(( قصة وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم ))
في حُجّة الوداع و بينما كان رسول الله ( صلى الله عَليه و سلم ) يخطب الناس نزلت عليه قول الله جل و علا :
" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " [المائدة/3 ]
و نَزَلت سوة النصر : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }.
فعرف الرسول صلى الله عليه و سلم إنُه سوف يودع الدُنيا فقال : إني لا أدري لعَلّي لا ألقاكُم بعد هَذا ،، و لعَلّي لا أحِج بعد عامِي هذا
و رجع الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة ، و في أوائل السنة الحادية عشر من الهجرة ذهب الرسول " صلى الله عليه و سلم " ليزور شهداء اُحُد فصلى عليهم ، و دعا لهم ..
و قال : إني أُشهِد الله إني عَنكم راضٍ
و لما رجع الرسول " صلى الله عليه و سلم " من المقابر و هو في الطريق بكى !!
قال : وددت لَو لقيت إخواني :(
فقالوا : أَولَسنا إخوانك يا رسول الله
قال : لا أنتُم أصحابي ،، إخواني اللذين يأتون من بعدي يؤمنون بي و لَم يروني ..
و بعد مدة خرج رسول الله " صلى الله عليه و سلم " يودع أيضاً أهل البقيع في مقابر البقيع ، فدعا لهم و إستغفر ..
قال : السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنأ لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه ( يعني هنيئاً لكم ما انتم فيه )
ثم قال أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ،، و الآخرة شر من الأولى
ثم بشر أهل المقابر فقال : إنا إن شاء الله بكم لاحقون !!
و عندما رجع الرسول " صلى الله عليه و سلم " من البقيع أصابه المرض ، و داهمه صداع رهيب ، و كان يوم الإثنين !
فجعل رسول الله " صلى الله عليه و سلم " يربط عصابه على رأسه من شدة الألم ، حتى أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحسون بحرارة رأسه من فوق العصابة :(
و ظل رسول الله " صلى الله عليه و سلم " يصلي بالناس احد عشر يوماً ، و في الإسبوع الأخير إشتد المرض على الرسول " صلى الله عليه و سلم " ..
و كان يتمنى أن يُمرّض في بيت عائشة رضي الله عنها ، فجعل يقول لزوجاته : اتأذنون لي أن أُمرَّض في بيت عائشة رضي الله عنها ؟؟
فقلن له : اذنا لك يا رسول الله ..
فأراد أن يقوم فما إستطاع ، فجاء على بن ابي طالب و الفضل بن العباس فحمل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) و خرج به من حجرة أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها إلى حجرة عائشة رضى الله عنها ..
لكن الصحابة لأول مرة يروا النبي ( صلى الله عليه و سلم ) محمولاً على الايدي فتجمع الصحابة : ما برسول الله ؟؟
و بدأ الناس يتجمعون في مسجد النبي " صلى الله عليه و سلم " ، و بدأ المسجد يكتظ بأصحاب الرسول " صلى الله عليه و سلم " ، و يحمل النبي " صلى الله عليه و سلم إلى بيت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ..
فبدأ النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يعرق عرقاً شديداً ، و جعلت عائشة تمسك بيده و تمسح العرق عن جبينه ثم بدأت آلام السكرات :(
فجعل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يقول : لا اله الا الله ان للموت لسكرات ،، لا اله الا الله ان للموت لسكرات .
و بدأ صوت الناس يعلو في المسجد فقال النبي (صلى الله عليه و سلم ) : ما هذا يا عائشة ؟
قالت : يا رسول الله الناس يخافون عليك :(
فقال إحملوني اليهم فأراد أن يقوم ( صلى الله عليه و سلم ) فما استطاع أن يقوم فاغمي عليه ، فصبوا عليه 7 قرب من الماء كي يفيق ، و بعدها أفاق رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) و حمل ، و صعد إلى المنبر ..
فكانت آخر خطبة للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) ،
اخر كلمات للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) ،
و اخر دعاء للرسول ( صلى الله عليه و سلم ) ،
و اخر نظرات للرسول (صلى الله عليه و سلم )
قال : أيها الناس كأنكم تخافون علي !
