أيها الأخوة ...
هيا شمروا عن سواعدكم ... فقد جاء شهر كريم ..... وأجر عظيم .....
بالعمل الصالح نرتقي .... والدنيا مزرعة الآخرة.... وعبادة الرحمن خير ناصر على الأعداء .
شهـــر شعبــان :
شعبان هو اسم لشهر من الأشهر القمريه ، وقد سمي بذلك لتشعبهم فيه أي تفرقهم في طلب المياه ، وقيل في
الغارات ، وقال ثعلب:- قال بعضهم إنما سمي شعبانُ شعبانَ لأنه شعب أي ظهر بين شهري رمضان ورجب .
فضـــــــــائل شهــر شعبـــان :
-
شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى :
عن أسامة بن زيد رضى الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور
ما تصوم في شعبان! فقال صلى الله عليه وسلم : «ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى
الله تعالى فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»
-كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر صيامه :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( كَانَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لايَصُومُ
،فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ)
رواه البخاري في الصوم باب صوم شعبان (1833)
عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنَّهُ كَان
يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، وَكَانَ يَقُولُ : خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ، وَأَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى النَّبِيِّ صلىالله عليه وسلم مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّتْ ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا )
رواه البخاري في الصوم باب صوم شعبان (1834)
* - أحب الشهور إلى رسول صلى الله عليه وسلم : *
)كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان)صححه الألبانى
هدي خير البشر صلى الله عليه وسلم :-
كان شديد المحافظه على هذا الشهر ومن شدة محافظته صلى الله عليه وسلم على الصوم في شعبان أن
أزواجه رضي الله عنهن، كن يقلن أنه يصوم شعبان كله، مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر غير رمضان،
وكان يكثر صيامه في هذا الشهر المبارك
ولشدة معاهدته صلى الله عليه وسلم للصيام في شعبان، قال بعض أهل العلم: إن صيام شعبان أفضل من
سائر الشهور ، وإن كان قد ورد النص أن شهر الله المحرم هو أفضل الصيام بعد رمضان ، فعن أبي هريرة رضى
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة
صلاة الليل)) [رواه مسلم].
سبب التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور :
ذكر أهل العلم حكما في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور: منها: أن أفضل التطوع ما
كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن
الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما
قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة للصلاة، فكذلك يكون صيام ما
قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه، ولذلك فإنك تجد رمضان يسبق بالصيام من شعبان والاستكثار
منه ثم بعد انقضاء رمضان يسن صيام ست من شوال، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة المفروضة.
قال ابن رجب في بيان وجه الصيام في شعبان:
: "وفيه معانٍ، وقد ذكر منها محمد صلى الله عليه وسلم إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام
وشهر الصيام، اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظنُّ أن صيام رجب أفضل من صيامه
لأنه شهر حرام، وليس كذلك
" لطائف المعارف (ص250-251) .
قال: "وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ((يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان )) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر
فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقاً، أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها
أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوِّتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم" ( لطائف المعارف
(ص251).]).والمعنى الثاني المذكور في الحديث هو أن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين،
فكان صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يُرفع عمله وهو صائم) هذا الكلام مأخوذ من تتمة الحديث، ولم يذكر ابن رجب
هذا المعنى في لطائف المعارف..
وذكروا لذلك معنى آخر وهو التمرين لصيام رمضان، قال ابن رجب: "وقد قيل في صوم شعبان معنى آخر، وهو
أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على
الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذّته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط" ( لطائف
المعارف (ص252) .
فالحكمة من إكثاره صلى الله عليه وسلم الصيام في شعبان؛ أمران:
الأمر الأول :
أنه شهر تغفل الناس عن العبادة فيه؛ و معلوم أن أجر العبادة يزداد إذا عظمت غفلة الناس عنها، وهذا أمر
مشاهد؛ فأكثر الناس على صنفين:
صنف انصرفوا إلى شهر رجب و أحدثوا فيه من البدع و الخرافات ما جعلهم يعظمونه أكثر من شعبان.
و الصنف الآخر لا يعرفون العبادة إلا في رمضان.
الأمر الثاني :
أن الأعمال ترفع إلى الله فيه، و أفضل عمل يجعل أعمال العبد مقبولة عند الله هو الصيام؛ و ذلك لما فيه من
الانكسار لله تعالى، و الذل بين يديه، و لما فيه من الافتقار إلى الله .
فيشرع لك يا عبد الله أن تصوم شعبان إلا قليلا، أو تكثر من الصيام فيه حتى تقبل أعمالك عند الله
.
هيا أخوتى البدار البدار .... الى طاعة الرحيم الغفار .... حتى تكونوا من أوليائة المقربين ؟
البدع المشتهرة في شعبان :
تخصيص صيام اليوم الخامس عشر من شعبان بالصيام.
