إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أمَّا بعد
لقد أرسل اللهُ رسولَه - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس ليُبيِّن لهم ما نُزِّل إليهم، ويُخرِجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط مستقيم، وأوجب عليهم طاعته ومحبته وتعزيره وتوقيره.ومن تعظيم رسول الله تعظيم سنته وتوقيرها والعمل بما فيها، قال الله جل وعلا: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36]. وقال سبحانه ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80].
وقال جل وعلا ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]. وقال تعالى ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
وعن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودِّع، فأوصنا. قال: (أُوْصِيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عز وجل، وَالسَّمعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافَاً كَثِيرَاً؛ فَعَلَيكُمْ بِسُنَّتِيْ وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المّهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فإنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ). أخرجه أبوداود.
قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: «لست تاركًا شيئًا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به، إلا عملت به، وإني لأخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ».
و قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: «لا رأي لأحد مع سُنة سنَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -».
قال الشافعي: أجمع المسلمون على أنَّ من استبان له سُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يحلّ له أن يدعها لقول أحد.
وقد سار على هذا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وثبتوا عليه، فكانوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُحبِّين طائعين، وكانت سُنته وقوله وهديه مُقدَّمةً عندهم على كلِّ شيء؛ فكلام النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الأول لا يُقدَّم عليه كلام أحدٍ من البشر كائنًا من كان.
كانوا عن السُنة منافحين، ولها حامين، فإذا رأوا أحدًا يعارضها أو يستهزئ بشيءٍ منها - قصدًا أو بغير قصد - وبَّخُوه وقرَّعوه وزجروه، ثم هجروه، لا يكلمونه ولا يساكنونه، وقد يضربونه أو يقتلونه رِدَّةً أو تعزيرًا.
وبذلك حموا السُّنة عن كيد الكائدين وعدوان المعتدين. وكانوا بواجب النصيحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمين. ثم جاء بعدهم التابعون فساروا على طريقهم وحذوا حذوهم.
حتى إذا بَعُدَ الزمان، وطال بالناس العهد، وضعف الإيمان، وكثر الخبث والنفاق، وقلَّ الورع؛ فتجرَّأ كثيرٌ من الناس على القول والكلام، فقال كلٌّ بهواه، وتكلَّم بما لا يرضاه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا الزمان، زمان الفتن التي يرقِّق بعضها بعضًا، رأينا العجائب والعظائم، رأينا أمورًا لا يسع أحدًا السكوت عنها بحال.
فمن ذلك السخرية والاستهزاء بالسُّنة النبوية، ومعارضتها بالعقول والآراء والرغبات والعادات، أو انكار سنة صحيحة ثابتة والتشكيك في حقيقة صدقها.
ويغفل كثيرٌ من الناس عن أمرٍ خطير، وهو أنَّ الاستهزاء بالدين كفر، سواء كان على سبيل اللعب والهزل والمزاح، أو على سبيل الجد، فهو كفرٌ مُخرِج من الملَّة.
قال ابن قدامة: من سبَّ الله تعالى كَفَر، سواءٌ كان مازحًا أو جادًا، وكذلك من استهزأ بالله تعالى، أو بآياته، أو برسله، أو كتبه. ا. هـ.
لقد كان السلف الطيب يشتدُّ نكيرهم وغضبهم على من عارض حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيٍ أو قياسٍ أو استحسانٍ أو قول أحدٍ من الناس كائنًا من كان، ويهجرون فاعل ذلك، وينكرون ذلك أشد الانكار، ولا يسوغون غير الانقياد له والتسليم والتلقِّي بالسمع والطاعة، ولا يخطر بقلوبهم التوقف في قبوله.
قال أحد السلف: ذكر عبادة بن الصامت أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن درهمين بدرهم، فقال فلان: ما أرى بهذا بأسًا، يدًا بيد.
فقال عبادة: أقول قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتقول: لا أرى به بأسًا؟.. والله لا يظلُّني وإياك سقف أبدًا.
إنَّ الاستهزاء بالسُّنة والسخرية بها نذير شرّ، وشؤم. لأن الاستهزاء بها مناف للإيمان ومقتضى شهادة أن محمداً رسول الله التي ينعقد الإسلام بها، ومنافٍ أيضاً للتصديق بالكتاب والسنة واتباعهما، ومن تكنف اتباع الكتاب والسنة إنما يتبع هواه وهذا عنوان الشقاء والنفاق والكفر، نسأل الله العافية.
قال عز وجل ﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ﴾ [النجم: 23].
وقال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 23].
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي نبيه الكريم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
فاتقوا الله عباد الله. ثم اعلموا رحمكم الله أنَّ أمر انتقاص السنة والتشكيك فيها أمرٌ خطير جداً.
قال محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في رسالته «نواقض الإسلام»: ومن أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر، ومن استهزأ بشيءٍ من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ثواب الله أو عقابه كفر. والدليل قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66].