قالوا : نعم يا رسول الله :((
فقال : أيها الناس إن موعدي معكم عند الحوض و الله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا :) ، أيها الناس و الله ما الفقر أخشى عليكم و لكن أخشى عليكم الدنيا أن تفتح عليكم فتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ..
ثم قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : أيها الناس الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم ،، أُوصيكم في الصلاة
أيها الناس إستوصوا بالنساء خيراً فإنهم عوان عندكم إن عبداً خيَّره الله بين البقاء في الدنيا و بين ما عند الله فأختار ما عند الله :((
فما احد عرف ماذا يقصد رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) سوى ابو بكر الصديق رضي الله عنه و ارضاه ..
لما سمع تلك المقالة بكى بكاءً شديداً ، و جعل نحيبه يعلو في المسجد و يقول : فديناك بأبائنا يا رسول الله ،، فديناك بأمهاتنا يا رسول الله ،، فديناك بأولادنا يا رسول الله ،، فديناك بزوجاتنا يا رسول الله ،، فديناك باموالنا يا رسول الله ,,
وجعل الناس ينظرون إلى أبي بكر الصديق ..
فقال النبي (صلى الله عليه و سلم ) : يا أيها الناس ما منكم من احد كان له علينا فضل الا كافأناه به الا ابا بكر الصديق فأنا لم أستطع مكافأته فتركت مكافأته لله جل و علا كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبو بكر الصديق رضى الله عنه و ارضاه ..
ثم قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : أيها الناس من كنت جلدت له ظهراً ،، من كنت اخذت له مالا او منه حقاً ،، فهذا ظهري فليقتص مني !!
فجعل الصحابة يبكون و قام وجه من بين الصحابة قال : أنا يا رسول الله لي عندك ثلاثة دراهم ..
فقال : يا فضل بن العباس اعطيه 3 دراهم
فاخذ الدراهم 3 و كان يقول كنت اريد ان احتفظ بشيء من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قبل أن يموت ..
ثم جعل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ينظر بين المسلمين و يقلب عنيه و يقول : آواكم الله ، ثبتكم الله ، حفظكم الله ، رآكم الله ، نصركم الله ..
فكانت هذه آخر كلمات النبي صلى الله عليه و سلم و نزل النبي من على المنبر و توجه إلى حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ثم دخل عليهم عبدالرحمن بن أبي بكر أخو عائشة رضي الله عنها و كان معه مسواك يستاك به
فجعل رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) ينظر إليه ، فقالت عائشة رضي الله عنها انه يريده فقلت : آخذه لك يا رسول الله ؟
فأشار برأسه : نعم فأخذت المسواك فقضمته و وضعته في ريقي و طيبته و نظفته ، ثم دفعته للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) ،، فجعل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يحرك المسواك في فمه ..
قالت عائشة رضي الله عنها : كان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي و ريق النبي صلى الله عليه و سلم قبل أن يموت !
ثم دخلت إبنته فاطمة رضي الله عنها فرأت النبي ( صلى عليه و سلم ) مسجى على الفراش فبكت ، بكت لإنها كلما دخلت على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قام اليها فرحب بها و قبلها و اجلسها في مكانه ، و هي الآن ترى والدها خير البشر مسجى على فراشه :(
فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : إدني مني يا فاطمة إقتربي مني ، فهمس لها في أذنها فبكت ثم همس لها مرة أخرى فضحكت
فسالت بعد ذلك فقالت : إنه همس لي إني مغادر هذه الدنيا فبكيت ، ثم همس لي فقال انك أول اهلي لحوقا بي فضحكت ..
ثم قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إخرجوا من كانوا عندي في البيت ، ثم قال إدنو مني يا عائشة فدنت منه عائشة ..
فوضع رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) رأسه على فخذها و عند صدرها و في حجرها ، ثم دخل على النبي ( صلى الله عليه و سلم )جبريل يستأذنه في دخول ملك الموت
فدخل ملك الموت و جعل يخيره بين أن يبقى في الدنيا و بين أن يصعد إلى الله !!
فجعل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يقول : بل الرفيق الاعلي ، بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الاعلي !
