خير نساء العالمين
تبشيرها ببيت في الحنة على نهر من أنهار الجنة
غيرة عائشة رضي الله عنها
ما أبدلني الله خيرًا منه
بيت في الجنة من قصب (( أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ ، مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي ، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ وَ لا نَصَبَ )) .[1]
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ :
اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاعْتَمَرْنَا مَعَهُ ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ طَافَ وَطُفْنَا مَعَهُ ، وَأَتَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ وَأَتَيْنَاهَا مَعَهُ ، وَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَرْمِيَهُ أَحَدٌ .
فَقَالَ لَهُ صَاحِبٌ لِي : أَكَانَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ ؟
قَالَ : لا .
قَالَ : فَحَدِّثْنَا مَا قَالَ لِخَدِيجَةَ .
قَالَ : بَشِّرُوا خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ ))[2]
وعن يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَشَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ ؟
قَالَ : (( نَعَمْ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ ))[3]
وفي رِوَايَة مُسْلِم " قَدْ أَتَتْك " وَمَعْنَاهُ تَوَجَّهَتْ إِلَيْك ، وَأَمَّا قَوْله ثَانِيًا ، " فَإِذَا هِيَ أَتَتْك " فَمَعْنَاهُ وَصَلَتْ إِلَيْك . قَوْله : ( إِنَاء فِيهِ إِدَام أَوْ طَعَام أَوْ شَرَاب ) شَكّ مِنْ الرَّاوِي ، وَكَذَا عِنْد مُسْلِم وَفِي رِوَايَة الإِسْمَاعِيلِيّ " فِيهِ إِدَام أَوْ طَعَام وَشَرَاب " وَفِي رِوَايَة سَعِيد بْن كَثِير الْمَذْكُور عِنْد الطَّبَرَانِيِّ أَنَّهُ كَانَ حَيْسًا . قَوْله : ( فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلام مِنْ رَبّهَا وَمِنِّي ) زَادَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الرِّوَايَة الْمَذْكُورَة " فَقَالَتْ : (هُوَ السَّلام وَمِنْهُ وَالسَّلام وَعَلَى جِبْرِيل السَّلام) .
وِلِلنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيث أَنَس قَالَ :
(( قَالَ جِبْرِيل لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمإِنَّ اللَّه يُقْرِئ خَدِيجَة السَّلام " يَعْنِي فَأَخْبِرْهَا " .
فَقَالَتْ : إِنَّ اللَّه هُوَ السَّلام ، وَعَلَى جِبْرِيل السَّلام ، وَعَلَيْك يَا رَسُول اللَّه السَّلام وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته " زَادَ اِبْن السُّنِّيّ مِنْ وَجْه آخَر " وَعَلَى مَنْ سَمِعَ السَّلام ، إِلا الشَّيْطَان " .
و في هذا الحديث من الفوائد العجيبة و النفيسة الشيء الكثير[4]
أولاً : قوله صلى الله عليه وسلم ( ببيت في الجنة )
قال ببيت ولم يقل بقصر كما يمكن أن يظن ( بقصر في الجنة )1ـ و ذلك لأنها كانت ربة بيت قبل البعثة ، ثم صارت ربة أول بيت في الإسلام ، وانفردت بذلك فكان بيتها أول بيت في الإسلام ، ولم يكن على وجه الأرض بيت للإسلام إلا بيتها رضي الله عنها .
قَالَ أَبُو بَكْر الإِسْكَاف فِي فَوَائِد الأَخْبَار : الْمُرَاد بِهِ بَيْت زَائِد عَلَى مَا أَعَدَّ اللَّه لَهَا مِنْ ثَوَاب عَمَلهَا .
قَالَ السُّهَيْلِيّ : لِذِكْرِ الْبَيْت مَعْنًى لَطِيف لأَنَّهَا كَانَتْ رَبَّة بَيْت قَبْل الْمَبْعَث ثُمَّ صَارَتْ رَبَّة بَيْت فِي الإِسْلام مُنْفَرِدَة بِهِ ، فَلَمْ يَكُنْ عَلَى وَجْه الأَرْض فِي أَوَّل يَوْم بَعْث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بَيْتُ إِسْلام إِلا بَيْتهَا ، وَهِيَ فَضِيلَة مَا شَارَكَهَا فِيهَا أَيْضًا غَيْرهَا .