عباد الله ولو تأملنا ما يقوله بعض المنتسبين للثقافة والإعلام اليوم مماً تسلل النفاق إلى قلوبهم، لوجدنا تطاولا عظيما على سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، والله المستعان.
قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: من رد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة.
وقال ابن القيم - رحمه الله -: هل كان في الصحابة من إذا سمع نصَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عارضه بقياسه أو ذوقه أو وَجْدِه أو عقله أو سياسته؟..
وهل كان قط أحدٌ منهم يقدم على نصِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقلاً أو قياسًا أو ذوقًا أو سياسة أو تقليد مقلِّد؟. فلقد أكرم الله أعينهم وصانها أن تنظر إلى وجه من هذا حاله أو يكون في زمانهم.
ألا فاتقوا الله عباد الله وافزعوا إلى مولاكم الكريم بما أمركم به من دعوته، وحضَّكم عليه من مسألته وقولوا
﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8].
فاللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا.. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزفنا اجتنابه
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه..
المصدر: منقول بتصرف يسير من
موقع الألوكة
وفي هذا الزمان، زمان الفتن التي يرقِّق بعضها بعضًا، رأينا العجائب والعظائم، رأينا أمورًا لا يسع أحدًا السكوت عنها بحال.
فمن ذلك السخرية والاستهزاء بالسُّنة النبوية، ومعارضتها بالعقول والآراء والرغبات والعادات، أو انكار سنة صحيحة ثابتة والتشكيك في حقيقة صدقها.
ويغفل كثيرٌ من الناس عن أمرٍ خطير، وهو أنَّ الاستهزاء بالدين كفر، سواء كان على سبيل اللعب والهزل والمزاح، أو على سبيل الجد، فهو كفرٌ مُخرِج من الملَّة.
قال ابن قدامة: من سبَّ الله تعالى كَفَر، سواءٌ كان مازحًا أو جادًا، وكذلك من استهزأ بالله تعالى، أو بآياته، أو برسله، أو كتبه. ا. هـ.
لقد كان السلف الطيب يشتدُّ نكيرهم وغضبهم على من عارض حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيٍ أو قياسٍ أو استحسانٍ أو قول أحدٍ من الناس كائنًا من كان، ويهجرون فاعل ذلك، وينكرون ذلك أشد الانكار، ولا يسوغون غير الانقياد له والتسليم والتلقِّي بالسمع والطاعة، ولا يخطر بقلوبهم التوقف في قبوله.
قال أحد السلف: ذكر عبادة بن الصامت أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن درهمين بدرهم، فقال فلان: ما أرى بهذا بأسًا، يدًا بيد.
فقال عبادة: أقول قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتقول: لا أرى به بأسًا؟.. والله لا يظلُّني وإياك سقف أبدًا.
إنَّ الاستهزاء بالسُّنة والسخرية بها نذير شرّ، وشؤم. لأن الاستهزاء بها مناف للإيمان ومقتضى شهادة أن محمداً رسول الله التي ينعقد الإسلام بها، ومنافٍ أيضاً للتصديق بالكتاب والسنة واتباعهما، ومن تكنف اتباع الكتاب والسنة إنما يتبع هواه وهذا عنوان الشقاء والنفاق والكفر، نسأل الله العافية.
قال عز وجل ﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ﴾ [النجم: 23].
وقال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 23].
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي نبيه الكريم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
فاتقوا الله عباد الله. ثم اعلموا رحمكم الله أنَّ أمر انتقاص السنة والتشكيك فيها أمرٌ خطير جداً.
قال محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في رسالته «نواقض الإسلام»: ومن أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر، ومن استهزأ بشيءٍ من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ثواب الله أو عقابه كفر. والدليل قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66].
عباد الله ولو تأملنا ما يقوله بعض المنتسبين للثقافة والإعلام اليوم مماً تسلل النفاق إلى قلوبهم، لوجدنا تطاولا عظيما على سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، والله المستعان.
قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: من رد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة.
وقال ابن القيم - رحمه الله -: هل كان في الصحابة من إذا سمع نصَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عارضه بقياسه أو ذوقه أو وَجْدِه أو عقله أو سياسته؟..
وهل كان قط أحدٌ منهم يقدم على نصِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقلاً أو قياسًا أو ذوقًا أو سياسة أو تقليد مقلِّد؟. فلقد أكرم الله أعينهم وصانها أن تنظر إلى وجه من هذا حاله أو يكون في زمانهم.
ألا فاتقوا الله عباد الله وافزعوا إلى مولاكم الكريم بما أمركم به من دعوته، وحضَّكم عليه من مسألته وقولوا
﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8].
فاللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا.. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزفنا اجتنابه
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه..
المصدر: منقول بتصرف يسير من
موقع الألوكة
تعليق