السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*الجزيرة العربية والعالم قبل بعثته صلى الله عليه وسلم
حالة الجزيرة العربية قبل البعثة:
كانت الجزيرة العربية تعيش في أحط حالات انعدام الأخلاق البشرية. فلو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء، حيث الزمن الذي سبق بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، لوجدنا ما يشيب له شعر الوليد من هول ما كان سائدا.
من أبشع ما يمكن أن يتصوره العقل، تلك الأمور التي كانت تحدث في ربوع الجزيرة العربية من وأد للبنات!
بأي ذنب تضيع تلك الروح التي لم يكن يعبأ بها المجتمع، ولا يلقي لها بالا، ولا يضعها في حسبانه؟ تلك الروح التي كانت تفقد حياتها لأنها ليست ذكرا. ومن الذي كان يسلبها حياتها! إنه أبوها!
أي قسوة تلك وأي انحراف أخلاقي هذا، حين يئد الأب فلذة كبده بيديه؟!
لقد كان الرجال في الجزيرة العربية يكرهون إنجاب الإناث، ويعتريهم الهم والضيق حين يشاء الله أن يرزقهم بأنثى.
يقول الله عز وجل مصورا لهذه الصورة البشعة:
"وإذا بُشِّرَ أحدُهم بالأنثى ظلَّ وجهُهُ مُسوّداً وهو كظيم يتوارى مِن القوم مِنْ سُوءِ ما بُشِّر به أيمسِكُهُ عَلى هُون أمْ يَدسُّهُ في التُراب ألا ساء ما يحكمونَ." (سورة النحل 59).
وقد ذكر ابن الأثير في كتابه «أُسد الغابة» في مادة: قيس: أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سأل قيساً عن عدد البنات اللاتي وأدهنَّ في الجاهلية: فأجاب قيسٌ بأنه وأد اثنتي عشرة بنتاً له.
وقد افتخر «الفرزدق» بإحياء جدِّه للموؤدات في كثير من شعره إذ قال:
ومنّا الّذي منَع الوائدات وأحيا الوئيد فلم يُوأد
هذا، ولم يقتصر الوضع على ذلك الحد، بل انتشرت المهانة للمرأة في المجتمع الجاهلي. كانت المراة كسقط المتاع إذا مات زوجها، أصبحت إرثا لقرابته يفعل فيها ما يشاء. فربما تزوجها لو كانت امرأة ذات حسن وجمال، أو ترد عليه الصداق الذي أخذته من زوجها الميت، أو ربما حبسها حتى الموت، إن لم يكن له حاجة في الزواج منها.
وأما المرأة المطلقة، فلم يكن من حقها أن تتزوج برجل آخر، إلا بعدما يأذن لها مطلقها، وربما أعجبه وأرضاه أن يتركها هكذا تعاني في حياتها نكاية بها. وإذا أذن لها، فيكون ذلك مقابل أن يأخذ منها مهرها الذي يهبه لها زوجها الثاني.
لم تكن المرأة كذلك تتمتع في هذا المجتمع بأي من الحقوق المالية، فلم تكن ترث ولم يكن لها ذمة مالية مستقلة.
ومن ناحية أخرى، كانت الأحقاد والكراهية والعصبية الجاهلية هي الأخلاق السائدة آنذاك بين قبائل العرب. فقد كانت رحى الحرب دائرة لسنوات عديدة بين الأوس والخزرج وهم الذين يقطنون المدينة نفسها ويتجاورون، إلا أنهم خضعوا لأحقاد النفس وسوء الخلق، فأصبحوا أشد الناس عداوة لبعضهم بعضا.
وكانت الأطماع المادية هي المسيطرة على عقول العرب، فانتشرت عادة النهب والإغارة على القبال الأخرى.
هذه حال المجتمع العربي آنذاك. أما من ناحية الدين والعبادة، فلم يكونوا أحسن حالا من وضعهم في الأخلاق والعلاقات الاجتماعية. فقد كانوا يعبدون ما ينحتون. ترى الرجل منهم ذا القوة والجاه والمكانة، يعبد حجرا ويتوسل إليه، ويضعه نصب عينيه في داره، بل ترى هذا الحجر الأصم، أغلى لديه من بعض ولده. وربما صنع الرجل منهم صنما من العجوة، حتى إذا اشتد به الجوع، أكله وكأنه لم يكن يتذلل إليه منذ قليل!
