إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً[.
أما بعد
فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد ، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
إن الأحاديث الضعيفة والمنكرة والتي يكثر انتشارها بين العوام ، والتي تدور على ألسنة الناس - إلا من رحم الله - وينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يُتيقن ثبوتها عنه عليه الصلاة والسلام .
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فليقل حقا أو صدقا،
ومن تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار"
) صحيح الجامع حديث رقم (2684) ، "السلسلة الصحيحة" رقم(1753) .
قال ابن بطال وغيره: كان كثير من كبار الصحابة لا يحدثون عن رسول الله خشية الزيادة والنقصان، لئلا يدخلوا في قوله من نقل عني ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار فاحتاطوا على أنفسهم أخذا بقول عمر رضي الله تعالى عنه أقلوا الحديث عن رسول الله وأنا شريككم. عمدة القاري (14/120).
وهذه الرسالة خاصة بما صح وما لم يصح في شعبان
ما جاء في سبب تسمية شعبان
1- روي عن أنس رضي الله عنه حديث: "تدرون لم سمي شعبان ؟ لأنه يشعب فيه خير كثير ، وإنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي : يدنيها من الحر ".
وفي رواية عنه رضي الله عنه: "إنما سمي شعبان لأنه يتشعب فيه خير كثير للصائم فيه حتى يدخل الجنة" .
موضوع –
أخرجه الرافعي في تاريخه تاريخ قزوين ، عن أنس ، ورواه عنه أيضاً أبو الشيخ ابن حبان بلفظ تدرون لم سمي شعبان والباقي سواء .
وفيه زياد بن ميمون صاحب الفاكهة وهو كذاب .
أنظر السلسلة الضعيفة حديث رقم (3223)، وضعيف الجامع حديث رقم (2061) .
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (4/213): وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام ، وقيل فيه غير ذلك.اهـ.
وفي عمدة القاري (11/82): قال ابن دريد سمي بذلك لتشعبهم فيه أي لتفرقهم في طلب المياه، وفي ( المحكم ) سمي بذلك لتشعبهم في الغارات، وقال ثعلب قال بعضهم إنما سمي شعبانا لأنه شعب أي ظهر بين رمضان ورجب، وعن ثعلب كان شعبان شهرا تتشعب فيه القبائل أي تتفرق لقصد الملوك والتماس العطية.اهـ.
ما جاء في فضل شعبان
2- روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حديث: "رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي، فمن صام من رجب يومين فله من الأجر ضعفان ووزن كل ضعف مثل جبال الدنيا".
ثم ذكر أجر من صام أربعة أيام ومن صام ستة أيام ثم سبعة أيام ثم ثمانية أيام ثم هكذا إلى خمسة عشر يوما منه .
وروي هذا الحديث عن أنس رضي الله عنه أيضاً .
موضوع -
قال الشوكاني: وهو حديث موضوع، وفي إسناده أبو بكر بن الحسن النقاش وهو متهم، والكسائي مجهول، وقد رواه صاحب اللآلىء عن أبي سعيد الخدري . الفوائد المجموعة (1/100) .
قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي : حديث ضعيف جدا هو من مرسلات الحسن رويناه في كتاب الترغيب والترهيب للأصفهاني، ومرسلات الحسن لا شيء عند أهل الحديث، ولا يصح في فضل رجب حديث اهـ. فيض القدير (4/18).
وقال العجلوني : رواه الديلمي وغيره عن أنس مرفوعا ، لكن ذكره ابن الجوزي في الموضوعات بطرق عديدة ، وكذا الحافظ ابن حجر في كتاب تبيين العجب فيما ورد في رجب. اهـ . كشف الخفاء (1/510) رقم (1358) . وانظر الفوائد المجموعة (1/47).
وضعفه شيخنا الألباني رحمه الله وقال: رواه أبو الفتح بن أبي الفوارس في أماليه عن الحسن مرسلا . ضعيف الجامع حديث رقم (3094)، والسلسلة الضعيفة حديث رقم (4400).
3- وروي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن رسول الله : "شعبان شهري، ورمضان شهر الله ، وشعبان المطهر ، ورمضان المكفر" .
موضوع -
قال العجلوني: رواه الديلمي عن عائشة مرفوعا ، قال ابن الغرس: قال شيخنا: حجازي ضعيف. اهـ. كشف الخفاء (2/13) رقم (1551).
ضعيف الجامع حديث رقم (3402) .
وقال المناوي في فيض القدير : وفيه الحسن بن يحيى الخشني قال الذهبي: تركه الدارقطني.
وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها: "شهر رمضان شهر الله ، وشهر شعبان شهري ، شعبان المطهر ، ورمضان المكفر" .
ضعيف جدا -
قال المناوي في فيض القدير (4/166): رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن عائشة، ورواه باللفظ المذكور الديلمي أيضاً فعزوه إليه أولى. اهـ.
