هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئين والمسيئين وذوي العثرات
تأملوا بقلوبكم وعقولكم أيها الْمُسْلِمِونَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِونَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِونَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِونَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِونَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِونَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِونَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِونَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ، كيف أمر الله ورسوله بالستر والعفو وحسن الظن ولين القول بالمسلمين وإن بدت وظهرت وبانت منهم الهفوات والزلات والأخطاء والمعاصي وغيرها !
2 - كف اللسان من كل سوء ( قيل و قال ) في كل حال وعن أهل الإساءة والأخطاء خاصة للنصح والتقويم :
قال اللّه تعالى: " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " سورة ق:18
وقال اللّه تعالى:" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ " سورة المؤمنون : 1-3
وتأملوا بقلوبكم هذه الاحاديث النبوية العظيمة التي تحذر المؤمنين الصادقين المتقين ، وتدفعهم وتحثهم للتحقق والتأكد من أي قول او حديث يشرعون به او يريدون الخوض فيه او اللغو او المزاح او اي كلام مباح ... فكيف بمن لا يتقي المسلمون لسانه من الخوض في أعراضهم وكشف أسراهم وتتبع عوراتهم وعثراتهم وزلاتهم وهفواتهم !!؟؟ يا رب سلّم سلّم!!!
قال عليه السلام :" إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يرفعُ اللهُ بها درجاتٍ ، وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يهوي بها في جهنَّمَ "
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6478. خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
"إنَّ الرَّجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ ، ما كان يظُنُّ أن تبلُغَ مابلغت ، يكتبُ اللهُ له بها رضوانَه إلى يومِ يلقاه ، وإنَّ الرَّجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ ، ما كان يظُنُّ أن تبلُغَ ما بلغت ، يكتبُ اللهُ له بها سخطَه إلى يومِ يلقاه "
الراوي: بلال بن الحارث المزني المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 888.خلاصة حكم المحدث: صحيح
عن عقبة بن عامر قال : قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما النَّجاةُ؟ قال:" أمسِكْ عليْكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتِكَ"
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2406.خلاصة حكم المحدث: صحيح
عن ام حبية - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - عيه السلام- :" كلُّ كلامِ ابنِ آدمَ عليهِ لا لهُ إلَّا أمرًا بمعروفٍ ، أو نهيًا عن منكَرٍ أو ذِكرًا للهِ"
الراوي ام حبيبة ) - المحدث: الألباني - المصدر: الإيمان لابن تيمية - الصفحة أو الرقم: 46. خلاصة حكم المحدث: حسن
عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال :" كنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سفَرٍ ، فأصبَحتُ يومًا قريبًا منهُ ونحنُ نَسيرُ ، فقلتُ : يا رسولَ اللَّهِ أخبرني بعمَلٍ يُدخِلُني الجنَّةَ ويباعِدُني من النَّارِ ، قالَ : لقد سألتَني عَن عظيمٍ ، وإنَّهُ ليسيرٌ على من يسَّرَهُ اللَّهُ علَيهِ ، تعبدُ اللَّهَ ولا تشرِكْ بِهِ شيئًا ، وتُقيمُ الصَّلاةَ ، وتُؤتي الزَّكاةَ ، وتصومُ رمضانَ ، وتحجُّ البيتَ ، ثمَّ قالَ : ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ :" الصَّومُ جُنَّةٌ ، والصَّدَقةُ تُطفي الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ ، وصلاةُ الرَّجلِ من جوفِ اللَّيلِ" قالَ : ثمَّ تلا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ، حتَّى بلغَ يَعْمَلُونَ ، ثمَّ قالَ :" ألا أخبرُكَم بِرَأسِ الأَمرِ كلِّهِ وعمودِهِ ، وذِروةِ سَنامِهِ ؟" قلتُ : بلى يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ :" رأسُ الأمرِ الإسلامُ ، وعمودُهُ الصَّلاةُ ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ "، ثمَّ قالَ :" ألا أخبرُكَ بملاكِ ذلِكَ كلِّهِ ؟" قُلتُ : بلَى يا رسولَ اللَّهِ ، قال : فأخذَ بلِسانِهِ قالَ :" كُفَّ عليكَ هذا "، فقُلتُ : يا نبيَّ اللَّهِ ، وإنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فقالَ :" ثَكِلَتكَ أمُّكَ يا معاذُ ، وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على مَناخرِهِم إلَّا حَصائدُ ألسنتِهِم ."