وكانت العبادات متنوعة بين القبائل؛ فمنهم من يعبد الشمس كحمير، ومنهم من يعبد الجن كخزاعة، ومنهم من يعبد القمر ككنانة. وكانت القبائل تعبد الكواكب؛ لكل قبيلة كوكب تعبده، وكأنه هو الذي خلقها!
أما الغالبية العظمى من أهل الجزيرة العربية، فقد كانت تعبد ما يزيد على ثلاثمائة وستين صنماً. وكانت قريش التي بها البيت الحرام، تتاجر بالدين وتجعله مصدرا أساسيا من مصادر الدخل القومي لديها، فكانت تتخذ حول الكعبة العديد والعديد من الأصنام، يستغلون بها الناس، ليعبدوا هذه الحجارة، وتزداد وارداتهم التجارية والمادية إثر هذه العبادة.
أما معاملة الرجل مع أخيه وأبناء عمه وعشيرته فقد كانت موطدة قوية، فقد كانوا يحيون للعصبية القبلية ويموتون لها، وكانت روح الاجتماع سائدة بين القبيلة الواحدة تزيدها العصبية، وكان أساس النظام الاجتماعي هو العصبية الجنسية والرحم، وكانوا يسيرون على المثل السائر : ( انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا ) على المعنى الحقيقي من غير التعديل الذي جاء به الإسلام؛ من أن نصر الظالم كفه عن ظلمه، إلا أن التنافس في الشرف والسؤدد كثيرًا ما كان يفضى إلى الحروب بين القبائل التي كان يجمعها أب واحد، كما نرى ذلك بين الأوس والخزرج، وعَبْس وذُبْيان، وبَكْر وتَغْلِب وغيرها .
أما العلاقة بين القبائل المختلفة فقد كانت مفككة الأوصال تمامًا، وكانت قواهم متفانية في الحروب، إلا أن الرهبة والوجل من بعض التقاليد والعادات المشتركة بين الدين والخرافة ربما كان يخفف من حدتها وصرامتها . وأحيانًا كانت الموالاة والحلف والتبعية تفضى إلى اجتماع القبائل المتغايرة . وكانت الأشهر الحرم رحمة وعونًا لهم على حياتهم وحصول معايشهم . فقد كانوا يأمنون فيها تمام الأمن؛ لشدة التزامهم بحرمتها، يقول أبو رجاء العُطاردي : إذا دخل شهر رجب قلنا : مُنَصِّلُ الأسِنَّة؛ فلا ندع رمحًا فيه حديدة ولا سهمًا فيه حديدة إلا نزعناه، وألقيناه شهر رجب . وكذلك في بقية الأشهر الحرم.
وقصارى الكلام أن الحالة الاجتماعية كانت في الحضيض من الضعف والعماية، فالجهل ضارب أطنابه، والخرافات لها جولة وصولة، والناس يعيشون كالأنعام، والمرأة تباع وتشترى وتعامل كالجمادات أحيانا، والعلاقة بين الأمة واهية مبتوتة، وما كان من الحكومات فجُلُّ همتها ملء الخزائن من رعيتها أو جر الحروب على مناوئيها .
بعض احوالهم الاجتماعية الاخرى سوى ما تقدم:
كانت حياة الجاهلية حياة شر، فقد قتل اهل الجاهلية النفس التي حرم الله، ودعوا مع الله الهة اخرى، واتو الفواحش.
وكانوا يقطعون الارحام، ويسيئون الجوار، ويأكل القوي منهم الضعيف. وكان بعضهم ينتزي على ارض بعض.
وكان احدهم يصحب قوما فيقتلهم، ويأخذ اموالهم.
ومن الامور التي تفشت فيهم، الفخر في الاحساب، والطعن في الانساب.
وكان فيهم الحلاف المهين، الهماز المشاء بالنميمة، المناع للخير، المعتد الاثيم، العتل الزنيم.
ومن اخلاقهم ان من سب الرجال سب ابوه وامه. وكان احدهم يسب اخاه، فيعيره بامه.
وكان عندهم جفاء في الفعل والقول، حتى انهم يلتهمون الجارية بالسرقة بدون بينة، اذا فقدوا شيئا، فيعذبوونها، ويفتشونها، حتى يفتشواقبقبلها وهي بريئة.
وكانوا يسيبون العبيد، أي يعتقونهم سائبة.
ومن افعالهم ، الوسم في الوجه بالنار للابل ونحوها.
