السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي يرى ويسمع كل ما في الكون من سر ومن إعلان، فهو
العليم وهو الخبير وهو الشهيد وهو البصير، فسبحانه ما أعظمه، وهو المحيط وهو السميع
فلا إله إلا الله، أحاط بكل شئ علماً، فأين نذهب عن علمه وإحاطته؟؟
وأصلي وأسلم
على البشير النذير الذي أضاء لنا الطريق وبين لنا السبيل ..
عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قَالَ " إنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ ، كحاملِ المِسكِ ونافخِ الكيرِ . فحاملُ المسكِ ، إمَّا أن يُحذِيَك ، وإمَّا أن تَبتاعَ منه ، وإمَّا أن تجِدَ منه ريحًا طيِّبةً . ونافخُ الكيرِ ، إمَّا أن يحرِقَ ثيابَك ، وإمَّا أن تجِدَ ريحًا خبيثةً"، صحيح البخاري
يُحْذِيكَ معناه يُعْطِيكَ. ففي هذا الحديث الحث على مجالسة
أهل الخير، والتحذير من مجالسة أهل الشر. وفيه الحكم بطهارة المسك وهو أطيب الطيب
كما جاء في الحديث الشريف. فمن خالط صحبة السوء ناله نصيب من أخلاقهم، إلا من رحمه
الله مثاله أن يصاحبهم بلا معصية لينفعهم في دينهم ويعلمهم اساس الاعتقاد مثلاً وأن
الله لا يشبه شيئاً وأنه خالق كل شيء، ويحذرهم مما يهلكهم في دينهم وينصحهم بأداء
الصلوات المفروضات في وقتها، هنا ينصحهم، فإن أيس منهم تركهم والتفت الى
شأنه.
ومن خالط الصالحين وجالس ذوي البر والتقوى والمروءة وِأصحاب
مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، فإنه غالبًا ما تناله نفحة طيبة بصحبتهم فيسلك
مسالكهم، والحديث يقول" المرءُ على دينِ خليلِهِ فلينظر أحدُكم من يخالِلْ"حسنه الألباني.
فمن عقل المرء أن يختار صحبة الصالحين فهم القوم لا يشقى بهم
جليسهم كما جاء في حديث مسلم، جعلنا الله منهم ورزق كاتبها وقارئها مفيد غيره ما
فيها من خير الدنيا والآخرة، آمين
تعليق