
بسم الله الرحمن الرحيم
من الجميل جدا أن نتدارس معا أخبار فلذات كبد نبينا عليه الصلاة والسلام وأن نستقي منها العبر العظيمة خاصة الصبر على قضاء الله وقدره ...وأترك الباقي لكم لاكتتابها !!!
أبناء الحبيب المصطفى جميعهم من أم المؤمنين السيدة "خديجة رضي الله عنها" عدا إبراهيم فأمه" ميمونة" رضي الله عنهم جميعا.
1-القاسم: أول ولد للنبي عليه الصلاة والسلام و به كان يكنى عليه السلام قبل النبوة وعاش حتى مشى, ثم مات وهو صغير.
2-عبدالله : مات صغيرا أيضا .
3-إبراهيم : ولد في العهد الإسلامي وعاش ثمانية عشر شهرا فقط ثم توفي ,وفيه قال النبي عليه الصلاة والسلام:" تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ".
4-زينب: كبرى بنات النبي عليه الصلاة والسلام وكلن في الثلاثين من عمره عليه السلام.
ترعرعت في بيت أبيها وأمها وتزوجت قبل الإسلام من ابن خالتها"هاله"أبي العاص بن الرّبيع ,وأسلمت وظلّ زوجها على شركه وبقيت معه في مكة ولم تهاجر إلى المدينة أول الأمر.
وفي غزوة بدر خرج زوجها مع المشركين من قريش فوقع أسيرا في أيدي المسلمين فأرسلت في فدائه عقدا كانت قد أهدته أمها "أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها " لها يوم عرسها ,فلما رآه النبي عليه الصلاة والسلام رقّ فلبه على فراق زوجه الحنون فقال لأصحابه:" إذ رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا عليها الذي لها فافعلوا"فاستجاب الصحابة وأطلقوا سراحه" رواه أحمد.
ثم عاد إلى مكة وكان قد أمره النبي عليه الصلاة والسلام أن يأتيه بزينب فور وصوله ففعل لوعده له عليه الصلاة والسلام
وفي عام6ه تمكن المسلمون من قافلة لقريش وكان هو على رأسها ولكنه استطاع الفرار وانتظر حتى الظلام
فأتى إلى بيت زينب - رضي الله عنها -واستجار بها فأجارته وخرجت إلى المسجد في صلاة الفجر والمسلمون خلف النبي عليه الصلاة والسلام يصلون ,وصاحت تسمعهم أجمعين:"أيها الناس إني أجرت أبا العاص بن الربيع" فلما انتهى الرسول عليه الصلاة والسلام من صلاته التفت إلى المسلمون أصحابه وقال لهم :" أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعتم ما سمعت وأنه يجير على المسلمين أدناهم ,وقد أجرنا من أجارت" ثم دخل على ابنته "زينب " وعندها أبا العاص فقال لها:"أكرمي مثواه " وأخبرها بأنها لا تحل له لأنه لا يزال على شركه , ثم رد عليه ما أخذ من قافلته ما نقص منها شيئا وعاد بها الى قريش وأعاد لهم حقوقهم وقال لهم :" يا معشر قريش:هل بقي منكم عندي مال؟ فأجابوا :لا فقال لهم: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , والله ما منعني من الإسلام إلا أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم فلما أديتها إليكم وفرغت منها أسلمت" .
ثم هاجر إلى المدينة وهناك رد النبي عليه السلام زوجه زينب إليه ,وسبحان الله لم تعش طويلا معه فتوفيت في الثامن من الهجرة تاركة ابنتها "أمامه" صغيرة يداعبها النبي عليه الصلاة والسلام وقد تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد وفاة زوجته فاطمة الزهراء بوصية منها قبيل وفاتها رضي الله عنها .
وللعلم فقد كانت زينب رضي الله عنها قد أنجبت "ذكرا أسمته علي" ولكنه توفي صبيا وقد ناهز الاحتلام.
5-رقيه : ولدت رضي الله عنها وكان عمر النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة وثلاثين ,ونشأت واستمدت من شمائل أمها وتمثلتها قولا وفعلا في حياتها.
خطبها وأختها" أم كلثوم" (عتبه وعتيبة ابنا أبي لهب ) عم النبي عليه الصلاة والسلام بعد زواج زينب بقليل,وطلقتا قبل الدخول لدعوة النبي عليه الصلاة والسلام إلى الإسلام ,وآذى عتيبة النبي عليه الصلاة والسلام حتى قال فيه :"اللهم سلّط عليه كلبا من كلابك "واستجيبت دعوة النبي عليه السلام إذ أكل عتيبة أسد في إحدى أسفاره إلى الشام.
ثم تزوجها عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى الحبشة وكان عثمان بن عفان أول من هاجر بأهله ورزقت هناك بمولود أسمته "عبدالله " وبه كان يكنى عثمان رضي الله عنه وبعد ان وصلت أنباء بإسلام حمزة وعمر بن الخطاب ومن ثم أخبار كاذبة باتباع قريش دين محمد عادت مع زوجها وعدد من المسلمين إلى مكة لكن سرعان ما تكشف الخبر لما اقتربوا منها .
ولما وصلت رضي الله عنها إلى أبيها النبي عليه الصلاة والسلام كانت أمها السيدة خديجة رصي الله عنها متوفاة رحمه الله , وازداد آلام المسلمين حتى جاء الأمر بالهجرة إلى يثرب وهاجرت رضي الله عنها مع زوجها و83 مسلم فهي من أصحاب الهجرتين وفيهما قال النبي عليه السلام:" إنهما أول من هاجرا إلى الله بعد لوط" .
