إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة»

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    باسم الله ، والصلاة والسلام على المصطفى وعلى الآل والصحب الشرفى ؛ ثم أما بعد :-

    والله ما بكت عينى مثلما ما بكت من سيرتها بعد المصطفى _رضى الله عنها وعن أبيها وأهلها _.

    ألفيه كتبها ابو مالك يحيى ...فى نصرة الصديقة الحييه
    نقلتها فى دقائق تبعا ... لعلّى أحظى بذلك الرضى
    من العلى القادر المتعال ...وداعية بالجزاء لصاحب المقال
    جزاه ربى الجنات العلى ... مع الحبيب والصديق والشهدا


    ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة
    الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة
    _رضي الله عنها وأرضاها_


    نظمها
    يحيى بن عطية الصامولي المصرى الأزهري
    فى 5 من إبريل 2011 م
    بالمقطم- القاهرة
    الحاصل على الجائزة العالمية في نصرة أم المؤمنين
    ضمن الأبحاث المتميزة في مسابقة الدكتور العريفي


    مقدمة

    وفيها بيان معرفة سبيل الحق من سبل الضلالة
    وبيان قصدنا من نظم هذه الألفية
    يقول راجي العفو والقبول … يحيى بني عطية الصامولي
    المذنب المصري وهو الأزهري … محب علم السنة والأثر
    أبدأ باسم الواحد الفرد الصمد … وصاحب الفضل العظيم لا يعد
    هو الكبير الحي ذو الجلال … والخير والإكرام والجمال
    مقلب القلب وصاحب المنن … محيي القلوب بالقرآن والسنن
    مرسل خير الخلق للهدايه … قامع أهل البغي والغوايه
    ثم السلام والصلاة تترى … على النبي خير الخلق طرا
    محمد والآل والصحب معا … وكل من أطاع لما سمعا
    وبعد فالحق جلي أبلج … والباطل الصرف ردي لجلج
    بينهما مراتب فيها دخن … يظهر للبيب كالماء الأسن
    وفوقه ودونه مراتب … فافهم كلامي واعتبر يا طالب
    فالحق أن تتبع أقوال العلي … بلا تجاوز ولا تأول
    والسنة الصحيحة المبينه … بلا تطاول ولا ضيغينه
    بل وسط بين غلو الغالي … وبين إفراط الجهول القالي
    والحق قال الله أو قال النبي … فافهم وقول مخطئ فاجتنب
    من لزم القرآن والهدي نجا … ومن سوى الله إليه الملتجا
    وقد يكون قول فذ مجتهد … وغير إنصاف وعليم لم يرد
    لكنما التوفيق يأتي كالعمل … فافهم وحاذر من تتبع الزلل
    والباطل المحض فكفر واضح … ودونه كفر بذاك صرحوا
    ومن أباطيل العقول كلما … رأت كلاما للحكيم يعلما
    تخرصت تطاولت وأرجفت … تنفخت تنفشت وأوجست
    كأن هذا العقل وحي ثالث … لا بل نراه للأثافي ثالث
    شيطاننا وحرصنا وعقلنا … فكلها شر وأعداء لنا
    لكنما العقل يكون سالما … عند لزوم الحد يمسي غانما
    فإن تعدى واستطال واجترى … فقد تردي في الهلاك لا مرا
    ومن أباطيل النفوس أن ترى … ضعيف نفس حائرا قد امترى
    تراه في بعض الأمور غاليا … وفي أمور مجحفا وخاويا
    يثني فيرقى في المديح للسما … ثمت يهجوا فيهيم في العما
    ومن أئمة الغلو وطائفه … طغت وكانت للحصان مجحفه
    عدوا على عرض النبي المصطفى … ثم ادعوا بأنهم أهل الوفا
    هيهات أن ينجو مؤذ للنبي … هذا كلام الله لا تستغرب
    تناولوا عرض الحصان الطاهره … ذات المناقب الطوال الباهره
    قالوا: بغت كفرت وكانت عائشه … تكيد للدين وكانت فاحشه
    قالوا: وكانت تشعل نار الفتن … وما ونى عزم لها ولا وهن
    قالوا: وكانت في الحديث كاذبه … ولم تكن فتوى عويش صائبه
    قالوا: وسمت النبي الخاتما … وساعدتها حفص وأبوها
    أتوا كذابا ليس يحصى عددا … ولا تصده العقول أبدا
    ومن هنا نظمت هذي اللؤلؤه … ردا لكيد وافترا تلك الفئه
    ألفية بديعة كالدره … تهفوا إليها النفس غير مره
    سميتها بالروضة الأنيقة … في نصرة العفيفة الصديقه
    أرجوا بها فضلا من الله العلي … وطول مكث في العلا لا ينجلي
    أن أسكن الفردوس مع حبيبه … إذ قد دفعت السوء عن أزواجه
    وأن أكون ناصر الأحبة … أهل التقى محمدا وحزبه
    فأتممن ربي وسدد رمينا … أثقل بها يوم القضا ميزاننا
    ووفقن قلبي لإخلاص العمل … وجنبن عقلي وقلمي الزلل
    ثم سلام وصلاة خالصه … على نبي الحق ليست ناقصه
    والحمد للرحمن واهب المنن … وناصر الدين بأصحاب السنن



    حياة عائشة الطفلة
    بعيد بعثه الحبيب المصطفى … أتت إلى الدنيا خليلة الوفا
    عائشة بنت الصديق الأكبر … بني عثمان بني عامر
    رفيق خير الخلق خير صحبه … خير الرجال بعده من حزبه
    قرشية تيمية مكيه … صديقة صدوقة نبويه
    جاءت وقد جاء النبي الأعظم … وكل أهل بيتها قد أسلموا
    فلم تر الجهل يعم الأنديه … ولا فتاة وئدت بالباديه
    ولم تفض يوما سجودا للصنم … كلا ولكن عبدت رب النعم
    رأت نبي الله يأتي بيتهم … في كل يوم صبحهم وعصرهم
    رأت أباها ساجدا وقائما … وأم رومان تصلي دائما
    في بيت جد وجهاد وتقى … طوبى لمن لذي المقامات ارتقى


    عائشة الزوجة
    وبعد عام الحزن أن مر به … رأى النبي عويش في منامه
    جاء بها جبريل في الحريره … ريانة مستورة منيرة
    فقال خير الخلق بعدما نظر … إن يشأ الرحمن يفعل أو يذر
    إن كان ذا من عند ربي يمضه … فكل نعمة تجي من عنده
    ثمت جاءت خولة الحكيمه … تذكر بنت الصادق الكريمه
    تقول بكرا أو أردت ثيبا … فلم يمانع قولها وما أبي
    فالبكر كانت بنت خير صحبه … وأول الرجال إيمانا به
    والثيب الأخرى فسودة التي … قد آمنت وشرفت بالصحبة
    قال النبي فاذهبي إليهما … على حبيب الحق فاذكريهما
    فجاءت ابنة الحكيم أمها … زفت إليها خبرا يسرها
    وأي رفعة بلا مفايشه … رسول ربنا يريد عائشه
    قالت فقري الآن يأتينا الأب … وأي فضل بعد ذاك نرغب
    فقال عبد الله إنه أخي … قال النبي ذاك خير يا أخي
    كانت عويش عند ذا في السابعه … وللأراجيح الصغار تابعه
    وعند تسع ابتنى بها النبي … تلك حقائق فلا تستغرب
    أتى نساء الحي نحو عائشه … وهي مع البنات تبغي الحنبشه
    كانت تروح تجيء في الأرجوحة … فقالت الأم تعالي يا ابنتي
    قالت وكنت آنذا مجممه … ولم أكن بما تريد عالمه
    وقفت بالباب وإني أنهج … والجالسون هنأوا وخرجوا
    وأجلستني الأم في حجر النبي … قالت فأنت أهله لا تعجبي
    بنى رسول الله بي في بيتنا … فأي فضل ذاك قد حل بنا
    وتمت الأفراح رباه أدم … وبالسرور والهناء فاختتم
    ذاك الذي قد جاءنا به الخبر … فافهم وقيد العلوم واعتبر
    ودع أقاويلا تقال إنها … ممجوجة حقا فلا تعبأ بها
    عليك بالحق الذي يأتي به … ثقات أهل العلم لا تلقي به
    لأجل قول أعجمي جاهل … متنفخ وفارغ مخاتل
    وإن قفاه مسلم مستغفل … أصول فقه الدين دوما يجهل
    فلا تمار إنها حقائق … وباطل القوم رديء زاهق
    كيف وواقع الحياة يشهد … أخبارهم في كل ناد تعهد
    حدثني بعض الصحاب أنه … لعشرة أتى أبوه أمه
    وجدتي قد أنجبت أحد عشر … بنى بها جدي على ثنتي عشر
    ونحن في مصر قليل حره … وعالم الطب كذا يفتي به
    وكان أمرا سائغا عند العرب … ما يمتري في هذه أهل الأرب
    قد قبحوا بكل إفك أمره … ولم يصلنا أن شخصا عابه
    إذ قد تزوج الفتاة عائشه … ولم يروها للحياء خادشه
    فخل عنك جهلهم وما ادعوا … فلم يحوطوا حرمة وما رعوا


    غيرة عائشة ومواقفها
    مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن -

