كيف تكون النصرة؟
أولاً : علينا ابتداءً أن نلوم أنفسنا إذ العيب فينا ، ولا نعيب على العدو حقده لأنَّ ذلك أمر مفروغ منه. قال تعالى : {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء }[ النساء : 89 ]
ونعلم أنَّ طريق النصرة يبدأ من الداخل {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[ الأنفال : 53 ]
ثانيًا : أنْ لا يتزعزع يقيننا بأنَّه مهما تكالب الأعداء على هذا الدين فإنَّ نصر الله قادم .
قال : {بشر هذه الأمة بالسناء والدين، والرفعة والنصر، والتمكين في الأرض }
[ رواه الإمام أحمد في مسنده وصححه الألباني ]
نوقن بأنَّ الله ناصره رسوله ::{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ}[ التوبة : 40]
وعاصمه :{ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }[ المائدة :67 ]
وكافيه :{ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [ الحجر:95 ]
وسينتقم قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} [ الأحزاب :57 ]
فانتظر عدو الله حربَ الله: قال النبيِّ : يَقُولُ اللهُ تعالى :{ مَن عَادَى لي وَليًّا ، فَقَد آذنتُهُ بِالحَربِ} [ رواه البخاري ]
فَكيفَ بِمَن عَادَى سَيِّدَ الأَولِيَاءِ ؟ وكيف بمن استهزأ بخليل الله وأحب خلق الله إليه ؟
ثالثا : التوبة إلى الله من تقصيرنا في حق رسول الله .
قال الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [ الفتح : 8-9 ]
**فإننا لو عظمنا رسول الله وقمنا بحقه من التعزير والتوقير ما كان لأحد أن تسول له نفسه أن يتفوه ببنت شفة، ولكن سرنا خلف كل ناعق، وانهزمنا نفسيًا، وروجوا لنا أنَّ الرخاء والحضارة والمدنية ستكون لنا إذا اتبعنا الغرب، فنستغفر الله من غفلتنا هذه، ونعاهد الله أن نكون من اليوم أتباع رسوله، نمضي على خطاه، ولا نحيد عن سنته .
رابعًا: العمل على إحياء سنته .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : قال لي رسول الله :{ يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل . ثم قال لي : يا بني وذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة }. [ رواه الترمذي وقال : حسن غريب ]
**فعلينا أن نحيي سنن المصطفى و تطبيقها دون خجل، أو تساهل أو خوف من الناس ، فكم من سنن الحبيباندثرت نظرًا لتبعيتنا للغرب الذي ظهر لكم ما يضمر، والله إنَّ إحياء سنة كان النبي يدعو إليها أشد على أعدائنا من المقاطعة والشجب و الاستنكار؛ لأن ذلك يظهر قوتنا و اعتزازنا بهذا الدين و حبنا لرسول الله .
**فهيا بنا إلى إحياء سنن المصطفى، والدعوة إليها، والتعاون على تطبيقها، وجعلها منهاجاً ننتهجه، و نبراساً يضئ لنا الحياة لنسير على خطاه، فنحيا حياته، وننهل من مدرسته، فنعلو و نعلي دينه وسيرته في العالمين .
وأوصيك بهذه الأفكار العملية :
(1) اقتنِ كتابًا مثل "زاد المعاد في هدي خير العباد" للإمام ابن القيم، وحاول أن تتابع النبي في كل الأمور فهذا طوق النجاة، ابدأ شيئًا فشيئًا في تغيير نمط حياتك وفق هدي النبي.
(2) اقرأ كل يوم بابًا من أبواب كتاب من كتب السنة، مثل:رياض الصالحين، اعقد جلسة في بيتك لتدارس هذا الكتاب مع زوجتك وأولادك، مع والدك ووالدتك، قل لهما: هيا نجلس بين يدي الحبيب نصغي إلى كلامه العاطر، ولتكن هذه الجلسة بعد أداء وجبة الغداء أو العشاء، أو بعد صلاة الفجر، اتفقوا وعاهدوا الله على عدم انقطاعها إلا في الظروف الملحة. ثمَّ تدرج في كتب السنة مثل: (صحيح الترغيب والترهيب، صحيح الأحاديث القدسية، ثمَّ كتب السنة الكبار كالصحيحين، والسنن الأربعة ) تعلم سنة حبيبك .
