ولد الهدى
أتمت السيدة أمنة بنت وهب أشهر الحمل برسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعته في يوم الاثنين الموافق للشهر الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل وعندما وضعته صلى الله عليه وسلم أرسلت من يخبر جده عبد المطلب انه قد ولد له غلام وطلبت منه أن يحضر ليراه
أتمت السيدة أمنة بنت وهب أشهر الحمل برسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعته في يوم الاثنين الموافق للشهر الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل وعندما وضعته صلى الله عليه وسلم أرسلت من يخبر جده عبد المطلب انه قد ولد له غلام وطلبت منه أن يحضر ليراه
فجاء عبد المطلب ونظر إلى حفيده فسره حسن منظره وحدثته السيدة أمنة أنها حين حملت به صلى الله عليه وسلم رأت وكأنه يخرج منها نور وضياء قصور بصرا والشام وإنها سمعت حين حملت به من يحدثها قائلا لقد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع على الأرض فقولي اعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم سمه محمد
فلما سمع عبد المطلب هذا الكلام زاد سروره بحفيده وعلم انه سيكون له شان عظيم وحمل عبد المطلب حفيده ودخل به الكعبة فطاف به وهو يدعو ويشكر الله تعالى على ما وهبه وسما عبد المطلب حفيده محمد فلما سألته قريش عن سبب اختياره هذا الاسم وهو اسم غير مألوف عندهم أجاب قائلا أردت أن يحمده الله في السماء ويحمده الناس في الأرض
ثم أعاده إلى أمه واخذ يبحث له عن المراضع وكان من عادة قريش إذا ولد لأحدهم مولود أرسله إلى البادية مع إحدى المراضع لترضعه وحتى يستفيد من جو البادية والصحراء النقي بعيدا عن هواء مكة الخانق وكان من عادة المراضع في ذلك الوقت النزول إلى مكة للبحت عن المواليد لأخذها إلى البادية طمعا في الأجر من أبائهم خاصة من قريش أفضل العرب فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قامت بإرضاعه امرأة من بني سعد اسمها حليمة السعدية
خرجت حليمة من ديار بني سعد هي وزوجها إلى مكة بحثا عن رضيع صحبة مجموعة من نساء بني سعد وقد جاءت كل واحدة تبحث عن مولود لترضعه وكانت هذه السنة سنة قحط في ديار بني سعد فخرجت حليمة السعدية وهي تركب حمارا هزيلا ومعهما ناقة هزيلة لا تجود بقطرة لبن من شدة هزا لتها وضعفها فكانت لا تنام الليل هي وزوجها من شدة بكاء طفلهما ولم يكن في ثدي حليمة مايسكت جوع ذلك الطفل ولكن حليمة كانت تدعو الله الفرج ولذلك خرجت مع صاحباتها فلما وصلوا إلى مكة أخذت كل واحدة من نساء بني سعد تبحث عن رضيع وآخذت أمنة وعبد المطلب يعرضان رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسوة بني سعد فلم توافق واحدة منهن على أخذه عندما تعلم انه يتيم الأب
ولم تبق امرأة من بني سعد إلا وأخذت رضيع إلا حليمة السعدية فلم توفق إلى مولود أبدا فلما استعدت نسوة بني سعد للعودة إلى ديارهم قالت حليمة لزوجها والله إني لأكره أن ارجع بدون رضيع والله لأخذ هذا الرضيع وما حمل حليمة على اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لم تجد رضيعا غيره فلما أخذته حليمة ووضعته في حجرها وأخذت في إرضاعه رضع حتى شبع وترك الثدي الأخر لأخيه من الرضاعة فشرب حتى شبع ونام وما كانت حليمة ولا زوجها ينامان قبل ذلك بسبب بكاء الغلام من الجوع وقام الحرث زوج حليمة إلى الناقة ليحلبها فوجد ضرعيها ممتلئين باللبن ببركة قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وباتت حليمة وزوجها سعيدين وفي الصباح قال الحرث لحليمة لقد أخذت نسمة مباركة يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم والبركة التي حلت عليهما من قدومه إليهما فقالت حليمة والله إني لأرجو ذلك.
تعليق