إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحياة الدنيوية لصفوة خلق الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحياة الدنيوية لصفوة خلق الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه






    كانت الحياة الدنيوية لأشرف الرسل، وأكرم خلق الله، وخير البرية محمد بن عبدالله
    صلوات الله وسلامه عليه،
    مثالاً وبرهاناً أن الله لا يختار الدنيا لأوليائه
    وأحبابه، وإنما يختار لهم الآخرة "
    وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى".الضحى :4

    وكانت كذلك سلسلة متواصلة من الاختبارات والابتلاءات. فقبل الرسالة نشأ النبي صلى الله عليه وسلم في أسرة فقيرة فقد مات أبوه قبل أن يولد، ولم يترك له من الميراث إلا أمة هي أم أيمن رضي الله عنها.
    وقـد عانت أمه حتى وجدت مرضعاً له، وبقي في كفالة جده عبد المطلب ثم لم تلبث والدته حتى توفيت وهـو طفل صغير، ثم تبعها جده عبدالمطلب،
    فانتقل النبي صلى الله
    عليه وسلم إلى كفالة عمه أبي طالب، الذي كان فقيراً، كثير الأولاد، وهكذا نشأ النبي يتيماً فقيراً قد من الله عليه بالمأوى عند جده، ثم عمه. قال تعالى "
    أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى".الضحى :6

    وعمل النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام أجيراً في رعي غنم الأثرياء من أهل مكة فقال: [رعيت الغنم على قراريط لبعض أهل مكة]، والقيراط عمله صغيرة في قيمة الفلس. ولما شب لم يكن له مال ليتاجر فيه كأهل مكة الذين كانت التجارة هي عملهم الأساس.
    فإن مكة ليست ببلـد زرع، وإنما عيش أهلها على التجارة واستجلاب البضائع، والبيع في أسواق الحج.. وقد عمل النبي صلى الله عليه وسلم بالتجارة مرات قليلة في مال خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
    وكان أهل مكة يقارضون بأموالهم. (والقراض أن يعطي رب ا
    لمال ماله للعامل ليتاجر فيه ثم يكون الربح بينهما وإذا وقعت الخسارة وقعت في المال وخسر العامل عمله)، وهذه المعاملة التي كان أهل الجاهلية يتعاملون بها جاء الإسلام وأقرها، فهي صورة من صورة الشركة في الإسلام.
    ولم يتوغل النبي في التجارة، ولا كانت هماً له.وبعد أن تزوج من خديجة رضي الله عنها، انصرف إلى العزلة والتعبد، فكان يأخذ زاده من طعام وشراب، ويخرج خارج مكة، وقد اختار جبل حراء الذي وجد كهفاً (مغارة) في أعلاه سكنها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يمكث فيها الليالي ذوات العدد حتى إذا فنى الطعام الذي معه، ونفذ الماء رجع إلى مكة مرة ثانية، ثم يكون من شأنه أن يتزود من الطعام والشراب لأيام أخرى يقضيها وحده في غار حراء.
    ووجد صلى الله عليه وسلم في هذه الخلوة راحته وسعادته واطمئنان قلبه، وحببت إليه هذه الخلوة والابتعاد عن الناس، ومن كان في مثل هذه الحال فإن الدنيا لا تكون له على بال.
    وكان هذا إعداداً من الله له ليحمل بعد ذلك ما لا تستطيع حمله الجبال.

    وأتاه الوحي من الله، وحمله الله سبحانه وتعالى رسالته إلى العالمين، وأمره بإبلاغ دينه إلى الناس كافة في الأرض كلها.
    وهذه الرسالة تبديل كامل لما عليه الأمم كلها من العقائد والنظم والتشريع والآداب والأخلاق، وفيها إكفار أهل الأرض كلهم: اليهود والنصارى والعرب المشركين والمجوس، وتسفيه لأحلامهم وحكم عليهم بالنار والعذاب والخسران هم ومن مضى من آبائهم إن ظلوا على ما هم عليه من الدين والخلق والسلوك والتشريع..

