقف تتجلَّى عظمة النبي

وهي لا تعرفه حتى يسقط من نظرها،
ولكن رسول الله


وكانت معاملات رسول الله صلى الله عليه وسلم الراقية هذه مع من لا يعرف سببًا في ثبات إسلام العديد منهم؛
فعن المنذر بن جريرٍ، عن أبيه، قال: كنَّا عند رسول الله


من صاع تمره -حتَّى قال- وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ. قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصُرَّة[10]، كادت كفُّه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثمَّ تتابع النَّاس حتَّى رأيت كومين من طعامٍ وثيابٍ حتَّى رأيت وجه رسول اللَّه


فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ"[11].

بل وكانت سببًا في إسلام البعض الآخر
فها هو ذا زيد بن سعنة، وكان من أحبار اليهود، يقول: إنه لم يبقَ من علامات النبوة شيء إلاَّ وقد عرفتها في وجه محمد

قال: فخرج رسول الله

فقال: يا رسول الله، قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنت أخبرتهم أنهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدًا، وقد أصابهم شدَّة وقحط من الغيث، وأنا أخشى - يا رسول الله - أن يخرجوا من الإسلام طمعًا كما دخلوا فيه طمعًا، فإن رأيت أن تُرسِل إليهم من يُغيثهم به فعلت.
قال: فنظر رسول الله

قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه، فقلت له: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمرًا معلومًا من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: "لا يَا يَهُودِيُّ، وَلَكِنِّي أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجْلِ كَذَا وَكَذَا، وَلا تُسَمِّي حَائِطَ بني فُلانٍ". قلت: نعم. فبايَعَنِي

من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، قال: فأعطاها الرجلَ[12].

وما أجمل أن نختم بموقف رسول الله





إنِّي مجهودٌ. فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والَّذى بعثك بالحقِّ ما عندى إلاَّ ماءٌ. ثمَّ أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتَّى قلن كلُّهنَّ مثل ذلك: لا والَّذى بعثك بالحقِّ ما عندى إلاَّ ماءٌ. فقال: "مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ؟". فقام رجلٌ من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله...[13].
هكذا كان النبي محمد


[1] المرملين جمع المُرْمِلُ: وهو الذي نَفِدَ زاده. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة رمل 11/294.
[2] مسنتين أي: مجدبين، أصتبتهم السنة، وهي القحط والجدب. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة سنت 2/47.
[3] فتفاجت يريد فتحت ما بين رجليها للحلب. انظر: ابن قتيبة: غريب الحديث 1/192.
[4] اجترت: أخرج البعير الطعام من بطْنِهِ ليَمضُغَه ثم يَبْلَعه. انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/729.
[5] يربض الرهط: أي يُرْوِيهم ويثقلهم حتى يناموا، ويَمْتَدُّوا على الأرض. انظر السابق 2/460.
[6] ثَجًّا: أي لبنًا سائلاً كثيرًا. انظر السابق 1/585.
[7] بَهَاءَ اللبن: هو وَبِيصُ رغوته. انظر السابق 1/443.
[8] الحاكم (4274)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.[9] مجتابي النِّمار: أي لابسيها، والنمار: جمع نمرة وهي كلُّ شملةٍ مخطَّطة من مآزر الأعراب، كأنها أخذت من لون النّمر لما فيها من السَّواد والبياض.
انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/832، 5/249.
[10] الصُّرَّة: ما يُجْمَعُ فيه الشيء ويُشَدُّ، انظر: المعجم الوسيط، مادة صرر 1/512.
[11] مسلم: كتاب الزكاة، باب الحثِّ على الصَّدقة ولو بشقِّ تمرة أو كلمة طيبة (2398)، والنسائي (2554)، وأحمد (19225).
[12] ابن حبان: كتاب البر والإحسان، باب الصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (288)، والحاكم (6547) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
والبيهقي (11066)، والطبراني: المعجم الكبير 5/164، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: روى ابن ماجة منه طرفًا، ورواه الطبراني ورجاله ثقات.
[13] مسلم: كتاب الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره (2054)، وابن حبان (5286)، وأبو يعلى (6168
[2] مسنتين أي: مجدبين، أصتبتهم السنة، وهي القحط والجدب. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة سنت 2/47.
[3] فتفاجت يريد فتحت ما بين رجليها للحلب. انظر: ابن قتيبة: غريب الحديث 1/192.
[4] اجترت: أخرج البعير الطعام من بطْنِهِ ليَمضُغَه ثم يَبْلَعه. انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/729.
[5] يربض الرهط: أي يُرْوِيهم ويثقلهم حتى يناموا، ويَمْتَدُّوا على الأرض. انظر السابق 2/460.
[6] ثَجًّا: أي لبنًا سائلاً كثيرًا. انظر السابق 1/585.
[7] بَهَاءَ اللبن: هو وَبِيصُ رغوته. انظر السابق 1/443.
[8] الحاكم (4274)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.[9] مجتابي النِّمار: أي لابسيها، والنمار: جمع نمرة وهي كلُّ شملةٍ مخطَّطة من مآزر الأعراب، كأنها أخذت من لون النّمر لما فيها من السَّواد والبياض.
انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/832، 5/249.
[10] الصُّرَّة: ما يُجْمَعُ فيه الشيء ويُشَدُّ، انظر: المعجم الوسيط، مادة صرر 1/512.
[11] مسلم: كتاب الزكاة، باب الحثِّ على الصَّدقة ولو بشقِّ تمرة أو كلمة طيبة (2398)، والنسائي (2554)، وأحمد (19225).
[12] ابن حبان: كتاب البر والإحسان، باب الصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (288)، والحاكم (6547) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
والبيهقي (11066)، والطبراني: المعجم الكبير 5/164، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: روى ابن ماجة منه طرفًا، ورواه الطبراني ورجاله ثقات.
[13] مسلم: كتاب الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره (2054)، وابن حبان (5286)، وأبو يعلى (6168

تعليق