إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حديث الإفك.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حديث الإفك.





    " وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ " ( صدق الله العظيم )
    إذن فقد بدأ سم النفاق يحدث أثره ويهدد الجبهة الإسلامية من داخلها , في الوقت الذي كانت تخوض فيه معركتها مع العرب المشركين والعصابات من يهود .
    لكن المنافقين الذين انكشفوا يوم الخندق في غزوة الأحزاب لم يلبثوا بوسوسة من يهود أن شغلوا المجتمع الإسلامي عنهم بفرية الإفك . التي هزت المدينة هزا لمدى شهر كامل من أيام شعبان ورمضان من السنة السادسة للهجرة .
    قبلها كان النبي عليه الصلاة والسلام قد خرج غازيا إلى بني المصطلق وصحبته أم المؤمنين السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما وفي طريق العودة أناخ الركب قرب المدينة فباتوا بعض الليل ثم ارتحلوا وما يدرون أن أم المؤمنين تخلفت عنهم حتى افتقدوها في هودجها حين بلغوا المدينة في الصبح . وقبل أن يشتد القلق عليها وصلت على بعير يقوده " صفوان بن المعطل السلمي " وحدثت زوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم عن سبب تخلفها فما أنكر منه شيئا :
    كانت قد خرجت من هودجها من العسكر لبعض حاجتها قبل أن يؤذن فيه بالرحيل وكان في عنقها عقد من جزع إنسل منها فالتمسته حتى وجدته واتجهت إلى هودجها فإذا الركب قد رحلوا واحتملوه لم يحسوا أنها ليست فيه لخفة وزنها .
    تلفعت بجلبابها وانتظرت في مكانها واثقة أنهم لن يلبثوا أن يفتقدوها فيرجعوا إليها . وحدث أن مر بها " صفوان " فأنكر أن يتركها وحدها في الخلاء , وقدم بعيره إليها ثم استأخر عنها حتى ركبت . فانطلق يقود بها حتى أبلغها مأمنها في المدينة .
    وضج المنافقون واليهود فرية الإفك . من هذا الحادث العارض ورددها ناس من المسلمين فبلغت سمع زوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم وأبيها الصديق وأمها أم رومان , فصكت آذانهم وإن لم يجرؤ
    ص 208
    أحد منهم على مواجهة السيدة عائشة بالشائعة الخبيثة إذا كانت تشكو من على ولما أحست جفوة من زوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم استأذنته في الانتقال إلى أمها لتمرضها فأذن لها .
    بعد بضع وعشرين ليلة نقهت من علتها فخرجت من بيت أبيها لبعض حاجتها ومعها " أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف " وإذ هما في الطريق عثرت السيدة عائشة في مرطها فقالت رفيقتها : " تعس مسطح " . فأنكرت السيدة ما سمعت وقالت : " بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدرا " . سألتها أم مسطح : " أو ما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر ؟ " .
    ولأول مرة سمعت السيدة عائشة بفرية الإفك فارتاعت وهرعت إلى أمها تسألها باكية : " يغفر الله لك . تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي من ذلك شيئا ؟ " . فلم تملك أمها إلا أن تقول :
    " أي بنية خفضي عليك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها " . لكن ذلك لم يهون عليها من محنة الفرية الخبيثة التي امتحنت بها وإن لم تدر ماذا عساها أن تصنع إلا أن تكل أمرها إلى الله سبحانه ...
    وفي المسجد النبوي كان زوجها عليه الصلاة والسلام يحاول أن يرد عنها ألسنة السوء فيقول :
    " يا أيها الناس . ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق ؟ والله ما علمت منهم إلا خيرا ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا وما يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي " .
    فتنفذ كلماته إلى قلوب المؤمنين ويثورون غضبا للسيدة الكريمة ويتماسك الأوس والخزرج متصايحين مطالبين بأعناق أصحاب الإفك من هؤلاء وهؤلاء حتى كاد يكون بين الحيين شر " (1) .
    ــــــــــــــــــــــــ
    (1) تفصيل حديث الإفك في " صحيح البخاري " 4/ 27 ط الشرقية وفي السيرة لابن اسحاق وتاريخ الطبري " حوادث السنة السادسة للهجرة " ومعها " السمط الثمين للمحب الطبري "ص 63
    ص 209
    وخيف على المجتمع الإسلامي من التصدع وخيف على السيدة عائشة رضي الله عنها من وطأة الحزن والقهر . حتى حسم القرآن الكريم ذلك الإفك الفاحش والبهتان العظيم بآيات النور :
    " ...... إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) " ( صدق الله العظيم ) ص 210



    مأخوذ من كتاب مَعَ المُصْطفى صَلى اللهُ عَليْه وَسَلم.
    دكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ
    أستاذ التفسير والدراسات العليا كلية الشريعة بجامعة القرويين .




  • #2
    رد: حديث الإفك.

    رضى الله عنا امنا السيده عائشه وارضاها
    جزاكم الله خيرا

    تعليق


    • #3
      رد: حديث الإفك.

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      بسم الله الرحمن الرحيم

      جزاك الله خير الجزاء أختي الكريمة محبة المساكين على مرورك الكريم وأسأل الله أن يتقبل منا ومنك.

      تعليق


      • #4
        رد: حديث الإفك.

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

        جزاكم الله خيراً ورفع قدركم
        اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

        تعليق

        يعمل...
        X