ضعيف الجامع حديث رقم (34119) .
× ويغني عنه حديث :
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟
قال: "ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
صحيح –
صحيح الترغيب ( 1022) ، وصحيح الجامع رقم (3711) .
ما جاء في فضل صوم شعبان
4- عن موسى بن إسماعيل قال: حدثنا صدقة بن موسى، عن ثابت، عن أنسرضي الله عنه قال: سئل النبي أي الصوم أفضل بعد رمضان؟
قال : "شعبان لتعظيم رمضان".
قال في أي الصدقة أفضل ؟
قال: " صدقة في رمضان " .
ضعيف –
قال الترمذي رحمه الله: هذا حديث غريب، وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي.اهـ.سنن الترمذي (3/51)، حديث رقم (663).
وقال ابن الجوزي: وهذا حديث لا يصح، قال يحيى بن معين صدقة بن موسى ليس بشيء، وقال ابن حبان لم يكن الحديث من صناعته فكان إذا روى قلب الأخبار فخرج عن حد الاحتجاج به.اهـ. العلل المتناهية (2/556) حديث رقم (914).
وقال المناوي : أخرجه الترمذي واستغربه ، والبيهقي كلاهما من حديث صدقة بن موسى ، عن ثابت ، عن أنس .
قال الذهبي في المهذب صدقة ضعفوه . اهـ.
ضعيف الجامع حديث رقم (1023) .
وقال الحافظ: إسناده ضعيف. "الفتح" (4/152ـ154) .
وقال شيخنا الألباني رحمه الله: قلت: وأورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: "ضعفوه"، وفي "التقريب" : "صدوق له ( وهام )، قلت : وأشار المنذري في "الترغيب" ( 1 / 79 ) إلى تضعيف الحديث . (890).اهـ.
إرواء الغليل (3/397)، وانظر ضعيف الترغيب والترهيب (618)، وضعيف الجامع رقم (1023)، وضعيف الترمذي رقم (104) .
5- وعن زيد العمي، عن يزيد الرقاشي يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي :
"خيرة الله من الشهور شهر رجب وهو شهر الله من عظم شهر رجب فقد عظم أمر الله ومن عظم أمر الله أدخله جنات النعيم وأوجب له ، وشعبان شهري فمن عظم شعبان فقد عظم أمري ومن عظم أمري كنت له فرطا وذخرا يوم القيامة ، وشهر رمضان شهر أمتي فمن عظم شهر رمضان وعظم حرمته ولم ينتهكه وصام نهاره وقام ليله وحفظ جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطلبه الله به" .
منكر –
شعب الإيمان (3/374) رقم (3813) .
قال الإمام احمد رحمه الله : هذا إسناد منكر بمرة وقد روي عنه عن هذا تركته فقلبي نافر عن رواية المناكير التي أتوهمها لا بل أعلمها موضعة والله يغفر لنا برحمته . اهـ .
6- وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي كان يصوم شعبان كله .
قالت : قلت : يا رسول الله ! أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان ؟
قال: "إن الله يكتب فيه على كل نفس ميتة تلك الحسنة فأحب ، أن يأتيني أجلي وأنا صائم ".
ضعيف –
قال الهيثمي في المجمع (3/440): رواه أبو يعلى وفيه مسلم بن خالد الزنجي وفيه كلام وقد وثق.
وضعفه شيخنا الألباني رحمه الله في "ضعيف الترغيب والترهيب" برقم (619) .
× ويغني عنه حديث :
عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلى شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان ".
صحيح –
رواه البخاري برقم (1868) ، ومسلم (1156) .
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلَّا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ".
صحيح –
صحيح الترغيب رقم (1025)، صحيح أبي داود رقم (2048)، صحيح ابن ماجة رقم (1337).
ليلة النصف من شعبان
7- روي عن علي رضي الله عنه، عن رسول الله : "إذا كانت ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها ، وصوموا يومها ؛ فإن الله تبارك وتعالى ينـزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول : ألا من مستغفرٍ فأغفر له ؟ ألا من مسترزقٍ فأرزقه ؟ ألا من مبتلى فأعافيه ؟ ألا سائل فأعطيه ؟ ألا كذا ألا كذا ؟حتى يطلع الفجر".
موضوع ـ
هذا مكذوب على رسول الله .
رواه بن ماجه وفي سنده أبو بكر بن عبدالله بن محمد بن أبي سبرة القرشي العامري المدني قيل اسمه عبدالله، وقيل محمد وقد ينسب إلى جده رموه بالوضع ، كذا في التقريب.
وقال الذهبي في الميزان: ضعفه البخاري وغيره .
أنظر تخريج الإحياء (1/164)، وتذكرة الموضوعات (1/312)، وضعيف ابن ماجة برقم (294)، والسلسلة الضعيفة برقم (2132)، ومشكاة المصابيح برقم (1308)، وضعيف الترغيب برقم (623)، وضعيف الجامع حديث رقم (652).
