إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحصار وعام الحزن.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [هام] الحصار وعام الحزن.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    " مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) " النحل

    لم يكن المشركون من قريش قد أفاقوا من صدمة إسلام عمر بن الخطاب حين عاد وافداهم إلى النجاشي يحملان إلى مكة صدمة الخيبة وفشل المسعى . فهل لم يبق إلا الحرب ؟
    لقد رفض المصطفى كل ما عرضوه عليه من مقترحات ليكف عن دعوته , وأبى أن يساوموه على دينه
    وكذلك فشلت كل المفاوضات مع أبي طالب . ليكف عنهم ابن أخيه أو يخلي بينهم وبينه , والإسلام يفشو في القبائل . وزعامة قريش تهتز وتترنح وتوشك أن تفقد سيطرتها على الموقف وقد اعتز الإسلام بحمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب ومثلهما في الرجال قليل .
    وهذا النجاشي يفتح بلاده لمن يهاجر من المسلمين , ويؤمن كل من يلجأ إليه منهم , ويأبى أن يمسهم أذى في جواره .
    وبدأت قريش تتأهب لجولة حاسمة , ولمح أبو طالب نذر الشر فدعا عشيرته الأقربين إلى منع محمد صلى اللى عليه وسلم . والقيام دونه فأجابوه إلا أبا لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم .
    لكن قريشا وقد عيل صبرها من صبر المسلمين كرهت أن تخوض حربا مسلحة مع آل عبد المطلب وبني هاشم وهم من صميمها . واستقر الرأي بعد طول مداولات على أن تفرض عليهم حصارا اقتصاديا واجتماعيا لا يرحم . ص 97
    واجتمع زعماء قريش فائتمروا فيما بينهم على مقاطعة بني هاشم : " لا يصهرون إليهم ولا يبيعونهم شيئا ولا يبتاعون منهم " وسجلوا حلف التعاقد في صحيفة علقوها في جوف الكعبة توثيقا لحرمتها وتوكيدا على أنفسهم في التزامها (1) .
    وأقاموا على ذلك الحلف المشئوم زمنا . سنتين أو ثلاثا , لقي فيها المسلمون والهاشميون من جهد الحصار ما لا يحتمل , وحيل بينهم , وقد انحازوا إلى شعب أبي طالب ـ وبين الطعام والشراب يشترونه من التجار الوافدين على أسواق مكة , وقد يأتي أحد المنحازين إلى الشعب سوق مكة يلتمس قوتا يشتريه لعياله , فيقوم أبو لهب ويصيح بالتجار : " غالوا على أصحاب محمد حتى لا يدركوا معكم شيئا , وقد علمتم ما لي ووفاء ذمتي " . فيزيد التجار ثمن السلعة أضعافا مضاعفة , ويرجع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى صبيتهم بالشعب وليس في أيديهم طعام , ويرجع التجار إلى أبي لهب فيفيهم ثمن ما غالوا فيه على المحاصرين فلم يدركوه . وبلغ منهم الجوع وجهد الحصار مبلغا يصوره قول " سعد بن أبي وقاص الزهري " رضي الله عنه بعد محنة الحصار بسنين " " لقد جعت حتى إني وطئت ذات ليلة على شئ رطب فوضعته في فمي وبلعته , وما أدري ما هو حتى الآن " وكانت التمرة الواحدة ربما وقعت لاثنين منهم يقتسمانها فيكون أحسنهما حظا من وقعت نواة التمرة في قسمه يلوكها بقية يومه .
    وإنما كان طعامهم الخبط وورق السمر . وما قد يأتيهم به سرا بعض ذوي رحمهم , بدافع من المروءة والنجدة , مستخفيا به من طواغيت قريش الساهرين على إحكام الحصار وإنفاذ وثيقة المقاطعة .
    روى ابن إسحاق في " السيرة النبوية " والطبري في " تاريخه " أن أبا جهل بن هشام لقي " حكيم بن حزام بن خويلد اِلأسدي " معه غلام يحمل قمحا . يريد به عمته " خديجة بنت خويلد " مع زوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم في شعب أبي طالب , فتعلق أبو جهل بحكيم وقال له :
    - أتذهب بالطعام إلى بني هاشم ؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة . ولمحهما " أبو البخترى بن هاشم الأسدي " فجاء يسأل أبا جهل : مالك وله ؟
    ........................
    (1) السيرة النبوية لابن هشام : 1/ 379 وتاريخ الطبري : 2/ 225 . ص 98
    قال : يحمل الطعام إلى بني هاشم . فما راعه إلا أن قال أبو البختري :
    " وما في هذا ؟ طعام كان لعمته عنده , بعثت إليه فيه , أفتمنعه أن يأتيها بطعامها ؟ خل سبيل الرجل " فرفض أبو جهل أن يستجيب له , وتشادا فأخذ أبو البختري لحى بعير فضربه به فشجه , ووطئه وطئا شديدا . وحمزة بن عبد المطلب يرى ذلك من قرب , ويتأهب للبطش بأبي جهل . وهم يكرهون مع هذا أن يبلغ خبر ذلك ومثله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالشعب . ثم كان لليل الحصار آخر:
    اهتزت ضمائر نفر من قريش فأنكروا الحلف المشئوم الذي تورطوا في التعاقد عليه منفعلين بعاطفة الجماعة وغريزة القطيع وقد صبروا عليه طويلا مكرهين حتى بلغ ذروته القاسية في مثل ما كان من أبي جهل بن هشام مع حكيم بن حزام .
    وكان أول من تكلم في الحلف وسعى في نقضه " هشام بن عمرو بن ربيعة العامري " وكانت تربطه بالهاشميين صلة رحم , فهو ابن أخي نضلة بن هاشم , لأمه , وقد دأب طول مدة الحصار , على أن يصلهم فكان يأتي ليلا بالبعير قد أوقره طعاما أو ثيابا حتى إذا بلغ به مدخل الشعب خلع خطامه من رأسه وضربه على جنبه فيدخل البعير الشعب على من فيه بما يحمل .
