إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لسنا بحاجة الى عيد للحب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لسنا بحاجة الى عيد للحب

    المتأمل لما آلت إليه القيم الإنسانية الرفيعة، لا يجد قيمة ضاعت حقيقتها وأهدافها، وشوهت صورتها ومعالمها، وأختُـزل معناها وجوهرها، وغابت ثمارها، وتذوقها الحقيقي..

    كقيمة الحب. فكلما يممت سمعك أو بصرك أو فكرك تجد أغانٍ وأحاديث وأشعار وروايات وأفلام وأعياد
    (عيد الحب "يوم فالنتين"، Valentine's day في 14 من فبراير من كل عام)
    تتغنى بالحب والهيام بالمحبوب، وتمجد (الذات) وتعلى شأنها، وتدعو إلى الإخاء الإنساني والعيش المشترك. لكن عندما تُرجع البصر كرة أخرى إلى الواقع تجد قلقاً واكتئاباً وإدماناً بين أفراد، وتنافراً واضطراباً وانفراطاً بين مجتمعات، وطغياناً وظلماً واستعلاءً بين شعوب، وفساداً وتناحراً واستخرابا بين أوطان، فأين هذا الحب المُتغنى والمُحتفى به؟، وأين مضمونه الحقيقي وشواهده وثماره في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب؟.

    وقد يعترض معترض: لماذا نتحدث عن الهيام والغرام في الأغاني والأشعار والأفلام؟

    لماذا نتحدث عن تصورات وأحلام تدور حول الحب والحبيب وشريك الحياة والإنسانية؟، وللمعترض، ولمن يشيح بوجهه، وينأى بجانبه: لقد تعبدنا الله تعالى بالحب والبغض:
    "من أحب لله وابغض لله، فقد أستكمل الإيمان"

    أبو داود عن أبى أمامه.

    وقال صلى الله عليه وسلم:
    "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا آل بيتي لحبي"

    رواه الترمذي من حديث ابن عباس، وقال : حديث غريب.

    ولقد فرح المسلمون بثمار وآثار الحب فرحهم بدخولهم الإسلام:
    فعن أنس رضى الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟، فقال صلى الله عليه وسلم:
    "وماذا أعددت لها؟"، قال: ما أعددت لها من كثير صوم ولا صلاة ولا صدقة، ولكنى أُحب الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم:"أنت مع من أحببت"

    رواه الشيخان.

    ، ولكن لماذا توجه الحديث لإقناع المعترضين، بينما هدفه الأساس: لماذا يتم اختزال قيمة الحب في كلمات وصور ومشاهد ومقاييس مادية و"طلة بهية" (نيو لوك)؟

    وكيف يمكن العمل على أن تغمر قيمته الحقيقية، ومضمونه الفعال الواقع المعيش فيسمو به نحو غايات سامية وأهداف نبيلة؟

    على أية حال نعود أدراجنا فنقول:

    الحب في الإسلام: قيمة إيمانية

    الحب في الإسلام قيمة جليلة لها ثقلها الإيماني، وثمارها الحقيقية..تعبداً لله تعالي، ثم تعديها علي عباد الله تعالي ومخلوقاته. إنها محل توسل في الدعاء، رغبة في معونته ـ تعالى ـ بتحقيقها ـ أي قيمة الحب ـ في سائر جوانب الحياة، فهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجى ربه:
    "اللهم إني أسألك حبك، وحب من أحبك، وحب العمل الذي يقربني إلى حبك"

    فالمحبة (الميل الدائم بالقلب وموافقة بل وإيثار المحبوب) جزء أساس من حقيقة العبودية، فالعبادة حب وخضوع: وأصل العبادة محبة الله تعالى.

    مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..."(البقرة:165)

    بل إفراده بالمحبة، وأن يكون الحب كله لله، فلا يحب معه سواه، وإنما يحب لأجله وفيه

    ، فالله الخالق البارئ المنعم المتفضل هو المستحق للحب الأسمى.. طاعةً وتقرباً وإخلاصاً وتقوى وتوبة.
    ومن كمال الإيمان حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. خير خلق الله، وخاتم رسله المبلغ عن ربه تعالى: قال الفاروق"عمر بن الخطاب" لرسول الله صلى الله عليه وسلم:"لأنت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم:" لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال عمر: والله يا رسول الله لانت أحب إلى من كل شئ، حتى من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم:الآن يا عمر"

    رواه الشيخان.
    .
    كما إن حلاوة الإيمان لا توجد إلا مع من أحس حرارة الحب:" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقذف في النار"

    متفق عليه من حديث أنس رضى الله عنه.