8- وروي عن عائشة رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أنه قال - :
"أتاني جبريل عليه السلام فقال هذه ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من نار بعدد شعور غنم بني كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر " .
وفي رواية أخرى عنها رضي الله عنها قالت:
"فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال لي أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت: قلت يا رسول الله، ظننت انك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله عز وجل ينـزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب".
ضعيف جداً –
هذا الحديث رواه يزيد بن هارون قال اخبرنا الحجاج بن أرطاط عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها .
قال الترمذي رحمه الله: لا يعرف هذا الحديث، وقال يحيى: لم يسمع من عروة، والحجاج لم يسمع من يحيى، قال الدارقطني قد روى من وجوه وإسناده مضطرب غير ثابت. العلل المتناهية (2/556) رقم (915),
وقال المناوي رحمه الله في فيض القدير : أخرجه أحمد والترمذي في الصوم ، والبيهقي في الصلاة من حديث الحجاج بن أرطأة ، عن يحيى بن أبي كبير ، عن عروة عن عائشة ، قال لا يعرف إلا من حديث الحجاج ، وسمعت محمداً يعني البخاري يضعف هذا الحديث ، وقال يحيى لم يسمع من عروة والحجاج لم يسمع من يحيى . اهـ .
وقال الدارقطني رحمه الله: إسناده مضطرب غير ثابت ، وقال الزين العراقي ضعفه البخاري بالانقطاع في موضعين ، قال ولا يصح شيء من طرق هذا الحديث ، قال ابن دحية رحمه اللّه لم يصح في ليلة نصف شعبان شيء ولا نطق بالصلاة فيها ذو صدق من الرواة وما أحدثه إلا متلاعب بالشريعة المحمدية راغب في زي المجوسية . اهـ .
وأنظر ضعيف الترغيب برقم (620)، وضعيف الجامع حديث رقم (654)، وحديث رقم (1761) .
9- وروي عنها رضي الله عنها أيضاً : "إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم" .
ضعيف –
ضعيف الجامع حديث رقم (1739) .
10- وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه: "خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة : أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة وليلة الفطر وليلة النحر".
موضوع –
قال المناوي رحمه الله: أخرجه ابن عساكر في تاريخه [ص 455] ، عن أبي أمامة ، ورواه عنه أيضاً الديلمي في الفردوس فما أوهمه صنيع المصنف من كونه لم يخرجه أحد ممن وضع لهم الرموز غير سديد ، ورواه البيهقي من حديث ابن عمر ، وكذا ابن ناصر والعسكري ، قال ابن حجر : وطرقه كلها معلولة . اهـ . فيض القدير .
وأنظر ضعيف الجامع حديث رقم (2852) .
11- ويروى: "يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليله النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين مشاحن ، وقاتل نفس ".
ضعيف ـ
ضعيف الترغيب والترهيب ( 621).
12- ويروى: " قام رسول الله من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحركت فرجعت فسمعته يقول في سجوده : "أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك إليك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال :"يا عائشة ! ـ أو يا حميراء ـ أظننت أن النبي قد خاس بك؟".قلت :لا والله يا رسول الله ! ولكني ظننت أنك قُبِضت لطول سجودك .فقال:"أتدرين أي ليلة هذه؟".
قلت :الله ورسوله أعلم .قال:"هذه ليلة النصف من شعبان ، إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان ،فيغفر للمستغفرين ، ويرحم المسترحمين ، ويؤخر أهل الحقد كما هم".
ضعيف –
"ضعيف الترغيب والترهيب"(622).
13- وفي رواية عن عثمان بن أبي العاص: "إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئا إلا أعطي إلا زانية بفرجها أو مشرك" .
ضعيف –
ضعيف الجامع حديث رقم (653) .
14- ويروى حديث: "في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت يقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة" .
ضعيف –
أخرجه الدينوري في المجالسة عن راشد بن سعد مرسلا.
ضعيف الجامع حديث رقم (4019)، و"ضعيف الترغيب والترهيب"رقم (620).
× ويغني عنه حديث :
عن أبي ثعلبة، قال النبي : "إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه".
صحيح –
رواه أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وابن أبي شيبة في المصنف، والطبراني في الكبير والأوسط، وبنحوه في شعب الإيمان للبيهقي، قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات.
وهو في صحيح الجامع حديث رقم (771).
وفي رواية عن أبي موسى رضي الله عنه:"إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن".
صحيح –
صحيح الجامع حديث رقم (1819).
مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له .
وفي رواية عن كثير بن مرة الحضرمي : "في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن" .
صحيح –
صحيح الجامع حديث رقم (4268) .
