هذا الحديث يدل على أن تارك الصلاة كافر، وأنه كفر مخرج عن الملة؛ فالذي لا يصلي أشد من اليهود والنصارى، اليهود لو ذبحوا لأكل الإنسان ذبيحتهم، والنصراني أيضًا كذلك، أما تارك الصلاة لو ذبح، فإن ذبيحته لا تحل، تارك الصلاة مثلاً لو كان أنثى لا تصلي فإنه لا يحل للمسلم أن يتزوَّجها، ولو كانت نصرانية جاز أن يتزوجها المسلم، ولو كانت يهودية جاز أن يتزوجها أيضًا.
المسلم تارك الصلاة لا يقر على ترك الصلاة، بل يقال: صلِّ، وإلا قتلناك، واليهودي والنصراني يقرَّان على دينهما؛ إما بمعاهدة، أو استئمان، أو ذمة، فدلَّ ذلك على أن ترك الصلاة أعظم من اليهودية والنصرانية، هذا الأمر الذي يتهاون فيه الناس اليوم.
وليعلم أن الإنسان إذا ترك الصلاة، ثم عقد له على امرأة؛ فإن النكاح غير صحيح، ولو جامعها فإنه يجامعها بزنا والعياذ بالله، وكذلك لو عُقِد له وهو يصلي، ثم ترك الصلاة، انفسخ النكاح، ووجب أن يفرق بينه وبين المرأة، إلا أن يتوب ويعود إلى الإسلام، فيبقى على نكاحه.
وليعلم أيضًا أن تارك الصلاة إذا مات على ترك الصلاة؛ فإنه لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن مع المسلمين، ولا يدعى له بالرحمة، ولا تناله شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، ولكن ماذا نصنع به؟ هل نُبقِي جيفته للكلاب تأكلها، ونحن نشاهده؟!
لا؛ لأن هذا فساد لقلوب أقاربه، لكن نخرج به برًّا ونحفر له حفرة، ونغرسه فيها بثيابه، بدون تكفين، ولا تغسيل، ولا صلاة عليه، ولا كرامة له، ولولا أن أهله يتأثرون، لقلنا: يبقى على وجه الأرض تأكله الكلاب، والناس ينظرون إليه، لكنه يرمى اتقاءً لنتنِه ورائحته وخبثه، وإذا كان يوم القيامة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه يُحشَر مع فرعون، وهامان، وقارون، وأُبَي بن خلف))، وبهذا نعلم أن ترك الصلاة أمر عظيم، وأنه يجب على مَن مات عنده ميت، وهو لا يصلي أن يبعده عن مدافن المسلمين، ولا يحل له أن يقدمه للمسلمين ليصلوا عليه، وهو يعلم أنه مات لا يصلي أبدًا، فإن فعل فهو مسيء إلى المسلمين، والمسلمون ليس عليهم إثم؛ لأنهم ما علموا، لأن الله قال: ﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 84]، والذي لا يصلِّي كافر بالله ورسوله، حتى لو قال: أؤمن بأن الله موجود، وأن محمدًا رسوله، لا يكفي؛ لأن المنافقين يقولون مثل هذا الكلام، ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون: 1].
ثم اعلم أنه إذا مات لك ميت وهو لا يصلي، فإنه لا يحل لك من ميراثه شيء، على قول أكثر أهل العلم؛ لأن ميراثه ليس لأقاربه المسلمين، كما أنه هو لو مات عنه قريب مسلم فإنه لا يرثه، يعني: مثلاً إنسان مات، وله ابن لا يصلي، وله ابن عم بعيد يصلي، مَن يرثه؟ ابن العم البعيد، وابنه لا يرث، ولو مات عن أبيه وهو لا يصلي، وله عم، والولد غني ومات عن أبيه الذي لا يصلي، وعمه المسلم الذي يصلي، فالمال للعم؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم))، وهذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع الصحابة.
ومع الأسف إن الناس الآن يتهاونون في هذا الأمر، نسأل الله - تعالى - أن يهدينا لما فيه الخير والصلاح، والله أعلم؛ [ابن عثيمين].
منقول
المسلم تارك الصلاة لا يقر على ترك الصلاة، بل يقال: صلِّ، وإلا قتلناك، واليهودي والنصراني يقرَّان على دينهما؛ إما بمعاهدة، أو استئمان، أو ذمة، فدلَّ ذلك على أن ترك الصلاة أعظم من اليهودية والنصرانية، هذا الأمر الذي يتهاون فيه الناس اليوم.
وليعلم أن الإنسان إذا ترك الصلاة، ثم عقد له على امرأة؛ فإن النكاح غير صحيح، ولو جامعها فإنه يجامعها بزنا والعياذ بالله، وكذلك لو عُقِد له وهو يصلي، ثم ترك الصلاة، انفسخ النكاح، ووجب أن يفرق بينه وبين المرأة، إلا أن يتوب ويعود إلى الإسلام، فيبقى على نكاحه.
وليعلم أيضًا أن تارك الصلاة إذا مات على ترك الصلاة؛ فإنه لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن مع المسلمين، ولا يدعى له بالرحمة، ولا تناله شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، ولكن ماذا نصنع به؟ هل نُبقِي جيفته للكلاب تأكلها، ونحن نشاهده؟!
لا؛ لأن هذا فساد لقلوب أقاربه، لكن نخرج به برًّا ونحفر له حفرة، ونغرسه فيها بثيابه، بدون تكفين، ولا تغسيل، ولا صلاة عليه، ولا كرامة له، ولولا أن أهله يتأثرون، لقلنا: يبقى على وجه الأرض تأكله الكلاب، والناس ينظرون إليه، لكنه يرمى اتقاءً لنتنِه ورائحته وخبثه، وإذا كان يوم القيامة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه يُحشَر مع فرعون، وهامان، وقارون، وأُبَي بن خلف))، وبهذا نعلم أن ترك الصلاة أمر عظيم، وأنه يجب على مَن مات عنده ميت، وهو لا يصلي أن يبعده عن مدافن المسلمين، ولا يحل له أن يقدمه للمسلمين ليصلوا عليه، وهو يعلم أنه مات لا يصلي أبدًا، فإن فعل فهو مسيء إلى المسلمين، والمسلمون ليس عليهم إثم؛ لأنهم ما علموا، لأن الله قال: ﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 84]، والذي لا يصلِّي كافر بالله ورسوله، حتى لو قال: أؤمن بأن الله موجود، وأن محمدًا رسوله، لا يكفي؛ لأن المنافقين يقولون مثل هذا الكلام، ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون: 1].
ثم اعلم أنه إذا مات لك ميت وهو لا يصلي، فإنه لا يحل لك من ميراثه شيء، على قول أكثر أهل العلم؛ لأن ميراثه ليس لأقاربه المسلمين، كما أنه هو لو مات عنه قريب مسلم فإنه لا يرثه، يعني: مثلاً إنسان مات، وله ابن لا يصلي، وله ابن عم بعيد يصلي، مَن يرثه؟ ابن العم البعيد، وابنه لا يرث، ولو مات عن أبيه وهو لا يصلي، وله عم، والولد غني ومات عن أبيه الذي لا يصلي، وعمه المسلم الذي يصلي، فالمال للعم؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم))، وهذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع الصحابة.
ومع الأسف إن الناس الآن يتهاونون في هذا الأمر، نسأل الله - تعالى - أن يهدينا لما فيه الخير والصلاح، والله أعلم؛ [ابن عثيمين].
منقول
تعليق