مرضت بداء الحصبة وجلس زوجها بجانبها يرعاها لكنها توفيت بعد صراع مع المرض ,وكانت "أول من لحق بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها " لكنها توفيت ولم تر أباها النبي عليه الصلاة والسلام حيث كان ببدر مع أصحابه" 2ه "فلم يشهد دفنها رضي الله عنها ودفنت في البقيع .
6-أم كلثوم : كان النبي عليه الصلاة والسلام قد زوج ابنتيه "رقيه وأم كلثوم" من أبناء أبي لهب ,فلما ظهر عداء أبي لهب للدعوة الاسلاميه ونزلت سورة المسد فيه ,أمر أبناءه بتطليق بنات النبي عليه الصلاة والسلام وكانتا مخطوبتان فقط فكان الهدف إيذاء النبي عليه الصلاة والسلام ففعلا وأطاعا وطلّقتا وكان هذا توفيقا من الله عزوجل لتتزوج رقيه وأم كلثوم ممن هو أكرم وأحبّ على الله تعالى وهو عثمان رضي الله عته فبعد أن توفيت رقيه رضي الله عنها أكرمه النبي عليه الصلاة والسلام بتزويجه من ابنته أم كلثوم واكن هذا في شهر ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة رضي الله عنها.
ولهذا الزواج أصبح يلقّب عثمان بن عفان "بذي النورين"وعاشت في بيت عثمان حياة المرأة المسلمة المجاهدة فتحملت المشاق في مواجهة المشركين ,وكانت حياتها سعيدة طيبه مع زوجها ,وسبحان الله ما عاشت معه سوى سبع سنين إذ توفيت في شعبان من العام التاسع للهجرة ,فحزن عليها زوجها وأبيها النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون جميعا ولما أدخلت إلى قبرها وقف النبي عليه الصلاة والسلام وعيناه تدمعان حزنا وقال لعثمان زوجها رضي الله عنهما : "لو كانت عندي بنت ثالثه لزوّجتها لك " للتخفيف عنه رضي الله عنه .
7- فاطمة : ولدت السنة الخامسة قبل البعثة إذ كان عمر النبي عليه الصلاة والسلام 35 عاما وكان في الوقت الذي قامت به قريش بإعادة بناء الكعبة وصادف اليوم الذي حكم النبي عليه الصلاة والسلام بينهم في وضع الحجر الأسود من البيت العتيق ,وكانت الصغرى رضي الله عنها وقد أرضعتها أمها السيدة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وهي الوحيدة التي توفيت بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام
كانت رضي الله عنها شديدة الشبه بالنبي عليه الصلاة والسلام وسمّاها " أمّ أبيها" ولقبت بالزهراء ( بيضاء اللون مشربه بحمرة زهرية ) كما لقّبت بالبتول ( لم يصبها حيض ولا نفاس ).
حدث في طفولتها أن كانت في الحرم مع أبيها النبي عليه الصلاة والسلام وكان يصلي وقد أحاط به عدد من مشركي قريش ولما سجد جاءه عقبه بن أبي معيط بسلى جزور وقذفه على ظهر النبي عليه الصلاة والسلام فلم يرفع رأسه حتى تقدمت ابنته إليه وأخذت ترفع السلى عنه ودعت على من صنع ذلك بأبيها وعندئذ رفع النبي عليه الصلاة والسلام رأسه وقال :" اللهم عليك الملأ من قريش اللهم عليك أبا جهل بن هشام وعتبه بن ربيعه وشيبه بن ربيعه وعقبه بن معيط وأبي بن خلف " فخشع المشركين لدعائه وغضوا أبصارهم حتى انتهى من صلاته وعاد إلى بيته تصحبه ابنته ,وما هي إلا أعوام قليله حتى رأت هؤلاء قتلى يوم بدر .
وجاء في صحيح الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال :"إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما رابها "
وقال عليهالصلاة والسلام:" خير نساء العالمين أربع :مريم وآسيه وخديجة وفاطمة" وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحبها ويكرمها وكانت مع أبويها في شعب أبي طالب في حصار منهك وقت مقاطعه قريش للمؤمنين ثم عادت إلى مكة لتشهد موت أمها السيدة خديجة رضي الله عنها ثم هاجر النبي عليه الصلاة والسلام إلى يثرب وبقيت هي مع أختها أم كلثوم
في مكة حتى أتى إليهما رسول من النبي عليه الصلاة والسلام ليصحبهما إلى يثرب وكانت تبلغ18 عاما رضي الله عنها.
وخرجت مع المسلمين يوم غزوة احد رضي الله عنها لمداواة الجرحى وسقايتهم كصنع بقية النساء اللاتي خرجن ولما رأت أباها النبي تسيل الدماء على وجهه الشريف أخذت تمسحه ثم حرقت حصيرا ومنعت به الدم فامتنع ولله الحمد وأخذ رسول الله يقول :" اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله ".فكان لها مواقف عده لنصرة الإسلام رضي الله عنها .
تزوجت رضي الله عنها من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولم تكن حياتها مترفة غير أنها كانت الزوجة الصالحة والأم المباركة لأبنائها إذ رزقت بالحسن أولا وقد أسماه النبي عليه الصلاة والسلام ودعا له :" اللهم إني أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم " وفي العام التالي وضعت حسين لتكون أما لسيّدا شباب أهل الجنة وفي العام الخامس من الهجرة ولدت بنتا اسماها النبي عليه الصلاة والسلام زينب ثم ولدت بعد عامين بنتا أخرى سماها النبي عليه الصلاة والسلامأم كلثوم ولكن توفيت بعد عامين رحمهم الله جميعا



تعليق