عائشة بنت أبي بكر الصديق
الصديقة بنت الصديق.. حبيبة الحبيب..
صاحبة رسول الله، وأحب النساء على قلبه
أليفة قلب سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام
من هي عائشة ؟ هي بنت من؟
هي زوج من ؟
هي أم المؤمنين السيدة عائشة بنت عبد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ابن مره بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، وكان من أبرز رجال تيم فقد كان رجلا تاجرا ميسور الحال عرف بحسن
الخلق وطيب المعشر، حتى ألفه كل رجل في قريش، وزاد من هذه الألفة ما عرف عن الرجل من حفظه للأنساب وحفظه للأشعار وعلمه الغزير بتاريخ قريش وما حولها من قبائل العرب
.
بكر شريفا في الجاهلية، فلما جاء الإسلام وبادر إلى الإيمان، ازداد شرفا على شرف، وما زال ذكره ومكانته يزيدان حتى أصبح الرجل الثاني في الإسلام، وحتى رضيه المسلمون خليفة لرسول الله
وفوضوا له أمورهم، فكان عند حسن ظنهم وكان كذلك طيلة حياته عند حسن ظن الناس به.
والدتها:أم رومان بنت عامر بن عويمر ، بن عبد شمس ، بن عتاب ابن أذينة الكنانية الصحابية الجليلة المؤمنة ، كانت رضية الخلق محمودة السيرة آمنت إذ آمن زوجها، وأخلصت في هذا الإيمان حتى قال
عنها رسول صلى الله عليه وسلم: " من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان".
ذاك هو أبوعائشة وتلك هي أم عائشة، وفي كنف هذين العلمين درجت عائشة وتلقت لبان الرقة والمحبة والكرم، وفي هذه الأسرة الحميدة نبتت زهرة متفتحة ووردة ذات عبير.
عائشة رضي الله عنهما ممن ولد في الإسلام ، وهي أصغر من فاطمة رضي الله عنها بثماني سنين، وكانت تقول : "لم أعقل أبوي إلا وهما يَدينان الدِّينَ" .
ومما زاد في حظ عائشة رضي الله عنها من حسن التربية أنها ولدت وأبواها يدينان بالإسلام، فلم تكتحل عيناها إلا بمنظر أبويها يؤديان الصلاة ، ويسعيان من أجل الدعوة سعيهما، ولم يتفتح قلبها إلا على
حب الدين والتفاني في هذا الحب ولم يمس أذنيها إلا أصوات أبويها وهما يتلوان القرآن، وكان أبو بكر شديد الرقة في قراءة القرآن حتى إنه ليبكي ويبكي، وحتى أن قريشا خافت على رجالها ونسائها أن
تفتنهم قراءة أبي بكر فيتابعونه على دينه فسعوا ليكفوه عن رفع صوته بقراءة القرآن.
وهناك نشأت وعاشت في كنف بيت من أرفع البيوت القرشية ومن أعلاها ثقافة عاشت في بيت كان أول البيوت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلاما وإيمانا وجهادا .
صفاتها:
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها خفيفة الجسم، ذات عينين واسعتين، وشعر جعد ووجه مشرق ، مشرب بحمرة.
ويقال أيضا: كانت امرأة بيضاء جميلة . ومن ثَمَّ لقبت بالحُمَيْرَاء .
~~~~~~~
زواجها
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر من الله عز وجل إثر وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وهي بنت ست سنوات
أخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن علقمة المكي ، عن ابن أبي حسين ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة رضي الله عنها : أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي -صلى الله
عليه وسلم- فقال : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة .
وعَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ تَزَوَّجَنِى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِى بَنِى الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ ، فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِى فَوَفَى جُمَيْمَةً ، فَأَتَتْنِى أُمِّى أُمُّ رُومَانَ
وَإِنِّى لَفِى أُرْجُوحَةٍ وَمَعِى صَوَاحِبُ لِى ، فَصَرَخَتْ بِى فَأَتَيْتُهَا لاَ أَدْرِى مَا تُرِيدُ بِى فَأَخَذَتْ بِيَدِى حَتَّى أَوْقَفَتْنِى عَلَى بَابِ الدَّارِ ، وَإِنِّى لأَنْهَجُ ، حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِى ، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ
وَجْهِى وَرَأْسِى ثُمَّ أَدْخَلَتْنِى الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِى الْبَيْتِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ . فَأَسْلَمَتْنِى إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِى ، فَلَمْ يَرُعْنِى إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ضُحًى
، فَأَسْلَمَتْنِى إِلَيْهِ ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ "البخاري
وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق على الله في بيت بسيط.. بيت!!