الحالة الاقتصادية
أما الحالة الاقتصادية، فتبعت الحالة الاجتماعية، ويتضح ذلك إذا نظرنا في طرق معايش العرب. فالتجارة كانت أكبر وسيلة للحصول على حوائج الحياة، والجولة التجارية لا تتيسر إلا إذا ساد الأمن والسلام، وكان ذلك مفقودًا في جزيرة العرب إلا في الأشهر الحرم، وهذه هي الشهور التي كانت تعقد فيها أسواق العرب الشهيرة من عُكاظ وذي المجَاز ومَجَنَّة وغيرها .
وأما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها، ومعظم الصناعات التي كانت توجد في العرب من الحياكة والدباغة وغيرها كانت في أهل اليمن والحيرة ومشارف الشام، نعم، كان في داخل الجزيرة شيء من الزراعة والحرث واقتناء الأنعام، وكانت نساء العرب كافة يشتغلن بالغزل،لكن كانت الأمتعة عرضة للحروب، وكان الفقر والجوع والعرى عامًا في المجتمع.[1]
حال بقية العالم قبل البعثة:
أما لو تطرقنا إلي الوضع العالمي، فليست الحال بأفضل مما رأينا، فقد كانت الإمبراطوريتان السائدتان في ذلك الوقت هما إمبراطورية الفرس وإمبراطورية الروم، وكانت هاتان الإمبراطوريتان سيدتي العالم في ذلك الوقت، بلا منازع أو شريك.
انتشر الظلم والقهر في بلاد الروم؛ فكان الشعب أحوج ما يكون للمسة حانية تحتضنه، وراية عدل ترتفع في سمائه، لتزيح عنه عبء هذا الظلم.
كذلك انتشرت الحروب الخارجية والنزاعات الداخلية، نتيجة الجدل العقيم بين الفئات المختلفة داخل الدولة الرومية، مما أضعف هذه البلاد وجعل الفوضى تعم فيها، وكذلك السخط والحنق لما يمر به الشعب من قهر وظلم وانتهاك لبشريته وانتشار للمذابح في هذه البلاد.
كانت هذه البلاد تعيش في حالة من الظلم الشديد للشعوب؛ فقد فرضت الضرائب الباهظة على الشعوب الكادحة. أما الطبقة الحاكمة، فقد سبحت في بحور الملذات والترف والإسراف والانشغال بالملذات عن مصالح الشعوب.
كانت حال الشعوب في أوربا حالا عجيبة؛ فقد كانت تعيش في ظلمات الجهل والأمية، لا تعرف عن العلم شيئا. تسيطر الخرافات على تفكيرها. والمغالاة في بعض الأفكار هي طبيعتها. فقد كانوا (على سبيل المثال) يعقدون المؤتمرات لبحث حقيقة المرأة وطبيعتها وهل هي حيوان أم إنسان.وكانت أوربا تعيش أقصى حالات اللامبالاة بعدما اعتادوا على الخضوع والاستكانة.
أما في إيران، فقد كان الوضع على الدرجة نفسها من السوء. فقد كان هناك تمايز طبقي في ذلك المجتمع: طبقة تسيطر عل الموارد المالية وهي الطبقة العليا. أما بقية الشعب، فقد كانت ترضخ للمعاناة والفقر والحرمان، بل تتحمل أعباء بذخ هذه الطبقة على كاهلها. وكان الفقراء محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية، وكانوا يعيشون كالعبيد.
أما التعليم، فكان مقصورا على الأمراء والأثرياء فقط، وحرم باقى الشعب من حقه الطبيعي في اكتساب العلوم والمعارف، وعاش في أحضان الجهل.
وكانت الحكومة الفارسية في هذه المرحلة تعاني من الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار.
كذلك انتشرت الإباحية والفساد وحالات هتك الأعراض. وكان الملوك يعتبرون أنفسهم من نسل آخر مختلف عن البشر،ففيهم يجري دم الآلهة، ولهم الحرية في أن يفعلوا في الناس ما يشاؤون.
وكان العالم في ذلك الوقت يعيش تحت لواء الحروب المتواصلة بين الفرس والروم، كما كانت الحروب قائمة بين القبائل العربية، وكأن الحرب هي الملاذ الوحيد آنذاك للعيش في هذه الحياة!
سنوات طويلة من الحروب المتواصلة، والفقر والظلم والاستبداد والقهر للشعوب. فكانت هذه الشعوب قد فاض بها، وأصبحت في أمس الحاجة إلى نهر طاهر ترتوي منه، وتغسل فيه همومها، وعدل صارم، لا يجامل الأثرياء على حساب الفقراء.