قَالَ : وَجَزَاء الْفِعْل يُذْكَر غَالِبًا بِلَفْظِهِ وَإِنْ كَانَ أَشْرَفَ مِنْهُ ، فَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيث بِلَفْظِ الْبَيْت دُون لَفْظ الْقَصْر ..اِنْتَهَى .
2ـ وَفِي ذِكْر الْبَيْت مَعْنًى آخَر : لأَنَّ مَرْجِع أَهْل بَيْت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهَا ، لِمَا ثَبَتَ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى ( إِنَّمَا يُرِيد اللَّه لِيُذْهِب عَنْكُمْ الرِّجْس أَهْل الْبَيْت )[5] قَالَتْ أُمّ سَلَمَة " لَمَّا نَزَلَتْ دَعَا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَة وَعَلِيًّا وَالْحَسَن وَالْحُسَيْن فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْل بَيْتِي " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيْره[6] ، وَمَرْجِع أَهْل الْبَيْت هَؤُلاءِ كلهم إِلَى خَدِيجَة رضي الله عنها
ففَاطِمَة رضي الله عنها بِنْتهَا ، والحسن والحسين مِنْ فَاطِمَة فهي جدتهم ويرجعون إليها وَعَلِيّ بن أبي طالب فقد أخذه النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه أبي طالب وهو طفل صغير ورباه عنده في بيت خديجة فنَشَأَ رضي الله عنه فِي بَيْت خَدِيجَة وفاز بتربيتها له ورعايتها رضي الله عنها ، فنسب علي إلى بيتها لأنه تربى فيه ، ثُمَّ أنه تَزَوَّجَ بِنْتهَا ، فَظَهَرَ رُجُوع كل أَهْل الْبَيْت النَّبَوِيّ إِلَى خَدِيجَة دُون غَيْرهَا .
ـ و الجزاء من جنس العمل ، فكما أن بيتها كان أول بيت في الإسلام رزقها الله تعالى ببيت في الجنة ، وكما أنها أصل أهل البيت النبوي الشريف المذكور في القرآن و هي ربته ، فجزاها الله تعالى ببيت في الجنة يشبه في المسمى و لكنه في الحقيقة هو أعظم وأفضل لأنه في الجنة فليس في الآخرة من الدنيا إلا المسميات .
ثانيًا : قوله صلى الله عليه وسلم (من قصب )
المعنى : قَالَ اِبْن التِّين : الْمُرَاد بِهِ لُؤْلُؤَة مُجَوَّفَة وَاسِعَة كَالْقَصْرِ الْمَنِيف ، قَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء الْمُرَاد بِهِ قَصَب اللُّؤْلُؤ الْمُجَوَّف كَالْقَصْرِ الْمُنِيف ، وَقِيلَ قَصَب مِنْ ذَهَب مَنْظُومٍ بِالْجَوْهَرِ .قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْقَصَب مِنْ الْجَوْهَر مَا اِسْتَطَالَ مِنْهُ فِي تَجْوِيف ، قَالُوا : وَيُقَالُ لِكُلِّ مُجَوَّف قَصَب .
وعِنْد الطَّبَرَانِيِّ فِي " الأَوْسَط " مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ اِبْن أَبِي أَوْفَى " يَعْنِي قَصَب اللُّؤْلُؤ " وَعِنْده فِي " الْكَبِير " مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة " بَيْت مِنْ لُؤْلُؤَة مُجَوَّفَة " وَأَصْله فِي مُسْلِم ، وَعِنْده فِي الأَوْسَط " مِنْ حَدِيث فَاطِمَة قَالَتْ : قُلْت يَا رَسُول اللَّه أَيْنَ أُمِّي خَدِيجَة ؟ قَالَ : فِي بَيْت مِنْ قَصَب ، قُلْت أَمِنْ هَذَا الْقَصَب ؟ قَالَ : لا مِنْ الْقَصَب الْمَنْظُوم بِالدُّرِّ وَاللُّؤْلُؤ وَالْيَاقُوت .