    ومع ضخامة هذه المهمة وثقلها، وتكاليفها الباهظة فإن الله سبحانه وتعالى لم يضع تحت يد النبي صلى الله عليه وسلم كنزاً من المـال ينفق منه، ولا وسيلة معجزة خارقة للعادة تحمله هنا وهناك ليبلغ رسالة ربه، بل ولم يرفع عنه السعي الواجب ليكسب عيشه وعيش أولاده، وكان صلى الله عليه وسلم قـد رزق بولدين القاسم وعبدالله ماتا سريعاً، وبأربعة من البنات هن :
    {زينب،ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة} جميعاً ظللن في
    كنفه. والبنت ليست كاسبة.
    وكان على النبي صلى الله عليه وسلم الذي حمل هذه الأمانة العظمى أن يسعى فيها وأن يجد ويجتهد، فانتهى بذلك عهد السكون والخلوة والسلامة من الناس والبعد عن شرورهم..

    يوم الطائف!! وما لقي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم من ماله في هذا الوقت دابة يركبها، ولو حمارًا يحمله إلى مكان بعيد عن مكة ليبلغ رسالة ربه، ولما أراد الذهاب إلى الطائف لم يجد إلا قدميه، وعندما رآه أهل الطائف وهم أهل الغنى والثراء، وقد أتاهم من مكة ماشياً،وليس معه أحد.. لا صديق، ولا مرافق، ولا خادم، يقوم بخدمته..
    ثم يقول لهم بعد ذلك
    [أنا رسول رب العالمين]!!، استنكروا هذا جداً، ولم تتقبل عقولهم المريضة، ونفوسهم الخسيسة أن يكون هذا الذي أمامهم وهو على تلك الحال من الضعف والفقر هو رسـول الله حقاً وصدقاً،
    إذ كيف يكون رسول الله خالق الكون الذي يكلفه بالبلاغ للناس جميعاً،
    ولا يضع له ولو ردابة في الخدمة ليبلغ عليها رسالة ربه!!
    وكان من شأنهم ما قصه النبي صلى الله عليه وسلم عندما سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قائلة:{ هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال: [لقيت من قومك ما لقيت!! وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذا عرضت نفسي على ابن عبدياليل بنعبدكلال، فلم يجبني إلى ما أردت -فانطلقت وأنا مهموم- على وجهي فلم أستفق إلا وأنابقرن الثعالب -وهو المسمى بقرن المنازل- فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك،وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم!! فناداني ملك الجبال فسلم عليثم قال: يا محمد، ذلك!! فما شئت؟**! إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين - أي لفعلت، (والأخشبان هما جبلا مكة، أبو قبيس والذي يقابله وهو قعيقعان) - قال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لايشرك به شيئاً].(متفق عليه).


    النبي صلى الله عليه وسلم يستدين ثمن الراحلة التي يهاجر عليها إلى المدينة:
    ولما أذن الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة بعد أن أجمعت قريش أمرها على قتله،
    رأت أن هـذا هو السبب الوحيد الذي يمكن أن يوقف دعوته، وأن
    نفيه خارج مكة أو حبسه فيها، لن يمنع من انتشار دعوته في مكة وخارجها.. أقول لماعزم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج مكة وأذن الله له في الخروج منها لم يكن يملك راحلة يركبها، وهو رسول رب العالمين، الذي له ملك السموات والأرضين،
    ولما عرض النبي
    صلى الله عليه وسلم أمر الهجرة على الصديق أبي بكر رضي الله عنه، فرح أبو بكر بذلك فرحًا شديدًا، وكان يعلم أنه لا بقاء له والرسول صلى الله عليه وسلم بمكة بعد أناشتد على المسلمين الأذى وهاجر عامتهم إلى الحبشة، ولم يبق إلا من له عهد مع قريشأو عصبة قوية تحميه، وكان أبو بكر قـد اشترى راحلتين من ماله، وكان تاجراً ميسورًا فعرض على النبي صلى الله عليه وسلم إحداهما ليهاجر عليها فقبلها النبي بثمنها.

