بسم الله والصلاة والسلام على من لانبى بعده محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم
هاهيا اقتربت أعظم أيام السنة ولم يبقى إلا القليل فهيا أخوانى أخواتى نبحر إلى بيت الله الحرام زاده الله تشريفاَ وتكريماَ لنتعرف على الحج وفضائله والحكمة منه وأركانه وجميع مايخص هذا الركن العظيم ولكن قبل أن نبحر يجب علينا أن نعرف أنه فى هذا الشهر عشر أياما وهى أعظم مواسم الطّاعة، التي فضَّلها الله تعالى على سائر أيام العام .. قد أقسم الله عزوجل بهم فى قوله تعالى وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ
وَاللَّيَالِي الْعَشْر الْمُرَاد بِهَا عَشْر ذِي الْحِجَّة كَمَا قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَابْن الزُّبَيْر وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف . وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا " مَا مِنْ أَيَّام
الْعَمَل الصَّالِح أَحَبّ إِلَى اللَّه فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّام " يَعْنِي عَشْر ذِي الْحِجَّة قَالُوا وَلَا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه ؟ قَالَ" وَلَا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه إِلَّا رَجُلًا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَاله ثُمَّ لَمْ يَرْجِع مِنْ
ذَلِكَ بِشَيْءٍ " وَقِيلَ الْمُرَاد بِذَلِكَ الْعَشْر الْأُوَل مِنْ الْمُحَرَّم حَكَاهُ أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير وَلَمْ يَعْزُهُ إِلَى أَحَد وَقَدْ رَوَى أَبُو كُدَيْنَة عَنْ قَابُوس بْن أَبِي ظَبْيَان عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس . وَلَيَالٍ عَشْر
قَالَ هُوَ الْعَشْر الْأُوَل مِنْ رَمَضَان وَالصَّحِيح الْقَوْل الْأَوَّل . قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا زَيْد بْن الْحُبَاب حَدَّثَنَا عَيَّاش بْن عُقْبَة حَدَّثَنِي خَيْر بْن نُعَيْم عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ جَابِر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ الْعَشْر عَشْر الْأَضْحَى وَالْوَتْر يَوْم عَرَفَة وَالشَّفْع يَوْم النَّحْر " وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن رَافِع وَعَبْدَة بْن عَبْد اللَّه وَكُلّ مِنْهُمَا عَنْ زَيْد بْن الْحُبَاب بِهِ . وَرَوَاهُ اِبْن جَرِير
وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث زَيْد بْن الْحُبَاب بِهِ وَهَذَا إِسْنَاد رِجَاله لَا بَأْس بِهِمْ وَعِنْدِي أَنَّ الْمَتْن فِي رَفْعه نَكَارَة وَاَللَّه أَعْلَم.
وللتعرف على فضائل أعظم أيام الدهر
هنا
وللتحميل الرحلة من هنا
بسم الله
فهيا بنا الآن لنتعرف على هذا الركن العظيم فبالبداية يجب أن نتعرف على معنى الحج:
مامعنى الحج ؟
الحج فى اللغة :القصد
وفى الشرع : التعبد لله بأداء المناسك فى مكان مخصوص فى وقت مخصوص ، على ماجاء فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ماحكم الحج والعمرة ؟
لابد أن نعلم أن الحج فريضة على المسلم والمسلمة عند القدرة وهو أحد أركان الإسلام
لقوله تعالى : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ سورة آل عمران الآية (97)
ولقوله تعالى : وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ سورة البقرة (196)
ولحديث ابن عمر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : بنى الإسلام على خمس ...." وذكر منها الحج
وقد أجمعت الأمة على وجوب الحج على المستطع مرة واحدة فى العمر
· وأما عن العمرة :فمن أهل العلم من قال أنها سنة مؤكدة .
ومنهم من قال أن العمرة واجبة على المسلم والمسلمة مرة فى العمر عند القدرة وذلك لأن الله تعالى قال : : وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ سورة البقرة (196)
مالحكمة من مشروعية الحج ؟
!- الشعور بالتجرد لله ، والاستعداد والخروج فى سبيله وترك المال والأهل .
2- تجديد روابط الإيمان ، والتعارف
3- فرصة للتعارف والتعاون على البر والتقوى
4- يشهد الناس فى الحج منافع لهم ويذكرون الله فى أيام عظيمة .