اللطيفة من ذكر كلمة قصب وَلَمْ يَقُلْ مِنْ لُؤْلُؤ
1ـ أَنَّ فِي لَفْظ الْقَصَب مُنَاسَبَة لِكَوْنِهَا أَحْرَزَتْ قَصَب السَّبَق بِمُبَادَرَتِهَا إِلَى الإِيمَان دُون غَيْرهَا وَلِذَا وَقَعَتْ هَذِهِ الْمُنَاسَبَة فِي جَمِيع هَذَا الْحَدِيث .
2ـ وَفِي الْقَصَب مُنَاسَبَة أُخْرَى : حيث أنه معروف باِسْتِوَاء واستقامة أَنَابِيبه وعدم اعوجاجه . وكذلك كانت خديجة رضي الله عنها مستقيمة على إسلامها ، ومستقيمة في طاعة ربها ، وشديدة الحرص على إرضاء الله تبارك و تعالى .
وَكَذَا كَانَ لِخَدِيجَة مِنْ الاسْتِوَاء مَا لَيْسَ لِغَيْرِهَا ، إِذْ كَانَتْ حَرِيصَة عَلَى رِضى النبي صلى الله عليه وسلموإسعاده بِكُلِّ مُمْكِن ، وَلَمْ يَصْدُر مِنْهَا مَا يُغْضِبهُ قَطُّ كَمَا وَقَعَ لِغَيْرِهَا فكان الجزاء من جنس العمل ،كذلك فباستقامتها على أمر الله واستقامتها في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلمنبيًا و زوجًا ، جزاها الله تعالى ببيت من قصب ، من لؤلؤة واحدة ، مستقيم لا عوج فيه .
ثالثًا : قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا صخب فيه ولا نصب)
الصَّخَب: الصِّيَاح وَالْمُنَازَعَة بِرَفْعِ الصَّوْت وَالنَّصَب : التَّعَب
قَالَ السُّهَيْلِيّ : مُنَاسَبَة نَفْي هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ - أَعْنِي الْمُنَازَعَة وَالتَّعَب - أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَعَا إِلَى الإسْلام أَجَابَتْ خَدِيجَة طَوْعًا فَلَمْ تُحْوِجْهُ إِلَى رَفْع صَوْت وَلا مُنَازَعَة وَلا تَعَب فِي ذَلِكَ ، بَلْ أَزَالَتْ عَنْهُ كُلّ نَصَب ، وَآنَسَتْهُ مِنْ كُلّ وَحْشَة ، وَهَوَّنَتْ عَلَيْهِ كُلّ عَسِير ، فَنَاسَبَ أَنْ يَكُون مَنْزِلهَا الَّذِي بَشَّرَهَا بِهِ رَبّهَا بِالصِّفَةِ الْمُقَابِلَة لِفِعْلِهَا .
رابعًا: قول خديجة
( إن الله هو السلام ، وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله السلام و رحمة الله و بركاته )
1ـ قَالَ الْعُلَمَاء فِي هَذَا الْقِصَّة دَلِيل عَلَى وُفُور فِقْههَا وسعة علمها رضي الله عنها ، وقد علمت ما لم يعلمه الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم ، لأَنَّهَا لَمْ تَقُلْ " وَعَلَيْهِ السَّلام " كَمَا وَقَعَ لِبَعْضِ الصَّحَابَة حَيْثُ كَانُوا يَقُولُونَ فِي التَّشَهُّد " السَّلام عَلَى اللَّه فَنَهَاهُمْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ : إِنَّ اللَّه هُو السَّلام ، فَقُولُوا التَّحِيَّات لِلَّهِ " فَعَرَفَتْ خَدِيجَة لِصِحَّةِ فَهْمهَا أَنَّ اللَّه لا يُرَدّ عَلَيْهِ السَّلام كَمَا يُرَدّ عَلَى الْمَخْلُوقِينَ ، لأَنَّ السَّلام اِسْم مِنْ أَسْمَاء اللَّه ، وَهُوَ أَيْضًا دُعَاء بِالسَّلامَةِ وَكِلاهَا لا يَصْلُح أَنْ يُرَدّ بِهِ عَلَى اللَّه فَكَأَنَّهَا قَالَتْ : كَيْف أَقُول عَلَيْهِ السَّلام وَالسَّلام اِسْمه وَمِنْهُ يُطْلَب وَمِنْهُ يَحْصُل ، فَيُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّهُ لا يَلِيق بِاَللَّهِ إِلا الثَّنَاء عَلَيْهِ فَجَعَلَتْ مَكَان رَدّ السَّلام عَلَيْهِ الثَّنَاء عَلَيْهِ .