-الرد :لم يأت في سنة النبى صلى الله عليه وسلم القول بصيام يوم الخامس عشر من شعبان ولا فعله الصحابة
الكرام ولا من تبعهم بإحسان ، إذ هو أمر محدث ولو كان خيراً لفعله من هو خير منا وقد قال صلى الله عليه
وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه مسلم. لكن إذا كان للشخص برنامج ثابت في الصوم
فصادف الخامس عشر من شعبان فلا حرج في صومه كمن يفطر يوما ويصوم أو من يصوم أيام الليالي البيض
أو من يصوم الخميس والاثنين أو من نذر نذراً فصادفه أو غير ذلك.
-صلاة البراءه :
وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة . وقال الإمام النووي ـ رحمه اللهـ في كتابه
"المجموع" الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب...، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان
منكرتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب: "قوت القلوب"، و"إحياء علوم الدين"، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل
ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غالط في ذلك).
- صلاة ست ركعات :بنية دفع البلاء وطول العمر والاستغناء عن الناس .
- قراءة سورة { يس } والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم (( اللهم يا ذا المن ، ولا يمن عليه ، يا ذا
الجلال والإكرام .. ))
- جانب السنه في شهر شعبان :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ ( كَانَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ
لا يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي
شَعْبَانَ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إَِلا قَلِيلاً ) البخاري 1969 مسلم 1156
جــانب من الأحاديث الضعيفه و الغير صحيحه منتشره في المنتديات لتبيه الناس من تداولها مجددًا متعلقه بشهر شعبـــان :
الحديث الأول : "كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فربما أخرَّ ذلك حتى يجتمعَ
عليه صوم السنة فيصوم شعبان".
وهذا حديث ضعيف أخرجه الطبراني في الأوسط عن عائشة-رضي الله عنها- ، قال الحافظ في الفتح:فيه
ابن أبي ليلى ضعيف.
الحديث الثاني:"كان إذا دخل رجب، قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلغنا رمضان".
والحديث رواه البزار ،والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في فضائل الأوقات ، عن أنس-رضي الله عنه- ، وقد
ضعفه الحافظ في تبين العجب ، وقال: فيه زائدة بن أبي الرُّقَاد ، قال فيه أبو حاتم يحدث عن زياد النُّمَيْرِي ، عن
أنس بأحاديث مرفوعة منكرة ، فلا يُدرى في السنن لا أدري من هو، وقال ابن حبان لا يُحتج بخبره. منه أو من
زياد ، وقال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي
الحديث الثالث: عن أبي هريرة-رضى الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم -لم يصم بعد رمضان إلا
رجب وشعبان.
وقد حكم عليه الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في تبين العجب بالنكارة من أجل يوسف بن عطية ، فإنه ضعيف جدا.
حديث الرابع: (( فضل شهر شعبان كفضلي على سائر الأنبياء)) قال ابن حجر : إنه موضوع كما في كتابه تبين
العجب
انظر : كتاب كشف الخفاء 2 / 110 للعجلوني طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ و كتاب المصنوع لعلي بن
سلطان القاري 1 / 128 طبعة مكتبة الرشد لعام 1404هـ
الحديثالخامس : تخصيص صيام نهار ليلة النصف من شعبان و قيام ليلها : (( إذا كانت ليلة النصف من شعبان
فقوموا ليلها وصوموا نهارها ))
أنظر : كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2 / 562 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ و كتاب مصباح الزجاجة
للكناني 2 / 10 طبعة دار العربية لعام 1403هـ و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 51 و كتاب تحفة
الأحوذي للمباركفوري 3 / 366 طبعة دار الكتب العلمية و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم
2132
الحديث السادس : (( خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، و ليلة النصف من شعبان، وليلة
الجمعة، و ليلة الفطر، و ليلة النحر ))
أنظر : كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 1452
الأحاديث الضعيفه والباطله كثيره ولكن نكتفي بهذا القدر من الأحاديث
فشهر شعبان شهر عظيم عظمَّه رسول صلى الله عليه وسلم فيجب أن نعظمه وأن يكثر من العبادة والاستغفار
فيه تماماً كما جاء وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك .
الختـــــــــام :
فتوى تتعلق بهذا الشهر المبارك .
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ؟؟
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان ؟ وهل لها صلاة خاصة ؟
فأجاب : ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح.. كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفةلا أصل
لها وهي ليلة ليس لها خصوصية ، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة .. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية
فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء .. هذا هو الصواب وبالله التوفيق
والحمد الله كما يحب ويرضى ، ونسأله أن يبلغنا شهر رمضان ويغفر لنا ذنوبنا ويرفع درجاتنا ويجعلنا من أهل
الجنات ويكتب لنا الخير حيثما كنا ويبارك لنا ويوفقنا لما يحب ويرضى
و الله أعلم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين
المراجع :
موقع صيد الفوائد .
موقع طريق الإيمان .
سلسلة العلامتين ابن باز والألباني
تعليق