    وأعجب الأشياء ذكرا أنها … تغار ممن كان مات قبلها
    وهى خديجة العظيمة التي … حازت مكانا سامقا في الرفعة
    يقول خير الخلق عن خديجة … كانت وكانت فهي خير زيجة
    وكان يبعث الهدايا بعدها … والأعطيات في صواحب لها
    وعندها تضحى عويش واجمه … غيرى وكانت بالوداد عالمه
    قالت أليس في الوجود غيرها … فقال كلا لم يكن وما بها
    ثم عويش الآن فاق حبها … تغار ممن قد يعيش بعدها
    تقول وارأساه قال المصطفى … ممازحا ولم يكن به جفا
    لو كان ذاك الآن فغسلتك … ثمت أستغفر وادعوا لك
    قالت فوا ثكلاه يا لسعدها … تلك التي تمسي معرسا بها
    فابتسم الحبيب ثم جاءه … صداع رأس ثم مات بعده
    فكان آخر ابتسامه لها … فيا لها منقبة ما مثلها
    واسمع إلى ما تدعيه الرافضه … ذات الرشاد والعقول الواعده
    قالوا تمنى أن تموت عائشه … فيا له رأي عظيم االفشفشة
    أخزى الإله قائلا وما اخترع … ذاك الزنيديق الخبيث المبتدع
    تقول كان المصطفى إذا طلع … لسفر بين نسائه اقترع
    فطارت القرعة في يوم لها … وحفصة كانت كمثل حظها
    كان النبي ليله لعائشه … يأتي إليها يبتغي المحادثه
    لكن حفصة الذكي عقلها … هي ابنة الفاروق كادت كيدها
    قالت لعائش اركبي بعيري … لعله أجود في المسير
    وركبت حفص بعير عائشه … ثم أتى النبي للمناقشه
    فعند ذا غارت عويش يائسه … أتاها ما يأتي النسا من وسوسه
    فوضعت أقدامها في الإذخر … قالت أيا عقرب هيا فاعقري
    يا حية الدغي قد فاض صبري … لعله يشفى أنين صدري
    رباه ما أقول هذا المصطفى … نبيك الهادي معلم الوفا
    وليلة خرج النبي الأكرم … من عند عائشة لأمر يعلم
    قالت فغرت فرأى ما أصنع … وكان قلما بليل يهجع
    فقال مهلا يا عويش ما لك … هل غرت هلا تملكين نفسك،
    قالت وما لي لا أغار والربا … تشهد أنك الرسول المجتبى
    ثمت قال هل أتى شيطانك … فعن سبيل الاصطبار ردك
    قالت ولي شيطان ليس يترك … أمري وأمر كل إنسي يك
    قال نعم قالت وهل أيضا معك … تريد هل يضرك أم ينفعك
    قال نعم إن معي لكنما … الله قد أعانني فأسلما
    فليس يحدوني لشر أبدا … بل كل خير في الخفا وما بدا
    فاحسنت تخلصا من فعلها … كذا استفادت العلوم يا لها
    من ذات عقل ثاقب ذكي … ألم تكن حبيبة النبي
    لكن ذاك الرافضي ظنه … ذما لعائش الرسول قاله
    ألم ير الذم كذا يصيبه … فإن شيطانا له يجيئه
    بل صار ذما للبرايا كلهم … تبا لقوم يا لقبح جهلهم
    واسع أعاجيبا هنا تقولها … رافضة كذوب دام خزيها
    يرون غيرة الحصان منقصه … كانت لأيام النبي منغصة
    فهي تحب نفسها لا غيرها … ترى النساء ليس فيهم مثلها
    وهي تروم القمة العلياء في … هذي الدنا وذلك المكر الخفي
    وهي تريد الناس خداما لها … الكل يغدوا ويجي بأمرها
    وتجحد الفضل العظيم أهله … وتدعي الفضل الذي ما مثله
    قلنا لم مهلا أكل ذلكم … لأنها تغار مثل أمكم
    تغار مثل أختكم وزوجكم … أين الفهوم بل وأين عقلكم
    قد كان ذاك ردنا في الأول … ثم تركناه لأمر ينجلي
    فإن أمهم وأختهم كذا … ليست تغار وبعلم قلت ذا
    كيف تغار تلكم الزوج التي … يهيم أهل بيتها في المتعة
    ذاك الزنا الأجلى الذي ما نمتري … في كونه فعل الأثيم المفتري
    حرمه الحكيم جل وعلا … وبلغ الأمين ذا على ملا
    هذي الدياثة العظيمة التي … ما تركت شيئا لتلك الغيرة
    كان اضطرارا رخص المختار في … ذاك الزواج لا لأمر قد خفي
    فهو كمثل الميت والخنزير … فافهم كلامي واعقلن تقريري
    كانت تعيب الواهبات الأنفسا … تقول غيرى ما دها تلك النسا
    تراه شيئا قد يمس الشرفا … فجاءه الترخيص رأسا وكفى
    قالت فربنا قد اجتباكا … مسارع مولاك في هواكا
    تعني الرضا وذلك المعنى جلي … لمن عن البلاغة لم يذهل
    فقال ذاك الرافضي ما هوى … ولا اكتوى قلب النبي بالجوى
    بل كان تنفيذا لأمر ربه … محضا وللتمكين في أصحابه
    قال ولكن عويشا ادعت … أن النبي ذا هوى وما وعت
    قلنا فأنت أعلم من النبي … قد سمع القول فلم يؤنب
    لأن قولها لمن يتفقه … كان دلالا يا فصيح فافقهوا
    ثم هوى النبي في أمر العلي … فكان قولها تحصيل حاصل
    ومرة تقول تلك الصادقه … قولا بديعا كالثمار الباسقه
    أيا رسول الله لو نزلت في … واد وفيه شجر قد اقتفي
    فيه شجيرات أتتها السائمه … قد أكل منها وأخرى سالمه
    في أي هذين البعير ينزل … قال بذلك الذي لم يؤكل
    تعني بذاك أنه ما مثلها … في أنه لم يأت بكرا غيرها
    وكان للنبي تسع نسوة … يأتي لإحداهن كل ليلة
    ثمت يجتمعن كلهن في … بيت التي يأتي وذا فعل الوفي
    فمد مرة لزينب يده … في ليلة الحصينة المؤيده
    فقالت الحصان تلك زينب … فكف عنها يده لا تعجبوا
    ثم تقاولتا وقد مر بهم … أبو بكر فقال لا تعبأ بهم
    ثم قضى صلاته وعادا … قال لبنته قولا شديدا
    وبعض الأمهات يوما أرسلت … إلى النبي بطعام صنعت
    في صحفة لها لبيت عائشه … قالت فغرت، فغدت مستوحشه
    ثم ضربت الصحفة فسقطت … للأرض ثم بالطعام انفلقت
    فلمه المختار لا كمثلكم … يقول للأصحاب: غارت أمكم
    وفي رواية النسائي ذكر … تعليل غيرة الحصان فاعتبر
    أما صفية فكانت ماهره … بالطهي هذا ما أثار الطاهره
    فلم تكن خفيفة العقل إذا … وما كذا بأمكم يسوء ظن
    وعندما بنى النبي بزينبا … ثم دعا الناس لأكل وهبا
    فجاءه الأصحاب أفواجا ترد … حتى غدا يدعوا فلم يجد أحد
    قال ارفعوا طعامكم ثم خرج … لأجل قوم قد بقوا بلا حرج
    قال أنيس فابتدا ببيتها … ألقى السلام وعلى جيرانها
    فردت السلام ثم سألت … عن أهله كيف هم وباركت
    فرجع النبي نحو بيته … ولا يزال القوم باقين به
    فك عائدا لبيت عائشه … لأنها لحبه معايشه
    فيا لها من سكن للمصطفى … ويا له حب وود قد صفا
    ثمت قيل قد مضوا لشأنهم … فجاء أهله ليحتفي بهم
    قالت أتاني المصطفى في ليلتي … حتى بدأت أشرع في نومتي
    وكان واضعا رداءه كذا … طرف الإزار ولدى الرجل الحذا
    وظل حتى ظن أني نائمه … قام رويدا والبقاع مظلمه
    ففتح الباب رويدا وخرج … ثم أجافه رويدا ودحرج
    جعلت درعي في دماغي واختمرت … ثم تقنعت إزاري وانطلقت
    حتى أتى البقيع ظل قائما … وقتا طويلا ويديه للسما
    ثلاث مرات وولى راجعا … منحرفا لبيته فمسرعا
    ثم غدا مهرولا فأحضرا … في كل ذا ضاهيته بلا مرا
    سبقته إلى المبيت المنعزل … ثم اضطجعت في السرير فدخل
    فقال يا عائش حشيا رابيه … فقلت لا شيء وإني لاغيه
    قال اذكري لي ما جرى لا تكتمي … ليخبرني الله عنك فاعلمي
    فأخبرت بما جرى فصكها … بلهدة قد أوجعت في صدرها
    يقول هل ظننت بي أن أظلما … فهل يحيف الله من فوق السما
    لقد أتاني الأمين آمرا … إيت بقيع الغرقد مستغفرا
    قالت فإن رحت فما قولي لهم … قال سلام الله ثم ادعي لهم


    فصاحة عائشة
    وأمنا حازت من البلاغة … ما ظنكم بأدب النبوة
    عاشت مح المختار تسمع قوله … وبعده كانت تبث علمه
    لا غرو أن سادت وجادت لا عجب … في النطق بالقول الفصيح والأدب
    إذا قرأت القول من كلامها … كأن جوهرا جرى من فمها
    يرقى إلى القلب ويشجيه بلا … تكلف ومن تقعر خلا
    تراه مثل الماء في العذوبة … سامي الذرى سهلا بديع النكتة
    ومحكم السبك وجزلا وافرا … ومن بديع اللفظ دوما عامرا
    تقر عين القلب من إبداعه … لم تحظ أي امرأة بمثله
    لا بل نقول: في الرجال قل من … غير الرسول حازه، بل لم يكن
    فلم ينازعها امرؤ في وقتها … وكل من جا بعد تلميذ لها
    وتكره اللحن كذا ترده … وتخرج القول الذي ما بعده
    وتخطب الناس من الصحابة … تشجيهم دوما من البلاغة
    ليس ارتجالا قلت ذا بل إنه … حق له دلائل ترقى به
    وارجع إلى أخبار أمنا تجد … مصداقه لا يمتري في ذا أحد
    منها أحاديث لها مطوله … كالروضة الأنيقة المكلله
    بالزهر، كالروض الجميل المربع … طاب شذاه من كلام مبدع
    فاقرأ أحاديثا لها سوف ترى … بأم عين القلب من غير امترا


    خبر أم زرع كما روته عائشة
    روت عويش لنا حديثا مؤنسا … في ذكر إحدى عشرة من النسا
    قالت الأولى زوجي لحم جمل … غث رديء في ذرى رأس جبل
    ليس بسهل يرتقى بلا زلل … ولا سمين وافر فينتقل
    ثاني تأبى أن تبث خبره … فهي تخاف الآن ألا تذره
    تقول: إن أذكره أذكر عجره … فلا أرى في الزوج إلا بجره
    ثالث تشكوا زوجها العشنق … تقول إن أنطق له أطلق
    وإن سكت دائما أعلق … فعيشتي في بيته تملق
    رابع زوجها ليل تهامه … معتدل الجو فلا سآمه
    ليست تهاب دائما مقامه … لا عتب كذا ولا ملامه
    خامسة زوجي إذا أتى فهد … ثم إذا ولى من الدار أسد
    ليس يحب السؤل عما قد عهد … كأن زوجي ما أتى وما ورد
    سادسة تقول بعد أكله … يلتف ويشتف بعد شربه
    ولست أدري ما ولوج كفه … ليعلم البث وحال زوجه
    سابعة زوجي عيايا نحوك … يمسي طباقا بداء منهك
    إذا اعتدى عليك إما شجك … أو فلك أو جمع كلا لك
    ثامنة فمسه كالأرنب … وريحه فاح كريح زرنب
    تعني بذا الطبع ولين الجانب … يروح ويغدوا بريح طيب
    تاسعة زوجي مرفوع العماد … تعني شريفا ومطول النجاد
    وهو كريم ولذا كثر الرماد … وهو قريب بيته من النواد
    عاشرة تقول زوجي مالك … إبل كثير وكذا المبارك
    إذا سمعن صوت مزهر يك … أدركن قطعا أنها هوالك
    خاتمة الأزواج تبكي زوجها … وهو أبو زرع فماذا شأنها
    تقول أرخى من حلي أذنها … حتى لقد فاقت لديها نفسها
    ألفاني في أهل غنيمة بشق … فصرت في أهل صهيل ومنق
    أقول عنده فلا أقبح … أستيقظ الصباح إن تصبح
    وأمه عكومها ردح … وبيت أمه كذا فساح
    وابن أبي زرع صغير مضجعه … ذراع جفرة صغير يشبعه
    بنت أبي زرع تطيع أمها … كذا أباها تملأ كساءها
    جارية كتوم ليس مثلها … تطهي الطعام وتقم بيتها
    ثم أبو زرعء مضى في مرة … رأى غلامين بحضن امرأة
    جميلة فتاق قلبه لها … فبات لي مطلقا وضمها
    نكحت بعده فتى سريا … أتى جوادا عنده شريا
    تقلد رمحا له خطيا … حتى أراح نعما ثريا
    وقال ذاك الخير والفضل لك … كلي هنيئا ثم ميري أهلك
    فلو جمعت كل شيء كان لي … ما بلغت إناء زوجي الأول
    قال النبي- مرهفا للسمع- … كنت لك كزوج أم زرع
    لأم زرع داءما في بره … قالت: لأنت خيرهم لأهله
    أنت الذي قد جاء بالنور الجلي … نورت قلبي بهدى الرب العلي
    أنت الذي قدجاء بالعز لنا … والمجد والقدر الرفيع والسنا
    أخرجتنا من الظلام الحالك … والشرك والجهل المريب المهلك
    قد جئت بالقرآن يحيي الأفئده … يمحوا أذى تلك القرون البائده
    فأنت خير الناس مرفوع الذرى … وخير زوج عال أنثى في الورى
    واسمع كلام شيخنا الحويني … في شرحه تمسي قرير العين
    قد قرب الألفاظ والمعنى وضح … وفاق حسنا وجمالا فاتضح
    أضفى عليه من جمال نطقه … ما أتحف القلوب والعقل به
    قد سار شرحه مسير شمسنا … كاللؤلؤ المنظوم في هذي الدنا
    كم ذا بيوتات لزمن السنة … لروعة الشرح فيا للمنه
    جزى الإله شيخنا خير الجزا … أظله في ظله يوم الجزا