2ـ غَايَرَتْ بَيْن مَا يَلِيق بِاَللَّهِ وَمَا يَلِيق بِغَيْرِهِ فَقَالَتْ : "وَعَلَى جِبْرِيل السَّلام" لأنه كان غائبًا عنها لا تراه .
3ـ ثُمَّ قَالَت ْ: " وَعَلَيْك السَّلام " وَيُسْتَفَاد مِنْهُ رَدّ السَّلام عَلَى مَنْ أَرْسَلَ السَّلام وَعَلَى مَنْ بَلَّغَهُ .
4ـ ثُمَّ أَخْرَجَتْ الشَّيْطَان مِمَّنْ سَمِعَ لأَنَّهُ لا يَسْتَحِقّ الدُّعَاء بِذَلِكَ .
Zفائدة : قِيلَ : إِنَّمَا بَلَّغَهَا جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلام مِنْ رَبّهَا بِوَاسِطَةِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اِحْتِرَامًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
خير نساء العالمين
قال عَلِي بن أبي طالب سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
(( خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ )).[7]
وعنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
(( خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ )) ، وَأَشَارَ وَكِيعٌ إِلَى السَّمَاءِ وَالأَرْضِ .[8]
قال الحافظ في الفتح :
قَوْله صلى الله عليه وسلم خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْت عِمْرَان ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْت خُوَيْلِد وَأَشَارَ وَكِيع إِلَى السَّمَاء وَالأَرْض ) أَرَادَ وَكِيع بِهَذِهِ الإِشَارَة تَفْسِير الضَّمِير فِي نِسَائِهَا ، وَأَنَّ الْمُرَاد بِهِ جَمِيع نِسَاء الأَرْض ، أَيْ كُلّ مَنْ بَيْن السَّمَاء وَالأَرْض مِنْ النِّسَاء .
وَالأَظْهَر أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا خَيْر نِسَاء الأَرْض فِي عَصْرهَا ، وَأَمَّا التَّفْضِيل بَيْنهمَا فَمَسْكُوتٌ عَنْهُ .
قَالَ الطِّيبِيُّ : الضَّمِيرُ الأَوَّلُ يَعُودُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ ؛ الثَّانِي عَلَى الأُمَّةِ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا مَرْيَمُ .
وَلِهَذَا كَرَّرَ الْكَلامَ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ حُكْمَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غَيْرُ حُكْمِ الأُخْرَى وَكِلا الْفَصْلَيْنِ كَلامٌ مُسْتَأْنَفٌ وَجَاءَ مَا يُفَسِّرُ الْمُرَادَ صَرِيحًا ، فَرَوَى الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَفْعُهُ : " لَقَدْ فُضِّلَتْ خَدِيجَةُ عَلَى نِسَاءِ أُمَّتِي كَمَا فُضِّلَتْ مَرْيَمُ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ اِنْتَهَى .
وَقَالَ النَّوَوِيُّ : الأَظْهَرُ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا خَيْرُ نِسَاءِ الأَرْضِ فِي عَصْرِهَا ، وَأَمَّا التَّفْضِيلُ بَيْنَهُمَا فَمَسْكُوتٌ عَنْهُ .
وَأَمَّا حَدِيثُ اِبْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَالْحَاكِمُ عَنْهُ مَرْفُوعًا : " أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ وَفَاطِمَةُ وَمَرْيَمُ وَآسِيَةُ " .
قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ : خَدِيجَة أَفْضَل نِسَاء الأُمَّة مُطْلَقًا لِهَذَا الْحَدِيث وَيَحْتَمِل أَنْ يُرِيد أَنَّ الضَّمِير الأَوَّل يَرْجِع إِلَى السَّمَاء وَالثَّانِي إِلَى الأَرْض إِنْ ثَبَتَ أَنَّ ذَلِكَ صَدَرَ فِي حَيَاة خَدِيجَة وَتَكُون النُّكْتَة فِي ذَلِكَ أَنَّ مَرْيَم مَاتَتْ فَعُرِجَ بِرُوحِهَا إِلَى السَّمَاء ، فَلَمَّا ذَكَرَهَا أَشَارَ إِلَى السَّمَاء وَكَانَتْ خَدِيجَة إِذْ ذَاكَ فِي الْحَيَاة فَكَانَتْ فِي الأَرْض فَلَمَّا ذَكَرَهَا أَشَارَ إِلَى الأَرْض ، وَعَلَى تَقْدِير أَنْ يَكُون بَعْد مَوْت خَدِيجَة فَالْمُرَاد أَنَّهُمَا خَيْر مَنْ صَعِدَ بِرُوحِهِنَّ إِلَى السَّمَاء وَخَيْر مَنْ دُفِنَ جَسَدهنَّ فِي الأَرْض ، وَتَكُون الإِشَارَة عِنْد ذِكْر كُلّ وَاحِدَة مِنْهُمَا .
رَوَى الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث عَمَّار بْن يَاسِر رَفَعَهُ " لَقَدْ فُضِّلَتْ خَدِيجَة عَلَى نِسَاء أُمَّتِي كَمَا فُضِّلَتْ مَرْيَم عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ " وَهُوَ حَدِيث حَسَن الإِسْنَاد ، وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ خَدِيجَة أَفْضَل مِنْ عَائِشَة .
وَقَدْ أَخْرَجَ النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيح وَأَخْرَجَ الْحَاكِم مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا " أَفْضَل نِسَاء أَهْل الْجَنَّة خَدِيجَة وَفَاطِمَة وَمَرْيَم وَآسِيَة " وَهَذَا نَصَّ صَرِيح لا يَحْتَمِل التَّأْوِيل.ا.هـ[9]
سُئِلَ شَيْخُ الإِسْلامِ : رحمه الله تعالى :
س : عَنْ " خَدِيجَةَ " " وَعَائِشَةَ " : أُمَّيْ الْمُؤْمِنِينَ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ؟
فَأَجَابَ : بِأَنَّ سَبْقَ خَدِيجَةَ وَتَأْثِيرَهَا فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ ، وَنَصْرَهَا وَقِيَامَهَا فِي الدِّينِ لَمْ تُشْرِكْهَا فِيهِ عَائِشَةُ وَلا غَيْرُهَا مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ .
وَتَأْثِيرُ عَائِشَةَ فِي آخِرِ الإِسْلامِ وَحَمْلِ الدِّينِ وَتَبْلِيغِهِ إلَى الأُمَّةِ ، وَإِدْرَاكُهَا مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ تُشْرِكْهَا فِيهِ خَدِيجَةُ وَلا غَيْرُهَا مِمَّا تَمَيَّزَتْ بِهِ عَنْ غَيْرِهَا .ا.هـ[10]
وقال أيضًا عن عقيدة أهل السنة :
(( وَيَتَوَلَّوْنَ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُؤْمِنُونَ بِأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الآخِرَةِ خُصُوصًا خَدِيجَةُ رضي الله عنها ، أُمُّ أَكْثَرِ أَوْلادِهِ ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَعَاضَدَهُ عَلَى أَمْرِهِ ، وَكَانَ لَهَا مِنْهُ الْمَنْزِلَةُ الْعَالِيَةُ ، وَالصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم { فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ } .ا.هـ[11]
وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
(( حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ )) قَالَ الترمذي حَدِيثٌ صَحِيحٌ[12]
أَيْ يَكْفِيَك " مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" أَيْ الْوَاصِلَةِ إِلَى مَرَاتِبِ الْكَامِلِينَ فِي الاقْتِدَاءِ بِهِنَّ وَذِكْرِ مَحَاسِنِهِنَّ وَمَنَاقِبِهِنَّ وَزُهْدِهِنَّ فِي الدُّنْيَا وَإِقْبَالِهِنَّ عَلَى الْعُقْبَى .
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : قَالَ السُّبْكِيُّ الْكَبِيرُ الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ بِهِ أَنَّ فَاطِمَةَ أَفْضَلُ ثُمَّ خَدِيجَةَ ثُمَّ عَائِشَةَ وَالْخِلافُ شَهِيرٌ وَلَكِنَّ الْحَقَّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ بِهِ .
