إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وفاء لا يموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وفاء لا يموت



    كان يَقِف بين أصحابه حينما رآها مِن بعيد؛ امرأة عجوز تخطَّى عمرها الثمانين عامًا، تسير بخُطوات وئيدة، وصوتُها يكاد لا يُسمَع، رآها وقد خطَّ الزمانُ خطوطًا على وجهها، أمَّا ظهرها فقدِ انحنى؛ لأنَّه ما عاد يَقوَى على أثقال الزمان، وقَدَمَاها ما عادتْ تقوى على السَّير، فاتَّخذتْ ساقًا ثالثة، ولكنَّها من فروع الأشجار، وكان كلُّ شيء حولَها لا يشعر بوجودها، حتى دوابُّ الأرض ما عادتْ تَفِرُّ من أمامها، ولكنَّها ما زالت رغمَ عمرها المديد تتمتَّع بذاكرة برَّاقة، تَذكُر بها كلَّ جميل في هذه الحياة.

    تَرَك أصحابَه
    وذهبَ إليها، ومدَّ لها عباءتَه وأجلسها، وظلاَّ يتحدثانِ فترةً من الزمن، وكأنَّه اختلس هذه اللحظاتِ؛ ليستعيدَ معها ذِكرياتٍ ما زالتْ تداعبه وتؤانِسُه.

    وحينما عاد
    إلى أصحابِه سألوه: مَن هذه يا رسولَ الله؟
    قال: هذه كانتْ تأتينا أيَّام خديجةَ.

    يالله!
    ما زالَ يَذكُر خديجة، ويذكُر مَن كانت تجلس مع خديجة، رغمَ ما لديه من مسؤوليات جِسام، ورغمَ مَن معه مِن زوجات.

    جلس معها
    ليتذاكرَا أيَّام خديجة، يذكرها عندما استمأنتْه على تجارتِها، وحينما طلبتِ الزواج منه، يذكرها عندما زمَّلتْه بحنانها، وأنفقتْ عليه من مالها، ويذكر تثبيتَها له "كلاَّ والله لا يُخزيك الله أبدًا، إنَّك لتَحملُ الكَلَّ، وتَقري الضيف، وتُكسِب المعدوم، وتُعين على نوائب الحقِّ"، يذكر تصديقَها إيَّاه أنَّه رسول الله إلى الناس كافَّة، يذكرها وكأنَّه يرسم من حروف كلماتِها وجهَ خديجة، وصوتَ خديجة، ورائحةَ خديجة.

    يشعر
    وكأنَّه يحتاج إلى دفء الحياة، فلا يجده إلاَّ بذِكْر هذه الحبيبة التي تزوجتْه شابًّا، ورعتْه نبيًّا، وكانت له حرمًا آمنًا من مشقَّاتِ الطريق، وظُلمِ القريب والبعيد.

    ما زال يذكرها، يا له مِن وفاء يَندرُ وجودُه في ظلِّ المادية الطاحنة!


    إنَّ الرجل
    إذا أراد الهروبَ من منغصَّات له مع أهله، جاء بأخرى، فيُصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار، فبدلاً من أن يُمهِّد الطريق لحياة زوجيَّة هانئة، نجده يزيد في وعورة الطريق، وينسى ما قدمتْه له من حياتها.

    ولكن رسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا ينسى، ما زالَ يذكر زوجتَه الأولى، ولِمَ لا،
    وهو رمزٌ للوفاء إذا ضنَّ الزمان بأزواج أوفياء؟!



    الْحَافِـظُ الْمُتْقِـنُ قَـدْ سَــاوى الْمَـلَـكْ .....
    فَاسْتَعْمِـلِ الْـجِـدَّ فَـمَـنْ جَــدَّ مَـلَـكْ
    :rose::rose::rose:
    القرآن كلام الله ..... خطاب الملك....القرآن عزيز ...... مطلوب وليس طالب
    إذا تركته تركك ..... وإذا ذهبت عنه ذهب

    من تعاهدني ..... ويكون قلبـــــها القرآن ؟

  • #2
    رد: وفاء لا يموت

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


    جزاكم الله خيرا

    إنه المصطفي صلى الله عليه وسلم

    أسوتنا وقدوتنا وشفيعنا

    الرحمة المهداة

    خير ولد آدم صلي الله عليه وسلم

    أسأل الله نسير علي هديه

    بارك الله فيكم

    وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

    تعليق


    • #3
      رد: وفاء لا يموت

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
      جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق

      يعمل...
      X