    عائشة المحبة المحبوبة دلائل محبتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومحبة النبي لها
    وجاء عمرو يسأل الصدوقا … ولم يكن لرده مطيقا
    عمن أحبهم إلى قلب النبي … قال عويش فاستمع لا تعجب
    فقال أعني من رجال الأمة … قال أبوها فهو خير الصحبة
    قال الإمام الذهبي في السير … ذاك حديث ثابت مثل الدرر
    برغم أنف الرافضي عائبا … والمصطفى دوما يحب الطيبا
    وكان أصحاب الحبيب كلما … جاءت هداياهم إليه إنما
    يؤتى بها في ليلة لعائشه … كانت أحبهم بلا مناقشه
    فأرسل الأزواج بنت المصطفى … فاطمة الزهراء تسأل الوفا
    فقأل يا ابنتي أحبي هذه … فعادت الزهرا إلى أزواجه
    تقول لا والله لست راجعه … وأصبحت عن أمنا مدافعه
    فأرسلوا زوج النبي زينبا … كثيرة الإحسان والتقربا
    فاستأذنت ودخلت لبيتها … وعائش مع النبي في مرطها
    أولئك، الأزواج قد أرسلنني … يسألنك العدل وفعل الأحسن
    ثم استطالت زينب عليها … كان النبي ناظرا إليها
    وعائش في كل ذاك تنتظر … هل يأذن النبي لها أن تنتصر
    ثم أحست إذنه فانتصرت … فجف حلق زينب وسكتت
    فقال بابتسامه الرقيق … تلك الحبيبة ابنة الصديق
    ودخل النبي يوما بيتها … في يوم عيد والجواري عندها
    كن يغنين وكان معرضا … فجا أبوها منكرا ما قد بدا
    يقول مزمار الشياطين هنا … قال الرفيق يا صديق دعهما
    وجعل الحبيب يخفي عائشه … كلاهما يشهد لعب الحبشه
    واقفة وخدها في خده … ذاك نبي الله يا لرفقه
    تقول جاعمي من الرضاعة … مستئذنا علي في الضيافة
    لكن أبيت حتى جاء المصطفى … قال ائذني لعمك بلا جفا
    تقول قلت يا حبيبي فادع لي … لما رأيت طيب نفس ينجلي
    فقال يا رباه جد واغفر لها … ما قد بدا وما خفي من ذنبها
    وما تقدم وما تأخرا … فضحكت عائش والبشر يرى
    فقال هل سرك أن أدعو بذا … إني به أدعو لأمتي كذا
    قال النبي المصطفى لعائشه … قولا بديع الطعم مثل المشمشه
    لقد علمت حيث كنت راضيه … وإن سخطت والأمارات هيه
    إذا رضيت قلت ورب النبي … محمد وإن علي تغضبي
    قلت فلا ورب إبراهيما … فأبدعت قولا لها سليما
    والله ما أهجر غير الاسم … فتلك فعادتي وذاك فقسمي
    وأمنا سودة تهدي يومها … إلى عويش فالنبي يحبها
    ترجو بهذا الفعل إرضاء النبي … فانظر لذاك المسلك المهذب
    واسمع إلى عمار بن ياسر … وخل عنك قول فسل خاسر
    حين أتاه رجل ينال من … حبيبة الحبيب فقال صه
    أغرب فمنبوح ومقبوح كذا … من مس أزواج النبي بالأذى
    كذاك مسروق هو المؤدب … ولعلوم الدين دوما طالب
    يقول حدثتني الصديقة … هي ابنة الصديق والحبيبة
    ليست بقول الله، كأي امرأه … وهي الحصان البكر والمبرأه
    بل ذا أمين وحي رب في السما … يأتي إلى بيت النبي مسلما
    يقول أقرئ عائش السلاما … هدي حقائق ليست مناما
    وفضلها على النساء غيرها … مثل الثريد في عموم نفعها
    بذاك قال المصطفى خير الورى … ليس بمكذوب ولا بمفترى
    ألم يكن قد شرع التيمم … بسبب البكر الحصان فاعلموا
    واغتسلت مع النبي في إنا … زادت معاني الحب دوما والهنا
    وكان خير الخلق يوصيها بأن … تسترقي من عين حاسد تصن
    وجاءه الفرسي يدعو للمرق … فلم يجب إلا معا لا نفترق
    وكان يدني الرأس وهو معتكف … فرجلت واللطف، منها لا يجف
    وطيبته في الحلال والحرم … طيبها الله بجنة النعم
    وقبل المختار وجه عائشه … في صومه دوما بلا مفايشه
    وكان خيرنا يصلي ليله … وعائش بين الربا وبينه
    وكان يأتي ومعي صواحبي … نلعب بالبنات لم يؤنب
    بل كان يدنيهن مني دائما … يأتي إلي فرحا مبتسما
    يقول يا عائش يا موفقه … ويا حميراء بذا قال الثقة
    يا أم عبد الله يكنيها كذا … أتت روايات صحيحة بذا
    وقيل يا عويش ناداها بها … أن يغفر الله الغفور ذنبها
    فكل ذلكم دليل حبه … لعائش المحبوبة من قلبه
    وفيه قسم وافر من حبها … فيا له من سعد حظ وبها


    عائشة الفارقة
    اعلم فهذه أصول فارقه … في شأن أم المؤمنين الفارقه
    ضوابط من عقد أهل السنة … تعصم من سبل الهوى والفتنة
    أولها فعائش زوج النبي … دنيا وأخرى رغم أنف الراغب
    ثاني الأصول أن هذي أمنا … وأم كل مؤمني أهل الدنا
    ثالثها فهي من أهل بيته … دام عزيزا كل موصول به
    رابعها فأنها من صحبه … وهاجرت أيضا لنصر دينه
    خامسها فأنها المرأه … من فوق سبع، لم تكن مجترئه
    سادسها فأنها قد أخطأت … يوم استقلت جملا وخرجت
    لكنها لم تقصد البغي كذا … كف اللسان عن أباطيل الأذى
    فكونها زوج النبي الموقر … فذاك أمر جاء بالتواتر
    عاش ومات وهي زوج له … ولم يطلق النبي أزواجه
    أما دليل كون ذا في الآخره … فآية الأحزاب فصل سائره
    كفوا الأذى عن النبي في قبره … لا تنكحوا أزواجه من بعده
    وقال في المستدرك مصححا … والذهبي موافق قد رجحا
    أن النبي سأل الله العلي … ألا نكحت امرأة تكون لي
    ولا أزوج فتى من أمتي … إلا وكان معي في الجنة
    روى أبو عيسى بفضل عائشه … حديث رؤية النبي لعائشه
    قال أمين الوحي جبريل له … هذي بدنيانا وأخرى زوجه
    وعائش تسأل هادي الأمة … عمن تكون معه في الجنة
    قال فأنت منهم يا سعدها … تقول: إذ لم يأت بكرا غيرها
    هذا رواه الحاكم وصححه … والذهبي موافق قد رجحه
    هذا وأصحاب النبي شهدوا … فمنهم عمار المجاهد
    ومنهم الحبر ابن عباس العلم … كفى بهذا حجة بين الأمم
    وكونها أما لكل مؤمن … فذا كلام ربنا البر الغني
    فآية الأحزاب فصل بالغه … تسري إلى العقل بروح دامغه
    قال: النبي أولى بهم من نفسهم … وكل زوح للنبي أم لهم
    عويش أم المؤمنين يا له … من شرف إن الثريا دونه
    ولا زم لذاك أن من رضي … عويش أما كان مؤمنا هدي
    ومن أبى ورد قرآن العلي … منافق بنص وحي منزل
    لذاك قلت إن أمي فارقه … قد فرق الله بتلك الصادقه
    بين المنافق وبين المؤمن … فافهم لباب العلم والفقه السني
    ومن معاني تلكم الأمومة … أن لها التوقير للكرامة
    وأنهن قدوة للمؤمنه … في المكرمات والصفات الحسنه
    وفي كمال العقل والديانة … وفي نقاء العرض والطهارة
    وأنهن أمهات جامعه … في كل فضل كالنجوم الساطعه
    وخير خلق الله يوصينا بأن … نسدي للأمهات خيرا ونصن
    ألم تروه قال: غارت أمكم … وقال: يا أنيس تلك أمكم
    وقال: قوموا وانهضوا عن أمكم … كلوا هنيئا من طعام أمكم
    أراد أن يقرر المعنى إذا … في قلب كل مؤمن قد يمتحن
    لذا فإن صحبه من بعده … قد فقهوا وامتثلوا لأمره
    والتابعون بعدهم قد اهتدوا … بهديهم ونورهم فما اعتدوا
    قال محمد بن قيس الراويه … هيا اسمعوا أروي لكم عن أميه
    قالوا ظنناه يريد الوالده … وإنما رام عويش الزاهده
    وذاك عمار العظيم شأنه … يقول يا أماه يعني أمه
    عويش، قالت: لا أكون أمكا … قال بلى وإن كرهت ذالكا
    واسمع إلى الحبر الإمام العالم … هو ابن عباس الفقيه الهاشمي
    لما طغى أهل الخروج وافتروا … على علي الإمام وامتروا
    قالوا له لم نسب ولم نغتنم … قال أتسبون الحصان أمكم
    لئن فعلتم ذا لقد كفرتم … كفرا صريحا يا رجال فاعلموا
    فرجع القوم إلى أحلامهم … إلا قليلا سمع الله بهم
    وابن أبي بكر أريد وطلب … فدخل بيت الحصان فاجتنب
    وقيل يوما أن شخصا سبها … وقال ليست أمه وعابها
    فعلمت به فقالت: قد صدق … فذاك من أهل النفاق المختلق
    وإنما جعلت أم المؤمين … أما المنافقون فالله الغني
    وكونها من أهل بيت المصطفى … ففيه قرآن كريم وكفى
    وآية الأحزاب في ذا واضحه … كالشمس في أفق السماء لائحه
    قال يريد الله تطهيرا لكم … من كل رجس ذا جزاء بركم
    ثم النبي في زواج زينبا … أتى عويشا زوجه المحببا
    قال سلام أهل بيتي ودخل … ثم أعاد ما سها وما غفل
    ئم تقول أمنا ما شبعا … الآل من خبز ثلاثة معا
    وفي حديث زيد بن أرقم … أن النساء أهل بيت فاعلم
    والله قد أوصى بأهل بيته … خيرا وهذا الأمر في قرآنه
    ليس النبي سائلا أجرا سوى … مودة القربى فدع عنك الهوى
    قال تركت فيكم قرآنه … وأهل بيتي فعن الشر انتهوا
    علمنا النبي في صلاتنا … صلوا على الآل وذا من هدينا
    وبغض أهل البيت بيت المصطفى … يستوجب الخزي بنا وكفى
    فلا تمار يا فصيح واستقم … ووقر الحصان دوما واحترم
    وكونها من صحبه ذا ثابت … والهجرة العظمى ففضل ثابت
    فإن صحب أحمد من قد رأى … وكان مؤمنا عن الشرك نأى
    كن عويش زيد في الفضل لها … عاشت مع المختار حتى فاتها
    لم يحظ مسلم بمثل قربها … حتى أتاه الوحي في لحافها
    والله قد أثنى على الصحب الألى … مهاجمر وناصر ومن تلا
    قال النبي شاهدا عليهم … مبنا للأمة فضلهم
    خير القرون ثم من يلونهم … فالتابعون هديهم من بعدهم
    حذرنا أن نزدري أصحابه … أو أن نسب من يحد يا ويله
    سماهم الرحمن في قرآنه … السابقين الأولين فادره
    ورضي العزيز عنهم ولهم … جنات عدن ذا جزاء برهم
    فكل هذا الفضل ثابت لها … فيا لها مناقب ما مثلها
    وكون أمنا هي المبرأه … وكونها يوم القتال مخطئه
    فسوف نأتيكم بتفصيل له … ورد كل شبهة بإذنه
    فتلكم كانت أصولا جامعه … فاعلم وحط الجهل عنك والدعه