فقال ملك الموت : أيها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله إخرجي إلى رضا من الله و رضوان ، و رب راض غير غضبان .
تقول عائشة رضي الله عنها فسقطت رأس النبي ( صلى الله عليه و سلم ) على صدري ، و قد علمت ان رسول الله قد مات ، فأزحت الستار و قلت للناس في المسجد مات رسول الله مات رسول الله ..
فضج المسجد بالبكاء و إرتفعت أصوات الناس و ما استطاع أحد أن يتحرك فعلي بن ابي طالب وقع من شدة الخبر ، و عثمان بن عفان جلس يبكي ، و ابو بكر الصديق دمعت عيناه ..
و عمر قال من قال أن محمد قد مات قطعت رأسه بالسيف و الله ما مات رسول الله و انما ذهب الى لقاء ربه كما ذهب موسى بن عمران ..
اما ابو بكر الصديق فقد تحامل على نفسه و قد دخل على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) و ضمه على صدره و قال : وخليلاه و حبيباه ما اعظمك يا رسول الله طبت حياً و ميتا يا رسول الله
ثم جعل يقبل النبي صلى من راسه ثم خرج يبكي و يقول : أيها الناس من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ،، و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت :(
قال عمر بن الخطاب ثم تلا ابو البكر الصديق تلا قول الله تعالي : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران/ 144
قال عمر فوالله لكأني أول مرة اسمع هذه الآية في كتاب الله ثم غسل النبي صلى الله عليه و سلم الفضل بن العباس و على بن ابي طالب و انس بن مالك
و كان علي بن ابي طالب يصب الماء على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) و كان الفضل بن العباس يغسل النبي صلى الله عليه و سلم و يدلك جسده ثم حمل رسول الله صلى الله عليه و سلم في زاوية من حجرة عائشة رضي الله عنها و دفن فيها و وقف الصحابة على قبره يدعون الله لنبيهم ..
اللهُم صَلِّ وَ سَلِّم وَ بارِك عَلَى سَيِدْنَا مُحَمّد وَ عَلى آلِهِ و أصْحَابهِ أجْمَعين
في حُجّة الوداع و بينما كان رسول الله ( صلى الله عَليه و سلم ) يخطب الناس نزلت عليه قول الله جل و علا :
" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " [المائدة/3 ]
و نَزَلت سوة النصر : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }.
فعرف الرسول صلى الله عليه و سلم إنُه سوف يودع الدُنيا فقال : إني لا أدري لعَلّي لا ألقاكُم بعد هَذا ،، و لعَلّي لا أحِج بعد عامِي هذا
و رجع الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة ، و في أوائل السنة الحادية عشر من الهجرة ذهب الرسول " صلى الله عليه و سلم " ليزور شهداء اُحُد فصلى عليهم ، و دعا لهم ..
و قال : إني أُشهِد الله إني عَنكم راضٍ
و لما رجع الرسول " صلى الله عليه و سلم " من المقابر و هو في الطريق بكى !!
قال : وددت لَو لقيت إخواني :(
فقالوا : أَولَسنا إخوانك يا رسول الله
قال : لا أنتُم أصحابي ،، إخواني اللذين يأتون من بعدي يؤمنون بي و لَم يروني ..
و بعد مدة خرج رسول الله " صلى الله عليه و سلم " يودع أيضاً أهل البقيع في مقابر البقيع ، فدعا لهم و إستغفر ..
قال : السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنأ لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه ( يعني هنيئاً لكم ما انتم فيه )
ثم قال أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ،، و الآخرة شر من الأولى
ثم بشر أهل المقابر فقال : إنا إن شاء الله بكم لاحقون !!
و عندما رجع الرسول " صلى الله عليه و سلم " من البقيع أصابه المرض ، و داهمه صداع رهيب ، و كان يوم الإثنين !
فجعل رسول الله " صلى الله عليه و سلم " يربط عصابه على رأسه من شدة الألم ، حتى أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحسون بحرارة رأسه من فوق العصابة :(
و ظل رسول الله " صلى الله عليه و سلم " يصلي بالناس احد عشر يوماً ، و في الإسبوع الأخير إشتد المرض على الرسول " صلى الله عليه و سلم " ..