    الصديق يرتب أمر الهجرة خطة ومالاً:
    ورتب أبو بكر شأن الهجرة كله، الرواحل، والزاد، ودليل الطريق (عبدالله بن أريقط) وكان غلاماً للصديق، والاختفاء في نواحي مكة حتى يخف الطلب ويأمن الطريق، وكيفية وصول الزاد إليهما،
    ومعرفة أخبار قريش مدة الاختفاء حتى يخف الطلب، فقد كان رأس أبي
    بكر مطلوباً مع رأس النبي صلى الله عليه وسلم، فإن قريش جعلت مائة من الإبل لمن أتاها بالنبي أو صاحبه حياً أو ميتاً.
    وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على الصديق الذي لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلممن أهل الأرض كلهم ناصر بعد الله إلا هو، الذي رافقه في هجرته جاعلاً حياته مع حياة النبي صلى الله عليه وسلم وروحه دون روحه. قال تعالى:
    {
    إِلَا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إذْ أَخْرَجهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا...} التوبة :40

    وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لا يحمل مالاً ولا متاعاً، والراحلة التي حملته كانت من مال الصديق ديناً على النبي صلى الله عليه وسلم، وحق للنبي صلىالله عليه وسلم قبل موته أن يذكر الصديق مشيداً بمنزلته وفضله فيقول: [إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الرحمن] (متفق عليه).



    النبي صلى الله عليه وسلم
    ينزل المدينة بلا مال أو متاع:
    ويسكن النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وينزل أولاً ضيفًا على أبي أيوب الأنصاري، ثم يعرض شراء أرض المسجد وكانت خربة فيها قبور لبعض المشركين، وبقايا نخللا يثمر، فيقول أصحاب الأرض: والله لا نقبل ثمنها إلا من الله!!فيكون وقفهم هذا أعظم وقف في الإسلام (المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم)
    ويشتري النبي بجوار المسجد أرضاً يقيم فيها حجرات لزوجاته. كانت الحجرة لا تسعه قائماً يصلي، وتسع امرأته.
    قالت أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله
    عنها: (
    كنت أنام في قبلة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم يصلي من الليل فإذا أراد أن يسجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما). (متفق عليه)
    وهذا من ضيق المكان.
    فهل تتصور الآن غرفة لاتسع مصل ونائم!!



    أنس بن مالك أعظم هدية في
    الإسلام:
    ولما سكن الرسـول بيته جاءته أم سليم الأنصارية الصحابة العابدة الفقيهة الحصيفة كاملة الدين والعقل فأهدت له ابنها، وقالت: يا رسول الله هذا خادمك أنس!!، فكان أنس بن مالك رضي الله عنه خـادم النبي صلى الله عليه وسلم لعشر سنين!!
    لم يعرف خادم في
    الدنيا أشرف ولا أجل ولا أعظم منه فشرف الخادم بشرف المخدوم
    وهل أجل وأعظم وأشرف
    من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ولو قدر لنا أن نرى خادم رسول الله لخدمناه لخدمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم.


    منزل بلا أثاث أو
    رياش:
    وعاش النبي صلى الله عليه وسلم في منزل لا يعرف الأثاث ولا الرياش، فلم يكن فيه بساط قط، ولا كان يستر حيطانه من الطين شيء من الأصباغ بل ولا تسويه بالملاط.
    ولما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم عدي بن حاتم الطائي وهو ملك طيء وسيدهم وحبرهم، وقد علق صليباً من الذهب في صدره،
    واستضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى
    منزله لم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدم لضيفه ليجلس عليه إلا وسادة واحدةمن ليف وضعها النبي صلى الله عليه وسلم لضيفه ليجلس عليها، وجلس رسول الله صلى اللهعليه وسلم على الأرض!!.