    إلى آخر نفس
    سياق خبر وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وما فيه
    من الدلائل على فضل عائشة

    في ذكر موت المصطفى دلائل … فوائد يسموا بها من يعقل
    قالت عويش خبرا عن موته … صلى عليه الله قدر خلقه
    قد جاء يوما من جنازة ولم … يبد كلاما لي وفي رأسي ألم
    عصبت رأسي وقعدت دونه … وقلت وارأساه أبغي وده
    قال ممازحا بثغر ضاحك … وددت أني قمت فهيأتك
    غسلت وكفنت ودفنتك … ثمت أستغفر وأدعو لك
    فقلت واثكلاه قد ظننتكا … تحب موتي لرضا أزواجكا
    فابتسم ثم صداع جاءه … فقال وارأساه واشتد به
    فكان آخر ابتسامه لها … وذاك فضل مالئ صفحتها
    كان يقول مكثرا أين أنا … مستبطئا يوم الحصان أمنا
    فاستأذن الأزواج أن يأتي لها … وأن يمرض النبي في بيتها
    ولم تمرض قبله من أحد … لكنه فضل العظيم الصمد
    عند الصلاة أمر المختار أن … مروا أبا بكر يصلي حازما
    قلت: أبو بكر أسيف يكثر … من البكاء والدموع تغزر
    قال: مروه أن يصلي إنكم … صواحب الصديق كفوا قولكم
    ثم صببنا الماء فوق رأسه … فقام قاصدا صلاة صحبه
    كان النبي مستندا لصدرها … تقول بين سحرها ونحرها
    وهي تعوذ النبي الأكرما … فرفع المختار رأسا للسما
    يقول: لا بل في الرفيق الأعلى … في جنة العز الرفيع الأجلى
    جاء أخوها والنبي يحتضر … إلى سواكه النبى ينظر
    أخذت ذاك الرطب ولينته … إلى حبيبي المجتبى دفعته
    فاستن أحسن سنة رأيت قط … ثمت ناولني السواك فسقط
    فكان ذاك آخر العهد به … جمع الحكيم ريقها بريقه
    تقول فاضت نفس حبي المجتبى … فما وجدت قط منها أطيبا
    ومات بين سحرها ونحرها … وكان دفن المصطفى في بيتها
    قال الإمام الزين والعراقي … في نظمه يشير للوفاق
    وفسر الصديق للصديقة … منامها أن سقطت في الحجرة
    حجرتها ثلاثة أقمارا … ها خير أقمارك حل الدارا.
    صلى عليه ربنا وسلما … وصاحبيه نعما وأنعما
    وبعد هذا اسمع علوم الرافضه … تلك التي للمكرمات مبغضه
    قالوا: بغت كفرت وكانت عائشه … وسمت المختار وهي فاحشه
    أتوا كذابا ليس يحصى عددا … لو فاض في بحر اليقين بددا
    تخرصوا تكهنوا وأرجفوا … وفاض غيظ قلبهم وما شفوا
    كيف يموت سيد الخلائق … في حجر مبغض له منافق
    ثمت يبقى راقدا في بيتها … جثمانه الطاهر دوما يا لها
    من ذات حظ وافر ما أوفره … وذات فخر دائم ما أذكره
    ويحرم الرحمن أولياءه … من ذلك الفضل العظيم يا له
    من كذب فج عظيم القرن … ما مثله إفك بهذا القرن
    ألم يكن نبينا مكرما … عند العظيم البر دوما في السما
    ولازم من قولهم بلا خفا … أن الكريم قد أهان المصطفى
    حاشا وكلا،، إن ذاك إفكهم … إن لم يتوبوا منه فويل لهم
    فالله يجزي الخير بل يضاعف … بئس الكلام قولهم قد أرجفوا
    يا للعقول أين فلب يفقه … فليس يستهويه إفك تافه
    ألم يمانع في زوج صهره … بنت أبي جهل عدو ربه
    إذ كيف يحيا تحت سقف واحد … بنت العدو والنبي الماجد
    فتلك أحلام لهم يا ضعفها … لا لن ترى في ذا الوجود مثلها
    رباه سلمنا وثبت قلبنا … بالعلم والإخلاص نور دربنا



    عائشة الزاهدة السخية
    وأمنا أيضا حصان زاهده … سخية دوما رزان عابده
    عاشت مع المختار ولم يشبعا … ثلاثة من خبز أو زيت معا
    ويوم جاءت عائش تسألها … امرأة أتت ببنتين لها
    تقول ما وجدت غير التمرة … بين ابنتيها عدلت في القسمة
    ثمت زاد زهدها بعد الجمل … وأكثرت من السخاء والعمل
    يقول عروة هو ابن أختها … قد نكست ورقعت في ثوبها
    وجاءها يوما بمال وافر … ابن أبي سفيان كالموقر
    فلم تبت ودرهم في بيتها … بل أنفقها كلها في وقتها
    فما اشترت لحما لها بدرهم … تقول للفتاة لا تتهمي
    لو كنت ذكرتيني كنت أفعل … فيا له قلب سخي فاضل
    جادت بكل مالها للفقرا … ولم تذر لنفسها شيئا يرى
    قد علمت بأنها أم لهم … فكان لا بد وأن تؤثرهم
    ألم تكن بنت أبي بكر البهي … من جاء للنبي بكل ماله
    أسمى معاني الزهد والأمومة … فردديها في الورى يا أمتي
    واشتهرت بالبذل حتى عابها … ابن الزبير الطيب ابن أختها
    قال: لئن لم تنته أو تقتصد … لأحجرن مالها ولم يزد
    فنقل القول إليها من عدا … فنذرت لتهجرنه أبدا
    فطال هجران عويش لابنها … ولم يطق فيح أسى جفوتها
    فاستشفع الابن ولكن لم تجب … عز عليها الرفق منها والأدب
    فجاءها يوما مع الصحابة … ودخلوا جميعهم في الحجرة
    وبينهم ذاك الفتى المدلل … ودمع الاستعطاف منه مرسل
    فاعتنق الأم مناشدا لها … أن تقبل العذر وتكفى نذرها
    وأكثروا على الحصان الطاهره … ليس يحل أن تكوني هاجره
    وهي تقول لا يعود الناذر … باكية والدمع منها يغزر
    فأعتقت في نذرها ذا أربعه … في عشرة من الرقاب دامعه
    وكلما تذكرت هذا بكت … لم ترو ذا! بنفسها وما حكت



    العالمة الفقيهة المفسرة
    وأمنا كانت من العلماء … خاضت علوم الدين باستيفاء
    ألم تكن تلميذة النبي … ثم بفضل عقلها الذكي
    ونزل القرآن في لحافها … وسألت عن كل شيء رابها
    وهي محدثة كذا والراويه … ذات الأسانيدا العظام العاليه
    ما بينها راو وبين المصطفى … فعن معين العلم تروي وكفى
    وعن أبي بكر كذا عن فاطمه … قد أخذت أيضا علوما قيمه
    ومن روى عنها كثير قد ذكر … عند الإمام الذهبي في السير
    قد ذكر خلقا كثيرا منهم … زر حبيش ثم زيد أسلم
    أبو هريرة والوادعي … ثم أبو موسى كذا النهدي
    ثم ابن عباس كذا وابن عمر … وعروة ابن الأخت وابن المنكدر
    والقدوة ابن زيد النخعي … وصنوه ابن زيد التيمي
    وابن يسار ثم زدهم عكرمه … مجاهد وابن بشير علقمه
    وابن أبي مليكة والحسن … كذلك الشعبي الإمام الفطن
    مسروق ميمون كذاك نافع … وابن المسيب الإمام البارع
    وغيرهم جمع عظيم أكثر … من مائتين كلهم موقر
    مسندها ألفان فهي مكثره … ثمت زد مائتين بعد العشره
    سبعين ومائة وزدهم أربعه … أخرجها الفذ البخاري معه
    تلميذه النجيب، ثم ينفرد … بأربع من بعد خمسين تعد
    وانفرد تلميذه بتسعة … من بعد ستين روى بصنعة
    كانت عويش تحسن الفرائضا … وتجمع العلم الغزير الفائضا
    قال المحدث الشهاب الزهري … بحر الحديث جملة كالدر
    لو جمعت كل علوم الناس … كانت هي الأعلى بلا التباس
    ذات رسوخ في العلوم والسنن … والفقه والنزول ما أسمى المنن
    كان ابن صخر يكثر القول اسمعي … يا ربة الحجرة فاروي أو دعي
    وعروة يقول قد رأيتني … أقول لو ماتت لما أزعجني
    ولا ندمت إذ وعيت علمها … من قبل خمس حجج من موتها
    أعلم بالحلال والحرام … والشعر والطب وبالأعلام
    قال ابن حزم وهي كانت مكثره … من الفتاوى لم تكن مستأثره
    وكان عثمان الحيي وعمر … يبعث من يسألها عن الخبر
    ما أشكلت قط عليهم مسأله … إلا رأوها للجواب حامله
    قد استقلت بالفتاوى وقتها … وعروة دوما ملازم لها
    وأمنا عويش كانت أنكرت … على الصحاب غيرها واستدركت
    مسائلا تروي رسوخ قلبها … في الفقه وتومي إلى رقيها
    هذا الإمام الزركشي الشافعي … أتى عليها في كتاب جامع
    وماتع سماه سماه بالإجابة … ما استدركت أم على الصحابة
    أو ما تفردت به من علمها … أو خالفت فيه اجتهاد غيرها
    أو كان عندها دليل بين … فصل مفيد فيه علم متقن
    أو أنكرت فيه على الأئمة … أو رجعوا لرأيها في الجملة
    أو حبرت وحررت من فتوى … أو كان من رأي رأته أقوى
    قد رجع الصديق صوب رأيها … وكان في الأمور يستشيرها
    وعمر الفاروق يوم موته … ردت عليه وعلى بنيه
    واستدركت على علي وابن عمر … كذا ابن عمرو وأخيها قد ذكر
    على ابن ثابت وزيد أرقم … على ابن عباس الإمام العالم
    على أبي هريرة الفذ العلم … من كان خير حافظ بين الأمم
    على ابن عوف وكذا ابن عازب … على ابن مسعود الإمام الطيب
    والأشعري زدهم والخدري … وبنت قيس وابني الزبير
    وغيرها مسائلا قد بينت … وحررت واستدركت وعلمت
    كانت عويش للكتاب قارئه … وتعرف التفسير وهي ناشئه
    فتسأل المختار عما رابها … لكي تزيل بالعلوم جهلها
    قد جاءها ذاك الفتى العراقي … وهو يجوب الأرض باشتياق
    فقال يا أمي أريني مصحفا … لكي عليه مصحفي أؤلفا
    قالت له هل يا فتى يضركا … أن تقرأ في مصحف كذلكا
    أول شيء يا بني منزل … ما كان من قرآنناه مفصل
    وفيه ذكر الجنة والنار … إيماننا بالله والأقدار
    ثمت ثاب الناس للإسلام … فجيء بالحلال والحرام
    لو قيل لا تزنوا كذا في الأول … لا تشربوا الخمور، لم يمتثل
    قد قال ربي: ساعة موعدهم … أدهى أمر ليس من ينجدهم
    أيام كنت في البوادي ألعب … بمكة مع الجواري أذهب
    ثم أرته الأم مصحفا لها … أملت عليه الآي وترتيبها



