كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين
روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنّه نهى أن ينبذ التمر والزبيب جميعا،ونهى أن ينبذ الرطب والبسر جميعا.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجمع شيئين نبيذا يبغي أحدهما على صاحبه. رواه النسائي،
قال النووي في شرح مسلم:
قوله : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التمر والزبيب أن يخلط بينهما . وعن التمر والبسر أن يخلط بينهما . الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1987
خلاصة حكم المحدث: صحيح ) وفي رواية
( من شرب النبيذ منكم ، فليشربه زبيبا فردا . أو تمرا فردا . أو بسرا فردا . وفي رواية : نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخلط بسرا بتمر . أو زبيبا بتمر . أو زبيبا ببسر . وقال : من شربه منكم الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1987
خلاصة حكم المحدث: صحيح ) الأحاديث في النهي عن انتباذ[ ص: 135 ] [ ص: 136 ] الخليطين وشربهما
، وهما تمر وزبيب ، أو تمر ورطب ، أو تمر وبسر ، أو رطب وبسر ، أو زهو وواحد من هذه المذكورات ، ونحو ذلك ، قال أصحابنا وغيرهم من العلماء : سبب الكراهة فيه أن الإسكار يسرع إليه بسبب الخلط قبل أن يتغير طعمه ، فيظن الشارب أنه ليس مسكرا ، ويكون مسكرا ، ومذهبنا ومذهب الجمهور أن هذا النهي لكراهة التنزيه ، ولا يحرم ذلك ما لم يصر مسكرا ، وبهذا قال جماهير العلماء ، وقال بعض المالكية : هو حرام ، وقال أبو حنيفة ، وأبو يوسف في رواية عنه : لا كراهة فيه ، ولا بأس به ؛ لأن ما حل مفردا حل مخلوطا ، وأنكر عليه الجمهور ، وقالوا : منابذة لصاحب الشرع ، فقد ثبتت الأحاديث الصحيحة الصريحة في النهي عنه ، فإن لم يكن حراما كان مكروها .
واختلف أصحاب مالك في أن النهي هل يختص بالشرب أم يعمه وغيره ؟ والأصح التعميم ، وأما خلطهما في الانتباذ بل في معجون وغيره فلا بأس به . والله أعلم .
*********
الفرق بين البسر و الرطب و التمر:
ثمرة النخيل تمر بمراحل:
أولها الطلع، ثم البلح، ثم البسر، ثم الرطب فالتمر.
هذا على قول الجوهري كما ورد في لسان العرب مادة (بسر) و فيه اختصار مفيد.
* أما الفيروز أبادي فهو يفصلها تفصيلا علق عليه و نقحه الزبيدي في تاج العروس فقال:
" أوَّلُه طَلْعٌ فإذا انْعَقَدَ فسَيَابٌ كَسَحَابٍ وقد تقدَّم في مَوضعه فإذا اخْضَرَّ واستَدَارَ فجَدَالٌ وَسَرَادٌ وخَلاَلٌ كَسحَابٍ في الكُلِّ فإذا كَبِرَ شيئاً فبَغوٌ بفتح الموحَّدةِ وسكونِ الغَيْن فإذا عَظُمَ فبُسْرٌ بالضَّمِّ ثم مُخَطَّمٌ كمُعَظَّمٍ ثم مُوَكِّت على صيغةِ اسمِ الفاعل ثم تُذْنُوبٌ بالضّمِّ ثم جُمْسَةٌ بضمِّ الجيمِ وسكونِ الميمِ وسينٍ مهملةٍ مفتوحة ثم ثَعْدَةٌ بفتحِ المُثَلَّثةِ وسكونِ العينِ المُهْمَلَةِ ثمَّ دال وخالِعٌ وخالِعَةٌ فإذا انتهى نُضْجُه فرُطَبٌ ومَعْوٌ فإن لم يَنْضَج كلُّه فمُنَاصِف ثمّ تَمْرٌ وهو آخِرُ المَراتِبِ"
الخلاصة:
أرأيت البلح؟ هو ذاك الأصفر الصلب
إذا أصبح هذا البلح غضا كله مع تغير لونه فهو بسر.
و إذا أصبح نصفه غضا مع تغير لونه فهو مناصف.
البسر إذا بدأ يجف قليلا مع بقاء كثير من الماء فيه و بدأت تتميز قشرته عن لبه فهو رطب.
الرطب إذا شاخ و ذهب ماؤه و كثرت التجاعيد في وجهه أصبح تمرا.
( ملتقى أهل الحديث )
منقول
تعليق