    فلما طال عليهم جهد الحصار مشى هشام بن عمرو بن ربيعة العامري إلى " زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي زاد الركب " وأمه عاتكة بنت عبد المطلب عمة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
    قال له هشام : " يا زهير أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث علمت لا يباعون ولا يبتاع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم ؟ أما إني أحلف بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم , ما أجابك إليه أبدا " .
    ففكر زهير مليا ثم سأل : " ويحك يا هشام , فماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد . والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقض الصحيفة حتى أنقضها " . ص 99
    قال هشام : قد وجدت رجلا . فسأله : من هو ؟ أجاب : أنا قال زهير : أبغنا رجلا ثالثا .
    فذهب هشام إلى " المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف " فقال له : " يا مطعم . أقد رضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف . وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه ؟ أما والله لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم سراعا " . فكان جواب مطعم كجواب زهير .
    وخرج هشام يبغي رجلا رابعا . فاختار " أبا البختري بن هشام الأسدي " لما عرف من مروءته ونخوته . وما ذاع من خبره مع أبي جهل حين أراد أن يحول بين حكيم بن حزام الأسدي والذهاب بالطعام إلى عمته .
    حدثه هشام العامري بمثل ما حدث به صاحبيه زهيرا ومطعما , وسأله أبو البختري : هل أجد من يعين على هذا ؟ أجاب هشام : نعم زهير بن أبي أمية المخزومي زاد الركب ومطعم بن عدي بن نوفل وأنا معك " . فنظر أبو البختري بعيدا إلى ما يتوقع من حمق قريش في غضبها للحلف المعقود الموثق وطلب إلى هشام أن يبغي مؤيدا خامسا . فذهب إلى " زمعة بن الأسود بن عبد المطلب الأسدي " فكلمه في بني هاشم وذكر له قرابتهم منه وحقهم عليه . فأجاب زمعة .
    وتواعد الرجال الخمسة على اللقاء ليلا بخطم الحجون . أعلى مكة , وهنالك أجمعوا أمرهم وتعاهدوا على القيام في أمر الصحيفة الظالمة حتى ينقضوها . واختاروا من بينهم " زهير بن أبي أمية المخزومي ليكون أول من يجاهر برفض الصحيفة ونقض الحلف , في مجتمع قريش بالحرم المكي .
    فلما أصبحوا وغدت قريش إلى أنديتها . غدا " زهير " عليه حلى فطاف بالبيت العتيق سبعا ثم أقبل على الناس فقال . " يا أهل مكة , أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباع لهم ولا يبتاع منهم ؟ والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة " . ص 100
    صاح أبو جهل بن هشام " . فرد عليه زمعة بن الأسود : " أنت والله أكذب . ما رضينا كتابها حيث كتب " . وثنى أبوالبختري : " صدق زمعة . لا نرضى ما كتب فيها ولا نقره " .
    وأيدهما مطعم بن عدي : " صدقتما وكذب من قال غير ذلك نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها " .
    وتكلم هشام بن عمرو فقال نحو ما قالوا ...
    وبهت أبو جهل , والأصوات تأتيه من كل ناحية بالتكذيب والرفض , فنقل بصره حائرا بين هؤلاء الرجال الخمسة ثم لم يجد في أخذة المباغتة بموقفهم سوى أن يقول : " هذا أمر قضي فيه بليل , تشوور فيه بغير هذا المكان " .
    لم يلقوا إليه بالا , وقام المطعم على مرأى من الجمع ـ وأبو طالب هناك قد انتحى ناحية من المسجد ـ فانتزع الصحيفة من مكانها في جوف الكعبة ليشقها فإذا بالأرضة قد أكلتها وأتلفتها , لم تدع منها إلا كلمة " باسمك اللهم " .
    وجمت قريش , ونهض أبو طالب يسعى إلى من في شعبه بالبشرى , وقد ذكر وهو في طريقه من البيت العتيق بنيه الذين هاجروا إلى الحبشة , فهتف منشدا يرجو أن يبلغهم هنالك صدى صوته :
    ألا هــل أتى بحرينـــــــا صنــــع ربنـــــا علــــى نـــــأيهم والله بالنــــــــــــــاس أرود
    فيخبــــــرهم أن الصحيفـــــة مـــــــزقت وأن كل مــــــا لم يــــــــرضه الله مفســــــد
    تــــــراوحها إفــــك وسحـــــــر مجمـــع ولم يلف سحــــر آخـــــر الدهـــــر يصعــــد
    جــــزى الله رهطـا بالحجـــــون تتابعوا على مـــــــلاء يهدي لحــــــزم ويـــــــــرشد
    قعــــــودا لـــدى خطم الحجـــون كأنهم مقــــــاولة بل هــــــم أعــــــز وأمجــــــــــد
    قضـــوا ما قضوا في ليلهم ثم أصبحوا على مهـــــل إذ ســــائر النـــــاس رقـــــــــد
    وكنــــــا قديما لا نقــــــــر ظــــــــلامة ونـــــدرك مـــا شئنــــــا ولا نتشـــــــــــــدد
    ص 101
    فيا لقصـــــي هـــل لكم في نفــوسكـم وهـــــل لــــكم فيمـــــا يجـــــئ به غــــــــــد
    فــــإني وإيـــــــاكم كـــما قال قـــــائل لــــــــديك البيـــــــان لو تكلمــــــــت أســود (1)