    التحريم والإيلاء والتخيير
    روى البخاري وأيضا مسلم … حديث ما كان النبي يحرم
    قالا لنا: كان النبي يمكث … في بيت زينب لأمر يحدث
    يشرب عسلا هنيئا عندها … غارت عويش ثم كادت كيدها
    قالت لأزوج النبي إن دنا … قولوا له ريح مغافير هنا
    فدخل المختار فقلن له … فقال: بل ذا عسل شربته
    قلن له: فإن نحل العسل … قد جرس العرفط والريح جلي
    فقال: لست عائدا قط له … فأنزل الله الغفور قوله
    يا أيها المختار لم تحرم … من أجل مرضاة النساء تحرم
    وقيل أن سبب النزول … كان لأجل قصة الدخول
    أعني دخول المصطفى بالجاريه … في بيت زوجة له، بماريه
    قالت أفي بيتي وفي فراشي؟ … حرمها النبي بلا نقاش
    فنزلت آيات ذا التحريم … فيها من العتاب والتأثيم
    عتاب ربي للنبي الأكرم … وليس عيبا، بلى هو العز السمي
    تأثيمه سبحانه لعائشه … وحفصة أيضا بلا مناقشه
    وطلب التوبة والإنابه … إذ لم توفقا إلى الإصابه
    من أجل ذا آلى النبي أن يهجرا … أزواجه شهرا تماما لا مرا
    معتزل نبينا في المشربه … وذاك للأزواج كالمعاقبة
    وجاءه الفاروق وهو معتزل … فسأل المختار بعدما دخل
    طلقتهن؟ مخبتا مستفسرا … فقال لا فانتعش وكبرا
    وقال يا حبيب قد رأيتنا … قوما شدادا نغلب نساءنا
    ثم قلبن الحال واقتدين … بنسوة الأنصار واعتلين
    وامرأة الفاروق قد قالت له … أزواج خير الخلق قد راجعنه
    فقلت: لحفصة لا تنتصري … من النبي أبدا، لا تنظري
    إلى عويش فهي منك أوسم … يحبها المختار ذاك الخاتم
    فابتسم المختار وهو مضطجع … على حصير وبلطف يستمع
    لما مضى تسع وعشرون بدأ … بأمنا عويش نعم المبتدأ
    قالت: لقد أفسمت ألا تدخلا … شهرا وذاك التسع منه قد خلا
    من بعد عشرين وقد عددتها … فقال: ذاك الشهر ولى وانتهى
    ثمت قال: يا عائشة اسمعي … واستأمري الآباء حتى تقنعي
    ثم تلا الآيات للتخيير … بين العلا وزينة الحبور
    قالت: أما والله إنه علم … رأي أبي والأم ذا أمر علم
    أفي خلاصي أصبح مستأمره … أريد ربي والنبي والآخره


    حادثة الإفك
    روت عويش لنا حديث الإفك … قالت كلاما للقلوب يبكي
    كان رسول الله إن نوى السفر … اقترع بين النساء، والقدر
    في غزوة جاء لحظ أمنا … قالت خرجت والحجاب عمنا
    حتى دنونا ليلة من يثربا … قمت لأمري والرحيل وجبا
    قضيت، شأني ثم عدت مسرعه … فقدت عقدي فعدت راجعه
    فرفع القوم برفق هودجي … لم يشعروا أن عويشا لم تجي
    إذ كانت الأم صغير سنها … خفيفة واللحم لما يغشها
    كنت أقول أنهم لو لبثوا … شهرا وقوفا ههنا لم يبعثوا
    ذا الرحل حتى أرتقي في هودجي … لكنهم قاموا وكانت لم تجي
    قالت: وجدت العقد بعد أن مضوا … قلت سيأتي بعضهم إذا رأوا
    أتيت منزلي ثم جلست … فثقلت رأسي علي نمت
    فجاءني صفوان ذاك السلمي … رأى بعينه سواد نائم
    فاسترجع البر النقي لما رأى … أما له وبالوقار ملئا
    والله ما كلمت ما كلمني … ذي عفة الأم وصدق المؤمن
    ركبت رحله وقاد مسرعا … ثم أتيناهم ظهيرة معا
    وعند ذاك هلك من قد هلك … وابن سلول خاض جدا وأفك
    جئت المدينة فنمت شهرا … مريضة لا أستبين أمرا
    ولم يكن يريبني شيء بدا … غير الحبيب كان يبدوا باعدا
    خرجت ليلة وأم مسطح … إلى الخلاء في صعيد أفيح
    لكنها تعثرت في مرطها … ثلاثة وهي تتعس ابنها
    فقلت: أي أم تسبين ابنك … قالت: أسبه لما في شأنك
    فأخبرت بما جرى من إفكهم … فجاءني الداء لهذه التهم
    رجعت للبيت وإني أوعك … كيف لهؤلاء أن يصدقوا
    أتيت أمي وأنا أسألها … وإذ به ليس بشيء عندها
    فبت ليلة غزير دمعها … لم تكتحل عيني بنوم طولها
    وعند ذا هامت وراح وعيها … وجاءت الحمى كذا تنهكها
    ثم استشار المصطفى أصحابه … قال ابن زيد بالذي في نفسه
    والله ما نعلم إلا خيرا … ولا رأينا قط منهم ضيرا
    قال علي لم يضيق ربك … ثم برير إن تسلها تصدق
    قالت: فلا والله لست أعلم … شيئا يريب، ذاك عرض سالم
    وهو نقي طاهر لا أمتري … كذهب صافي بديع أحمر
    قالت: فقام المصطفى من يومه … مستعذرا ممن طغى في عرضه
    فاختلط الأصحاب عند المصطفى … أبدوا لبعض العداء والجفا
    فخفض المختار من أصواتهم … وقام يسعى مغضبا من بينهم
    وسال دمعي لا يجف أبدا … ولا نعاس قط في عيني بدا
    يوما وليلتين حتى أنني … أكاد أن أموت أو أظنني
    جاءتني امرأة من الأنصار … فجلست تبكي معي في الدار
    فبينما نحن كذا أتى النبي … وجاء نحوي جالسا في جانبي
    ولم يكن أقام عندي شهرا … منذ أشاع أهل الإفك شرا
    وخاض في عرضي أناس بالأذى … ولا أتاه الوحي في أمري كذا
    قال لها: إن كلاما جاءني … إلى نصيحة لقد أجاءني
    سوف يبرئك الإله الواحد … إن كان ذا العرض بريئا، فاشهدوا
    إن كنت قد ألممت ذنبا فارجعي … إلى العظيم توبة وأقلعي
    فإنه إن تاب عبد واعترف … حاز القبول عند ربي والشرف
    تقول: لما قال جف دمعي … وكان قولا مثقلا للسمع
    فما وجدت قطرة بعيني … أبتاه أماه أجيبا عني
    قالا: فلا والله لسنا ندري … ماذا نقول الآن في ذا الأمر
    قالت: فقمت وتشهدت كذا … لأدفع العار بنفسي والأذى
    لقد علمت إنكم سمعتم … ما قالت الناس كذا صدقتم
    لئن نطقت أنني بريئه … وأنني لم أقترف خطيئه
    لستم مصدقين، وإن أعترف … بفعلة شنعاء ولم اقترف
    صدقتموني، والإله عالم … أني حصان النفس، عرضي سالم
    إن لكم مثلا بقرآن تلي … صبر جميل نستعين بالعلي
    ثم تحولت إلى فراشها … ترجو الكريم أن يزيح همها
    ليس لها غير الإله الواحد … العالم البر الرحيم الماجد
    قد يئست من كل تدبير لها … صارت تعاني جرح قلب وحدها
    كل قريب وبعيد قد هجر … ولم يعد لها سوى رث البشر
    كفى به فهو عليم السر … وكاشف البلوى مزيح الضر
    وهي صغيرة وذا القلب انفطر … لكنه قلب كبير ينتظر
    غوث المغيث باليقين مفعما … بالاصطبار دائما منعما
    فجاءها الغوث من الله العلي … براءة بنص وحي منزل
    تقول: لا والله ما ظننت … أن ينزل القرآن بل رجوت
    رؤيا يراها الحب في منامه … شأني حقير الحال عن قرآنه
    والله ما رام الرسول المجلسا … ولم يغادر أهل بيتي المجلسا
    حتى أتاه الوحي، والإفك انخرق … وعمه مثل الجمان من عرق
    أفاق ضاحكا بثغر بارق … وجه جميل وجبين مشرق
    يمسحه وهو يقول: أبشري … ثم احمدي الرحمن دوما واذكري
    هذي براءة من الله العلي … تتلى مرارا في الكتاب المنزل
    لما جرى ذا قالت الأم انهضي … إلى حبيبك النبي الماجد
    قلت: فلا والله لست أحمد … غير إلهي إنه المؤيد
    وأنزل العظيم من قرآنه … نظمت معناه ولم أوفه
    أصحاب الأفك عصبة هم منكم … لاتحسبوا شرا أتى إليكم
    بل ذاك خير والإله أعلم … وكل من خاض بإفك آثم
    ومن تولى كبره يا ويله … إن عذابه عظيم شره
    لولا أتيتم بالشهود أربعه … لقولة من الكذاب شائعه
    لولا الإله عمكم برحمته … والفضل منه مسكم من نقمته
    كنتم تناقلونه بالألسنه … وتحسبوا أقوال إفك هينه
    خاضوا به وبالخنا تكلموا … لكنه عندالعظيم أعظم
    لا ترجعوا لمثل ذاك أبدا … من كان منكم مؤمنا قد اهتدى
    ومن أحب أن تشيع الفاحشه … في المؤمنين، واللسان الطائشه
    فإنه منافق وآثم … وحظه دوما عذاب مؤلم
    ثم تلا المختار آي عذرها … وقامت الأم تؤم بيتها
    وخرج الرسول نحو المسجد … فجمع الناس وبان المعتدي
    تلا عليهم آية البراءة … وكان ذاك قاطعا للفتنة
    وكان من تولى كبر الأفك … ابن سلول والحصان تبكي
    فكان يستوشيه ويذيعه … يسمعه يقره يشيعه
    وقد علمنا بعضهم من عروة … فمنهم حسان بن ثابت
    ومسطح وحمنة أخت زينبا … وغيرهم ممن عدا وأذنبا
    فجيء بالمؤتفكة المنافق … فضرب الحدين، غير رافق
    لأنه قد سب زوجة النبي … ليست كأي امرأة لا تعجب
    وعزروا وأوجعوا الثلاثة … حسان ثم مسطح وحمنة
    كانت عويش أمنا تكره أن … يسب حسان؛ لفعله الحسن
    في ذبه عن النبي الأكرم … يفديه بالآباء والعرض السمي
    وجاءها في مرة مستئذنا … فأذنت ولم تمانع أمنا
    قيل لها، قالت: لقد أصابه … ذاك العذاب والجزا في عينه
    تقول: لما أنزلت براءتي … كان أبي ينفق في القرابة
    وفيهم مسطح من قد اعتدى … وخاض في الإفك وما رام الهدى
    فأقسم الصديق ألا ينفقا … عليه لما مالأ المنافقا
    فأنزل الله العلي {لا يأتل} … أصحاب بذل المال والتفضل
    أن ينفقوا على قرابة لهم … عفوا وصفحا، ذاك غفران لهم
    قال: بلى إني أحب المغفره … وعاد يعطيه الهبات الوافره


