الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد النبى الأمى وعلى أله وصحبه
وسلم تسليماً كثيراً....وبعد...
حياكم الله إخوانى وأخواتى فى الله....
فكلنا يعلم أن السنة النبوية المطهرة الصحيحة هى المصدر الثانى من مصادر التشريع فى الإسلام وقد تعرضت
لمحاولات يائسة فى القديم من أجل هدمها أو التشكيك فى صحتها .....والتاريخ يعيد نفسه مرة أخرى فى هذا العصر خرج علينا أناسٌ من بنى جلدتنا يتحدثون بألسنتنا ولكن قلوبهم وعقولهم مملوءة حقداً وحسداً أسوداً على
السنة المطهرة وعلى من يتبعونها فصاروا يبثون سمومهم ويكتبون بأقلامهم التى ملؤها مداداً أسوداً من الحقد
على صفحات سود من الجرائد والمجلات والكتب كى يروجوا لمخططهم الخبيث الذى يرسمه لهم ساداتهم فى
الشرق أو الغرب .......
_ومن ثم فهذه محاولة متواضعة جداً من عبداً فقير مثلى لدحض شبهات القوم وبيان سخافتها وسذاجتها ....
الله أسأل أن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم وأن ينفعنا بها....ولا أنسى أن أدعوا الله لكل مشايخنا وعلماءنا الذين
تعلمنا منهم .....
_ملحوظة هامة ::أنا أعتذر مقدماً على طول الموضوع فى بعض الأحيان_إن شاء الله_وذلك حتى نحاول الرد
بما هو شافى وكافى ......
_وإن شاء الله تعالى سأحاول كتابة شبهة أو اثنتين أسبوعياً حتى يتمكن من يهمهم هذا الأمر من استيعاب الموضوع جيداً ويتابع باقى المنتدى ......
نبدأ على بركة الله سائلين الله التوفيق والسداد والرشاد إنه حسبنا ونعم الوكيل......
**الشبهة الأولى ::
_النهى النبوى عن كتابة الحديث !!!
_فقد أخرج الإمام "مسلم" فى صحيحه من حديث أبى سعيد الخدرى أن رسول الله قال ((لا تكتبوا عنى شيئاً إلا
القرأن ومن كتب عنى شيئاً فليمحه)).....
_ومنكرو السنة النبوية قديماً وحديثاً يرددون هذا الحديث كثيراً _وخاصة هذه الأيام_ فهم يقولون ::""إن السنة
لو كانت من أصول الدين لأمر النبى الكريم بكتابتها وجمعها فى صحف كما كان يصنع مع القرأن حين ينزل
حيث كان يأمر كتبة الوحى بكتابة ما ينزل عليه أولاً بأول ....أما وإنه قد نهى عن كتابتها فهذا دليل على أنها
ليست من الدين فى شىء .....ومن المحال أن تكون السنة من الدين وينهى رسول الله عن كتابتها بل ويأمر بمحو
ما كتب منها"".....
**الجواب :::
_إن هذه الشبهة هى أوهى من بيت العنكبوت لأن الحديث الذى تمسكوا به لم يكن هو الموقف الوحيد فى مسألة
كتابة الحديث النبوى وروايته وجمعه وتدوينه .....فقد وردت أحاديث أخرى أذن فيها رسول الله برواية الأحاديث
عنه وتدوينها وكتابتها....
_أحاديث الأذن بالكتابة ::
1_روى "أبو داود والحاكم وغيرهما" من حديث عبد الله بن عمرو_رضى الله عنهما_ قال ((قلت يا رسول الله
::إنى أسمع منك الشىء فأكتبه ...قال ::نعم ...قلت ::فى الغضب والرضا؟؟..قال:: نعم ..فإنى لا أقول فيهما إلا الحق)).....
2_روى "الترمذى" من حديث أبى هريرة ،قال ::كان رجل من الأنصار يجلس إلى رسول الله يسمع منه الحديث
فيعجبه ولا يحفظه_أى كان سريع النسيان_ فقال له النبى::""استعن عليه بيمينك وأومأ بيده إلى الخط""...
3_روى "البخارى" عن أبى هريرة أنه قال ((لم يكن أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثاً منى إلا ما كان من
عبد الله بن عمرو بن العاص ....فإنه كان يكتب وأنا لا أكتب")).....
_ففى هذا الحديث توكيد للإشتغال عبد الله بن عمرو بكتابة حديث رسول الله وإقرار النبى له على الكتابة...