جعل الله سبحانه وتعالى لليلة النصف من شعبان مزية خاصة من حيث أنه جل في علاه يطلع فيها إلى جميع خلقه فيغفر لهم إلا مشرك حتى يدع شركه ويوحد رب السماوات والأرض، والمشاحن حتى يدع شحنائه ويصطلح مع من خاصمه .
فهذه فرصة لكل مسلم يريد رضى الله سبحانه وتعالى، ويريد دخول الجنة أن يصلح ما بينه وبين خصومه من قريب أو بعيد، سواء كان من أهله، أو صديقه، أو أي شخص آخر، وكذلك عليه أن يدع ويتوب من المعاصي والذنوب من ربا، أو غيبة، أو نميمة، أو سماع للموسيقى والغناء، وغيرها من المعاصي.
ملاحظة: لا يخص هذا اليوم بصيام، ولا قيام، وماشابه ذلك، لأن رسول الله لم يخصه بذلك، ولم يثبت عنه، ولا عن صحابته الكرام فيما نعلم .
نسأل الله أن يؤلف بين قلوب المسلمين، وأن يوفقهم إلى كل خير ، وأن يرفع من صدورهم البغضاء والشحناء، إنه سميع الدعاء . اللهم آمين .
لا صوم بعد النصف من شعبان
15-يروى حديث: "لا صوم بعد النصف من شعبان حتى رمضان، ومن كان عليه صوم من رمضان فليسرده ولا يقطعه".
ضعيف –
قال البيهقي رحمه الله في "المعرفة" : قال أبو داود : قال أحمد بن حنبل : هذا حديث منكر ، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث به انتهى. نصب الراية للزيلعي (2/320).
وأنظر تمام المنة (1/424)، و"ضعاف الدارقطني"(588).
16- ويروى: "لا صيام بعد النصف من شعبان حتى يدخل رمضان".
ضعيف –
"ذخيرة الحفاظ"(6216).
× ويغني عنه حديث :
عن أبي هريرة رضي الله عنه: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان".
صحيح –
صحيح الجامع حديث رقم (397) .
قال المناوي رحمه الله في فيض القدير : وحكمة النهي التقوي عل صوم رمضان واستقباله بنشأة وعزم ، وقد اختلف في التطوع بالصوم في النصف الثاني من شعبان على أربعة أقوال :
أحدها : الجواز مطلقاً يوم الشك وما قبله سواء صام جميع النصف أو فصل بينه بفطر يوم أو إفراد يوم الشك بالصوم أو غيره من أيام النصف.
الثاني: قال ابن عبد البر وهو الذي عليه أئمة الفتوى لا بأس بصيام الشك تطوعاً كما قاله مالك.
الثالث عدم الجواز سواء يوم الشك وما قبله من النصف الثاني إلا أن يصل صيامه ببعض النصف الأول أو يوافق عادة له وهو الأصح عند الشافعية .
الرابع يحرم يوم الشك فقط ولا يحرم عليه غيره من النصف الثاني وعليه كثير من العلماء .اهـ .
كان رسول الله يصوم ثلاثة أيام من كل شهر
17- عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فربما أخر ذلك حتى يجتمع عليه صوم السنة، وربما أخره حتى يصوم شعبان".
ضعيف –
قال الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد (3/441): رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام .اهـ.
× ويغني عنه حديث :
عن ابي قتادة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله : "ثلاثة أيام من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله".([1])
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله : "من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر ، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه )من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) واليوم بعشر أيام".([2])
وعن قدامة بن ملحان قال: "كان رسول الله يأمرنا بصيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة" ،
قال: وقال:"هو كهيئةِ الدهر".([3])
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل ان أنام.([4])
وأخيراً نقول على العبد أن يتقي الله ولا ينشر شيئاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد يكون ركيكاً وينسبه إليه عليه الصلاة والسلام فيكون كاذباً بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويستحق بذلك دخول النار والعياذ بالله ، فاتقوا الله ولا تتجرأوا على النبي عليه الصلاة والسلام ، وعلى كل من يريد نشر شيء أو روايته فليسأل أهل العلم عنه .
جعلنا الله ممن يذب الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نحافظ على هذا الدين العظيم.
والله الموفق.
وآخرُ دَعْوانا أنِ الحَمْدُ لله رَبِّ العالمينَ،
والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمُرسلين محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبِه أَجْمَعينَ.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
---------
(1) رواه مسلم في كتاب الصيام برقم (1162)، وأبو داود والنسائي .
(2) رواه أحمد والترمذي وحسنه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة، الإرواء (947) وقال الألباني صحيح، صحيح الترغيب رقم (1035).
(3) رواه ابو داود والنسائي وابن حبان، صحيح الترغيب رقم (1039).
(4) رواه البخاري في كتاب الصوم برقم (1981)، باب صِيَامِ أَيَّامِ الْبِيضِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَة، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (721) باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس .
تعليق