    مناخ الأحداث
    قال الرواة أن ذاك قد جرى … بعد غزاة خاضها بلا امترا
    في غزوة يعني: سيوف مشهره … حر وجوع والدماء قاطره
    يعني كذا: برد وقر قارس … جهد جهيد يمتطيه الفارس
    قطع الفيافي ثم تغبير القدم … مشيا على رمل يؤدي للورم
    فلم يكن وقت النساء والغزل … كلا ولا وقت البكا على طلل
    بل إنهم خرجوا لنصر دينه … لا يأمن الغازي بقاء نفسه
    كيف يظن أنهم قد اعتدوا … ودنسوا أرض الجهاد وافتروا
    فيا له إفك عظيم جرمه … نفاق قلب قد طغى في إثمه
    لذاك قال الله ما كان لكم … أن تسمعوا، أو تفتحوا أفواهكم
    أو أن تظنوا الشر بأنفسكم … ولم يقل فافهمه بإخوانكم



    فوائد من حادثة الإفك
    كان ابتلاء للنبي الأكرم … يسمو به أعلى ذرى العز السمي
    وهو ابتلاء للحصان الطاهره … يسمو بها نحو الجنان الباهره
    قد زاد في الوداد بين المصطفى … وبين حبه خليلة الوفا
    فقد أتى القرآن في أمر لها … وذاك تاج كل منقبة لها
    لو لم يكن للأم أي منقبه … غير البراءة فنعم المرتبه
    لو كل فضل نالها في كفة … ثم براءة لها في كفة
    لرجحت كفة تبريء لها … فتلك درة علا بريقها
    وهو ابتلاء للصديق الأكبر … ودونه قتل وقطع الأبهر
    كذا لأهل بيته ذوي التقى … إلى جنان في العلا به ارتقى
    وهو ابتلاء نال كل مؤمن … وكل قلب عامر وموقن
    قد شاركوا المختار كل حزنه … وذاك أولى مقتضى لحبه
    أمر عظيم قد أتى عليهم … وبالأذى والكرب قد غشاهم
    لأنه عرض النبي الأعظم … وذا يمس دينهم فلتعلم
    كيف ينال عرض منقذ لهم … يحيي القلوب وهو أصلا متهم
    بأي وجه ينشرون في الورى … ذا الدين إن كان الكذاب قد جرى
    أما تراه قد غدا معترضا … لدرهم في بيته يوم قضى
    آلا يقال أنه ذو ثروة … أو أن يشاب ذكره بشبهة
    ثم أزاح الله تلك الغمه … فانبلجت كل ثغور الأمه
    كأن غيثا قد أتى فعمهم … ومن سرور القلب قد أمطرهم
    لكن تعال انظر فهوم الرافضه … تلك التي عن كل خير باعده
    هم يزعمون أن عرض المجتبى … دنس كثير الشر عن طهر نبا
    أما أحس واحد في نفسه … بأن عرض المصطفى من عرضه
    أليس بينهم ذوي مروءة … كلا وربي ما بهم من ذرة
    هل يرجعون للهدى بتوبة … أم كلهم أهل هوى وفتنة
    بأي وجه يدعون أنهم … أتباع من في عرضه قد اتهم
    وكيف يدعون إلى الدين الذي … زوج النبي أتت الفعل البذي
    فأي إفك ذاك بل أي هوى … إلى حضيض سافل بهم هوى
    والإفك قد أذاع ذكر السلمي … غدا بريئا من شنيع التهم
    لو لم يكن في الإفك هذا ما عرف … قد نال من عز رفيع وشرف
    قال النبي رأفة وبرا … والله ما علمت إلا خيرا
    ما كان يأتي بيتنا إلا معي … وذي شهادة بطهر ناصع
    يقول مقسما برب ما كشف … طول حياته لأنثى عن كنف
    وذا روته أمنا كما أتى … وفي سبيل الله أمسى ميتا
    وفيه فضل لبرير الجاريه … فلم تكن عن الحقوق وانيه
    وفضل شخصين دعاهما النبي … أسامة كذا علي الطيب
    وفضل أمنا الصدوق زينبا … لها لسان صادق ما كذبا
    وفيه أن الله قد أبدى لنا … أن لأهل البيت عزا وسنا
    قد أذهب الرجس كذا طهرهم … ومن رفيع الفضل قد أمطرهم
    فأي شبهة تحوم حولهم … فإن ربنا ولي نصرهم
    يبطل كيد العائب المنافق … يرفع شأن المؤمن البر النقي
    وفيه إعلاء لشأن العرض … وأن طعنا فيه أمر مردي
    لأجله قرآن ربي قد نزل … فقل جميلا ثم حاذر الزلل
    وأمسك اللسان عن سوء الأذى … وذا مثال صادق ليحتذى
    وفيه أن كل حرف ينزل … من العظيم فيه خير يحصل
    وأي خير ثم أي فائده … فوق القرآن ثم أي عائده
    هو رحمة الله الكريم للبشر … هداية عظمى، فهل من مدكر
    حقا كما قالوا لنا لو لم يكن … لأمنا من الثناء والمنن
    غير نزول الوحي في تبريئها … لكان يكفي في سمو شأنها
    قد استفادت وأفادت كل من … كان لدين المصطفى متبعا
    جزى الإله أمنا خير الجزا … في جنة الفردوس، وعدا منجزا



    منهج الروافض في طعونهم
    لكن أهل الإفك ذا لم يسكتوا … بل جددوا العزم لإفك بيتوا
    فلم يرق لبعضهم أن يقرآ … قرآن ربي مادحا مبرئا
    لأمنا ونافيا عنها الخنا … نتلوه ليلا وكذا نهارنا
    فقام من أراد طمس الحق … وحكم العقل بأمر الإفك
    وليتها كانت عقولا نيره … وبالعلوم دائما مستبصره
    لكنها عقول بغض وهوى … جهولة والخير منها قد هوى
    يبغون صرف الفضل عن ذي الطاهره … ولكن الآيات فصل باهره
    قد جمع الطعون ذاك الممتري … الرافضي مرتضى ذا العسكري
    كتابه فيما روته عائشه … أو ما روي عنها بنفس جائشه
    وإننى سوف أجلي منهجه … ذاك الذي في الطعن قد انتهجه
    في كل ما أتاه إما مفرط … أو لا فذاك ساخط مفرط
    لا يعرف القصد الجميل والوسط … لكنه ودائما على شطط
    وهو حقود دائما لا يلتمس … عذرا لها، وكل خير منطمس
    لكنه قد يظهر الإنصافا … يطري بطول يسمن العجافا
    لكن ذا الإطراء ليس يذكر … بجانب الطعن الشنيع يمطر
    فالمدح في الفهم وفي الشجاعة … والطعن في العرض وفي الديانة
    فقد أحال المدح ذما ويحه … لأنها في الشر تستعمله
    ثمت يبدوا أنه في ظنه … أن علوم الغيب تنجلي له
    يغوص في عمق الهوى والنية … بصورة مهلكة مريبة.
    يقول: هذا قد نوى فعل كذا … وهذه أيضا نوت فعل كذا
    ثمت يعلي فوق خرصه البنا … من الأراجيف العظام واهنا
    لو قد بنى على وجوه تحتمل … شرعا وعقلا ما أمنا من زلل
    فكيف يبني ظنه على جرف … هار بسيل من أراجيف جرف
    وقد يؤصل الفتى للقاعده … ليثبت الطعن بتلك الرائده
    ثم يريد النقض فينقضها … يأتي عليها مثبتا نقيضها
    ويكثر الحشو كذا والطنطنه … مثرثر جدا وفير الدندنه
    لست مبالغا أخي بل إنه … معترف وقال ذا بنفسه
    يرى الفتى من نفسه مفكرا … وعالما يكثر من قول أرى
    لكنه إن قالها فتلكم … محض ادعاء وكذاب فاعلموا
    ثمت يبني فوقها عظائما … وترهات كالبلاء جاسما
    مدلس يزور الحقائقا … ويقلب العلقم شهدا رائقا
    يقدم المكذوب لا الصحيحا … كذلك الموضوع والمطروحا
    يعنى بجمع من قمامات الكتب … مثل الأغاني، والصحيح قد حجب
    كذاك ينقد الصحيح إن وجد … أما الضعيف ذاك كنز قد وجد
    لا يعرف الجمع ولا الترجيحا … كلا ولا الضعيف والصحيحا
    فذاك منهج لكل رافضي … من رامه فليس بالمؤيد
    وقد رددت كل شبهة له … مبينا منهجه وجهله