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2616. خلاصة حكم المحدث: صحيح
وعن الحسن البصري قال "كانوا يقولون"إن لسان المؤمن وراء قلبه فإذا أراد أن يتكلم بشيء تدبره بقلبه ثم أمضاه بلسانه، وإن لسان المنافق أمام قلبه، فإذا هم بشيء أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه" رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق.
فمن سرّه أن يسلم في الدنيا من أذى الخلق، وفي الآخرة من عقاب الحق، فليلزم الصمت عما لا يعنيه، ولا منفعة فيه، ليسلم من الزلل، ويقل حسابه، لأن خطر اللسان عظيم، وآفاته كثيرة، ولسلامة اللسان حلاوة في القلب، وبواعث من الطبع والشيطان، وليس يسلم من ذلك كله إلا بتقييده بلجام الشرع، ومن ملك لسانه فقد ملك أمره.
فعن أبي هريره قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ". أخرجه البخاري ومسلم.
عن المغيرة بن شعبة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن اللهَ حرَّمَ عليكم : عقوقَ الأمهاتِ، ووَأْدَ البناتِ ، ومَنَعَ وهاتِ . وكَرِهَ لكم : قِيلَ وقال ، وكثرةَ السؤالِ ، وإضاعةَ المالِ ."
الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2408خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وعن ثابت عن أنس " أن لقمان قال:" إن من الحُكم الصمت وقليل فاعله."
(الحُكم : العلم والفقه .) مجمع الامثال للميداني
وقال لقمان لابنه: "يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم، فافتخر أنت بحسن صمتك".
ربيع الابرار للزمخشري 2/136
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرءِ كذبًا أن يُحَدِّثَ بكلِّ ما سمِع ".
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم [المقدمة] - الصفحة أو الرقم: 5خلاصة حكم المحدث: [أورده مسلم في مقدمة الصحيح]
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن من حُسن إسلام المرء تركهُ ما لا يعنيه".
الراوي: علي بن الحسين بن علي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2318خلاصة حكم المحدث: صحيح [لغيره] . * الراوي: علي بن الحسين و أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4769خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال ابن رجب: ودخلوا على بعض الصحابة في مرضه ووجهه يتهلل فسألوه عن سبب تهلل وجهه فقال:" ما من عمل أوثق عندي من خصلتين؛ كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، وكان قلبي سليما للمسلمين".
وقال مورق العجلي:" أمرٌ أنا في طلبه منذ كذا وكذا سنة لم أقدر عليه ولست بتارك طلبه أبدا قالوا: وما هو. قال:" الكف عما لا يعنيني ." رواهما ابن أبي الدنيا.
عن حميد بن هلال قال: قال لي عبد الله بن عمرو:" ذر ما لست منه في شيء ولا تنطق فيما لا يعنيك واخزن لسانك كما تخزن دراهمك."
وكان أبو العتاهية ينشد هذه الأبيات:
إن كانَ يعجبكَ السكوتُ فإنّه قد كان يُعجبُ قبلكَ الأخيارا
ولئن ندمتَ على سكوتك َمرّةً فلقد ندمتُ على الكلام مرارا
عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة قالت: قالت لي عائشة:" يا بنية لا تكلمي بالشيء الذي إذا عرفت به تعذرت فانه لا يتعذر إلا من القبيح."
وقال معروف:" كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله عز وجل."
عن ابن عباس قال: ذكروا رجلا فقال:" إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكرعيوبك."
عن سفيان بن حسين قال: كنت عند إياس بن معاوية وعنده رجل تخوفت إن قمت من عنده أن يقع في. قال: فجلست حتى قام فلما قام ذكرته لإياس قال: فجعل ينظر في وجهي ولا يقول لي شيئا حتى فرغت فقال لي: " أغزوت الديلم؟ " قلت: لا. قال:" فغزوت السند؟ " قلت: لا. قال: " فغزوت الهند؟ " قلت: لا. قال: " فغزوت الروم؟ " قلت: لا. قال:" يسلم منك الديلم والسند والهند والروم وليس يَسلَم منك أخوك هذا؟" قال: فلم يعد سفيان إلى ذاك.
3 - من رحمة الله وسنة نبيهوهديه عليه السلام ... قبول توبة التائبين والذنبين والمخطئين والمستغفرين :
أخبر الله تعالى أنه يقبل توبة التائب من الشرك والكفر:" قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ " “الأنفال: 38”
فضلاً عن المعاصي والسيئات ،قال تعالى : " وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " “الأعراف: 153”
وقال جل ذكره وتقدست أسماؤه:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ " .“الزمر:53- 54”.