4_روى الشيخان _البخارى ومسلم_ أن رجلاً من أهل اليمن اسمه"أبو شاه" سمع خطبة النبى بمكة عام الفتح
وكان أمياُ لا يقرأ ولا يكتب فطلب من النبى أن يكتب له شيئاً مما قال ...فقال رسول الله ((اكتبوا لأبى شاه))...
_وغير ذلك الكثير لكن نكتفى بما ذكرت فهى تؤدى الغرض المطلوب بإذن الله حتى لا أطيل...
_التوفيق بين النهى والإذن؟؟!!!
**خلاصة موقف علماء الأمة الأجلاء :::أن النهى كان "أولاً" خشية اختلاط الحديث بالقرأن وبخاصة لأن الأمية كانت هى السائدة ولكى تتوفر عناية المسلمين بالقرأن أولاً ......وعندما حصل التمييز بين أسلوب القرأن
وأسلوب الحديث النبوى "ارتفع الحظر" ومن ثم أذن رسول الله برواية أحاديثه وكتابتها ....
_هذا بالإضافة إلى ::أن القرأن يجب حفظه وتلاوته على الصورة التى أنزله عليها "لفظاً ومعناً وتراكيب" فلا
يجوز فيه إبدال حرف بحرف ولا كلمة بكلمة ولا الإخلال بنظم تراكيبه مهما كان الأمر ...لأنه متعبد بتلاوته كما نزل على رسول الله.....
_إذن ::النهى كان أولاً والإذن ثانياً لحكم جليلة .....ولهذا نظائر فى السنة ::فقد نهى رسول الله مثلاً عن زيارة
القبور أولاً ثم عاد وأذن فيها ثانياً للعظة والتدبر .......
_*موقف المنكرين ::
_منكرو السنة أمام هذه المسألة فريقان ::
_الفريق الأول ::يذكر "حديث النهى وحده ولا يشير من قريب ولا من بعيد إلى أحاديث الإذن ؟!"..وكأنها عندهم
لم تكن .....وهم بهذا يبرهنون على أنهم طلاب باطل لا طلاب حق وأنهم أبعد ما يكونون عن المنهج العلمى النزيه ...
_الفريق الثانى:: فيعترفون _وهم كارهون _ بأحاديث الإذن .....ثم يقفون منها موقفين :::
1_الطعن فيها بعدم الصحة وهؤلاء قليلون ....
2_القول بأن أحاديث الإذن كانت أولاً .....ثم جاء حديث النهى ثانياً ""فنسخ"" الإذن فى كتابة الأحاديث وصار
النهى هو الموقف النهائى لرسول الله .....وهذا من أفحش الأخطاء بلا نزاع.....
_والدليل على خطأ قولهم ::
1_قد ذكرت _فى أحاديث الإذن_ حديث ""أبى شاه"" الذى أمر فيه النبى أصحابه أن يكتبوا له خطبة النبى الكريم ""عام الفتح"" .....أى العام التاسع الهجرى.....
2_روى "البخارى" أن سيدنا على بن أبى طالب سئُل بعد وفاة رسول الله ::""هل عندكم من رسول الله شىء
غير القرأن ؟؟...قال ::لا _والذى فلق الحبة وبرأ النسمة_ إلا أن يعطى الله عبداً فهماً فى كتابه وما فى هذه الصحيفة....قلت ::وما فى الصحيفة؟؟....قال _أى على _((العقل _الديات_ وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر)))....
_وهذا كما قلنا كان "بعد وفاة النبى"" ....ولو كان حديث النهى عن كتابة الأحاديث هو (الناسخ) لأحاديث الإذن
ما ساغ لسيدنا "على" أن يحتفظ بتلك الصحيفة ....لأن احتفاظه بها يكون معصية لنهى رسول الله وهذا لا يصح
صدوره من أى صحابى ...فكيف يصدر من سيدنا على _رضى الله عنه؟؟؟!!!
__الخلاصة ::
*أنهم تمسكوا بحديث واحد وأعرضوا عن طائفة من الأحاديث والوقائع وضربوا بكلام علماء الأمة عرض الحائط لأن هدفهم هو محو السنة من حياتنا ومن ثم القضاء على الإسلام .....ولكن الله تعالى لهم بالمرصاد ولا
يصلح عمل المجرمين....
_والحمد لله رب العالمين......
ولا تنسونا من صالح الدعاء أعزكم الله.....
يتبع إن شاء الله تعالى ....
تعليق