
الصدق من أعظم الأخلاق التي يتَّصف بها إنسان؛ لذا كان محلَّ عناية القرآن؛ فقال تعالى موجِّهًا نداءه لكل مَنْ آمن به ربًّا:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]؛ للدلالة على أن المجتمع المسلم يجب أن يتَّصف بهذه الصفة الرائعة صفة الصدق؛ لأنها مفتاح كل خير.
الصدق في حياة رسول الله
كان رسول الله




وعندما أمره الله

كما شهد بصدقه أكثر الناس عداء له وهو النضر بن الحارث الذي قام خطيبًا في سادة قريش قائلاً لهم: "يا معشر قريشٍ، إنه والله قد نَزَلَ بكم أمرٌ ما أَتَيْتُم له بحيلة بَعْدُ، قد كان محمدٌ فيكم غلامًا حدثًا[3]، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانةً، حتى إذا رأيتم في صُدْغَيْهِ الشيب وجاءكم بما جاءكم به، قلتم: ساحر. لا والله ما هو بساحر؛ لقد رأينا السَّحَرَة ونَفْثَهُم وعقدهم، وقلتم: كاهن. لا والله ما هو بكاهن؛ قد رأينا الكهنة وتَخَالجُهم، وسمعنا سجعهم، وقلتم: شاعر. لا والله ما هو بشاعر؛ قد رأينا الشعر، وسمعنا أصنافه كلها؛ هزجه ورجزه، وقلتم: مجنون. لا والله ما هو بمجنون... فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمرٌ عظيمٌ"[4].
وأكبر من هذا كله شهادة رب العالمين على صدقه



حث رسول الله على الصدق
كان رسول الله


بل ويُوَجِّه رسول الله

ومن عظمة رسول الله





لقد كان رسول الله




فكانت هذه الفكاهة من النبي


صدق رسول الله في الحرب
وكذلك كان حال رسول الله







قال الشيخ: فإنه بلغني أن محمدًا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا -للمكان الذي به رسول الله

فلمَّا فرغ من خبره قال: ممن أنتما؟ فقال رسول الله

وما أجمل أن نختم مقالنا هذا بقصة رسول الله


شهادة كارليل على صدق رسول الله
هكذا كانت حياته

د. راغب السرجاني
[1] البيهقي: السنن الكبرى (12477)، وابن كثير: البداية والنهاية 3/218، 219، والطبري: تاريخ الأمم والملوك 1/569.
[2] البخاري عن عبد الله بن عباس: كتاب التفسير (4492)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" (208).
[3] غلامًا حدثًا: أي فَتِيُّ السِّنِّ، ورجلٌ حَدَثٌ أَي شابٌّ. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة حدث 2/131.
[4] ابن هشام: السيرة النبوية 1/299، 300، والسهيلي: الروض الأنف 3/68، وابن سيد الناس: عيون الأثر 2/427.
[5] ابن عاشور: التحرير والتنوير 24/86.
[6] مسلم عن عبد الله بن مسعود: كتاب البر والصلة والآداب، باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله (2607)، وأبو داود (4989)، والترمذي (1971)، وابن ماجه (3849).
[7] أحمد بن حنبل عن عبادة بن الصامت: باقي مسند الأنصار، حديث عبادة بن الصامت

[8] الترمذي: كتاب صفة القيامة (2518)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد (1723)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح. وأبو يعلى (6762)، والحاكم (7046)، وقال الألباني: صحيح. انظر صحيح الجامع (3378).
[9] أبو داود: كتاب الأدب، باب ما جاء في المزاح (4998)، وأحمد (13844)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين... وأبو يعلى (3776)، وقال حسين سليم أسد: رجاله رجال الصحيح.
[10] ما يباح من الكذب، انظر: النووي: رياض الصالحين ص565، 566.
[11] ابن كثير: السيرة النبوية 2/396، وابن هشام: السيرة النبوية 1/615، والسهيلي: الروض الأنف 5/73، وابن سيد الناس: عيون الأثر 1/329.
[12] البخاري عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة: كتاب الوكالة، باب إذا وهب شيئا لوكيل أو شفيع قوم جاز (2184)، وأبو داود (2693)، وأحمد (18934).
[13] هذا التعداد الذي ذكره كارليل كان وقت إصداره لكتابه (الأبطال)، أما الآن عام 2008م فقد تجاوز عدد المسلمين في العالم 1.3 مليار نسمة. انظر: جريدة الشرق الأوسط،
[14] كارليل: الأبطال ص43.
تعليق