وقال تعالى :" وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ " ."سورة الشورى: 25 "
فالرب وحده التائب على من تاب إليه ورجع نادما مستغفرا، وهو الرحيم لمن أناب إليه، وهو التواب الرحيم، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ينادي عباده وهو الغني عنهم" هل من مستغفر فأغفر له ، هل من تائبٍ فأتوبَ عليه ؟" .فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم:" ينزل ربنا إلى سماء الدنيا فيقول "هل من داع فأستجيب له، هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له" ". رواه البخاري ومسلم وغيرهما .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله -عليه السلام- :" إذا مضى شَطرُ الَّليلِ ، أو ثُلُثاه ، ينزل اللهُ تبارك وتعالى إلى السماءِ الدنيا . فيقول : هل من سائلٍ يُعْطَى ! هل من داعٍ يُستجابُ له ! هل من مُستغْفِرٍ يُغفَرُ له ! حتى ينفجِرَ الصبحُ "
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 758خلاصة حكم المحدث: صحيح
"ينزلُ اللهُ في كلِّ ليلةٍ إلى سماءِ الدُّنيا فيقولُ : هل من سائلٍ فأُعطِيَه ؟ هل من مُستغفرٍ فأغفرَ له ؟ هل من تائبٍ فأتوبَ عليه ؟ حتى يطلعَ الفجرُ"
الراوي: جبير بن مطعم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8167خلاصة حكم المحدث: صحيح
فباب التوبة مفتوح ، وإن كان من الشرك - أعظم الذنوب وأشدها- ؛ يقبلها الله منه ويتوب عليه، فكيف بما دونه من المعاصي؟.وكيف لا والنبي عليه السلام يقول : "التائبُ من الذنب كمن لا ذنبَ له "
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3446خلاصة حكم المحدث: حسن
وقال عليه السلام :" من تاب قبل أن تطلُعَ الشمسُ من مغربِها ، تاب اللهُ عليه "
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2703 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال عليه السلام :" إن اللهَ عز وجل يبسطُ يدَه بالليلِ ، ليتوبَ مسيءُ النهارِ . ويبسطُ يدَه بالنهارِ ، ليتوبَ مسيءُ الليلِ . حتى تطلعَ الشمسُ من مغربِها "
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2759خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال ابن كثير:" هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العُصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة وإخبار بأن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها وإن كانت مثل زبد البحر." “تفسير ابن كثير (ج4-59)”
وعن الشعبي قال:" التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، ثم قرأ : "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين."
قال القرطبي: " وأجمعت الأمة على أن التوبة تمحو الكفر فيجب أن يكون ما دون ذلك أولى والله أعلم."
قال القرطبي: " وإذا قبل الله التوبة من العبد كان العباد بالقبول أولى."
توبة ماعز بن مالك:
وهذا ماعز بن مالك رضي الله عنه لما رٌجم كان الناس فرقتين فيه؛ قائل يقول: لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز:
جاء ماعزُ بنُ مالكٍ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فقال : يا رسولَ اللهِ ! طهِّرني . فقال ( ويحك ! ارجع فاستغفرِ اللهَ وتُبْ إليهِ ) قال : فرجع غيرَ بعيدٍ . ثم جاء فقال : يا رسولَ اللهِ ! طهِّرْني . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( ويحك ! ارجع فاستغفرِ اللهَ وتب إليهِ ) قال : فرجع غيرَ بعيدٍ . ثم جاء فقال : يا رسولَ اللهِ ! طهِّرْني . فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مثلَ ذلك . حتى إذا كانت الرابعةُ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( فيم أُطَهِّرُكَ ؟ ) فقال : من الزنى . فسأل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( أَبِهِ جنونٌ ؟ ) فأُخْبِرَ أنَّهُ ليس بمجنونٍ . فقال ( أَشَرِبَ خمرًا ؟ ) فقام رجلٌ فاستنكهَه فلم يجد منهُ ريحَ خمرٍ . قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( أزنيتَ ؟ ) فقال : نعم . فأمرَ بهِ فرُجِمَ . فكان الناسُ فيهِ فرقتيْنِ : قائلٌ يقولُ : لقد هلك . لقد أحاطت بهِ خطيئتُه . وقائلٌ يقول : ما توبةٌ أفضلُ من توبةِ ماعزٍ : أنَّهُ جاء إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فوضع يدَهُ في يدِه . ثم قال اقتلني بالحجارةِ . قال : فلبثوا بذلك يوميْنِ أو ثلاثةً . ثم جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهم جلوسٌ فسلَّمَ ثم جلس . فقال ( استغفروا لماعزِ بنِ مالكٍ ) . قال : فقالوا : غفر اللهُ لماعزِ بنِ مالكٍ . قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( لقد تاب توبةً لو قُسِّمَتْ بين أُمَّةٍ لوسِعَتْهُم ) . قال : ثم جاءتْهُ امرأةٌ من غامدٍ من الأزدِ . فقالت : يا رسولَ اللهِ ! طهِّرْني . فقال ( ويحك ! ارجعي فاستغفري اللهَ وتوبي إليهِ ) . فقالت : أراكَ تريدُ أن تَرْدُدَني كما رددتَ ماعزَ بنَ مالكٍ . قال : ( وما ذاك ؟ ) قالت : إنها حُبْلى من الزنى . فقال ( آنتِ ؟ ) قالت : نعم . فقال لها ( حتى تضعي ما في بطنِكِ ) . قال : فكفَلَها رجلٌ من الأنصارِ حتى وضعتْ . قال : فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : قد وضعتِ الغامديةُ . فقال ( إذًا لا نَرْجُمُها وندعُ لها ولدها صغيرًا ليس لهُ من يُرضِعُه ) . فقام رجلٌ من الأنصارِ فقال : إلى رضاعِه . يا نبيَّ اللهِ ! قال : فرجَمَها .