أما شَرَفُ السِّيَادَةِ قَدْ ثَبَتَ النَّصُّ لِفَاطِمَةَ وَحْدَهَا و أمها خَدِيجَةَ هِيَ أَوَّلُ مَنْ أَجَابَ إِلَى الإِسْلامِ وَدَعَا إِلَيْهِ وَأَعَانَ عَلَى ثُبُوتِهِ بِالنَّفْسِ وَالْمَالِ وَالتَّوَجُّهِ التَّامِّ . فَلَهَا مِثْلُ أَجْرِ مَنْ جَاءَ بَعْدَهَا وَلا يُقَدِّرُ قَدْرَ ذَلِكَ إِلا اللَّهُ .كما أن خديجة هي أفضل أمهات المؤمنين بلا شك و لا يجاريها أحد في منزلتها ،كما قال صلى الله عليه وسلم (ما أبدلني الله خيرًا منها) .
وَمِنْ صَرِيح مَا جَاءَ فِي تَفْضِيل خَدِيجَة مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس رَفَعَهُ " أَفْضَل نِسَاء أَهْل الْجَنَّة خَدِيجَة بِنْت خُوَيْلِد وَفَاطِمَة بِنْت مُحَمَّد " قَالَ السُّبْكِيّ الْكَبِير كَمَا تَقَدَّمَ : لِعَائِشَة مِنْ الْفَضَائِل مَا لا يُحْصَى ، وَلَكِنَّ الَّذِي نَخْتَارهُ وَنَدِين اللَّه بِهِ أَنَّ فَاطِمَة أَفْضَل ثُمَّ خَدِيجَة ثُمَّ عَائِشَة ، وَاسْتَدَلَّ لِفَضْلِ فَاطِمَة بِمَا تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَتهَا أَنَّهَا سَيِّدَة نِسَاء الْمُؤْمِنِينَ .ا.هـ[13]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
(( خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ .
قَالَ : تَدْرُونَ مَا هَذَا ؟
فَقَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَجْمَعِينَ ))
رواه أحمد والحديث متصل ، مسلسل بالثقات[14]
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لها على نهر من أنهار الجنة
عن جابر بن عبدالله قال :
0 سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خديجة رضي الله عنها فقال :
(( رأيتها على نهر من أنهار الجنة ، في بيت من قصب لا لغو ولا نصب ))[15]
ذكر ما ورد من غيرة عائشة رضي الله عنها
لكثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلملخديجة رضي الله عنها
Oعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
(( مَا حَسَدْتُ أَحَدًا مَا حَسَدْتُ خَدِيجَةَ وَمَا تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا بَعْدَ مَا مَاتَتْ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ ))[16]
O وفي رواية عنها رضي الله عنها :
(( وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا بِثَلاثِ سِنِينَ ، وَأَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ ))[17]
O و عنها رضي الله عنها قالت :
(( مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ لِكَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا وَثَنَائِهِ عَلَيْهَا وَقَدْ أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ لَهَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ ))[18]
O وعنها رضي الله عنها قالت :
(( مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ ، وَمَا رَأَيْتُهَا وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ ذِكْرَهَا ، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ .
فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ : كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلا خَدِيجَةُ 00!!
فَيَقُولُ : إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ ))[19]
] في الأحاديث السابقة ثُبُوت الْغَيْرَة وَأَنَّهَا غَيْر مُسْتَنْكَر وُقُوعهَا مِنْ فَاضِلات النِّسَاء فَضْلاً عَمَّنْ دُونهنَّ ، وَأَنَّ عَائِشَة كَانَتْ تَغَار مِنْ نِسَاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لَكِنْ كَانَتْ تَغَار مِنْ خَدِيجَة أَكْثَر ، وَقَدْ بَيَّنَتْ سَبَب ذَلِكَ وَأَنَّهُ لِكَثْرَةِ ذِكْر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا .
وَأَصْل غَيْرَة الْمَرْأَة مِنْ تُخَيَّل مَحَبَّة غَيْرهَا أَكْثَر مِنْهَا وَكَثْرَة الذِّكْر تَدُلّ عَلَى كَثْرَة الْمَحَبَّة .