(3) ساعد في حفظ حديث رسول الله ، وذلك بحفظ مجموعة مختارة من أحاديثه مثل : ( الأربعين النووية ) ، وإن لم تستطع فما المانع من عقد مسابقات في المساجد في حفظ أحاديث الرسول ، وحث الجمعيات الرسمية في تبني هذا وعرض المكافآت المجزية ، وخذ ثواب كل من سيقوم بهذا العمل الضخم .
(4) انشر حديثًا ، وتذكر قوله:: {بلغوا عني ولو آية} [ رواه البخاري ] استخدم كافة السبل المتاحة ، عن طريق الرسائل الإلكترونية ، اللوحات المعلقة في المسجد والمدرسة وأماكن العمل ، ادخل مجموعة من أحاديث على شبكة الانترنت ، ساعد في طباعة كتب السنة ، أعطها هدية لمن تحب .
(5) ترجمة بعض دواوين السنة ، والكتب التي تعرف بالنبي باستشارة المختصين في ذلك .
(6) ما المانع من أن يتبنى بعض رجال الأعمال أو المؤسسات الإسلامية مسابقة عامة في أفضل البحوث التي تعرف النبي للغرب ، وتوهب لهذا الأموال ، أليس هذا حق رسول الله؟ أليس هذا أجدى من الأموال التي تنفق على الفيديو كليب والإباحيات ، واللهو المحرم ؟!
(7) لماذا لا يقوم بعض المؤهلين فنيًا بعمل شريط فيديو عن طريق إحدى وكالات الإنتاج الإعلامي ، يعرض بشكل مشوق وبطريقة فنية ملخصاً تاريخياً للسيرة ، وعرضاً للشمائل والأخلاق النبوية، لتوضيح عظمة رسول الله ، ومناقشة لأهم الشبه المثارة حول سيرة النبي ، وذلك بإخراج إعلامي متقن ومقنع. (شريطة عدم الوقوع في مخالفات شرعية ) ؟
(8) إليك أكثر من عشرين سنة مهجورة لتحييها كرد فعل سريع تقر بها عين النبي محمد:
الخروج لأداء صلاة الضحى في المسجد ولك فيها ثواب عمرة ، الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات ، المحافظة على الوضوء ، السواك والبدء بذلك عند دخول البيت ، صلاة النوافل في البيوت ، صلاة ركعتين عند التنازع ، صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، المشي حافيًا أحيانا ، البدء باليمنى عند لبس النعل وباليسرى عند الخلع ، ترك السهر في الليل والتبكير بالنوم ، الوضوء قبل النوم ، النوم على الجنب الأيمن ، نفض الفراش قبل النوم ، الوضوء قبل الغسل من الجنابة ، لعق الأصابع بعد الانتهاء من الطعام ، تخفيف إفطار الصائم عند المغرب ، استحباب السفر يوم الخميس ، السلام على جميع المسلمين ومنهم الصبيان ، خلع النعال عند المشي بين القبور ، الاضطجاع بعد سنة الفجر على الجنب الأيمن ، الدعاء بعد شرب اللبن والمضمضة منه ، الجلوس عند الشرب ، الاكتحال ، الحجامة . الاستئذان ثلاث مرات في دخول المنزل .
خامسًا : أن نتكاتف جميعًا ، ونلقي بخلافاتنا عرض الحائط ، فهذا أوان نصرة المصطفى .
قال تعالى : { وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}
[ الحديد : 25]
**فلا ينبغي أن يتخلف أحد من المسلمين عن واجب النصرة اليوم ، علينا أن نتعاون لإعلاء راية هذا الدين ، والله ناصر من ينصر دينه ورسوله . قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [ محمد : 7 ]
قال ::{من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا و الآخرة}
[ رواه البيهقي وحسنه الألباني ] فهل تطيق اليوم أن تخذل رسول الله ؟
عن جابر رضي الله عنه أنَّ النبي قال: {ما من امرئ يخذل امرءًا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحبُ فيه نصرته
و ما من أحد ينصرُ مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه ، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته }
[ رواه الإمام أحمد وأبو داود وحسنه الألباني ]
هذا في شأن المسلم مع أخيه فكيف برسول الله ؟! ..
وتابعوا بعض المقالات من هنا
لو بتحب رسول الله....فهرس المقالات
** منقول للفائدة **
تعليق