هذا ثاني عمل ينتج عن المشروع الذي وضعه الأخ الفاضل سيف الإسلام والأخ الفاضل أبو بكر الشامي والذي سيتم من خلاله كتابة المطويات أو الكتب التي لا توجد على النت ونسعى لنشرها عليه لتعم فائدتها
كتاب حقيقة حب المعصوم صلى الله عليه وسلم
بقلم : محمد بن سرار اليامي
"بتصرف يـسـير"
بقلم : محمد بن سرار اليامي
"بتصرف يـسـير"
تم إضافة مواضع الآيات وتخريج الأحاديث
حقيقة حب المعصوم صلى الله عليه وسلم
إهـداء
إلى كل من آمن بالله ربا , وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبيا , ورسولا .
إلى كل من كان التوحيد مطلوبه ..
إلى كل من يتطلع للكمال البشري في أرقى صوره وأعز أحواله.
إلى كل من أحب محمداً وحزبه – صلى الله عليه وسلم –
إلى كل باحث عن الحق
أهدي هذه الرسالة ...
عل الله جل وعز أن يكتبها في ميزان الحسنات , وأن يجعلنا ممن يرد حوض المعصوم – صلى الله عليه وسلم – ويشرب منه مشربا هنيئاً آمين ...
محمـد بن سـرار اليـامي
المــقدمــة
الحمد لله رب العالمين , قيوم السموات والأراضين .. مدبر الخلائق أجمعين , باعث الرسل – صلواته وسلامه عليهم – إلى المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين , بالدلائل القطعية وواضحات البراهين , أحمده على جميع نعمه , وأسأله المزيد من فضله وكرمه .
وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار , الكريم الغفار , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله , أفضل المخلوقين المكرمين بالقرآن العزيز , المعجزة المستمرة على تعاقب السنين , وبالسنن المستنيرة للمسترشدين , المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين , صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين . وآل كلٍ وسائر الصالحين ... أما بعد :
فيا أيها الفضلاء .. يا أيها النبلاء ... أيها المسلمون .. حديثنا عن خير نفس وجدت على الأرض .
ذكـريات مع الرسول وشوق ====== يستثير الشجون منه الأجلا
كلما مـر ذكـره في فـؤادي ====== قال قلبي المحب : أهلا وسهلا
إلهنا .. يا عظيم الجود .. إن الجواد من أبناء الدنيا إذا اشتهر جوده تطلعت إليه أنظار الطامعين , ورحلت إليه ركائب الطالبين , وتعلقت به آمال المحتاجين , وأنت يا ربنا عظيم , كريم , حكيم , جواد , ما لساحل جودك من حدود , اللهم إنك تعلم أن فقرنا لا يدفعه إلا جودك , وحاجتنا لا يكفها إلا كرمك , وشدتنا لا يزيلها إلا لطفك , اللهم إن بشائر مغفرتك تستر ما عظم من سيء أعمالنا , وسريع يسرك يغلب ما تفاقم من عسرنا يا قوي يا قادر , اللهم صل على نبينا محمد بن عبد الله وآله وصحبه .
يا رب أول شيء قاله خلدي ====== أني دعوتك في الآصال والسحر
فوالذي قد هدى قلبي لطاعته ====== لحب دينك في سمعي وفي بصري
اللهم صل على المعصوم يا حي يا قيوم .. ما زهرت النجوم وما تلاحمت الغيوم .
"لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " "التوبة : 128"
"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " "الاحزاب : 21"
نعم .. كان لنا في رسول الله أسوة حسنة .. فهو الحريص علينا .. إلا أن الذين بهرتهم عظمته لمعذورون .. فأي إيمان ؟ وأي عزم ؟ وأي مضاء ؟ أي صدق وأي طهر وأي نقاء ؟ أي تواضع .. وأي حب .. وأي وفاء ؟
نسينا في ودادك كل غـال ====== فأنت اليوم أغلى ما لدينا
نلام على مجيئك ويكفـي ====== لنا شرف نلام وما علينا
ولما نلقكـم لكن شوقـا ====== يذكرنا فكيف إذا التقينا
تسـلى النـاس بالدنيـا ====== لعمر الله بعدك ما سلينا
أخي .. أختي .. إن هذا النبي – صلى الله عليه وسلم - مهما تتبار القرائح والإلهام وتسيل المحابر والأقلام متحدثة عنه منادية بحديث عظمته فستظل جميعا كأن لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول السديد لسانها ..
وعلى تفنـن مادحيـه بوصفـه ====== يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
إتصلت همته بالله سبحانه طلبا وقصدا , وعلت همته فدعا الثقلين بأمر ربه سبحانه .
فأوقف كل نفس من أنفاسه على هذه الغاية , فرأى الناس طهره وعفته وأمانته وإستقامته .. رأوا شجاعته , رأوا سموه وحنانه وعقله وبيانه , رأوا صدقه يتألق كتألق الشمس في ضحاها .. ويسطع كسطوع القمر إذا تلاها .. ويتضح كاتضاح النهار إذا جلاها .
يروح بأرواح المحامد حسنهـا ======= فيرقى بها في ساميات المفاخر
كان التوحيد مطلوبه .. وكانت التقوى مركوبه .. فحق على كل مسلم ومسلمة أن يكون محبوبه , حبا يمازج لحمه , ويخالط عظمه .. إن حبه – صلى الله عليه وسلم – دليل الإيمان والعمل بسنته دليل الإحسان فحبه عبادة .. حبه طاعة مفروضة .. حبه نور وحضور وسرور ..
يـتـبـع إن شـاء الـلـه
تعليق