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : مُرَادهَا بِالذِّكْرِ لَهَا مَدْحهَا وَالثَّنَاء عَلَيْهَا
ولكن وَقَعَ عِنْد النَّسَائِيِّ " مِنْ كَثْرَة ذِكْره إِيَّاهَا وَثَنَائِهِ عَلَيْهَا " فَعَطْفُ الثَّنَاء عَلَى الذِّكْر مِنْ عَطْف الْخَاصّ عَلَى الْعَامّ ، وَهُوَ يَقْتَضِي حَمْل الْحَدِيث عَلَى أَعَمّ مِمَّا قَالَهُ الْقُرْطُبِيّ . و عِنْد الطَّبَرَانِيِّ " وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَة لَمْ يَسْأَم مِنْ ثَنَاء عَلَيْهَا وَاسْتِغْفَار لَهَا "
قَوْلها : ( هَلَكَتْ قَبْل أَنْ يَتَزَوَّجنِي) أَشَارَتْ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَوْجُودَة فِي زَمَانهَا لَكَانَتْ غَيْرَتهَا مِنْهَا أَشَدّ .
و مِنْ جُمْلَة أَسْبَاب الْغَيْرَة : تبشيرها بالجنة لأَنَّ اِخْتِصَاص خَدِيجَة بِهَذِهِ الْبُشْرَى مُشْعِر بِمَزِيدِ مَحَبَّة مِنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا . كما جاء في رواية " مَا حُسِدَتْ اِمْرَأَةٌ قَطُّ مَا حُسِدَتْ خَدِيجَةُ حِين بَشَّرَهَا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِبَيْتٍ مِنْ قَصَب "
قَوْلها : ( وَمَا رَأَيْتهَا ) وفِي رِوَايَة مُسْلِم " وَلَمْ أُدْرِكهَا "وعَنْ عَائِشَة بِلَفْظِ " وَمَا رَأَيْتهَا قَطُّ " وَرُؤْيَة عَائِشَة لِخَدِيجَةَ كَانَتْ مُمْكِنَة ، وَأَمَّا إِدْرَاكهَا لَهَا فَلا نِزَاع فِيهِ لأَنَّهُ كَانَ لَهَا عِنْد مَوْتهَا سِتّ سِنِينَ كَأَنَّهَا أَرَادَتْ بِنَفْيِ الرُّؤْيَة وَالإِدْرَاك النَّفْيَ بِقَيْدِ اِجْتِمَاعهمَا عِنْد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، أَيْ لَمْ أَرَهَا وَأَنَا عِنْده وَلا أَدْرَكَتْهَا كَذَلِكَ ، وَقَدْ وَقَعَ فِي بَعْضِ طُرُقه عِنْد أَبِي عَوَانَة " وَلَقَدْ هَلَكَتْ قَبْل أَنْ يَتَزَوَّجنِي}.ا.هـ[20]
[2] البخاري 1666، مسلم 4461 ، أبو داود 1626 ، ابن ماجه 2981، وأحمد 18319، والدارمي 1841.
[3] المصادر السابقة .
[4] فتح الباري 7/171ـ172 باختصار بسيط.
[5] الآية 33 من سورة الأحزاب.
[6] الترمذي 3129 ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم 3038
[7] البخاري 3531، ومسلم 4458، والترمذي 3812، وأحمد 605
[8] مسلم 4458 .
[9] انظر فتح الباري 7/168
[10] مجموع الفتاوى 4/393
[11] مجموع الفتاوى 3/153
[12] الترمذي 3813، وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم 3053
[13] انظر فتح الباري 7/136
[14] أحمد 2805.وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (4/13) .
[15] رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير مجالد ، وللحديث شواهد في الصحيح (الآحاد والمثاني 5/381)
[16] البخاري 3532،مسلم 4462، الترمذي 8311 واللفظ له ، وابن ماجه 1987 ، أحمد 25175
[17] البخاري 3533، مسلم 4463 ، الترمذي 3810، أحمد 23174.
[18] البخاري 4828.
[19] البخاري 3534 .
[20] فتح الباري 7/169ـ170
تعليق