هذه هي حال العالم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. كان العالم قد غلفه الجهل والظلم فأبي الله إلا أن يرسل من يزيح صخرة هذا الجهل والظلم ويكون منبعا للرحمة بالبشرية، فكان قدوم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال ربه فيه وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
كانت المجتمعات بالفعل مهيأة تماما لاستقبال رسالة جديدة أساسها الأخلاق الكريمة؛
رسالة العدل ركيزتها، والرحمة والأمانة واحترام بشرية الإنسان، دعائمها.
كان لا بد من الرحمة بهذا العالم الذي أرهقت المظالم كاهله. رحمة يبعث الله بها رجلا ذا خلق عظيم. فبعثه الله عز وجل لينير ظلمات الحياة، ولتشرق فيها شمس الأخلاق من جديد.
هذا الخلق الذي تمتع به ذلك الرجل، هو الذي باتت البشرية في حاجة ملحة للعودة إليه في هذا الزمان، بعدما وقع هذا الانهيار الأخلاقي الذي يغلف حياة إنسانية هذا اليوم.
لذلك، كان من البديهي أن يكون هناك تعريف بصاحب هذا الخلق وهذه الرسالة التي تحتاجها البشرية، وأن نلقي الضوء على الجانب الأخلاقي والإنساني في حياة رسول الأخلاق والرحمة والعدل محمد صلى الله عليه وسلم؛ الذي شهد له أعداؤه بدماثة الخلق وبالعظمة الإنسانية، والذي شهد له ربه قبل أي أحد بأنه صاحب أعظم خلق:"وإنك لعلى خلق عظيم."[2]
[1] -الرحيق المختوم – للكاتب صفي الرحمن المباركفوري
[2] -نبي الرحمة بقلم: عبد الرحمن بن عبدالله
صافح وسامح .. ودع الخلق للخالق{فأنت} . و {هم} . و {نحن} . راحلون لا تترك صلاتك أبدا
فهناك الملايين تحت القبور يتمنون لو تعود بهم الحياة ليسجدوا ولو سجده.
فهناك الملايين تحت القبور يتمنون لو تعود بهم الحياة ليسجدوا ولو سجده.
ما اجمله من عمل وما اروعه من جهد لنصرة الرسول - منتديات الطريق إلى الله
اللهم صل على محمد في الاولين وفي الاخرين وفي الملأ الاعلى إلى يوم الدين وفي كل وقت وحين، اللهم صل على محمد عدد من صلي عليه وعدد من لم يصل عليه،اللهم صل على محمد عدد الجبال والدواب وذرات الرمال، واوراق الشجروالبحار، اللهم صل على محمد كما تحب وترضى يا رب العالمين هكذا اخوانيا لكرام احد عوامل نصرة النبي ان نصلي عليه كثيرا فلا تنسى ان تصلي على النبي حتى تنالك شفاعته وحتى تكون لك نورا يوم القيامة.سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماتهسبحان الله العظيم، لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير،لا تنسى ذكر الله دائما وذكر غيرك بذكر الله.
لاتنسوا اخواني الكرام ان تنشروها بين اخوانكم واهليكم واصدقاءكم سواء عنطريق الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات او عن طريق الاتصالالمباشر بين اقاربكم واصدقائكم. فالدال على خير كفاعله كما قلنا ولربما انتفع بها احد معارفك واصدقائك فتكتب في ميزان حسناتك يوم القيامة.ولا تنسى اخي الكريم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسال ربه ان يزيده من شيء إلا العلم فقال سبحان من قائل (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) سورة طه / 114 .... ولا تنسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)ستندم ان رحلت بغير زاد وتشقي اذ يناديك المناديفمالك ليس يعمل فيك وعظ ولا زجر كأنك من جمادِفتب عما جنيت وانت حي وكن متيقظا قبل الرقادِأترضي أن تكون رفيق قوم لهم زاد وانت بغير زادِ!!!
اللهم لاتكسر لي ظهرا * ولاتصعب علي حاجة
اللهم لاتحني لي قامة *ولاتكشف لي سرا *ولاتعظم علي امرااللهم ان عصيتك جهرا فاغفر لي *وان عصيتك سرا فاسترني *ولاتجعل ابتلائي في دينياللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدىاللهم اجعل مصر رخاءا سخاءا وسائر بلاد المسلمين وولي من يصلحاللهم انصر الاسلام واعز المسلمين وانصر اخواننا في سوريا وفلسطيناللهم اعننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتكاللهم احسن خاتمتنا وخاتمة المسلمين جميعااللهم زدنا علما وفقهنا في الديناللهم هب لنا من ازواجنا وذريتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين امامالاتنسونا من صالح دعائكم
تعليق