مالي أقول بيت وهو في الواقع حجرة واحدة مبنية من اللبن وسعف النخيل وكان بابها ستارا من الشعر ، وكان أثاثها فراشا من أدم(جلد( حشوه ليف ليس بينه وبين الأرض إلا حصير..
وفي تلك الحجرة المتواضعة من خلال بيت الزوجية غدت السيدة عائشة رضي الله عنها معلما لكل امرأة في العالم على مر العصور فكانت خير زوجة تؤنس الزوج وتدخل السرور إلى قلبه وتزيل عنه ما
يكابده خارج المنزل من مصارعة الحياة والدعوة إلى الله تعالى..
فأي بساطة هذه التي ارتضاها الله لرسوله وزوج رسوله..
قال المستشرق بودلي: " منذ وطئت قدماها بيت محمد كان الجميع يحسون وجودها، ولو أن هناك شابة عرفت ماهي مقبلة عليه لكانت عائشة بنت أبي بكر فلقد كونت شخصيتها منذ اليوم الأول الذي دخلت
فيه دور النبي الملحقة بالمسجد ..".
إنها قدوة أراد الله أن تكون حياة هذه السيدة الرفيعة حسبا ونسبا المتفردة جمالا وخلقا، ولكن ماذا كان مهرها ؟
كان خمسمائة درهم .. مهر متواضع لا يعدو أن يكون رمزا..
لم يكن هذا المهر الرمز لامرأة عادية من أخلاط الناس، بل كانت ابنة رجل بني تيم وسيد من سادات قريش وواحد من أثريائها، و لم يكن هذا المهر الرمز لامرأة رجل عادي بل كان مهرا لزوج سيد البشر
أجمعين
محمد رسول الله وخاتم رسله إلى البشر أجمعين..
و نحن نشهد أنها زوجة نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة.
بزواجها رضي الله عنها من رسول البشرية وسيدها تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما نحرت علي جزور ولا ذبحت من شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم".
ما نحرت في عرس عائشة من جزور، ولا ذبحت في عرس عائشة من شاة، بل ما قدم في عرسها من طعام حتى أرسل أحد الصحابة !!
جفنة فيها طعام طعام اعتاد هذا الصحابي أن يرسله إلى رسول الله كل يوم أي لم يكن طعاما متميزا إنه طعام عادي بسيط..
~~~~~~~
مكانتها ومقامها
لقد تفتحت هذه الفتاة على الإسلام في صفائه ونقائه في بيت أبي بكر ثم في بيت النبوة المباركة وشاء الله أن تكون حياتها كلها، دروسا بليغة للأسرة المسلمة كانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا
مفتوحا ليس فيها من سر يطوى عن المسلمين فالرسول عليه السلام قدوة المسلمين، في كل أمر مهما صغر والرسول عليه صلوات الله وسلامه أسوة المسلمين في كل شيء في العبادة والجهاد والمجتمع
والأسرة.
لهذا كانت حياة عائشة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا مفتوحا وصفحة مقروءة للناس أجمعين، وكان زواجها رضي الله عنها أول الدروس ومبتدأ العبر.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يميل إلى عائشة رضي الله عنها إذ كانت ابنة أبي بكر، وإذ كانت تبدو عليها أمارات الفطنة والذكاء وهي لم تزل بعد في سن طفولتها الأولى، وكثيرا ما أوصى أمها بها
قائلا :" يا أم رومان استوصي بعائشة خيرا واحفظيني فيها ".
وهذه عبارة تدل على عطف واعجاب ومودة
وهذا عمرو بن العاص ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- : أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : " عائشة " . قال : فمن الرجال ؟ قال : " أبوها ".
وحبه عليه السلام عائشة رضي الله عنها كان أمرا مستفيضا ، فلم يتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بِكْرًا غيرها ، ولا أَحَبَّ امرأة حبها . ولا أعلم في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ، بل ولا في
النساء مطلقا ، امرأة أعلم منها.
وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : دَخَلَ الْحَبَشَةُ الْمَسْجِدَ يَلْعَبُونَ ، فَقَالَ لِي : " يَا حُمَيْرَاءُ ، أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ ؟ " ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَامَ بِالْبَابِ ، وَجِئْتُهُ ، فَوَضَعْتُ ذَقَنِي عَلَى عَاتِقَهُ ،
فَأَسْنَدْتُ وَجْهِي إِلَى خَدِّهِ ، قَالَتْ : وَمِنْ قَوْلِهِمْ يَوْمَئِذٍ : أَبَا الْقَاسِمِ طَيِّبًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " حَسْبُكِ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لا تَعْجَلْ ، فَقَامَ لِي ، ثُمَّ قَالَ : " حَسْبُكِ " ، فَقُلْتُ : لا تَعْجَلْ يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَتْ : وَمَا لِي حُبُّ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ ، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَبْلُغَ النِّسَاءَ مَقَامُهُ لِي ، وَمَكَانِي مِنْهُ .
~~~~~~~
وحانت لحظة الرحيل
مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع وشعر أنه قد آن الأوان للرحيل بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة كان يقول وهو يطوف على نسائه متسائلا: " أين أنا غدا ؟ أين أنا بعد
غد؟"، استبطاءا ليوم عائشة رضي الله عنها ، فطابت نفوس بقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا بأن يمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أحب وقلن جميعا يا رسول قد وهبنا أيامنا لعائشة
. وانتقل حبيب الله إلى بيت الحبيبة فسهرت على مرضه، وبودها لو تفديه بنفسها وروحها وهي تقول:
" فداك نفسي وأبي وأمي يا رسول الله" ..
تقول أم المؤمنين تصف لحظات وفاة زوجها عليه الصلاة والسلام:" توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي وليلتي وبين سحري ونحري ودخل عبدالرحمن بن أبي بكر ومعه سواك ،
فنظر إليه حتى ظننت أنه يريده فأخذته فمضغته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إليه فاستن به كأحسن ما رأيته مستنا قط ثم ذهب يرفعه إلي، فسقطت يده فأخذت أدعو له بدعاء كان يدعو به له جبريل وكان هو
يدعو به إذا مرض ، فلم يدع به مرضه ذاك، ورجع بصره إلى السماء وقال :" الرفيق الأعلى"، وفاضت نفسه، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا ".
ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قبض في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها.
و لكِ يا عائشة المكانة العظمى عندما قلت: " لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران : لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجني ، ولقد
تزوجني بِكْرًا ، وما تزوج بِكرًا غيري ، ولقد قُبض ورأسه في حجري ، ولقد قَبَّرتُه في بيتي ، ولقد حفت الملائكة ببيتي ، وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه ، وإني لابنة خليفته وصديقه ،
ولقد نزل عذري من السماء ، ولقد خُلِقْتُ طَيَّبَةً عند طيِّب ، ولقد وُعِدْتُ مغفرة ورزقا كريما " ، رواه أبو بكر الآجري ، عن أحمد بن يحيي الحلواني عنه ، وإسناده جيد وله طريق آخر سيأتي .
علمها
عاشت عائشة رضي الله عنهافي بيت النبوة تشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتسمع حديثه وترافقه في جهاده، وهي في كل أحوالها تحفظ ما تسمع، وتعي ما تشاهد، وتفهم ما ترى، ومع حفظها وفهمها
آتاها الله فقها لما تسمع وتعي .
وعاشت أم المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم زمنا طويلا كانت فيه مرجعا للمسلمين في كثير من شؤون المسلمين .
لقد روت أمهات المؤمنين أحاديث، وما روته عائشة رضي الله عنها أربى على ما روته أمهات المؤمنين مجتمعات..
وكان بيتها رضي الله عنها مقصد طلاب العلم يستمعون منها وينقلون علمها وفقهها إلى الأمصار..
هذا وقد كانت رضي الله عنها خير من اهتم بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغت من العلم والبلاغة ما جعلها تكون معلمة للنساء بل وحتى للرجال ، ومرجعا لهم في الحديث والسنة والفقه.
فقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
وقال هشام بن عروة عن أبيه، قال : لقد صحبت عائشة رضي الله عنها فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت ولا بفريضة ولا بسنة ، ولا بشعر ولا أروى له ، ولا بيوم من أيام العرب ولا بنسب ولا
بكذا ولا بكذا ، ولا بقضاء ولا طب منها، فقلت لها : يا خالة ، الطب من أين تعلمته؟ فقالت: كنت أمرض فينعت لي الشئ ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه.
وعن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال قلنا له: هلكانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال : والله لقد رأيت أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض.
روى مغيرة بن زياد ، عن عطاء ، قال : كانت عائشة أفقه الناس وأعلمهم ، وأحسن الناس رأيا في العامة .
عن الشعبي : أن عائشة قالت : رويت للبيد نحوا من ألف بيت ، وكان الشعبي يذكرها ، فيتعجب من فقهها وعلمها ، ثم يقول : ما ظنكم بأدب النبوة .
وهكذا عاشت حياتها وحتى بعد وفاة رسول الله تعطي مما اكتسبت وتعلم مما تعلمت وتحدث بما حفظت وقد ذكر لها في كتاب الصحاح ألفان ومائة وعشرة أحاديث جميعها صحيحة ومثبتة، اتفق لها
البخاري ومسلم على مائة وأربعة وسبعين حديثا ، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين ، وانفرد مسلم بتسعة وستين .
~~~~~~~
غيرتها
كانت عائشة رضي الله عنها محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تغار عليه ولا تحب أن تشاركها فيه امرأة أخرى، إذ الغيرة من طبائع النساء، وهي فطرة فطرت عليها بنات حواء لا يستطعن التبرؤ منها..
لقد أطلعنا على نماذج من غيرة عائشة رضي الله عنها، نماذج متعددة نستطيع أن نسرد منها عددا وافرا..
ولكن مالنا ولسرد النماذج لغيرة السيدة عائشة رضي الله عنها ممن شاركنها منازل الرسول وممن شهدتهن وكلمتهن، ونحن نستطيع أن نستعيض عن كل ذلك بذكر غيرتها ممن لم ترها من زوجات
الرسول صلى الله عليه وسلم وممن لم تشاركها المنزل، فغيرتها من السيدة خديجة نموذجا فذا لغيرة الأنثى على زوجها..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم الثناء على خديجة حتى إنه ليكرم صديقاتها إكراما لذكراها ..
وقد اشتعلت نار الغيرة في صدر عائشة رضي الله عنها مما رأته من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة وذكره لها بالتجلّة والحب بعد موتها بسنين فما ملكت نفسها أن قالت له: " وما تذكر من
عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر وأبدلك الله خيرا منها!"
إنها امرأة ولا يعيبها أن تغار على زوجها، وزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس كمثله زوج وحق لها أن تغار عليه
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بوفائه الذي يتجاوز الحدود رد على عائشة رضي الله عنها وهو مغضب فقال:
"والله ما أبدلني الله خيرا منها : آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء".
وسكتت عائشة رضي الله عنها، ولعلها ندمت على ما بدر منها بحق خديجة..
ولم تخرج عائشة رضي الله عنهاعن فطرتها إذ غارت على زوجها فالغيرة من الطبائع التي فطر الله النساء عليها
وفي غيرة عائشة رضي الله عنها دعوة لنا أن لا نضيق بغيرة النساء، وفي معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم وموقفه من هذه الغيرة مثال لنا يحتذى..
~~~~~~~
خشيتها
قال القاسم : كنت إذا غدوت بدأت ببيت عائشة فأسلم عليها، يقول : فدخلت عليها يومًا وهي تصلي وتقرأ قول الله عز وجل وتبكي :" فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم"
قال : فانتظرت مرة ومرتين ، فإذا بها تردد الأية وتبكي، قال : فطال عليّ المقام، فذهبت إلى السوق لأقضي حاجة لي، قال فرجعت فإذا هي قائمة ، كما هي تبكي وتصلي وتقرأ القرآن.
تقول عائشة رضي الله عنها : إنكم لن تلقوا الله عز وجل بشي خير لكم من قلة الذنوب .
~~~~~~~
رضاها وسخطها
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسربقربها ويعرف رضاها من سخطها
.
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لها : إني لأعلم إن كنتي عني راضية، وإذا كنتي علي غضبى، قالت : وكيف يارسول الله؟
قال : إذا كنتي علي راضية قلتي لا ورب محمد ، وإذا كنتي علي غضبى قلتي لا ورب إبراهيم، قالت : أجل والله لا أهجر إلا اسمك.