    منزل بلا مطبخ ولا
    نار!!
    ولم يعرف بيت النبي صلى الله عليه وسلم مطبخاً قط، ولا كان فيه فرن قط، وكان يمرشهران كاملان ولا يوقد في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم نار قط، وكان يعيشون الشهروالشهرين على الماء والتمر فقط.. قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كنا نتراءى الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة في شهرين، ولا يوقد في بيت رسول الله صلى اللهعليه وسلم نار!!
    قيل: فما كان طعامكم.
    قالت: الأسودان: التمر والماء!!!
    ولم يكن يجد آل محمد صلى الله عليه وسلم التمر في كل أوقاتهم، بل كان رسول الله يمضي عليه اليوم واليومين وهو لا يجد من الدقل (التمر الردئ) ما يملأ به بطنه.ولم ير رسـول الله صلى الله عليه وسلم الخبز الأبيض النقي قط، وسأل عروة ب نالزبير رضي الله عنه خالته عائشة رضي الله عنها هل أكل رسول الله خبز النقي؟ فقالت:ما دخل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلاً قط، ولا رأى رسول الله منخلاً قط..
    قال: فكيف كنتم تأكلون الشعير؟ قالت: كنا نطحنه ثم نذريه (مع الهواء) ثم نثريه ونعجنه!! ومع ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشبع من خبز الشعير هذايومين متتالين حتى لقي الله عز وجل!!
    قالت أم المؤمنين رضي الله عنها: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتالين حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وكانت تمر الأيام على أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجدون ما يأكلونه لا تمراً ولا شعيراً إلا الماء.
    ولقد جاء للنبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله أنا ضيفك اليوم!!
    فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى تسع زوجات عنده، ترد كل واحدة منهن (والله ماعندنا ما يأكله ذو كبير!! والمعنى من طعام يمكن أن يأكله إنسان أو حيوان) فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أخذه إلى المسجد عارضاً ضيافته على من يضيفه منالمسلمين فقال: [من يضيف ضيف رسول الله!!]
    وأقول: الله أكبر!! رسـول رب العالمين، ومن له خزائن السموات والأراضين لا يوجد في بيته خبزة من شعير أو كف من تمر يقدمه لضيفه!!اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد الذي أرسلته رحمة للعالمين وسيداًللبشر أجمعين، وأعليت ذكره في الأولين والآخرين، واحشرني تحت لوائه يوم الدين.
    وعاش النبي صلى الله عليه وسلم حياته لم يجلس في طعامه على خوان قط، ولا أكل في(سكرجة) قط (السكرجة: هي الصحون الصغيرة) ولم يعرف لا هـو ولا أصحابه المناديل التي يجفف بها الأيدي بعد الطعام قط.



    هذه ثياب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
    وكان عامة أصحابه لا يجد أحدهم إزاراً ورداءاً معًا، بل عامتهم من كان له إزارلم يكن له رداء، ومن كان له رداء لم يكن له إزار!!
    وكان يستحيون من رقة حالهم إذا جلسوا أو مشوا أن تظهر عوراتهم!! وكان يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلوا وليس لإحدهم إلا الإزار أن يخالف بين طرفيه ويربطه في رقبته على عاتقيه!! حتى لا يسقط إزاره وهو يصلي!!