    وأيقظ صوته كل من في الشعب , فهللوا للبشرى وهتف المسلمون منهم " الله أكبر " . وسعوا إلى الكعبة فطافوا بها ثم آبوا إلى بيوتهم في أم القرى ينتظرون ماذا يكون من أمر قريش بعد أن تهاوى الحصار .... .
    لكن محنة الحصار لم تنجل إلا لتسلم إلى ليل طويل لا يبدو له آخر ....
    ماتت " السيدة خديجة " أم المؤمنين الأولى , وزوج نبيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم وسكنه ووزيره في العاشر من شهر رمضان سنة عشر من المبعث ...
    ومات في العام نفسه " أبو طالب " عم المصطفى وكافله ومانعه . ومن كان له عضدا وحرزا وناصرا على قومه ... . فأحيا موتهما ما مات من أمل المشركين في النصر بعد تهاوى الحصار فعادت وطأة الاضطهاد إلى أشد مما كانت عليه قبل " عام الحزن " .
    وأحس المصطفى وحشة الغربة في بيته وأرض مبعثه واشتدت عليه وطأة الحزن لفقدهما . حتى خيل لأعدائه أن النصر عليه جد قريب . ما دروا أن الظلمة تشتد قبيل الفجر .
    أدرك عليه الصلاة والسلام أن الموقف لا بد أن يتخذ متجها آخر . وراح يمد بصره إلى ما وراء مكة , يستوعب أبعاد الرؤية لما يحتمل من متجه الأحداث .
    ....................
    (1) حديث الحصار هنا منقول من " السيرة النبوية " 1/ 379 و " تاريخ الطبري " 2/ 225 من طريق ابن اسحق . ص 102




