هي البلد الحرام ومهد الاسلام ومهبط الوحي
صانها الله من كل شر
ولا ننسي ما فعله الله بجيش أبرهة وقد ارسل الله عليهم الطير الأبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول
وقد حرمها ابراهيم عليه السلام ودعا لها بالأمن والمزيد من الثمرات وأن تهفو إليه قلوب عباده فاستجاب الله له
"وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا" "سورة البقرة ـ 125"
فمن بركة ذلك ان يدخله الخائف فيأمن علي نفسه وما له حتي ان الرجل كان يلقي فيه قاتل ابيه أو أخيه فلا يعرض له وكما روي ان تحريم مكة كان علي لسان ابراهيم عليه السلام لقول النبي صل الله عليه وسلم
"اللهم ان ابراهيم حرم مكة فجعلها حراما واني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها"
رواه مسلم.
فقد روي ايضا انها محرمة منذ خلق الله السماوات والأرض ففي الصحيحين قال النبي صل الله عليه وسلم يوم فتح مكة
"ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام يحرمه الله إلي يوم القيامة"
ولا تناقض بين الروايتين لأن ابراهيم عليه السلام بلغ عن الله حكمه بتحريمها يوم خلق السموات والأرض ومن فضلها ان منعها الله من الدجال عليه لعن الله
"ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة"
رواه مسلم
وقد شرفها الله ان جعلها مناسك لعبادة فمن قصدها خالصا مخلصا غفرت ذنوبه وبلغ الجنة وجعل قلوب العباد تحن إليها وأوجب عليهم الاتيان إليها من كل فج عميق ولايدخلونها إلا متواضعين متذللين كاشفي رءوسهم متجردين عن لباس أهل الدنيا وجعلها حراما آمنا لا يسفك فيه دم ولا تعضد به شجرة ولا ينفر فيه صيد واقسم بها في كتابه العزيز
"لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ { 1 }" "سورة البلد"
" وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ " "التين ـ 3"
ولشرفها وحرمتها فإن من هم فيها بسيئة عاقبه الله عليها
"وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"
"الحج ـ 25"
وفي المقابل جعل الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة في غيره
ونختم بقول الرسول صل الله عليه وسلم
"تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكثير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة"
رواه احمد والترمذي وغيرهما
اللهم اكتب لنا الحج والعمرة وأذن لنا بهما.
آمين.
تعليق