    إفك آخر، وآخر
    لم ينته الإفك أخي فلتسمع … بل ثم إفك ظاهر لا يرتدع
    ففي كتابات لأهل السنة … جاءت دسائس من أهل البدعة
    فيها غلو وافتراء وكذب … وبخس حق بالغ من العجب
    فإن شانئي الحصان الطاهره … رأوا مناقبا لها متواتره
    فلم يرق لبعضهم أن ينتهي … عن هتك عرض أمنا وذمه
    فوضعوا الأخبار تلك الكاذبه … أتوا بكل الإفك والمشاغبه
    كي يصرفوا الأنظار عن فضل لها … كذاك عن تكريم ربها لها
    وينشروا الإفك الصريح العاري … من كل مكذوب من الأخبار
    لكن أهل العلم أصحاب الأثر … قد أظهروا تلك المساوي والعرر
    وفندوا أقوال أهل الباطل … ونسفوا البهتان بالحق الجلي
    وبينوا الصحيح من مكذوبه … بفهم حاذق فقيه نابه
    وقد أتى الكثير من ذا الافترا … في كتب أعلام لنا بلا مرا
    مثل الإمام الطبري البارع … في سرد تاريخ الملوك الجامع
    فقد أتى فيه بتاريخ الفتن … وكان ذكر أمنا مشوها
    فهي التي قد ألبت أحزابها … على الإمام لم تراع ربها
    قالت أميتوا نعثلا فقد كفر … وأظهرت نعل النبي فبهر
    ثمت جاءوا واستباحوا دمه … وعينه في مصحف أمامه
    قالوا وكانت آنذاك في سرف … وأمر عثمان لديها ما عرف
    فلقيت عبدا هو ابن أمه … فسألت ذاك الفتى عن أمره
    قال لها إن الخليفة قتل … وجاز أمرهم إلى خير الدول
    فبايعوا علي في المدينة … قالت فردوني ألا يا حسرتي
    ليت السماء هذه أن تنطبق … إن تم الأمر نحو صاحبك
    وإن عثمان الشهيد قد ظلم … لأطلبن دمه بين الأمم
    قال: فأنت قد أملت حرفه … قالت: فإني ما أردت قتله
    قال فمنك ذا البداء والغير … ومنك أيضا الرياح والمطر
    وعند ذا قامت تريد ثأره … وهي التي قد أشعلت أواره
    ثم امتطت من الجمال أحدبا … وعطلت أمر النبي الواجبا
    أقامت الحرب على ساق لها … وأججت في المسلمين نارها
    وأوقعتهم في البلاء والفتن … وفتحت باب العداء والمحن
    بل قال راجز لنا لم يصدق … مخاطبا عليا الليث التقي
    يا جبلا تأبى الجبال ما حمل … ماذا رمت عليك ربة الجمل
    أثأر عثمان الذي شجاها … أم غصة لم ينتزع شجاها
    قضية من دمه تبنيها … هبت لها واستنفرت بنيها
    ذلك فتق لم يكن بالبال … كيد النساء موهن الجبال
    وإن أم المؤمنين لامرأه … وإن تك الطاهرة المبرأه
    أخرجها من كنها وسنها … ما لم يزل طول المدى من ضغنها
    وقال أيضا بلسان جاهل … عن الحقائق العظام ذاهل
    وانتهك الحي دماء الحي … من أجل ميت غابر وحي
    وجاء في الأسد أبو تراب … على متون الضمر العراب
    يرجو لصدع المؤمنين رأبا … وأمهم تدفعه وتأبى
    تجر ذات الطهر فيه عسكرا … وتذمر الخيل وتغري العسكرا
    فقلت بل كذبت أيها الرجل … هلا شققت قلب ربة الجمل
    امبتغ حقا فغرت فاكا … أم سهم باطل أتى أعماكا
    أما طلبت العلم بالنقاوه … حتى تزيل الجهل والغشاوه
    من قال أن غصة في حلقها … ولم يزل طول المدى ضغنا لها
    وأن أمي ما أرادت رأبا … وأنها كانت لصلح تأبى
    وأن ذات الطهر جرت عسكرا … وذمرت خيلا وأغرت عسكرا
    كلا وربي قد أسأت الفهما … ولم تنل من الصواب سهما
    رددت قول الرافضي كالببغا … وصغت إفك من تعدى وطغا
    وضابط الأمر بهذي المسأله … أن ليس للأخبار نفس المنزله
    فيها صحيح وضعيف وحسن … وعند أهل العلم ليس خافيا
    بل ثم موضوع ومكذوب كذا … قد دسه أهل النفاق والأذى
    وجل إفكهم رواه ابن عمر … لا لا تظنه الإمام المعتبر
    بل ذاك سيف وهو مثلوم كذا … يرويه عنه ابن مزاحم وذا
    يروي الأكاذيب التي لا يرتجى … نفع بها، بل كل ضر وشجا
    وقد رماه بعضهم بالزندقه … لأجل مروياته المختلقه
    فهل نظرت نظرة المحدث … قبل تفوه بذي الخبائث
    هيهات أن تكون قد فعلتها … بل عن أصولنا لقد نأيتا
    ثم سلكت منهج الروافض … ولست عند ذاك بالمؤيد
    وذاك تفصيل لكل ما جرى … خذه بقلب نابه بلا امترا
    قد صغته من كل موثوق الخبر … لا من دواهي كل كذاب أشر


    رأس الأفعى عبد الله بن سبأ
    رأس الحديث وبداية النبأ … عند اليهودي الخبيث ابن سبأ
    أراد صدع ديننا فلم يجد … إلا سبيلا واحدا "فرق تسد"
    وفي خلافة الحيي أسلما … ووضع كيدا خبيثا محكما
    نادى بأقطار البلاد كلها … برجعة المختار يا أولي النهى
    لأنه من المسيح أفضل … فهو أحق بالرجوع، أمثل
    ثمت قال: وعلي الوصي … بعد الرسول لم يكن بالناكص
    عثمان قد أخفى وصية النبي … لم يمتثل قط لأمم واجب
    لذا فقوموا واخلعوه واجعلوا … أمر الرسول نافذا وعجلوا
    كيلا يعمكم عقاب ربكم … وتدخلوا النار بسوء فعلكم
    فصدقت ناس من الغوغاء … أراذل القوم من الدهماء
    وكذبوا على الإمام وادعوا … عليه كل تهمة وما رعوا
    ونشروا الكذاب في الأنحاء … حتى لقد هزت من الأرجاء
    ثم أتى عثمان علم ما جرى … وما أتاه القوم من ذا الافترا
    لكن عثمان أبى أن يفتحا … باب المآسي ورأى أن يصلحا
    وقال فروا من ضراوة الفتن … لا تقتلوا نفسا ولوذا بالسكن
    وقد أتى الباغي الخبيث ابن سبأ … في جمع غوغاء لشر قد خبأ
    وحاصروا الأمير في بيت له … هم مجمعون أمرهم لخلعه
    قالوا له دع الأمور تسلم … واترك خلافتنا لنا كي تغنم
    قال له البر الفقيه ابن عمر … لا تخلعنها لن تزيد في العمر
    كي لا تكون سنة من بعدكا … قم واستعد للقا مولى لكا
    ثم ارتقى الغوغاء من أسواره … وأوقعوه ميتا في داره
    سال الدم الزكي من أوصاله … حتى أصاب مصحفا في حجره
    ولم يكن فيهم من الصحابة … قط فتى، قال فقيه البصرة
    فذاك أمر قتل عثمان التقي … وما جرى في عهده المبارك
    ثمت جاء بعده ليث الحمى … مجندل الأقران، سباق الكما
    أعني عليا الإمام الطيبا … ما فل عزم دينه وما نبا
    فبايعته الناس من أصحابه … إلا قليلا ليس عن شيء به
    وإنما كان اعتزالا للفتن … نأيا بنفس عن تباريح المحن
    كان الإمام كارها أن يصبحا … خليفة للمسلمين الصلحا
    يقول إن أكن وزيرا أفضل … لكنهم عن بيعة لم يعدلوا
    وكان فيمن جاءه وبايعه … طلحة والزبير قد أتى معه
    واختلف الأصحاب في أمر الدم … هل يرجأ أم يحظ بالتقدم
    فاستأذن الزبير معه الصاحب … من الإمام والرحيل أوجبوا
    لمكة بعد شهور أربعه … من مقتل الإمام والمبايعه
    الصاحبان وعويش أمهم … في مكة والثأر قد أهمهم
    لو أرجأوا أيضا لأبطل الدم … وصار سنة ويبقى الندم
    وذاك من توهين سلطان العلي … إن يبق هذا الضرب ولم يقتل
    فأجمعوا العزم على الثأر له … فمن أراق دمه يا ويله



    دخول البصرة
    فجاءهم يعلى بأهل البصرة … وعامر أيضا أتى للنصرة
    بأهل كوفة وأمضوا أمرهم … لكن عثمان حنيف صدهم
    وقال حتى يأتي الأمير … لن تدخلوا البصرة لن تسيروا
    ثم أتاهم بجيش جبله … وكان ذاك من رؤوس القتله
    فقاتلوه بالسيوف فانهزم … فجاءهم علي لما أن علم
    في عشرة من الألوف جيشه … وكان حقنا للدماء قصده
    وكان هذا الأمر عام ستة … بعد ثلاثين مضت للهجرة