~~~~~~~
غيرة النساء منها
كان يعظم قدرها ويجل شأنها لذا لما رأى نساء المؤمنين أن النبي صلي الله عليه وسلم يظهر وده لعائشة وحبه لها ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام يعدل ويقول : هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما تملك
ولا املك. فكان نساء المؤمنين يرين هذا القدر العظيم لعائشة ولهذا انتدبن مرة فاطمة رضي الله عنها فقلن لها : اذهبي إلى أبيكِ وقولي له أن نسائك يسألنك العدل في بنت أبي قحافة فلما كلمته فاطمة قال : يا
بنتي ألا تحبين ما احب ؟ فقلت : بلي يا رسول الله .فقال : أحبي هذه واشار إلى عائشة .
قال حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة رضي الله عنها. قالت : فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة ، فقلن لها : إن الناس
يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة ، فقولي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان . فذكرت أم سلمة له ذلك . فسكت ، فلم يرد عليها . فعادت الثانية
. فلم يرد عليها . فلما كانت الثالثة قال :" يا أم سلمة ، لا تؤذيني في عائشة ، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها"متفق على صحته .
~~~~~~~
جودها وكرمها
بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بألف درهم فما أمست حتى فرقتها فقالت لها خادمتها : لو اشتريتي لنا بدرهم لحم قالت ألا قلتي لي.
وقال عطاء أن معاوية بعث لها بقلادة بمئة ألف فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
وقال عروة ابن أختها ان عائشة تصدقت بسبعين ألفا وإنها لترقع جانب ذراعها رضي الله عنها .
~~~~~~~~~
فى امان الله
قال : فانتظرت مرة ومرتين ، فإذا بها تردد الأية وتبكي، قال : فطال عليّ المقام، فذهبت إلى السوق لأقضي حاجة لي، قال فرجعت فإذا هي قائمة ، كما هي تبكي وتصلي وتقرأ القرآن.
تقول عائشة رضي الله عنها : إنكم لن تلقوا الله عز وجل بشي خير لكم من قلة الذنوب .
~~~~~~~
رضاها وسخطها
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسربقربها ويعرف رضاها من سخطها
.
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لها : إني لأعلم إن كنتي عني راضية، وإذا كنتي علي غضبى، قالت : وكيف يارسول الله؟
قال : إذا كنتي علي راضية قلتي لا ورب محمد ، وإذا كنتي علي غضبى قلتي لا ورب إبراهيم، قالت : أجل والله لا أهجر إلا اسمك.
~~~~~~~
غيرة النساء منها
كان يعظم قدرها ويجل شأنها لذا لما رأى نساء المؤمنين أن النبي صلي الله عليه وسلم يظهر وده لعائشة وحبه لها ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام يعدل ويقول : هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما تملك
ولا املك. فكان نساء المؤمنين يرين هذا القدر العظيم لعائشة ولهذا انتدبن مرة فاطمة رضي الله عنها فقلن لها : اذهبي إلى أبيكِ وقولي له أن نسائك يسألنك العدل في بنت أبي قحافة فلما كلمته فاطمة قال : يا
بنتي ألا تحبين ما احب ؟ فقلت : بلي يا رسول الله .فقال : أحبي هذه واشار إلى عائشة .
قال حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة رضي الله عنها. قالت : فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة ، فقلن لها : إن الناس
يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة ، فقولي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان . فذكرت أم سلمة له ذلك . فسكت ، فلم يرد عليها . فعادت الثانية
. فلم يرد عليها . فلما كانت الثالثة قال :" يا أم سلمة ، لا تؤذيني في عائشة ، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها"متفق على صحته .
~~~~~~~
جودها وكرمها
بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بألف درهم فما أمست حتى فرقتها فقالت لها خادمتها : لو اشتريتي لنا بدرهم لحم قالت ألا قلتي لي.
وقال عطاء أن معاوية بعث لها بقلادة بمئة ألف فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
وقال عروة ابن أختها ان عائشة تصدقت بسبعين ألفا وإنها لترقع جانب ذراعها رضي الله عنها .
~~~~~~~~~
فى امان الله
تعليق