و كان يتمنى أن يُمرّض في بيت عائشة رضي الله عنها ، فجعل يقول لزوجاته : اتأذنون لي أن أُمرَّض في بيت عائشة رضي الله عنها ؟؟
فقلن له : اذنا لك يا رسول الله ..
فأراد أن يقوم فما إستطاع ، فجاء على بن ابي طالب و الفضل بن العباس فحمل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) و خرج به من حجرة أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها إلى حجرة عائشة رضى الله عنها ..
لكن الصحابة لأول مرة يروا النبي ( صلى الله عليه و سلم ) محمولاً على الايدي فتجمع الصحابة : ما برسول الله ؟؟
و بدأ الناس يتجمعون في مسجد النبي " صلى الله عليه و سلم " ، و بدأ المسجد يكتظ بأصحاب الرسول " صلى الله عليه و سلم " ، و يحمل النبي " صلى الله عليه و سلم إلى بيت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ..
فبدأ النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يعرق عرقاً شديداً ، و جعلت عائشة تمسك بيده و تمسح العرق عن جبينه ثم بدأت آلام السكرات :(
فجعل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يقول : لا اله الا الله ان للموت لسكرات ،، لا اله الا الله ان للموت لسكرات .
و بدأ صوت الناس يعلو في المسجد فقال النبي (صلى الله عليه و سلم ) : ما هذا يا عائشة ؟
قالت : يا رسول الله الناس يخافون عليك :(
فقال إحملوني اليهم فأراد أن يقوم ( صلى الله عليه و سلم ) فما استطاع أن يقوم فاغمي عليه ، فصبوا عليه 7 قرب من الماء كي يفيق ، و بعدها أفاق رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) و حمل ، و صعد إلى المنبر ..
فكانت آخر خطبة للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) ،
اخر كلمات للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) ،
و اخر دعاء للرسول ( صلى الله عليه و سلم ) ،
و اخر نظرات للرسول (صلى الله عليه و سلم )
قال : أيها الناس كأنكم تخافون علي !
قالوا : نعم يا رسول الله :((
فقال : أيها الناس إن موعدي معكم عند الحوض و الله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا :) ، أيها الناس و الله ما الفقر أخشى عليكم و لكن أخشى عليكم الدنيا أن تفتح عليكم فتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ..
ثم قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : أيها الناس الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم ،، أُوصيكم في الصلاة
أيها الناس إستوصوا بالنساء خيراً فإنهم عوان عندكم إن عبداً خيَّره الله بين البقاء في الدنيا و بين ما عند الله فأختار ما عند الله :((
فما احد عرف ماذا يقصد رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) سوى ابو بكر الصديق رضي الله عنه و ارضاه ..
لما سمع تلك المقالة بكى بكاءً شديداً ، و جعل نحيبه يعلو في المسجد و يقول : فديناك بأبائنا يا رسول الله ،، فديناك بأمهاتنا يا رسول الله ،، فديناك بأولادنا يا رسول الله ،، فديناك بزوجاتنا يا رسول الله ،، فديناك باموالنا يا رسول الله ,,
وجعل الناس ينظرون إلى أبي بكر الصديق ..
فقال النبي (صلى الله عليه و سلم ) : يا أيها الناس ما منكم من احد كان له علينا فضل الا كافأناه به الا ابا بكر الصديق فأنا لم أستطع مكافأته فتركت مكافأته لله جل و علا كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبو بكر الصديق رضى الله عنه و ارضاه ..
ثم قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : أيها الناس من كنت جلدت له ظهراً ،، من كنت اخذت له مالا او منه حقاً ،، فهذا ظهري فليقتص مني !!
فجعل الصحابة يبكون و قام وجه من بين الصحابة قال : أنا يا رسول الله لي عندك ثلاثة دراهم ..
فقال : يا فضل بن العباس اعطيه 3 دراهم
فاخذ الدراهم 3 و كان يقول كنت اريد ان احتفظ بشيء من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قبل أن يموت ..
ثم جعل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ينظر بين المسلمين و يقلب عنيه و يقول : آواكم الله ، ثبتكم الله ، حفظكم الله ، رآكم الله ، نصركم الله ..