    موقعة الجمل
    فأرسل المقداد والقعقاعا … لكي يفضوا ذلك النزاعا
    طلحة والزبير باهتمام … يرون ثأرا لدم الإمام
    أما علي فيرى أن يرجآ … فاختلفت تلك المساعي والرؤى
    وبات كل منهم في جيشه … وباله محير في أمره
    لكنهم قد وفقوا أن يحقنوا … دماء كل مؤمن ويحسنوا
    لكن أتباع الخبيث ابن سبأ … أقلقهم أن التهارش انطفأ
    قد يرجع الجمعان بعد فرقه … وينتهي البلاء والمشقه
    توجسوا من أن يثوروا كلهم … صغيرهم كبيرهم أميرهم
    يستأصلوا شأفة أبناء سبأ … ويخمدوا لهيب نار قد طرأ
    ففكر القوم وكادوا كيدهم … وأحكموا الأمر وجدوا سعيهم
    وخرجوا ملثمين في السحر … فوق الجياد والسلاح مشتهر
    غاروا على جيش لطلحة الفتي … وهم نيام أوغلوا في النومة
    فقتلوا بعضا من الأجناد … وأوقعوا في الجيش من فساد
    ثمت فروا هاربين افرنقعوا … ليت الروافض الطغام يسمعوا
    فعندها ظن الجنود أنهم … قد بغتوا وقتلوا في ليلهم
    من قبل جيش الصحاب الآخر … جيش علي، عقلهم لا يمتري
    ظنوا بأن أبا الليوث قد غدر … ثم استباح دمهم عند السحر
    فناوشوهم في الصباح الباكر … وشاع أمر ليلهم في العسكر
    وعندها ظن علي أنهم … قد غدروا ولم يراعوا ربهم
    فاحتدم القتال واشتد الوغى … ما كف جندي لهم وما صغى
    يقول طلحة: اسمعوا وأنصتوا … لكنهم لم يسمعوا لم يسكتوا
    فقال أف ذا فراش النار … ذبان أطماع يجي بالعار
    ثم علي قال للقوم ارجعوا … لكنهم جدوا ولم يستمعوا
    وعائش قد أرسلت بالمصحف … لكن سيل دمهم لم يوقف
    واستشهد طلحة ومحمد … زبيرهم، ولم يقاتل فاشهدوا
    وطلحة أماته سهم غرب … وهو يكف والقتال قد نشب
    وكان جمل الحصان الطاهره … علامة بارزة مؤئره
    يفدونه بالنفس كيلا ينحني … وحوله جنذ له لا تنثني
    قال علي اعقروا هذا الجمل … فدونه تقاتل لا يحتمل
    وعندما جدوا وتم عقره … فل القتال واستقر أمره
    ثم انتهى بالنصر للإمام … بل باءت الأمة بانهزام
    ثمت قام نحو أهل الجمل … وهو لثوب الحزن كالمشتمل
    يقول صادقا لقد وددت … أن مع النبي قد قبضت
    أخبره الحب الرسول أنه … أمر يكون بينها وبينه.
    قال علي فأنا أشقاهم … فقال: لا بل أنت مولى لهم
    إن كان ذاك وجرى فردها … عزيزة النفس إلى مأمنها
    فردها الإمام عندما ذكر … أمر نبينا، فهل من مدكر
    يقول أحنف هو ابن قيس … سألت أهل الحكمة والكيس
    وأمنا فقيهة الأنام … أيام كان الحصر للإمام
    قالت: عليك بعلي يا فتى … ليث ومقدام صدوق ما عتا
    قد ندمت عويش حتى أنها … كانت تبل من بكا خمارها
    إذا تلت {وقرن في بيوتكن} … تبكي وترجو أن ذاك لم يكن
    روى الثقات أن كوفيا دخل … قالت له شهدتنا يوم الجمل
    قال: نعم، قالت: فهل كنت لنا … فقال: بل كنت عليكم أمنا
    قالت: فهل تدري من المتكلم … يا أمنا يا خير أم نعلم
    قال: ابن عمي، فبكت لا تصمت … حتى ظننت أنها لا تسكت
    لقد وددت أن لي عشرينا … من الرسول هم من البنينا
    ثم ثكلتهم جميعا بالأجل … ولم يكن ما كان في يوم الجمل
    لا بل رأت أم العفاف أنها … قد بدلت وأحدثت في أمرها
    تقول يا أصحاب لا أستأهل … دفنا مع المختار نعم المنزل
    أوصت بأن تدفن في البقيع … كيلا تزكى بالمنى الرفيع
    وكل أصحاب النبي قد ندم … وكلهم بتوبة قد اختتم
    قالوا بأن المصطفى قال لها … وهي ضحوك وصغير سنها
    أيتكن تصحر بالأحدب … تنبحها كل كلاب الحوأب
    فأبصري ألا تكوني لاهية … فتخرجي وتصبحي أنت هيه
    ثمت جاءت والكلاب نبحت … فعندما تذكرت تراجعت
    تقول: ردوني فلست ذاهبه … فإنني بذاك لست صائبه
    قالوا: فذاك ليس ماء الحوأب … فلم تصدق عظمت أمر النبي
    فاستشهدوا خمسين أعرابيا … أن ليس ماء الحوأب الرديا
    ثم كسوهم وكذا دراهما … وأحدثوا الزور عصوا رب السما
    قلنا لهم بل تكذبون دائما … ولا تراعون الإله في السما
    فليس في الحديث قوله لها … فلا تكوني أنت، لم يخصها
    بل قال قولا مخبرا ومحتمل … وعند ذاك جاز ترك والعمل
    فليس يدرى هل يكون خيرا … أم كائن مضرة وشرا
    من أجل ذا قال الزبير طالبا … لا ترجعي، وفي الصلاح راغبا
    لعله أن يصلح الله بك … بين الجميع، فانظري لا تتركي
    وليس في الحديث أنه أتى … شهود زور بكذاب بيتا
    بل ذلك الزور الذي ما نمتري … في أنه إفك الكذوب المفتري
    لو كان حقا بات ذا مقررا … أن الحصان برة بلا مرا
    إذ قد تحرت وبقدر وسعها … وحفظت أمر الرسول جهدها
    لكنه قدح بمن قد بشرا … بجنة بالزور ليست تشترى
    إن عويشا لم تخالف ربها … يوم امتطت وخرجت من بيتها
    لأنها كانت تريد المصلحه … فنية الخروج كانت صالحه
    وإنما الأعمال بالنيات … ليست بفعل الشيء والسمات
    ألا تراها سافرت مع النبي … للحج بعد الفرض للتحجب
    ومهها الأزواج أيضا كلهم … في حجة الوداع مع حبيبهم
    حججن أيضا في خلافة عمر … وذاك أمر ثابت ومشتهر
    وهي كذاك لم تسافر وحدها … بل كان عبد الله محرما لها
    لم ترتكس في الخلط والتبرج … بل إنها كانت بقلب الهودج
    ولم ترد سفك الدماء الطاهره … بل أخطأوا وذا دليل المغفره
    قالوا عويش لم ترد مبايعه … وبعلي لم تكن بالقانعه
    لا بل أرادتها لزوج أختها … أو طلحة الميمون يا أولي النهى
    لكن ذاك إفكهم لا يثبت … رجم بغيب والعلوم تثبت
    فإنهم لم يخرجوا إلى علي … لم يقصدوا قتاله في الأول
    ألا تراهم يمموا للبصرة … لم يخرجوا إليه في المدينة
    لم يبطلوا قط خلافة له … ما بايعوا قط إماما غيره
    على الإمام البر هم لم يطعنوا … نية سوء قط لم يبينوا
    فما لنا وللنوايا ندعي … ننقب في القلوب لم نرتدع
    فذاك بدء الأمر منتهاه … وذاك أعلاه كذا أدناه
    فاحفظ كلامي وافهمه واعتبر … تسموا مع أهل الحديث والأثر



    وفاة أم المؤمنين
    وبعد ستين مضت من عمرها … زيدت بخمس قابلت مولى لها
    ليل الثلاثاء لسبعة خلت … من بعد عشر في صيامنا قضت
    استأذن الحبر ابن عباس العلم … كيما يعود زوجة خير الأمم
    وأمنا تخشى الثنا عليها … كانت بنزعها أتى إليها
    قال كلاما فائضا بالفائده … فرددوها واسمعوا يا رافضه
    أنت بخير أمنا فأبشري … زوج نبينا الحبيب الطاهر
    ما بينك وبين لقيا أحمدا … إلا خروج الروح تبقي الجسدا
    كنت أحبهم إلى قلب النبي … ولم يكن يحب غير الطيب
    وكنت بكره بلا توهم … وفيك جاءت رخصة التيمم
    وجاء وحي ربنا من السما … مبرئا، وزاجرا من قد رمى
    نتلوه بالمحراب طول عمرنا … آناء ليل وكذا نهارنا
    قالت صه ل تكثرن عليا … وددت أني نسيا منسيا
    ثمت فاضت روحها لربها … من بعد وتر دفنت في ليلها
    صلى عليها حافظ الصحابة … أراه إذ لم يأت صوب الفتنة
    كم ذا تركت أمنا من الهدى … وعلمت فقها وعلما وندى
    وكنت حب المصطفى هادي الورى … موفورة العفاف من غير امترا
    سخية زاهدة وطاهره … عالمة فقيهة مفسره
    لو أن كل امرأة كأمنا … على الرجال فضلت نساؤنا
    لو علم الأوغاد كم قد خسروا … على الحصان أبدا لم يفتروا
    قد خسروا علما وفقها وهدى … نقاء قلب، واللقا والموعدا
    وخسروا عقولهم إذ قد رضوا … بما يحيل العقل فعله قضوا
    وخسروا تاريخ أمة كذا … إذ قد رموها بالنفاق والأذى
    وخسروا الأخلاق والروح التي … كانت خصيصة بتلك الأمة
    روح العفاف والحياء والنقا … والعلم والفقه العميق والتقى
    فهل تراهم واردين حوضه … كلا وربي، ليتهم أن ينتهوا
    رباه فامح الغل من صدورهم … نق القلوب نجنا من كيدهم



    الخاتمة
    فهذه منظومتي قد صغتها … في نصرة الحصان فلتهنأ بها
    كاللؤلؤ المنظوم أو كالجوهره … جادت بها نفسي بمصر القاهره
    أيام ثارت ثورة بمصرنا … تحدثت بفضلها كل الدنا
    كم من علوم يا أخي أودعتها … وكم عجبت وأنا أكتبها
    عدتها في ألف بيت قد أتت … كالسهم في حلق العدا قد ثبتت
    رباه فاجعلها سبيلا للرضا … ولا تضيع سعينا هذا سدى
    رباه، رباه لقد أعطيتنا … خيرا عظيما وافرا لكننا
    نقابل الإحسان بالإساءة … فامنن علينا ربنا بالتوبة
    فتلكم نجواي قد بثثتها … بماء عين القلب قد سطرتها
    والحمد للرحمن ربي دائما … وبالصلاة والسلام خاتما


    رابط تحميل الكتاب او قراءته اون لاين http://shamela.ws/index.php/book/96856
    أسألكم الدعاء لى ولكاتبها كما أوصى (وأنا سائل كل أخ انتفع بشيء من هذا الكتاب أن يدعوا لي، ولوالدي، ولمشايخي، وللمسلمين بالمغفرة والقبول ودخول الجنة دار النعيم.)

    التعديل الأخير تم بواسطة khadeja; الساعة 15-03-2014, 11:13 AM. سبب آخر: جعل الخط سميك اعزك الله اختي
    اثبتن يا غاليات..فهذا زمن الثبات
    «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصدّيقة»
    نقـ♥ـابى طاعة لـ♥ـربى
    يارب تقبله عندك من الشهداء والصالحين ( ربنا يرحمك يا عمى يا حبيبى )


  • #2
    رد: ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة»


    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا


    ربِّ خذ من حياتي حتى ترضى، واجعل كل سكنة وكل حركة وكل لحظة طَرْفٍ فيك ولك!

    تعليق


    • #3
      رد: ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة»

      صلى عليها حافظ الصحابة … أراه إذ لم يأت صوب الفتنة
      كم ذا تركت أمنا من الهدى … وعلمت فقها وعلما وندى
      وكنت حب المصطفى هادي الورى … موفورة العفاف من غير امترا
      سخية زاهدة وطاهره … عالمة فقيهة مفسره
      لو أن كل امرأة كأمنا … على الرجال فضلت نساؤنا
      لو علم الأوغاد كم قد خسروا … على الحصان أبدا لم يفتروا
      قد خسروا علما وفقها وهدى … نقاء قلب، واللقا والموعدا
      وخسروا عقولهم إذ قد رضوا … بما يحيل العقل فعله قضوا
      وخسروا تاريخ أمة كذا … إذ قد رموها بالنفاق والأذى
      وخسروا الأخلاق والروح التي … كانت خصيصة بتلك الأمة
      روح العفاف والحياء والنقا … والعلم والفقه العميق والتقى
      فهل تراهم واردين حوضه … كلا وربي، ليتهم أن ينتهوا
      رباه فامح الغل من صدورهم … نق القلوب نجنا من كيدهم
      ما شاء الله
      جزاك الله خيرا اختي الغالية ورفع قدرك
      وجمعني بك مع امنا السيدة عائشة رضي الله عنها




      تعليق


      • #4
        رد: ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة»

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ورفع قدركم
        وجعله فى موازين حسناتكم


        رضي الله عنها وارضاها

        تعليق


        • #5
          رد: ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة»


          وجزاكم بالمثل وزيادة
          نفع الله بكم

          اثبتن يا غاليات..فهذا زمن الثبات
          «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصدّيقة»
          نقـ♥ـابى طاعة لـ♥ـربى
          يارب تقبله عندك من الشهداء والصالحين ( ربنا يرحمك يا عمى يا حبيبى )

          تعليق


          • #6
            رد: ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة»

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ورفع قدركم


            وجعله فى موازين حسناتكم


            رضي الله عنها وارضاها
            سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
            غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



            تعليق


            • #7
              رد: ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة»

              وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
              رضى الله عن آمنا عائشه وحشرنا معها
              جزاكم الله كل الخير ونفع بكم
              واشوقاه لبيتك ياالله
              علامات محبة الله لك
              "إنا لله إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها فى ذريتى"
              #‏حمله_هقاطع_اللى_هيشغلنى_عن_ربى_فى_رمضان‬

              تعليق


              • #8
                رد: ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة»

                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

                رضي الله عن أمنا وحشرنا معها

                تعليق

                يعمل...
                X