    وفي عهد التابعين رأى أحدهم جابر بن عبدالله الأنصاري يصلي في إزار قد عقده من قبل قفاه!! وثيابه موضوعة على المشجب فقال له: تصلي في إزار واحد؟! فقال: إنما صنعتذلك ليراني أحمق مثلك!!
    وأينا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
    واختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيش حياته كلها متخففاً من الدنيا، مقبلاًعلى الآخرة، ولما فتحت له الفتوح، وكان له الخمس من مال بني النضير وخمس الخمس منخيبر، والخمس من فدك وكلها أراض ترد غلات كبيرة جعل كل ذلك في سبيل الله، وجاءتهنساؤه يطلبن التوسعة في النفقة،
    فأنزل الله سبحانه وتعالى عليه {
    يَا أَيُّهَا النَّبِيَّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحيَاةَ الدنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالْينَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا*وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُـولَهُ والدَّارَ الْآخِرَةَ فإِنَّ اللهَ أَعَدَّ للْمُحسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا } الأحزاب 28:29
    ولما نزلت هذه الآية على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم أن هذا الخيار قد يصعب على بعض زوجاته، وكان صلى الله عليه وسلم يحب عائشة رضي الله عنها، وكانت في وقت نزول هذه الآية طفلة صغيرة لم تكمل الحادية عشرة من عمرها.
    فبدأ النبي بها صلى الله عليه وسلم وقال لها: [يا عائشة إني عارض عليك أمراً فلا تستعجلي فيه حتى تستأمري أبويك!!]وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أن أبويها لا يمكن أن ينصحا لها بفراق النبيصلى الله عليه وسلم!!
    فلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عليها الآية وفيها تخيير
    بين الحياة مع النبي مع التقشف والتخفف من الدنيا، وترك التوسع فيها، وبين الطلاق.قالت:
    يا رسول الله أفيك أستأمر أبوي!! بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة!! الله أكبر... ما أعظم هذا!! هذه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فتاة لم تبلغ الحادية عشرة من عمرها...
    أي فقه وفهم ورجاحة عقل ودين كانت تحمله هذه الحِصَان
    الرازن الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها.
    ثم قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم
    بعد ذلك:
    ولكن يا رسول الله لا تخبر أحداً من زوجاتك بالذي اخترته!!
    ومرة ثانية أقول الله أكبر... عائشة أم المؤمنين التي اختارت الله ورسوله والدار الآخرة وآثرت الحياة مع النبي صلى الله عليه وسلم مع الزهد والتقشف والتقلل من الدنيا يظهر فيها كذلك معاني الأنثى الكاملة، والزوجة الغيور المحبة لزوجها التي تريد أن تستأثر به (وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) ،
    وترجو أن يسقط في الاختبار غيرها من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم!!
    ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها: [لا تسألني واحدة منهن عما اخترتيه إلا قلت لها!!]



    نعم المعلم أنت يا رسول الله!! فقد كنت كاملاً في كل نواحيك!!
    :
    فأنت خير زوج لأزواجك، وخير صديق لأصدقائك، وخير صاحب لأصحابك، وخير شريك لشركائك، وخير جار لجيرانك، وفي النهاية خير رسول لأمته. فصلى الله عليك وعلى آلك وأزواجك الطيبين الطاهرين الذين صحبوك في هذه الحياة الدنيا على أتم صحبة، فكانت زوجاتك الطيبات الطاهرات خير النساء، ومن أجل ذلك جعلهن الله أمهات لكل مؤمن بمنزلة الأم الرؤوم الحنون.

    كما كنت يا رسـول الله أباً لكل مؤمن بمنزلة الوالد الرؤوف
    الرحيم {
    {‏‏ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ... }[الاحزاب: 6] وفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا يوم فارقها وهو في ثوبه الخشن، ومنزله المتواضع، عيشه الكفاف، ولم يترك ديناراً ولا درهماً بل مات وهو مدين بثمن ثلاثي نصاعاً من شعير طعاماً لأهل بيته كان قد اشتراها من يهودي ورهنه النبي درعه!!
    وأخرجت عائشة رضي الله عنها للناس رداءاً وكساءاً غليظاً فقالت: توفي رسـول الله صلى الله عليه وسلم في هذين!!
    فسلام الله عليك ورحمته وبركاته عليك يا رسول الله في العالمين.








    عبدالرحمن بن عبدالخالق
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 06-11-2014, 11:23 PM.

  • #2
    رد: الحياة الدنيوية لصفوة خلق الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه

    جزاكم الله خيراا

    تعليق


    • #3
      رد: الحياة الدنيوية لصفوة خلق الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه

      الله المستعان

      جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم

      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        رد: الحياة الدنيوية لصفوة خلق الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه


        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
        ينقل للقسم المناسب


        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: الحياة الدنيوية لصفوة خلق الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          صلى الله على نبينا وشفيعنا محمد وعلى آله وأزواجه الطيبين الطاهرين وسلم
          وجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
          ونسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا ويرزقنا شكر نعمته التى أنعم بها علينا
          آمين


          تعليق

          يعمل...
          X