5- إجابة دعوة ابيهم إبراهيم ، واقتفاء سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم
ماهى فضائل الحج والعمرة ؟
وأما عن فضائل الحج والعمرة فهى كثيرة ولكنى سأكتفى بذكر بعضها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " متفق عليه رواه البخارى (1521) ومسلم (1350)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحج يهدم ماقبله " صحيح :رواه مسلم (121)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة "متفق عليه رواه البخارى (1773) رواه مسلم (1349)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثوابٌ إلا الجنة" صحيح رواه الطبرانى فى الأواسط ( 5/ 170 ) وصححه الألبانى فى الصحيحة ( 1185)
الحاج فى ضمان الله عزوجل :
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه قال ط ثلاثة فى ضمان الله عزوجل : رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله ، ورجل خرج غازياً فى سبيل الله تعالى ، ورجل خرج حاجاً" صحيح رواه الحميدى فى مسنده ، وأبونعيم فى الحلية ، وصححه الشيخ الألبانى فى الصحيحة (598)
قال المناوى " فى ضمان الله عزوجل " أى : فى حفظه وكلاءته ورعايته " اه فيض القدير للمناوى (3/319)9
الحجاج والعمار وفد الله :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحجاجُ والعُمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم " حسن رواه البزار عن جابر وحسنه الألبانى فى الصحيحة (1820)
من يفوز بها الخير؟
عن ابن عمر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال " ماترفع إبل الحاج رجلا ، ولاتضع يداً إلا كتب الله تعالى له بها حسنة ، أو ما محا عنه سيئة أو رفعه بها درجة " حسن أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان ، وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (5596)
أفضل الجهاد حج مبرور:
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم :أى العمل أفضل ؟ قال "إيمان بالله ورسوله "قيل :ثم ماذا؟ قال : "الجهاد فى سبيل الله " قيل : ثم ماذا؟ قال : " حج مبرور " متفق عليه رواه البخارى (26).ومسلم (83)
*وعن عائشة رضى الله عنها قالت :يارسول الله ! نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ فقال :"لكُنَ أفضل الجهاد حج مبرور " صحيح البخارى (1520)
يعنى أفضل جهاد النساء
*وعن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعاً :" جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة " حسن لغيره :رواه النسائى ،واحمد ،وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الترغيب ( 1100)
النفقة فى الحج كالنفقة فى سبيل الله :
قال تعالى : وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ " سورة البقرة (195-196)
أن النفقة فى الحج والعمرة تدخل فى جملة النفقة فى سبيل الله .
شروط الحج والعمرة :
الاسلام : فلا يجب على الكافر
العقل : فلايجب على المجنون
البلوغ : فلا يجب على الصغير
الحرية
الاستطاعة:وهى:
1-أن يجد زاداً ومركباً ويكون الطريق آمناً وان يكون صحيح البدن قادراً على أداء المناسك .
2-وتزيد المرأة بوجود محرم لها كالزوج أو من تحرم عليه بقرابة كأبيها وعمها أوبرضاع كأخيها من الرضاع .
من آداب الحج والعمرة :
1-التوبة إلى الله
2-رد المظالم وقضاء الدين .
3-أن يتحلى بمحاسن الأخلاق وأفضل العادات .
4-اختيار النفقة من المال الطيب الحلال .
5-تامين حاجة من يعول حتى يعود إليه .
6-أن يتجنب الفُحش من القول والرفث والخصام
هل يجب الحج فى العمر أكثر من مرة :
لا يجب الحج فى العمر أكثر من مرة واحدة وما زاد على ذلك فهو تطوع لحديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال أيها الناس نقد فرض الله عليكم الحج فحجوا " فقال رجل : أكُل عام يارسول الله ؟ فقال: لو قلت :نعم ، لوجبت ، ولما استطعتم " صحيح مسلم (1337)
ولأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلى المدينة إلا حجة واحدة ....و قد أجمع العلماء على أن الحج لايجب على المستطيع إلا مرة واحدة
الترهيب من ترك الحج مع القدرة :
عن أبى أمامة :من لم يحبسه مرض أو حاجة ظاهرة ، أو سلطان جائر فلم يحج فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً – يعنى : من استحل الترك .
وعن ابن عباس رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا صرورة فى الإسلام " ضعيف رواه أبوداود ، واحمد ، والحاكم ،والبيهقى وضعفه الشيخ الألبانى فى الضعيفة (685)
والصرورة :ترك الحج، من الصر وهو المنع والحبس
وعن ابن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال :لقد هممت أن أبعث رجلاً إلى هذه الأمصار فتنظر كل من كانت له جِدَة –أى :سعة ومال وقدرة –ولم يحج فيضربوا عليه الجزية ، ماهم بمسلمين ماهم بمسلمين .
ماذا يفعل من مات أبوه وأمه دون أن يحجا؟
من مات أبوه وأمه دون أن يحجا فإنه يستطيع أن يحج عنهما لكن بشرط أن يحج عن نفسه أولاً ثم يحج عن أبيه وأمه
وإذا كان أحدهما مريضاً مرضاً لايرجى شفاؤه فإنه يستطيع أيضاً ان يحج عن هذا المريض لكن بشرط ان يحج عن نفسه اولاً
وقد جاءت امرأة تسأل النبى صلى الله عليه وسلم فقالت له : يارسول الله ، إن فريضة الله الحج على عباده فى الحج أدركت أبى شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يثبت على الراحلة ( أى لايقدر على الركوب على جمله أو بغلته ) أفأحج عنه ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعم" وكان ذلك فى حجة الوداع .
وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقول : لبيك عن شبرمة فقال : " أحججت عن نفسك؟ " فقال : لا قال : " فحج عن نفسك ، ثم حج عن شبرمة.
تعليق