السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن مسعود قال : سألت النبي : أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال : (( الصلاة على وقتها )) قلت ثم أي ؟
قال : (( بر الوالدين )) قلت ثم أي ؟ قال : (( الجهاد في سبيل الله)) [ متفق عليه ] .
ترجمة الراوي :
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب ، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري ، حليف بني زهرة. كان قصيرًا جدًّا ، طوله نحو ذراع ، خفيف اللحم ، دقيق الرجلين . يقال : إن عبد الله بن مسعود سادس من أسلم . وقد هاجر الهجرتين ، وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق وبيعة الرضوان ، وسائر المشاهد مع رسول الله ، وهو الذي أجهز على أبي جهل . سبب إسلامه أنه مرَّ عليه النبي وهو يرعى غنمًا بمكة لعقبة بن أبي معيط ، فأخذ النبي منها شاة حائلاً " أي التي لم تَحْمِلْ " وحلبها . فأسلم وحسن إسلامه . تُوُفِّي عبد الله بن مسعود سنة 32هـ بالمدينة ، ودفن بالبقيع ، وكان عمره يوم توفِّي بضعًا وستين سنة .
ما يستفاد من الحديث : قرن الله سبحانه وتعالى طاعته بطاعة الوالدين ، كما ألزم حقوقه بحقوق الوالدين حيث قال في محكم تنزيله : {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا}[ الإسراء:23]وقال تعالى : { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً } [النساء36]كما حث رسولنا الكريم الأبناء وأمرهم ببر الوالدين ، وحذرهم من مغبة العقوق ، ففي الحديث الشريف جعل رسول الله ، بر الوالدين أفضل من الجهاد في
سبيل الله ، وذلك لعظم حقهما على أبنائهما ، فالوالدين هم أصل وجودنا بعد الله تعالى ،
الأم حملت ووضعت وأرضعت ووهبت من عمرها الكثير لتؤمن الراحة لفلذات كبدها ،
والأب يعمل ليل نهار من أجل توفير حياة كريمة لأبنائه ولو كان ذلك على حساب صحته
وقوته وسعادته ، حقهما علينا نحن الأبناء لا نستطيع أن نحصيه ، لذلك فلنسعى جاهدين في
بر الوالدين وإرضائهما ، فرضاهما من رضا الرب سبحانه وتعالى ، وسخطهما من سخطه
وهل جزاء الاحسان إلا احسانا ؟!.
تعليق