    المجتمع المسلم.. مجتمع الحب والمودة، والتراحم والتكافل.
    الحب مَعلمٌ أساس من معالم حياة المسلمين والمؤمنين، له منهج وحدود وطرائق وقيود، تحقق التماسك النفسي والأسرى والاجتماعي، وتقيم أسس التواصل الإنساني. فهو يسمو بالغرائز الطبيعية، التي يعترف بها دون أن يستقذرها أو يكبتها، ولكن يوجهها الوجهة السليمة، انسجاما مع الفطرة التي فطر الله تعالى الكون عليها، وعندما يتم حسن الاختيار بين الزوجين على أساس الدين تتكون الأسرة المستقرة الآمنة، آية من آيات الله تعالى، يمتن الله تعالى عليها بمنة المودة والرحمة:
    "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
    ( الروم:21).
    إن الحب الصادق والحقيقي يشذب الأخلاق والعواطف مما يعصم من الجنوح والانحراف: "

    والمجتمع المسلم يربى أبنائه على الحب، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    "أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن"

    رواه الطبرانى من حديث على كرم الله وجهه

    ، حتى من فقد من يرعاه يُعامل بالحب والمؤاخاة:
    فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ

    (الضحى:9)


    " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ..."
    (البقرة:220)

    وقال صلى الله عليه وسلم:
    "خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه، ثم أشار بإصبعيه السبابة والوسطى وقال:"أنا وكافل اليتم في الجنة كهاتين"
    رواه البخاري.

    كما أن المسلم يعيش وهو يعلم أن غايته الكبرى لا ينالها إلا بالحب.. سبيل مؤدية لدخول الجنة، والتظلل بظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، قال صلى الله عليه وسلم:
    "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم"

    مسلم.

    ".. ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه.."

    متفق عليه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.

    فبإشاعة السلام والتواد والتكافل بين المؤمنين يتحقق التماسك والاستقرار الاجتماعي الحقيقي:
    "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى

    رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضى الله عنه.

    كما أننا عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير" نُعفى أنفسنا من مشقات كثيرة، فلن نحتاج لتملق، فالصدق كائن، ولن يخلو إنسان من مزية، ولن نضيق بالمخطئين، فالعطف والشفقة تشملهم


    كما يرشدنا الله تعالى للتحلي بصفات لها مردود نفسي وخلقي واجتماعي وإنساني كبير لنكون أهلا لمحبته تعالى، فالمولى جل شأنه يحب من عباده: المتبعون لرسوله، ويحب المُحسنين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب المُـتقين، ويحب الصابرين، ويحب المتوكلين، ويحب المُـقسطين، ويحب المجاهدين في سبيله، فيكون من ثمار ذلك أن يلقى ـ تعالى ـ محبته عطاء على مَن أحب: ففي الحديث القدسي:
    "فإذ أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن إستعاذني لأعيذنه.".

    رواه ابن ماجه والداراقطنى.

    فما حال مجتمع شأن أفراده أنهم أفراد ربانيون؟.
    كما نجد أنه ـ تعالى شأنه ـ يحب من يجتنب ما نهى عنه (والشرع كما هو أمر هو نهي) من أعمال ذميمة بغيضة تودي بتماسك الأسرة والمجتمع والإنسانية إن الله لا يحب المعتدين)

    (
    وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
    (
    وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )
    (
    إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً)
    (
    إٍنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ)
    (
    إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)
    (
    وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ)
    (
    وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
    (
    إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
    (
    إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)
    (
    إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ )

    فهل ترى مظلمة أسرية أو اجتماعية أو إنسانية عندما ينتفي: الاعتداء والظلم والاختيال والفخر والخيانة والإثم والكفر والفساد الإسراف والاستكبار، وهل يتحقق كل ذلك إلا بالحب؟.
    لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع


  • #2
    رد: لسنا بحاجة الى عيد للحب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    جزاكم الله خيراً أختنا الفاضلة
    وفقكم الله لما يُحِب ويرضى

    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: لسنا بحاجة الى عيد للحب

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      لا اكره سوى كلمة عيد الحب فهو وهم يعيشوه الكثير منالناس للاسف مسلمين وهذه طامة كبرى
      كم خسر اناس معان رائعة وسعوا وراء وهم كذاااااااااااب
      جزاك الله خيرا خيتى الكريمة خديجة
      اللهم طهر قلوبنا من كل شئ يغضبك علينا
      اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
      اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
      وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

      تعليق


      • #4
        رد: لسنا بحاجة الى عيد للحب

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا أختنا الفاضلة ونفع بكم


        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: لسنا بحاجة الى عيد للحب

          وعليم السلام ورحمة الله وباركاته
          جزاكم الله خيرا على هذا المجهود الرائع

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
            اللهم طهر قلوبنا من كل شئ يغضبك علينا

            تعليق

            يعمل...
            X