حديث نبوي يلخص تاريخ الأمة
الحديث:[تكونُ النُّبُوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ خلافةٌ على مِنهاجِ النُّبُوَّةِ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا عاضًّا، فتكونُ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فيكونُ ما شاء اللهُ أن يكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ خلافةً على مِنهاجِ نُبُوَّةٍ . ثم سكت . . .]ـ رواه النعمان بن بشير وخرجه الألباني بإسناد حسن بمشكاة المصابيح بصفحة أو برقم: 5306ـ.
انطلاقا من هذا الحديث يصنف تاريخ الأمة إلى أربعة مراحل:
1- مرحلة النبوة والخلافة الراشدة: وخلالها كانت السيادة للدعوة على الدولة، بحيث أن جل التشريعات جاءت لتحقيق ما أجمله الأصوليون في خمسة حفظ الدين وحفظ النسل وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال.
2- مرحلة الملك العض وتمتد من سنة 41 للهجرة إلى بداية القرن العشرين أي نهاية الإمبراطورية العثمانية سنة 1924 وخلاله وقع احتواء الدولة للدعوة بحيث تم تعطيل دعائم الحكم الإسلامي الشورى والبيعة، وحل التوريث القصري وتوقف باب الاجتهاد في باب تدبير الحكم وتطوير أحوال المعاش وأصبح الفقه يعيش محنته التاريخية، وتشكل ما يسمى بالفقه المنحبس الذي لا يتجاوز فقه الأحوال الشخصية.
3- مرحلة الملك الجبري وهي المرحلة التي أعقبت الاستعمار الغربي للبلاد الإسلامية حيث تم تقسيمها إلى دويلات بموجب اتفاقية "سايكس بيكو".
4- مرحلة الخلافة الموعودة: وهي أمل الأمة في محنتها التاريخية وبشارة عظمى، تعمل الجماعة على بثها في القلوب وتهيئ لها جند الله القائمين بالحق لاستقبال قدر كوني بأمر الله الشرعي، وهو التوبة إلى الله عز وجل ودعوة الناس إلى التوبة حاكمين ومحكومين في غير انتظارية اتكالية وإنما بخط تربوي ومنهاج سياسي متواز ينشد تحقيق سنة الله عز وجل الملخصة في الآية الكريمة {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَر َبَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْس الْمَصِيرُ(57)}النور .
تعليق