فكانت هذه آخر كلمات النبي صلى الله عليه و سلم و نزل النبي من على المنبر و توجه إلى حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ثم دخل عليهم عبدالرحمن بن أبي بكر أخو عائشة رضي الله عنها و كان معه مسواك يستاك به
فجعل رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) ينظر إليه ، فقالت عائشة رضي الله عنها انه يريده فقلت : آخذه لك يا رسول الله ؟
فأشار برأسه : نعم فأخذت المسواك فقضمته و وضعته في ريقي و طيبته و نظفته ، ثم دفعته للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) ،، فجعل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يحرك المسواك في فمه ..
قالت عائشة رضي الله عنها : كان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي و ريق النبي صلى الله عليه و سلم قبل أن يموت !
ثم دخلت إبنته فاطمة رضي الله عنها فرأت النبي ( صلى عليه و سلم ) مسجى على الفراش فبكت ، بكت لإنها كلما دخلت على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قام اليها فرحب بها و قبلها و اجلسها في مكانه ، و هي الآن ترى والدها خير البشر مسجى على فراشه :(
فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : إدني مني يا فاطمة إقتربي مني ، فهمس لها في أذنها فبكت ثم همس لها مرة أخرى فضحكت
فسالت بعد ذلك فقالت : إنه همس لي إني مغادر هذه الدنيا فبكيت ، ثم همس لي فقال انك أول اهلي لحوقا بي فضحكت ..
ثم قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إخرجوا من كانوا عندي في البيت ، ثم قال إدنو مني يا عائشة فدنت منه عائشة ..
فوضع رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) رأسه على فخذها و عند صدرها و في حجرها ، ثم دخل على النبي ( صلى الله عليه و سلم )جبريل يستأذنه في دخول ملك الموت
فدخل ملك الموت و جعل يخيره بين أن يبقى في الدنيا و بين أن يصعد إلى الله !!
فجعل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يقول : بل الرفيق الاعلي ، بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الاعلي !
فقال ملك الموت : أيها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله إخرجي إلى رضا من الله و رضوان ، و رب راض غير غضبان .
تقول عائشة رضي الله عنها فسقطت رأس النبي ( صلى الله عليه و سلم ) على صدري ، و قد علمت ان رسول الله قد مات ، فأزحت الستار و قلت للناس في المسجد مات رسول الله مات رسول الله ..
فضج المسجد بالبكاء و إرتفعت أصوات الناس و ما استطاع أحد أن يتحرك فعلي بن ابي طالب وقع من شدة الخبر ، و عثمان بن عفان جلس يبكي ، و ابو بكر الصديق دمعت عيناه ..
و عمر قال من قال أن محمد قد مات قطعت رأسه بالسيف و الله ما مات رسول الله و انما ذهب الى لقاء ربه كما ذهب موسى بن عمران ..
اما ابو بكر الصديق فقد تحامل على نفسه و قد دخل على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) و ضمه على صدره و قال : وخليلاه و حبيباه ما اعظمك يا رسول الله طبت حياً و ميتا يا رسول الله
ثم جعل يقبل النبي صلى من راسه ثم خرج يبكي و يقول : أيها الناس من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ،، و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت :(
قال عمر بن الخطاب ثم تلا ابو البكر الصديق تلا قول الله تعالي : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران/ 144
قال عمر فوالله لكأني أول مرة اسمع هذه الآية في كتاب الله ثم غسل النبي صلى الله عليه و سلم الفضل بن العباس و على بن ابي طالب و انس بن مالك
و كان علي بن ابي طالب يصب الماء على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) و كان الفضل بن العباس يغسل النبي صلى الله عليه و سلم و يدلك جسده ثم حمل رسول الله صلى الله عليه و سلم في زاوية من حجرة عائشة رضي الله عنها و دفن فيها و وقف الصحابة على قبره يدعون الله لنبيهم ..
اللهُم صَلِّ وَ سَلِّم وَ بارِك عَلَى سَيِدْنَا مُحَمّد وَ عَلى آلِهِ و أصْحَابهِ أجْمَعين
تعليق