    مأخوذ من كتاب مَعَ المُصْطفى صَلى اللهُ عَليْه وَسَلم.

    دكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ






    أستاذ التفسير والدراسات العليا كلية الشريعة بجامعة القرويين.



    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 10-03-2017, 07:28 PM.


  • #2


    خرج المسلمون من المقاطعة وقد أضر الحصار بأجسادهم، وأصابهم الوهن والضعف خاصة الشيوخ والنساء، فلم يمض على انتهاء المقاطعة إلا شهوراً قليلة وأصيب الرسول بمصيبة عظيمة، فلقد مات عمه أبو طالب ناصره وحاميه ومانعه من مشركي قريش، في شوال من السنة العاشرة من البعثة، وبعده بأيام توفيت زوجته خديجة رضى الله عنها يقول ابن إسحاق ثم إن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه و سلم المصائب بهلك خديجة وكانت له وزير صدق على الابتلاء يسكن إليها ويهلك عمه أبي طالب وكان له عضدا وحرزا في أمره، ومنعه وناصرا على قومه
    واشتد إيذاء قريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم بعد موت أبي طالب حتى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما نالت قريش مني شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب، ولما يئس من هدايتهم وفكر في أن يترك مكة ويخرج لينشر دعوته في مكان آخر علها تجد صدى في قلوب أهله فيحتمي بهم وينصرونه على قريش فخرج صلى الله عليه و سلم وحده إلى الطائف راجيا أن يقبلوا منه ما جاء به من عند الله
    وتقع الطائف على مسافة 120كم من مكة وتسكنها قبيلة ثقيف الوثينة، ولهم بيت يعظمونه ويضعون عنده أصنامهم كما تفعل قريش بالكعبة، وأشهر أصنام ثقيف اللات
    وكان بين ثقيف وقريش مودة، وتجارات وزراعات مشتركة وكان لبعض أغنياء قريش بساتين وقصور بالطائف يخرجون إليها لقضاء الصيف بها لاعتدال مناخها عن مكة، فكانت الطائف مصيف قريش، ولاشك أن ثقيفا علمت بدعوة محمد قبل أن يخرج إليها، ولم يعتنق أحد منها الإسلام حتى لا يفسد ما بينها وبين قريش من علاقات وروابط
    قطع رسول الله صلى الله عليه و سلم المسافة سائرا على قدميه وأقام بالطائف عشرة أيام يدعو أهلها إلى عبادة الله ولكن دعوته لم تجد إلا قلوبا غلفاً وآذانا صماً وأعيناً عمياً فلم يستمع إليه منهم أحد
    قابل رسول الله صلى الله وعليه وسلم في الطائف أبناء عمر بن عوف الثلاثة وهم من سادة ثقيف فعرض عليهم دعوته وطلب منهم نصرته فسخرو منه واستهزؤا به فقال أحدهما: أما وجد الله أحد أن يرسله سواك، وقال الثاني:والله لأمزقن أستار الكعبة إن كان الله قد أرسلك وقال الآخر:والله لا أكلمك أبدا إن كنت رسولا فأنت أعظم من أن أرد عليك، وإن كانت كاذبا فما ينبغي لي أن أكلمك، وأغروا به سفاءهم وعبيدهم فجعلوا يصيحون به ويتعقبونه ويقذفونه بالحجارة، فما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرفع قدمه ويضعها إلا على حجر فسال الدم منهما ولم يرجعوا عنه إلا بعد أن خرج من الطائف
    لجأ رسول الله صلى الله عليه و سلم– وقد نال التعب والإرهاق – إلى ظل بستان ليستريح، وتذكر ما فعلت به ثقيف فهانت عليه نفسه أترى ربه ساخطا عليه حتى يؤذي كل هذا الإيذاء؟ أم أنه يريد له الهوان على يد هؤلاء اللئام ؟ فأخذ أيناجيه. اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي. وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين،وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي. ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل على سخطك لك العقبى حتى نرضى ولا حول ولا قوة إلا بك
    كان لموقف ثقيف من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أحزنه وغمه فانطلق هائما على وجهه لا يدري أين يتجه وأخذ يفكر في قريش فلابد أنها علمت بخروجه إلى الطائف لينتصر بثقيف عليها أما وقد خاب أمله فيها فلابد أنهم سيتمادون في إيذائه والاستهزاء به، وكلما فكر في ذلك اشتد غمه وحزنه، فلم يعد له نصير في مكة بعد وفاة عمه أبو طالب، وبينما هو في هذه الحال، إذ نزل عليه جبريل عليه السلام ومعه ملك الجبال، فقال ملك الجبال "يا محمد إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا به عليك وقد بعثني إليك لتأمرني بأمرك إن شئت دمدمت عليهم الجبال وإن شئت خسفت بهم الأرض"فرد رسول صلى الله عليه و سلم قائلاً:لا، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من بعيد الله لا يشرك به شيئاً وتحقق ما توقعه الرسول من قريش فلقد قفلت أبواب مكة في وجهه وأبت عليه العودة إليها وكان عليه إذا أراد أن يدخلها أن يستجير بأحد سادتها على عادة العرب – فاستجار بالمطعم بن عدى فأجاره ودخل مكة في حمايته وحماية أبنائه .