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1695خلاصة حكم المحدث: صحيح
وفي رواية أبي هريرة عند النسائي "لقد رأيته بين أنهار الجنة ينغمس."
وفي رواية أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا رجَم ماعزَ بنَ مالكٍ قال: ( لقد رأَيْتُه يتخضخَضُ في أنهارِ الجنَّةِ )
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 4404خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
عن هزَّالٍ أنَّه أمر ماعزًا الأسلميَّ أن يأتيَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيُخبِرَه بحدثِه ، فأتاه ماعزٌ فأخبره بحدثِه فأعرض عنه مِرارًا وهو يُردِّدُ ذلك على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فبعث إلى قومِه فقال : أبه جِنَّةٌ ؟ فقالوا : لا ، فسأل عنه : أثيِّبٌ أم بِكرٌ ؟ قالوا : ثيِّبٌ ، فأمر به فرُجِم ، ثمَّ قال ": يا هزَّالُ لو سترتَه بردائِك كان خيرًا لك"
الراوي: هزال بن يزيد الأسلمي المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 23/125خلاصة حكم المحدث: صحيح
بالله عليكم ...تأملوا رحمة النبي وستره وحسن التعامل مع العاصي ومحاولاته المتكرر بالستر عليه وردعه عما يقول ...!!!
" يا هَزَّالُ! لو سَتَرْتَه بثوبِكَ كان خيرًا لكَ "
الراوي: نعيم بن هزال الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7990خلاصة حكم المحدث: صحيح
بالله عليكم ...تأملوا رحمة النبي وستره وصلاته على الزانية التائبه وبيان فضل توبنها وصدقها...!!!
المرأة الزانية من جهينة:
عن عمران بن الحصين : أنَّ امرأةً من جهينةَ أتت نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وهي حُبْلَى من الزنى . فقالت : يا نبيَّ اللهِ ! أصبتُ حدًّا فأقِمْهُ عليَّ . فدعا نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وليها . فقال: ( أحسِنْ إليها . فإذا وضعتْ فائتِنِي بها ) ففعل . فأمر بها نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فشكت عليها ثيابَها . ثم أمر بها فرُجِمَتْ . ثم صلى عليها . فقال لهُ عمرُ : تصلي عليها ؟ يا نبيَّ اللهِ ! وقد زنت . فقال: ( لقد تابت توبةً لو قُسِّمَتْ بين سبعين من أهلِ المدينةِ لوسِعَتْهُم . وهل وجدتْ توبةً أفضلَ من أن جادتْ بنفسِها للهِ تعالى ؟ ) .
الراوي: عمران بن الحصين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1696خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال تعالى:" وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ." " سورة الرعد : 6 "
تنبيه: وحظ العبد من ذلك لا يخفى وهو أن يعفو عمن ظلمه بل يحسن إليه كما يرى الله تعالى محسنا في الدنيا إلى العصاة والكفرة غير معاجل لهم بالعقوبة بل ربما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم وإذا تاب عليهم محا سيئاتهم إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له وهذا غاية المحو للجناية.
إذا استقر عندك أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأن الله تعالى يحب التوابين، يقبل توبتهم، ويبدل سيئاتهم حسنات، كان عليك أن تقبل ممن قبل الله منه، وتعفو عمن عفا الله عنه، فالدنيا لا تقف عند زلة، ولا تنتهي بمجرد خطيئة، فلا يعير المخطئ بزلته، ولا يذكر بخطيئته.
[/B]
تعليق