    المصدر.

    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 10-03-2017, 07:31 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: الحصار وعام الحزن.

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وفي جهودكم
      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        رد: الحصار وعام الحزن.

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        بسم الله الرحمن الرحيم

        جزاكم الله خير الجزاء على مرورك الكريم وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم.
        التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 31-01-2013, 10:17 PM.

        تعليق


        • #5
          رد: الحصار وعام الحزن.


          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          جزاكم الله خيرا وفي جهودكم جعله الله في موازين حسناتكم



          اللهم أرزقني الهداية والثبات حتى الممات

          وأرزق أبو رفيدة من حيث لا يحتسب

          وأرزقني وزوجي وإبنتي حجة في السنة المقبلة يـــــارب









          تعليق


          • #6
            رد: الحصار وعام الحزن.

            ماشاء الله اللهم بارك

            بارك الله فيكم وجزاكم ربى خيراااااااا

            لا اله الا الله

            اللهم انصرنا على أعدائك أعداء الدين
            اللهم ارزقنى الصدق والاخلاص وطهر عملى من الرياء اللهم إجعل عملى كله صالحاً وإجعله لوجهك خالصاًولا تجعل فيه لأحدٍ غيرك شيئا

            تعليق


            • #7
              رد: الحصار وعام الحزن.

              جزاكم الله خيرًاا ونفع بكم
              ضل الطريق من ترك الطريق . عودة من جديد

              يامن خذلتنا وخذلت إخوانك .. في وقت احتاجوا فيه نصرتك وعونك لهم .. ولكنك تركتهم ولم تلتفت لهم .!
              ابشر بالخذلان .

              حزب العار

              تعليق


              • #8
                رد: الحصار وعام الحزن.

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم جميعا على مروركم الكريم.

                تعليق


                • #9
                  رد: عام الحزن وخروج نبينا محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ إلى الطائف.

                  أشد ما مر به النبي صلى الله عليه وسلم
                  بارك الله فيكم
                  شاء من شاء وأبى من أبى لن نعيش إلا أحرار ولن نركع لغير الله ، وسنكسر الظالمين
                  وسننتصر بإذن الله .. فهذا وعد الله

                  أنَا هِنا حَيّ ( مبكية )

                  تعليق

                  يعمل...
                  X